أكد مسؤول في وزارة الخارجية لإذاعة صوت أمريكا أن الولايات المتحدة جمعت معلومات استخباراتية تشير إلى أن تنظيم "داعش" في خراسان كان يخطط لهجوم "وشيك" في العاصمة الروسية، مما أدى إلى تحذير في وقت سابق من هذا الشهر من السفارة الأمريكية في موسكو.
وقال المسؤول إن المخابرات الأمريكية تشير إلى أن الهجوم المميت الذي وقع يوم الجمعة 22 مارس الجاري كان نتيجة لتلك المؤامرة.
حتى الآن، جاءت ادعاءات المسؤولية عن هجوم موسكو من وكالات أنباء تنظيم داعش أو من منافذ إعلامية أساسية أخرى للتنظيم، حيث ذكر أحد البيانات أن الهجوم نفذته شبكة تابعة لتنظيم داعش في روسيا نفسها.
لكن المسؤولين الأميركيين والغربيين حذروا مراراً وتكراراً من نية تنظيم داعش في خراسان تنفيذ ضربات خارج حدود أفغانستان.
وكان قد حذر وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس في أكتوبر الماضي، مستخدما اختصارا آخر للجماعة، من أن "داعش- خراسان لا يزال يحمل نية القيام بعمليات خارجية ويحتفظ بإصدارات إعلامية باللغة الإنجليزية تهدف إلى عولمة المظالم المحلية للجماعة بين الجماهير الغربية".
وفي مايو الماضي، أخبر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية المشرعين الأمريكيين أن تنظيم داعش  في خراسان "لا يزال عازمًا على التطلع إلى شن هجمات خارجية"، في حين حذر مسؤولون استخباراتيون آخرون من أن مثل هذه الهجمات قد تحدث في غضون عام.
كما ألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم على تنظيم داعش في خراسان في تنفيذ الهجوم الإرهابي المميت في كرمان، إيران، في يناير الماضي. وشمل ذلك الهجوم تفجيرين مزدوجين أسفرا عن مقتل ما يقرب من 100 شخص.
وقال مايكل سميث، محلل الإرهاب المتخصص في عمليات التأثير الجهادي: "بغض النظر عما إذا كان فرع داعش في أفغانستان مسؤولاً عن تنسيق هذا الهجوم، فإن الهجوم يظهر أن داعش لا يزال يمثل تهديدًا عالميًا قويًا".
وقال سميث لإذاعة صوت أمريكا: "يدل هذا أيضًا على عدم وجود استثمارات كافية في الجهود الرامية إلى حرمان المجموعة من قدرات تنظيم وحشد الهجمات التي توقع أعدادًا كبيرة من الضحايا، بما في ذلك تلك التي يرتكبها مؤيدون لم يخضعوا لتدريب إرهابي رسمي".
من هم داعش خراسان؟ 
ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة "داعش" والتي اختصارها (ISKP) هي فرع إقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية، سُميت على اسم المحافظة التي ينشطون فيها بشكل كبير. بعد هزيمة "داعش" في عام 2019 في سوريا، اختفى ما تبقى من تنظيم الدولة "داعش" بشكل رئيسي في منطقة سوريا والعراق، لكن لا يزال لديه بعض المعاقل في مناطق أخرى. يشكل تنظيم داعش في ولاية خراسان حاليًا واحدًا من التهديدات الأمنية العابرة للحدود الأكثر إلحاحًا. وبينما تعمل الجماعة من مقاطعة أفغانية لا تخضع لرقابة أجهزة أمنية خارجية، يبدو أن المجموعة تجد نفسها في وضع مماثل لأفغانستان قبل 11 سبتمبر.
تم تشكيل تنظيم ولاية خراسان في عام 2014 كمجموعة من المنشقين عن الجماعات بما في ذلك تنظيم القاعدة وحركة طالبان ومقاتلي طالبان السابقين من أفغانستان وباكستان . وفي يناير 2015، أعلن تنظيم الدولة "داعش" المركزي توسعه الرسمي إلى محافظة خراسان . وتشير التقديرات إلى أن عدد أعضاء ISKP يتراوح بين 4000 إلى 6000 عضو . وليس من الواضح من يقود تنظيم ولاية خراسان، حيث قُتل زعيمهم السابق سناء الله غفاري في عام 2023 على يد حركة طالبان . تم وصف الروابط بين أعضاء تنظيم الدولة "داعش" في ولاية خراسان والجماعات الأخرى مثل القاعدة وحركة طالبان الباكستانية بأنها " ضبابية" .
أين ينشطون؟ 
ينطبق اسم خراسان على منطقة قديمة تقع في العصر الحديث في إيران وأفغانستان وباكستان . وعلى عكس ما يوحي اسمه بأن تنظيم ولاية خراسان ينشط فقط في منطقة خراسان، فإنه يلتزم بعقيدة داعش العامة حيث يكون الهدف هو إقامة خلافة عابرة للحدود الوطنية .
ما هو التهديد؟ 
يعد تنظيم داعش في ولاية خراسان أكثر الجماعات الإرهابية نشاطًا في أفغانستان منذ عام 2021، وفي عام 2022، كانت الجماعة مسؤولة عن ثالث أكبر عدد من الوفيات في جميع أنحاء العالم بعد داعش وحركة الشباب . اكتسب تنظيم ولاية خراسان اهتمامًا دوليًا أكبر بكثير بعد الهجوم على مطار كابول أثناء عمليات الإخلاء في أفغانستان، مما أسفر عن مقتل 170 مدنيًا أفغانيًا و13 جنديًا أمريكيًا . اعتاد المدنيون والأهداف العسكرية أن يكونوا الهدف الرئيسي في عام 2021، ولكن في عام 2022 تحول تنظيم ولاية خراسان إلى استهداف حركة طالبان بشكل أساسي، حيث كان ما يقرب من 75 بالمائة من هجماته ضد القيادة الأفغانية الجديدة. يعتمد الصراع بين طالبان و ولاية خراسان بشكل أساسي على النزاعات الإقليمية وتطبيق طالبان للشريعة الإسلامية، حيث يريد تنظيم ولاية خراسان نسخة أكثر صرامة من الشريعة . وبدأت الجماعة أيضًا في تنفيذ عمليات خارجية، وأعلنت مسؤوليتها عن الهجمات القاتلة في باكستان وإيران . رداً على حرق القرآن الكريم في هولندا والسويد، قام تنظيم داعش في ولاية خراسان أيضاً بتحديد هذه الدول علناً كأهداف محتملة في المستقبل .
ما هي التحديات والاعتبارات؟
ومع استمرار طالبان في تقليص حجم قطاعها الأمني، يمكن أن ينمو تنظيم ولاية خراسان بشكل كبير . أحد أكبر التحديات في مواجهة تنظيم الدولة "داعش"  في ولاية خراسان في أفغانستان هو الافتقار إلى مراقبة الجماعات، حيث أن قدرتها غالبًا ما تكون موضع خلاف. يجد تنظيم ولاية خراسان نفسه في أفغانستان حيث الوضع الأمني الداخلي يشبه أفغانستان قبل 11 سبتمبر. وبالتالي فإن تنظيم ولاية خراسان لديه منصة لمواصلة التحول إلى تهديد عابر للحدود الوطنية.