"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الاتحاد: انتهاكات «الحوثي» تحرم صيادي اليمن مصدر رزقهم
إبراهيم واحد من نحو 200 ألف شخص من الصيادين في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، والأكثر تأثراً بالهجمات الحوثية الأخيرة على السفن في باب المندب، والتي منعتهم من ممارسة عملهم، وبالتالي الانتقال إلى أماكن أخرى حتى يمكنهم أن يوفروا قوت يومهم لهم ولأبنائهم.
وفي هذا الصدد، قال وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي لـ«الاتحاد»، إن المنطقة باتت تعاني من أزمة بيئية غير مسبوقة ومن ثم فقدان التنوع البيولوجي وهروب الأسماك بسبب بقايا الصواريخ التي تسقط في البحر وتؤثر على البيئة البحرية.
وأوضح القديمي أن العدد النهائي للصيادين المتأثرين بالهجمات تضاعف ليشمل عوائلهم الذين يعتمدون بشكل مباشر على الغذاء من البحر ومهنة الصيد هي الوحيدة التي توفر قوت يومهم وما يعتمدون عليه للاستمرار في الحياة، متسائلاً: «أين يذهبون الآن مع تزايد الهجمات وغرق السفينة روبيمار؟».
وحسب بيان للحكومة اليمنية، فإن إنتاج اليمن من الأسماك والأحياء البحرية كان يبلغ نحو 200 ألف طن سنوياً قبل الانقلاب الحوثي، إذ كان يتم تصدير ما بين 40 إلى 50 % من هذا الإنتاج الذي يدر عائدات تقدر نحو 300 مليون دولار، غير أنه ومنذ الانقلاب انخفض حجم الإنتاج للنصف نتيجة نزوح الصيادين والعاملين في القطاع السمكي.
وفي السياق، قال علي الأهدل، مدير مكتب الإعلام في محافظة الحديدة، إن تأثر مئات الآلاف من الصيادين ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه سكان المحافظة الساحلية، حيث تم فقدان نحو 40 صياداً خلال الفترة الماضية، منهم 22 لم يتم التوصل إلى أي أثر لهم بعد إجراء عدة مسوحات بإشراف الحكومة.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن جماعة الحوثي تعمدت تعطيل حياة الناس حتى تتمكن من إجراء عملياتها العسكرية، وعطلت أغلب مراكز الإنزال السمكي واستولت على آلاف القوارب المختلفة وتسببت في مقتل أكثر من 70 صياداً، وأجبرت آخرين على الاقتراب من السفن الحربية المارة في الأحمر.
البيان: الجيش الأمريكي يدمر 4 مسيّرات حوثية وصاروخ أرض جو
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أمس، عن تدمير 4 مسيرات حوثية وصاروخ أرض جو في اليمن، فيما ذكر متحدث عسكري يمني أن الضربات الأمريكية دمرت أهدافاً عالية المخاطر وحققت هدفها بنسبة عالية جداً تقدر بـ45 %.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان نشرته على «منصة إكس»: «في 13 مارس بين الساعة الثانية صباحاً و4:50 مساء (بتوقيت صنعاء)، أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن إلى خليج عدن. ولم يصب الصاروخ أي سفن ولم يبلغ عن وقوع أي إصابات أو أضرار».
تدمير
وأضافت: «ثم نجحت القيادة المركزية الأمريكية في الاشتباك مع أربعة أنظمة جوية بدون طيار وصاروخ أرض-جو في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن ودمرتها».
وأشار البيان إلى أنه تم تحديد الأسلحة كونها تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة.
وختم البيان: «يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً للبحرية الأمريكية والسفن التجارية».في الأثناء، أعلن متحدث عسكري يمني تدمير المقاتلات الأمريكية والبريطانية منصات لإطلاق الصواريخ ومواقع مستحدثة في مطار الحديدة يستخدمها الحوثيون لمهاجمة البوارج وسفن الشحن التجاري في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
غارات
ووفق ما ذكره العقيد وضاح الدبيش المتحدث الرسمي باسم القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي لـ«البيان»، فإن الغارات التي شنتها المقاتلات الأمريكية والبريطانية دمرت صاروخاً ومنصتين لإطلاق الصواريخ كانت تشكل تهديداً وشيكاً على السفن الحربية والتجارية، وقال إن الغارات كانت رداً على إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن باتجاه بارجة أمريكية ولكن الصاروخ أخطأ هدفه.
وحسب المتحدث العسكري فإن المعلومات المتوفرة لدى الجانب الحكومي تؤكد أن الضربات دمرت أهدافاً عالية المخاطر وحققت هدفها بنسبة عالية جداً تقدر بـ45 %، وقال إنها أدت إلى حالة إرباك في صفوف قيادات الحوثيين، ووصف ضربات هذا الأسبوع بأنها كانت ذا تأثير ودقة وفعالية أكثر بكثير من الضربات السابقة. وعلى صعيد متصل طالبت الحكومة اليمنية، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، بممارسة الضغط على الحوثيين لوقف تصعيدهم في البحر الأحمر ودفعهم نحو طاولة الحوار لإنهاء الصراع وإحياء الأمل في تحقيق السلام المنشود.
وخلال لقاء جمع مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك عبدالله السعدي، مع المبعوث الأممي، أكد السعدي، حرص مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على دعم جهود المبعوث الأممي والجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للصراع في البلاد بناء على المرجعيات المتفق عليها وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
اتهامات
واتهم المسؤول جماعة الحوثي بالتهرب من استحقاقات السلام بافتعال الأزمات والتصعيد في البحر الأحمر، واستمرار التعنت وعدم جديتها في الانخراط بحسن نية مع جهود السلام، وقال إن الحكومة قدمت المبادرات تلو الأخرى بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية وتسهيل حركة اليمنيين، وآخرها مبادرة فتح الطرقات من جانب واحد في تعز ومأرب، في حين يرفض الحوثيون اتخاذ خطوات مماثلة.
من جهته، عبر المبعوث الأممي عن تقديره للدعم الذي تبديه الحكومة لجهوده، مشيداً بالمرونة والتنازلات التي قدمتها بهدف التخفيف من معاناة اليمنيين، وجدد التزامه بمواصلة العمل من أجل إعادة الحوثيين نحو مسار السلام والتخلي عن خيار الحرب الذي لن يجلب سوى المزيد من الأزمات لأبناء الشعب اليمني.
الخليج: انفجـار قـرب سفينـة قبالـة عـدن وقصـف أمريكـي فـي الحـديـدة
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أمس الخميس، إنها تلقت بلاغا من سفينة يفيد بوقوع انفجار قربها أثناء إبحارها قبالة سواحل عدن جنوبي اليمن، من دون وقوع أضرار. وأوضحت الهيئة، التي تديرها القوات البحرية البريطانية، في بيان أن السفينة كانت تبحر على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً جنوب شرق ميناء عدن. وأضافت أن «السفينة لم تصب بأي أضرار، والطاقم بخير».
وإذ لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة على الفور، فإنها تأتي في سياق هجمات متواصلة في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ينفذها الحوثيون ضد سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي.
في الأثناء، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن أربع غارات أمريكية- بريطانية استهدفت منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه في الحديدة غربي اليمن. وأفاد شهود عيان في مدينة الحديدة بسماع دويّ انفجارات قوية بعد ظهر الأربعاء.
وكانت القيادة الوسطى الأمريكية أعلنت في وقت مبكر أمس أن الحوثيين أطلقوا بعد ظهر أمس الأول الأربعاء صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن باتجاه خليج عدن. وأضافت في بيان أن الصاروخ لم يصب أي سفينة ولم ترد أي بلاغات عن وقوع إصابات أو أضرار.
وقالت القيادة الأمريكية إنها دمرت 4 أنظمة جوية مسيّرة وصاروخ أرض جو في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن، مشيرة إلى أنها كانت تمثل «تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة». وختم البيان بقولها «يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً للبحرية الأمريكية والسفن التجارية».
وتؤثر هجمات الحوثيين في حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، وتسببت في مضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لأسبوع .
وفي السياق، دعت 6 دول، أمس الأول الأربعاء، الحوثيين إلى وقف هجماتهم في البحر الأحمر، معتبرة أنها لا تخدم سوى زعزعة استقرار المنطقة. وفي بيان أصدرته سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا واليابان ونيوزيلندا لدى اليمن اعتبرت الدول أن الهجمات التي ينفذها الحوثيون «غير قانونية ولا تخدم سوى زعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الضرر بالشعب اليمني».
وجددت الدول الست إدانتها «لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وشعورها بقلق عميق إزاء الهجوم على السفينة ترو كونفيدنس؛ ما تسبب في مقتل بحارين؛ فلبينيين وآخر فيتنامي».
الشرق الأوسط: توجس أممي من عودة القتال في اليمن
وأقرّ غروندبرغ في إحاطته أمام مجلس الأمن بأن مساعيه باتت «أكثر تعقيداً»، في إشارةٍ إلى الهجمات الحوثية التي تربطها الجماعة بالحرب الإسرائيلية على غزة، إلا أنه أكد أنه ماضٍ في جهوده، مستنداً إلى الدعم الدولي الذي يحظى به.
وقال إن وساطته «تركز على العمل مع الأطراف (اليمنية) لسد الفجوات وتحديد سبل بدء وقف لإطلاق النّار وتحسين الظروف المعيشية وإطلاق عملية سياسية، وذلك بناءً على الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في ديسمبر (كانون الأول) الماضي».
وعبّر المبعوث الأممي عن تخوفه من عودة القتال في اليمن قائلاً: «مع ازدياد المصالح المعنية، يزداد احتمال تغيير أطراف النزاع في اليمن حساباتها وأجنداتها التفاوضية، إذ قد تُقرر الأطراف الانخراط في مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر تعيد اليمن إلى حلقة جديدة من الحرب».
وتزامنت تصريحات المبعوث الأممي مع شن الحوثيين هجوماً ضد سفينة شحن، وتنفيذ واشنطن ضربات في الحديدة، وتدمير 4 مسيّرات حوثية وصاروخ أرض - جو.
ومنذ بدء التصعيد الحوثي البحري في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ودخول واشنطن وحلفائها على خط المواجهة، تحوّلت الهجمات والضربات الدفاعية إلى روتين شبه يومي، قبل أن يُسجّل غرق سفينة بريطانية ومقتل ثلاثة بحارة في هجوم على سفينة ليبيرية.
خطة يمنية - أممية للتعامل مع غرق «روبيمار» وتجنب كارثة بيئية
وذكرت مصادر حكومية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن خلية إدارة أزمة سفينة الشحن التي غرقت بعدما استهدفها الحوثيون بالصواريخ في 18 فبراير (شباط) الماضي، والتي يرأسها وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي، ستلتقي، الخميس، مع فريق خبراء الأمم المتحدة.
وسيناقش اللقاء، بحسب المصادر - الملاحظات التي سجلت على الخطة التي وضعها الجانب الحكومي، وأنه وفي ضوء هذه الملاحظات والنقاشات سيتم التنسيق لخطة عمل مشتركة، وبموجبها سيكون هناك تحرك وعمل مشترك بين الجانبين على المستويين الداخلي والخارجي.
هذه الخطوة أتت بعد يوم على عقد خلية الأزمة لقاء هو الأول من نوعه منذ الهجوم على السفينة، وضم ممثلي الدولة التي تحمل السفينة علمها والشركة المالكة لها، وعدداً من المختصين لمناقشة كيفية معالجة وضع السفينة، وتجنيب اليمن والمنطقة كارثة بيئية في حال تسربت حمولتها من الوقود والأسمدة شديدة الخطورة.
مسؤولية المالك
وفق ما أورده الإعلام الحكومي اليمني فإن اللقاء الذي عقد عبر الاتصال المرئي، وحضره وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان أحمد عرمان، ناقش السبل الممكنة للتعامل مع أزمة السفينة الغارقة، وتجنيب البلاد والمنطقة كارثة بيئية خطيرة قد تمتد تداعياتها لسنوات طويلة، في حال تسربت حمولة السفينة من الأسمدة والوقود إلى مياه البحر.
وأعاد وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية توفيق الشرجبي التحذير من خطورة الوضع العام الحالي للسفينة المنكوبة، نظراً لما يترتب عليها من تهديدات واسعة على البيئة البحرية والمجتمع الذي يعتمد في معيشته على خيرات البيئة البحرية.
وأكد الشرجبي على مسؤولية الشركة المالكة في كل ما يلحق البيئة البحرية اليمنية أو أي أضرار لخط الملاحة الدولي، وكل ما يلحق بالدول المطلة على البحر الأحمر من تبعات، وانتقد الشركة المالكة؛ لأنها لم تقم بالإجراءات الضرورية اللازمة لإنقاذ السفينة وتعويمها بعد الهجوم عليها مباشرة رغم التعاون والتسهيلات التي قدمتها الحكومة.
وأكد الوزير اليمني على ضرورة تحمل كل جهة مسؤولياتها لتفادي الكارثة البيئية الوشيكة، فيما أبلغ وزير الشؤون القانونية الحضور، بوجود اتفاقية بحرية دولية منذ عام 1979، وهي تلزم مالك السفينة بتحمل مسؤوليته في التعامل مع وضعها، وتجنيب اليمن والمنطقة الكارثة.
دعم دولي
هذه التطورات أتت مع استكمال فريق خبراء الأمم المتحدة مراجعة الخطة التي أعدها الجانب الحكومي للتعامل مع السفينة، وتجنب كارثة بيئية، حيث ذكر مصدران في الجانب الحكومي لـ«الشرق الأوسط» أن الفريق الأممي وبعد الانتهاء من مراجعة المقترحات الحكومية وإدخال التعديلات اللازمة عليها، سينتقل إلى موقع السفينة الغارقة لتقييم الوضع على الطبيعة من جهة وضع السفينة وكيفية التعامل معها وتقييم الوضع من جهة تلوث المياه في المنطقة الغارقة فيها.
ووفق ما أكده المصدران، فإن الخيارات العملية هي الاستعانة بإحدى الشركات المتخصصة في مجال الإنقاذ والتعامل مع الكوارث، للتعامل مع السفينة وانتشالها لتجنب تسرب حمولتها إلى مياه البحر، والجانب الحكومي مستمر في مطالبته المجتمع الدولي بتقديم المساعدات العاجلة حتى يتمكن من التعامل مع السفينة، وتجنب كارثة باتت وشيكة.
وبحسب المصادر الحكومية، فإن فرنسا أبدت استعدادها لإرسال فريق من الخبراء لمساعدة الحكومة على احتواء التداعيات الناجمة عن غرق السفينة بحمولتها من الأسمدة والوقود في البحر الأحمر. وذكرت أن السفيرة الفرنسية لدى اليمن كاترين قرم كمون، أبلغت رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بهذا الموقف.
تقييم أممي
وكان منسق فريق الخبراء الأمميين نبيل الشملي، أكد خلال لقائه مع الجانب الحكومي أن الأمم المتحدة ستقوم بدعم الحكومة للاستجابة لتبعات حادثة غرق السفينة باستخدام الآلات والتقنيات الدقيقة للمساهمة في تقييم وضعها، وتفادي أي كارثة بيئية محتملة.
وأكد الشملي على أن يقوم الفريق خلال الأسبوع الأول بتقييم وضع السفينة ودراسة أفضل الاحتمالات الممكنة لتجنب تسرب لزيوت أو حدوث كارثة بيئية، وبعدها سيتم البدء بتنفيذ الخطة.
أما الجانب الحكومي اليمني فقد استعرض المخاطر البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي ستواجهها البلاد والمنطقة جراء تداعيات الغرق، وتسرب حمولتها من المواد الكيماوية والوقود إلى مياه البحر.
وكانت منظمة التنمية الدولية في شرق أفريقيا (إيغاد) حذّرت من أن بيئة البحر الأحمر ستحتاج إلى أكثر من 30 عاماً للتعافي من التلوث الناتج عن تسرب الوقود والأسمدة الموجودة على متن السفينة «روبيمار»، التي تحمل أكثر من 21 ألف طن متري من سماد فوسفات الأمونيوم و200 طن من الوقود.
ونبهت المنظمة، مقرها بجيبوتي، إلى أن تسرب الوقود سيؤدي إلى تدمير الحياة البحرية وتدمير الشعاب المرجانية، وتعريض مئات الآلاف من الوظائف في صناعة صيد الأسماك للخطر، بالإضافة إلى قطع إمدادات الغذاء والوقود عن الدول الساحلية. وحذرت من تعطل أحد أكثر ممرات الشحن البحري ازدحاماً، ما يؤثر على الحركة السلسة للسلع والخدمات عبر الممر المائي للبحر الأحمر.
ودعت «إيغاد» الأطراف المعنية كافة إلى الاستثمار في الخيارات السلمية لمعالجة الكارثة البيئية التي تلوح في الأفق في البحر الأحمر وخليج عدن، وأعلنت أنها تواصل النظر في صياغة موقفها المشترك وخطة عملها الإقليمية تجاه هذه الكارثة بهدف ضمان السلامة البحرية وحرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
العربية نت: زعيم الحوثيين: نعتزم منع عبور السفن من المحيط نحو الرجاء الصالح
"مقتل 34 حوثيا"
وأضاف الحوثي أن نحو 34 من أفراد الحوثيين قتلوا منذ أن بدأت الجماعة مهاجمة الممرات الملاحية تضامنا مع الفلسطينيين في حرب غزة.
صاروخ فرط صوتي
تأتي تصريحات زعيم الحوثيين بعدما أعلن مصدر عسكري حوثي إجراء تجربة ناجحة لصاروخ فرط صوتي، بحسب ما نقلته وكالة نوفوستي الروسية.
لكن خبراء شككوا في هذه الرواية لأن تقنيات صناعة ذلك النوع من الصواريخ معقدة ومكلفة جدا.
ضربات متتالية
وتوجه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية متكررة على مواقع للحوثيين، بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة على تعريض حرية الملاحة للخطر وتهديد حركة التجارة العالمية.
هجمات تهدد الملاحة
وكان الحوثيون قد أعلنوا منذ 19 نوفمبر تنفيذ هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.
ولمحاولة ردعهم، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير الماضي. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة".
العين الإخبارية:القاعدة باليمن خبراء يرصدون تكتيكات ومسارات تحرك القيادة الجديدة
وتولّى سعد بن عاطف العولقي زمام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قبل أيام، خلفا لخالد باطرفي الذي توفي في ظروف غامضة، في حدث لافت للنظر بالنسبة للخبراء المختصين في شؤون الإرهاب.
وتصف الولايات المتحدة تنظيم القاعدة -الذي يتخذ من اليمن مقرا له- بأنه أخطر فروع القاعدة في العالم، ما يعجل من تغيير القيادة فيه محور تركيز واهتمام المراقبين والمختصين.
"خط بن لادن"
ويعد سعد محمد عاطف العولقي المكنى أبوالليث أحد أبرز الشخصيات في تنظيم القاعدة، رغم أنه لم يكن له أي تاريخ سابق مع الزعيم التاريخي للتنظيم أسامة بن لادن.
ووفقا للباحث اليمني في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد الجمحي فإن العولقي يعد «أول قائد لتنظيم القاعدة ليس له علاقه بأسامة بن لادن منذ تأسس التنظيم في جزيرة العرب، كون كل القيادات السابقة كانت تلاميذ لأسامة».
وأوضح الجمحي لـ«العين الإخبارية» أن العولقي من مواليد الثمانينيات «وكان عضو مجلس الشورى للتنظيم سابقا»، مشيرا إلى أنه «رجل قليل الكلام والظهور الإعلامي، ويبدو أن لديه قبولا في التنظيم، وهو أحد الرؤوس الكبيرة المطلوبة لأمريكا، إذ رصدت الأخيرة 6 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد للإطاحة به».
الباحث اليمني أكد أن أبوالليث «كان على خلاف مع خالد باطرفي، لكن لقوة شخصية الأول كان باطرفي حريصا على عدم تفجير العلاقة بينهما، لا سيما أن زعيم التنظيم الراحل خسر الكثير من القيادات، ودخل معهم في خلافات بعد أن شكك في صدقهم ونواياهم، خاصة أبوعمر النهدي».
وحول ما يمكن أن يحدثه العولقي من تغيير، قال: «من ضمن الروئ التي يحملها، جذب الشباب المتدين من أطراف متعددة، لا سيما من الإخوان، لتغطية ما فقده التنظيم من الشباب والعناصر المبايعة، بعكس خالد باطرفي الذي كان شكاكا وكثير الريبة، وأدت سياسته إلى توقف انجذاب الشباب المتطرف للتنظيم».
وتابع الجمحي: «كان باطرفي بلا رؤية، ويريد الضرب شمالا وشرقا وغربا، بمعنى معاداة الكل وقتال الكل، وهو أمر أنهك التنظيم».
في المقابل، يقف العولقي على العكس من زعيم التنظيم الراحل، و«يميل إلى الابتعاد في الوقت الحالي عن مهاجمة المناطق المحررة والتيارات الدينية التي تنخرط في الفصائل الأمنية والعسكرية، على الأقل إلى حين»، وفق المتحدث ذاته.
هل سيواجه الأزمات الداخلية؟
وعن كيفية مواجهة الأزمات الداخلية، أكد الجمحي أن العولقي «يواجه بالفعل مشكلات كبيرة وصعبة، أهمها جفاف التنظيم عن تغذية هيكله إن صح التعبير، بالعناصر الشبابية والأخرى المتعاطفة».
ويعتقد الخبير اليمني، أن «العولقي لديه سياسة أو استراتيجية قريبة من استراتيجية أسامه بن لادن؛ إذ إنه غير متشدد في العلاقة مع الآخر، بمعنى أنه يستطيع ترتيب أولوياته واستثناء الأعداء المحتملين وفق استراتيجية مدروسة، لكن ذلك لن يصل إلى التوقف عن العمليات التي يقوم بها التنظيم المعروف بخصومته الشديدة مع التحالف العربي».
وتابع: «ستكون استراتيجيته هي المزيد من العلاقة مع القبائل وهذا تحدٍ للأطراف الأخرى من خصوم التنظيم، لكن الخصوم يمكنهم بالفعل قطع العلاقة بين القاعدة والقبائل، وأن يحولوا دون أن ينجح العولقي في استرجاع حالة الربيع التي كان يتمتع بها التنظيم في وقت من الأوقات مع القبائل».
ليس هذا فحسب، بل إن من أهداف العولقي -أيضا- «ضمان مأوى جيد وآمن للشباب والعناصر، وفتح باب الاستقطاب، وربما إعادة العلاقة مع القيادات التي انفصلت عن التنظيم والتي اعتبرها باطرفي خائنة وتمارس الجاسوسية»، بحسب الخبير اليمني، الذي توقع أن «تستعيد علاقة سعد العولقي وقدراته التوازن ولو جزئيا للتنظيم الإرهابي».
تحدٍ آخر يتعلق بالمشاكل المالية؛ فالخبير اليمني قال: «يواجه العولقي أزمة مالية ربما من الصعب أن يتجاوزها أو أن يولد ويفتح للتنظيم أبوابا من الدخل المالي»، مضيفا: «في السابق، كان التنظيم يسطو على بعض البنوك وأيضا يتحصل على الأموال من باب الغنائم (كما يسموها) من الخصوم».
مسألة الحوثي
في السياق ذاته، اعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في اليمن، سعيد بكران، أن زعيم القاعدة السابق «تدهورت حالته الصحية بالفعل مما أدى إلى وفاته، وهي الرواية الأقرب إلى الصواب؛ كونه ليس من قيادات القاعدة الميدانية».
وفي حديثه لـ«العين الإخبارية»، قال بكران إن «النزيف الكبير الذي يضرب القاعدة على المستوى القيادي يعطي إشارة واضحة لحالة الضعف التي يشهدها التنظيم، إثر عمليات الاغتيال لقياداته، إلى جانب العمل العسكري الكبير الذي يجري في مناطق أبين وشبوة».
وتابع: «يتمتع العولقي بشخصية وقبول لدى عناصر التنظيم وهو أكثر قربا من القيادات الوسطى والأدنى، مما قد يجعله يحدث فرقا مهما في نشاط التنظيم ويعطي بعدا مختلفا في المرحلة المقبلة».
وشدد على ضرورة وضع العولقي «تحت التركيز لأن هذه التنظيمات تعتمد على طبيعة شخصية القائد وطبيعة ارتباطه بالمقاتلين والعناصر والقيادات».
ومضى قائلا: «يلعب البعد القبلي دورا مهما في شخصية العولقي وهو بعد مؤثر جدا في شخصية التنظيم ويعيد له زخم نفوذه، لكن هل سيتمكن الرجل من تفعيل هذا الزخم عسكريا وإعلاميا خصوصا إثر امتلاكه منطلقات قبلية؟».
واختتم تصريحه، بقوله: «يُعرف عن العولقي بأنه ملتزم بتوجيهات القيادات العليا للتنظيم، كما لديه نفوذ في مسألة التعاون مع مليشيات الحوثي، وبالتالي علينا مراقبة التطورات حول ما إذا كان العولقي سينحاز للمزاج العام الداخلي العدائي للحوثيين، أو لتوجيهات قيادة التنظيم ممثلا بسيف العدل الرامية لتكثيف التعاون مع مليشيات الحوثي».