تقرير امريكي: داعش ينمو بقوة في مالي والصومال وموزمبيق
الثلاثاء 05/مارس/2024 - 02:04 م
طباعة
روبير الفارس
حذر تقرير امريكي من سيطرت الفروع المحلية لتنظيم "داعش " حالياً على أراض في مالي والصومال وموزمبيق، مما يمهد الطريق لموجة جديدة من حشد المقاتلين الأجانب، وفرص استخراج الموارد، وربما حتى القيام بعمليات خارجية ضد الدول الغربية.وقال التقرير الذى نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني انه بعد مرور نحو خمس سنوات على خسارة تنظيم "داعش " سيطرته على الأراضي في مناطقه الأساسية في العراق وسوريا، يسعى التنظيم مجدداً إلى تحقيق مكاسب إقليمية في مختلف أنحاء أفريقيا. ففي مالي، استولت قواته على أجزاء من منطقة ميناكا الشرقية الريفية ومنطقة أنسونغو في جنوب جاو العام الماضي، بينما أفادت التقارير أن المقاتلين الأجانب أصبحوا أكثر اهتماماً بالسفر إلى ما يطلق عليه التنظيم اسم "ولاية الساحل". وفي مناطق أخرى، استولت "ولايات" تنظيم "داعش" في الصومال وموزمبيق على مدن مختلفة في منطقتَي بونتلاند وكابو ديلغادو خلال الشهرين الماضيين، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار أكثر فأكثر في المنطقة، وفي بعض الحالات تعريض مشاريع الغاز الطبيعي المهمة للخطر.وقدم التقرير تفاصيل لنمو داعش في مالي فمنذ أوائل عام 2023، أشارت سلسلة من الاعتقالات في صفوف الشبكات الجهادية المغربية والإسبانية إلى تزايد الاهتمام بتجنيد المقاتلين الأجانب في مالي
وبالإضافة إلى المجندين الجدد، كان العديد من المقاتلين الأجانب قد انضموا بالفعل إلى تنظيم «"داعش" في ولاية الساحل» منذ سنوات، إذ اتجهوا إلى الجنوب الغربي من بلدانٍ أخرى بعد أن فقد التنظيم سيطرته في مدينة سرت الليبية، وعانى من حملة قمع شديدة لمكافحة الإرهاب في تونس. ومع أن تدفق المقاتلين إلى أفريقيا لا يقترب بأي حال من الأحوال مما شهدته سوريا في العقد الماضي، فقد تؤدي عمليات الحشد وإن كانت صغيرة إلى تنفيذ عمليات إرهابية خارجية في الدول الغربية، كما تبيّن في المؤامرات الناشئة في الصومال واليمن قبل سنوات. لذلك، يستحق هذا السيناريو أن يتم الاستعداد له اليوم، خاصةً بعد أن نقل تنظيم "داعش" جزءاً كبيراً من جهود التخطيط لعملياته الخارجية من سوريا إلى "ولاية" أفغانستان (المعروفة أيضاً باسم "ولاية خراسان").وقال التقرير بالنسبة للصومال فقد شهدت الفترة من فبراير إلى ديسمبر 2023، قاتل تنظيم "داعش" في الصومال "حركة الشباب" التي هي فرع لتنظيم "القاعدة"، في أنحاء مختلفة من بونتلاند. وفي الشهر الماضي، أعلن تنظيم "داعش" أنه سيطر على قرى في منطقة باري الانفصالية.وتضطلع هذه التطورات بأهمية خاصة لأن تنظيم "داعش " في الصومال أصبح حلقة رئيسية في شبكات جمع الأموال العالمية التابعة لتنظيم "داعش"، حيث يربط المموّلين من جنوب أفريقيا بتنظيم «"داعش" - ولاية خراسان». وكما ذُكر أعلاه، يُعَدّ هذا الأخير الفرع الأكثر نشاطاً حالياً من حيث تخطيط العمليات الخارجية وتنفيذها. ومع استيلاء تنظيم "داعش" في الصومال على أراضي خاصة به، فباستطاعته توفير المزيد من الموارد لمجموعة الأهداف العالمية المتوسعة الخاصة بتنظيم «"داعش " - ولاية خراسان».وفي موزمبيق قال التقرير انه بعد السيطرة على أجزاء من محافظة كابو ديلغادو الشمالية الشرقية من عام 2019 إلى عام 2021، تراجعت تدريجياً السيطرة الإقليمية لتنظيم "داعش" في موزمبيق في وجه حملات مكافحة الإرهاب التي أطلقها الجيش الرواندي و"بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي في موزمبيق". ولكن مع استعداد قوات هذه البعثة للانسحاب في يوليو المقبل، بدأ تمرد تنظيم "داعش" بإعادة بناء نفسه في الأسابيع الأخيرة، حيث استولى على مدينتَي موكوجو وكويسانغا في كابو ديلغادو وتوسع جنوباً إلى منطقة شيوري.ولسوء الحظ، تشير هذه التطورات - وخاصة الهجوم على موكوجو، الذي أسفر عن مقتل عشرين جندياً - إلى أن الجيش الموزمبيقي لن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه من دون "بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي في موزمبيق". ويبدو أن احتمال حدوث انهيار أمني كامل في موزمبيق أكبر من احتمال حدوثه في منطقة عمليات تنظيم "داعش" في الصومال - فقد أفادت وسائل الإعلام المحلية بالفعل عن تدفقات لأكثر من 30 ألف نازح جديد ينتقلون من جنوب كابو ديلجادو إلى مقاطعة نامبولا.
وحول التداعيات السياسية لنشاط داعش في افريقيا قال الباحث هارون زيلين بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادني ان الأحداث الأخيرة في الصومال وموزمبيق ومالي توضح إصرار تنظيم "داعش " المستمر على السعي إلى السيطرة على الأراضي أينما استطاع، حتى في المناطق التي لا تندرج عادة ضمن أولويات أعدائه اللدودين في الغرب. إلا أن هذه الجيوب الصغيرة التي يسيطر عليها التنظيم قد تُحدِث تأثيراً أكبر إذا سَمحت له باستئناف عملياته الخارجية، وتوسيع نشاطه المالي، وتعطيل إمدادات الطاقة العالمية.
وبناءً على ذلك، ينبغي على الحكومات الغربية وشركائها المحليين مواصلة جهود إنفاذ القانون لوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى مالي وأماكن أخرى، في حين عليهم العمل أيضاً على تقويض الأهداف الإرهابية المحتملة في مناطق الساحل وخليج غينيا. وبطبيعة الحال، سوف تتعقد هذه الجهود بسبب هيمنة روسيا على مجال مكافحة الإرهاب في بعض البلدان وسط الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. ومع ذلك، لا يزال من المهم العمل مع شركاء آخرين في المنطقة - مع تذكير المسؤولين المحليين أيضاً بأن التمرد متعدد البلدان قد تفاقم منذ أن دخلت روسيا الصورة وحلت محل بنية مكافحة الإرهاب التي تقودها فرنسا وتدعمها الولايات المتحدة.
وفي الصومال، يواصل الفرع المحلي لتنظيم "داعش " تأدية دور مهم في الشبكات المالية العالمية التابعة للتنظيم الأم على الرغم من وفاة زعيمه المالي بلال السوداني في يناير 2023. لذلك، يتعين على وزارة الخزانة الأمريكية مضاعفة جهودها لإدراج القادة الجدد في تنظيم "داعش " في الصومال وشركائه في الخارج على لائحة العقوبات، وذلك بهدف تعطيل تحويل الأموال بين ولايات تنظيم "داعش" المنتشرة في أفريقيا الجنوبية، والقرن الأفريقي، وجنوب آسيا.وفيما يتعلق بموزمبيق قال التقرير ، يجب على واشنطن إشراك "الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي"، وحثها على تمديد فترة العمليات المحلية التي تنفذها بعثتها في موزمبيق إلى ما بعد شهر يوليو المقبل. وإذا لم يحدث ذلك، قد يعمد تنظيم "داعش" في موزمبيق قريباً إلى إقامة مشروع حُكم آخر في الشمال الغربي - وربما يقوض تدفقات الغاز الطبيعي المسال في وقت تبقى فيه أسواق الطاقة العالمية حساسة للغاية لمزيد من الاضطرابات.
وبالإضافة إلى المجندين الجدد، كان العديد من المقاتلين الأجانب قد انضموا بالفعل إلى تنظيم «"داعش" في ولاية الساحل» منذ سنوات، إذ اتجهوا إلى الجنوب الغربي من بلدانٍ أخرى بعد أن فقد التنظيم سيطرته في مدينة سرت الليبية، وعانى من حملة قمع شديدة لمكافحة الإرهاب في تونس. ومع أن تدفق المقاتلين إلى أفريقيا لا يقترب بأي حال من الأحوال مما شهدته سوريا في العقد الماضي، فقد تؤدي عمليات الحشد وإن كانت صغيرة إلى تنفيذ عمليات إرهابية خارجية في الدول الغربية، كما تبيّن في المؤامرات الناشئة في الصومال واليمن قبل سنوات. لذلك، يستحق هذا السيناريو أن يتم الاستعداد له اليوم، خاصةً بعد أن نقل تنظيم "داعش" جزءاً كبيراً من جهود التخطيط لعملياته الخارجية من سوريا إلى "ولاية" أفغانستان (المعروفة أيضاً باسم "ولاية خراسان").وقال التقرير بالنسبة للصومال فقد شهدت الفترة من فبراير إلى ديسمبر 2023، قاتل تنظيم "داعش" في الصومال "حركة الشباب" التي هي فرع لتنظيم "القاعدة"، في أنحاء مختلفة من بونتلاند. وفي الشهر الماضي، أعلن تنظيم "داعش" أنه سيطر على قرى في منطقة باري الانفصالية.وتضطلع هذه التطورات بأهمية خاصة لأن تنظيم "داعش " في الصومال أصبح حلقة رئيسية في شبكات جمع الأموال العالمية التابعة لتنظيم "داعش"، حيث يربط المموّلين من جنوب أفريقيا بتنظيم «"داعش" - ولاية خراسان». وكما ذُكر أعلاه، يُعَدّ هذا الأخير الفرع الأكثر نشاطاً حالياً من حيث تخطيط العمليات الخارجية وتنفيذها. ومع استيلاء تنظيم "داعش" في الصومال على أراضي خاصة به، فباستطاعته توفير المزيد من الموارد لمجموعة الأهداف العالمية المتوسعة الخاصة بتنظيم «"داعش " - ولاية خراسان».وفي موزمبيق قال التقرير انه بعد السيطرة على أجزاء من محافظة كابو ديلغادو الشمالية الشرقية من عام 2019 إلى عام 2021، تراجعت تدريجياً السيطرة الإقليمية لتنظيم "داعش" في موزمبيق في وجه حملات مكافحة الإرهاب التي أطلقها الجيش الرواندي و"بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي في موزمبيق". ولكن مع استعداد قوات هذه البعثة للانسحاب في يوليو المقبل، بدأ تمرد تنظيم "داعش" بإعادة بناء نفسه في الأسابيع الأخيرة، حيث استولى على مدينتَي موكوجو وكويسانغا في كابو ديلغادو وتوسع جنوباً إلى منطقة شيوري.ولسوء الحظ، تشير هذه التطورات - وخاصة الهجوم على موكوجو، الذي أسفر عن مقتل عشرين جندياً - إلى أن الجيش الموزمبيقي لن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه من دون "بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي في موزمبيق". ويبدو أن احتمال حدوث انهيار أمني كامل في موزمبيق أكبر من احتمال حدوثه في منطقة عمليات تنظيم "داعش" في الصومال - فقد أفادت وسائل الإعلام المحلية بالفعل عن تدفقات لأكثر من 30 ألف نازح جديد ينتقلون من جنوب كابو ديلجادو إلى مقاطعة نامبولا.
وحول التداعيات السياسية لنشاط داعش في افريقيا قال الباحث هارون زيلين بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادني ان الأحداث الأخيرة في الصومال وموزمبيق ومالي توضح إصرار تنظيم "داعش " المستمر على السعي إلى السيطرة على الأراضي أينما استطاع، حتى في المناطق التي لا تندرج عادة ضمن أولويات أعدائه اللدودين في الغرب. إلا أن هذه الجيوب الصغيرة التي يسيطر عليها التنظيم قد تُحدِث تأثيراً أكبر إذا سَمحت له باستئناف عملياته الخارجية، وتوسيع نشاطه المالي، وتعطيل إمدادات الطاقة العالمية.
وبناءً على ذلك، ينبغي على الحكومات الغربية وشركائها المحليين مواصلة جهود إنفاذ القانون لوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى مالي وأماكن أخرى، في حين عليهم العمل أيضاً على تقويض الأهداف الإرهابية المحتملة في مناطق الساحل وخليج غينيا. وبطبيعة الحال، سوف تتعقد هذه الجهود بسبب هيمنة روسيا على مجال مكافحة الإرهاب في بعض البلدان وسط الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. ومع ذلك، لا يزال من المهم العمل مع شركاء آخرين في المنطقة - مع تذكير المسؤولين المحليين أيضاً بأن التمرد متعدد البلدان قد تفاقم منذ أن دخلت روسيا الصورة وحلت محل بنية مكافحة الإرهاب التي تقودها فرنسا وتدعمها الولايات المتحدة.
وفي الصومال، يواصل الفرع المحلي لتنظيم "داعش " تأدية دور مهم في الشبكات المالية العالمية التابعة للتنظيم الأم على الرغم من وفاة زعيمه المالي بلال السوداني في يناير 2023. لذلك، يتعين على وزارة الخزانة الأمريكية مضاعفة جهودها لإدراج القادة الجدد في تنظيم "داعش " في الصومال وشركائه في الخارج على لائحة العقوبات، وذلك بهدف تعطيل تحويل الأموال بين ولايات تنظيم "داعش" المنتشرة في أفريقيا الجنوبية، والقرن الأفريقي، وجنوب آسيا.وفيما يتعلق بموزمبيق قال التقرير ، يجب على واشنطن إشراك "الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي"، وحثها على تمديد فترة العمليات المحلية التي تنفذها بعثتها في موزمبيق إلى ما بعد شهر يوليو المقبل. وإذا لم يحدث ذلك، قد يعمد تنظيم "داعش" في موزمبيق قريباً إلى إقامة مشروع حُكم آخر في الشمال الغربي - وربما يقوض تدفقات الغاز الطبيعي المسال في وقت تبقى فيه أسواق الطاقة العالمية حساسة للغاية لمزيد من الاضطرابات.