«إخفاق 7 أكتوبر» يطيح برئيس استخبارات إسرائيل/إردوغان «لا يعتقد» أن «حماس» ستغادر قطر/صالح يدعو مجدداً لتشكيل «حكومة موحدة» لحل الأزمة الليبية

الثلاثاء 23/أبريل/2024 - 01:30 م
طباعة «إخفاق 7 أكتوبر» إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 23 أبريل 2024.

المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني لـ«الاتحاد»: انهيار المنظومة الصحية في غزة

حذر المتحدث الإعلامي للهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، رائد النمس، من انهيار المنظومة الصحية جراء الممارسات الإسرائيلية والاعتداءات المتكررة على المستشفيات والكوادر الطبية، وشدد على أن ذلك يؤثر في الخدمات الطبية للمرضى والمصابين.
وأوضح النمس في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن هناك أكثر من 75 ألف إصابة، و350 ألف مريض من أصحاب الأمراض المزمنة في قطاع غزة، جميعهم بحاجة إلى خدمات طبية متكاملة، والتي أصبحت غير متوافرة بسبب الحرب.
وأشار المسؤول بالهلال الأحمر إلى أن هناك 30 مستشفى من أصل 36 خرجت عن العمل، بالإضافة إلى خروج 54 مركز رعاية أولية من 60 مركزاً، مما يؤثر في الخدمات الطبية المقدمة، ويعرض حياة الكثيرين في القطاع لخطر الموت.
وطالب رائد النمس بتحركات أممية حقيقية لوقف العدوان والانتهاكات بحق الأطقم الطبية، والعمل على إيفاد كوادر وإنشاء مستشفيات ميدانية، لافتاً إلى أن الهلال الأحمر الفلسطيني أنشأ 5 نقاط طبية ميدانية وإسعافية لمساندة الفريق الطبي العامل في غزة.
ويعيش الشعب الفلسطيني في غزة منذ نحو 200 يوم أوضاعاً إنسانية مأساوية نتيجة الحرب الدائرة في القطاع والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية، ومنها المستشفيات والخدمات الطبية؛ مما أثر سلباً على الاستجابة الصحية لآلاف الجرحى والمصابين.
وتواصل الطواقم الطبية وفرق الدفاع المدني في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، انتشال العشرات من الضحايا المدفونين في باحات مستشفى ناصر خلال اجتياح القوات الإسرائيلية للمدينة، وحصار مستشفى ناصر لأسابيع عدة.
 وأكدت مصادر طبية، أن عدد الضحايا المنتَشلين تجاوز 283، معظمهم لم يُتعرف على هوياتهم، لافتة النظر إلى أن الوضع الصحي داخل مستشفى ناصر «كارثي» في ظل تدمير مرافق المستشفى، وانهيار كامل للمنظومة الصحية فيه.
 وأوضحت المصادر أن الضحايا المنتَشلين من المقابر الجماعية في باحات مستشفى ناصر دُفنوا في المقابر، مشيرة إلى وجود العديد من الضحايا لم يُنتشلوا.
وفي السياق، حذرت مصادر فلسطينية، أمس، من تنفيذ إسرائيل تهديدات اجتياح مدينة رفح، جنوبي القطاع، ما يعني القضاء على «القليل المتبقي» من منظومة العمل الصحي.
وقالت: «نحذر من أن تنفيذ الجيش الإسرائيلي لوعوده باجتياح محافظة رفح يعني القضاء على القليل المتبقي من منظومة العمل الصحي وحرمان السكان من أي خدمات صحية».
وتابعت: «انهيار منظومة العمل الصحي سيعرض المئات من السكان لخطر الموت».
سياسة ممنهجة
قالت تلاتنغ موفوكينغ، المقررة الأممية الخاصة المعنية بالحق في الصحة البدنية والعقلية، أمس، إن «إسرائيل تعمل بشكل منهجي على تجويع سكان قطاع غزة، وحرمانهم من حقوقهم».
وأضافت موفوكينغ في مؤتمر صحفي عقدته حول الوضع الصحي بقطاع غزة أن «غزة تشهد إبادة جماعية بشكل لا لبس فيه، وإسرائيل تعمل بشكل منهجي على تجويع سكان غزة، وحرمانهم من حقوقهم».

بلجيكيا: الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة حاسمة نحو حل الدولتين

اعتبرت وزيرة الخارجية البلجيكية الحاجة لحبيب أمس، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعد خطوة حاسمة نحو حل الدولتين ومستعدون للترحيب بأي مبادرة بشأن ذلك. 
وقالت لحبيب في تصريحات صحفية قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ إن «الوقت قد حان ليظهر الاتحاد نفسه بشكل واضح في عملية السلام وعدم السكوت على عنف المستوطنين». 
وأشارت إلى ضرورة فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين وعلى من يسلحهم ويدافع عنهم، مؤكدة أنه «لا تكفي الدعوة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإيصال المساعدات لغزة بينما يستمر القتل.
وفي سياق آخر، قالت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي أمس، إن الحرب في غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين  وأسفرت عن أزمة إنسانية حادة كان لها «أثر سلبي كبير على وضع حقوق الإنسان».
وتشمل القضايا المهمة المتعلقة بحقوق الإنسان تقارير موثوقة عن عمليات قتل خارج إطار القانون، واختفاء قسري وتعذيب واعتقالات غير مبررة لصحفيين وعدد من الأمور الأخرى، حسبما جاء في التقارير القُطرية لعام 2023.

البيان: «إخفاق 7 أكتوبر» يطيح برئيس استخبارات إسرائيل

أطاح «إخفاق 7 أكتوبر» بأول عنصر في قيادة إسرائيل التي تواصل حربها في قطاع غزة، وعادت لاقتحام شرق خان يونس الجنوبية التي تواصل انتشال جثث «مقبرة جماعية» بمحيط أحد مستشفياتها.

أمس، قدم رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي أهارون هاليفا استقالته بعد إقراره «بمسؤوليته» عن إخفاقات رافقت هجوم 7 أكتوبر على غلاف غزة.

والجنرال هاليفا هو أول شخصية سياسية أو عسكرية تستقيل منذ 7 أكتوبر. وقال الجيش في بيان إنه «طلب التنحي عن منصبه بالتنسيق مع رئيس هيئة الأركان لمسؤوليته كرئيس لشعبة الاستخبارات عن أحداث السابع من أكتوبر».

وكتب الجنرال المستقيل الذي أمضى 38 عاماً في الخدمة العسكرية في كتاب استقالته «أحمل هذا اليوم الأسود معي منذ ذلك الحين يوماً بعد يوم، وليلة بعد ليلة، وسأحمل هذا الألم الرهيب إلى الأبد».

استقالة ثانية

وبالتزامن، أبلغ رئيس القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، اللواء يهودا فوكس، رئيس الأركان هرتسي هاليفي مؤخراً أنه ينوي إنهاء فترة ولايته البالغة ثلاث سنوات في أغسطس المقبل والتقاعد من الجيش.

ورغم تأكيد مراقبين إسرائيليين بأن قرار فوكس جاء بعد إقراره بـ«مسؤوليته» عن إخفاقات إبان هجوم 7 أكتوبر، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنه لا توجد علاقة بين استقالة اللواء أهارون هاليفا، ورحيل فوكس، الذي لم يكن متورطاً في الإخفاقات التي أدت إلى 7 أكتوبر.

وبعد ستة أشهر ونصف شهر من القصف والمعارك في القطاع المحاصر والذي يشهد أزمة إنسانية كبرى، أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي التقى الأحد قادة العمليّات العسكريّة في غزّة و«وافق على المراحل التالية للحرب».

وقصف الجيش الإسرائيلي أمس، مخيمي النصيرات والمغازي والشريط الساحلي في دير البلح بوسط القطاع وبلدتي رفح وخان يونس جنوباً، حسب وكالة فرانس برس.

كما استهدفت عمليات قصف حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وقصفت طائرات مسيرة ملعب مدرسة في مخيم البريج وسط القطاع. وفي المخيم نفسه، جُرح ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف على مسجد.

عودة للاجتياح

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أطلق عملية في وسط القطاع. ونقلت وكالة رويترز عن سكان قولهم إن القوات الإسرائيلية شقت طريقها عائدة إلى منطقة بشرق مدينة خان يونس في مداهمة مباغتة دفعت السكان الذين عادوا إلى منازلهم للنزوح مجدداً.

وقالت السلطات الفلسطينية إنها انتشلت عشرات الجثث من «مقابر جماعية» في ساحة مجمع ناصر الطبي، وهو المستشفى الرئيسي في خان يونس الذي غادرته القوات الإسرائيلية.

وقال أحمد رزق (42 عاماً) لـ «رويترز»، من داخل مدرسة للنازحين بخان يونس: «اليوم الصبح في عائلات كتير من اللي رجعوا في الأسابيع الماضية على منطقة عبسان رجعوا تاني عندنا، كانوا مرعوبين».

مقابر جماعية

وعلى أنقاض ما كان يعرف بمستشفى ناصر، أكبر مستشفى في جنوب غزة، قالت «رويترز» إن عمال طوارئ يرتدون بدلات بيضاء انتشلوا جثثاً من الأرض بأدوات يدوية وحفار. وقالت إدارة خدمات الطوارئ إنه تم العثور على 73 جثة أخرى في الموقع يوم أمس، ليرتفع العدد الذي تم العثور عليه خلال الأسبوع إلى 283 جثة.

وتقول السلطات في غزة إن الجثث التي تم انتشالها حتى الآن هي من مقبرة واحدة فقط من بين ثلاث مقابر جماعية على الأقل في الموقع. وقال إسماعيل الثوابتة المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة: «نحن نتوقع اكتشاف 200 جثمان خلال اليومين المقبلين في نفس المقبرة الجماعية قبل البدء في العمل في المقبرتين الأخريين».

الخليج: 200 يوم على حرب غزة.. واستعدادات لاجتياح رفح

تدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، يومها الـ 200، بينما تواصل إسرائيل قصفها المستمر لمختلف أنحاء القطاع، ويرتكب جيشها المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، وبينما انتشلت فرق الدفاع المدني جثامين 283 ضحية مدفونة في باحات مجمع ناصر في خان يونس، وسط تزايد الأدلة على وجود إعدامات ميدانية نفذتها القوات الإسرائيلية، تتحدث تقارير إخبارية عن اقتراب مجازر منتظرة مع بدء نقل إسرائيل قواتها إلى تخوم رفح في عملية قد تستمر 6 أسابيع استعداداً لاجتياح محتمل، بينما أطاح هجوم «7 أكتوبر» قيادات أمنية وعسكرية إسرائيلية، بدأت بتقديم رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أهارون هاليفا، استقالته بعد إقراره «بمسؤوليته» عن إخفاقات مواجهة ذلك الهجوم.

العراق وتركيا يُطالبان بوقف التصعيد وتخفيف التوتر في المنطقة

شدد الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، خلال لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي يزور العراق لأول مرة منذ 13 عاماً، على أهمية تخفيف حدة التوترات في المنطقة، ووقف التصعيد المستمر واعتماد التفاهمات والحوار البناء، فيما ناقش أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب والمياه والتبادل التجاري وأكد أردوغان ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 20 مليار دولار.

وأكد رشيد وأردوغان أيضاً خلال لقاء في بغداد، أمس الاثنين،«أهمية تكثيف الجهود لتدعيم أمن الحدود، ومواجهة تحديات التغيرات المناخية والبيئية وأزمة المياه والاستفادة من الخبرات والتجارب التركية في هذا المجال».

من جانبه، شدد رشيد على «أهمية العمل والتنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب وضمان الأمن المشترك للبلدين والمنطقة»، لافتاً إلى أن العراق يرفض أن تكون أراضيه «منطلقاً للاعتداء أو تهديد دول الجوار، كما يرفض أي اعتداء أو انتهاك تتعرض له مدنه»، مؤكداً «وجوب احترام سيادة العراق وأمنه القومي».

كما تطرق إلى «ملف المياه والأزمة التي يعانيها العراق جراء انخفاض التدفقات المائية عبر نهري دجلة والفرات وأثرها في مجمل الفعاليات الحياتية»، حيث أكد ضرورة معالجة الملف وضمان حصة عادلة للعراق لسد احتياجاته.

وترأس رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس التركي، وفدي البلدين في المباحثات الموسعة التي عقدت في القصر الحكومي ببغداد، أمس الاثنين.

وبحثت الجلسة اتفاق الإطار الاستراتيجي الذي سيمثل خارطة طريق لبناء تعاون ستراتيجي مستدام، وتأكيد أهمية طريق التنمية في الجانب الاقتصادي وتعزيز التكامل الاقتصادي. كما جرى، تأكيد تعزيز الأمن المشترك بين البلدين، وعدم السماح بأن تكون أراضي البلدين منطلقاً للاعتداء بينهما. واستبق جلسة المباحثات الموسعة لقاء ثنائي بين السوداني وأردوغان، تناول مجمل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف القطاعات، كما تناول تطورات الأحداث في المنطقة، والتأكيد على أهمية تنسيق المواقف في سبيل وقف العدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزّة، وسبل منع انتشار الصراع والتوترات في المنطقة.

وأكد أردوغان، ارتفاع حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا إلى 20 مليار دولار، ونحن مصممون على المشاركة بطريق التنمية لتحقيق التنمية التجارية.

وقال أردوغان، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع السوداني: إن العراق بلد جار وتربطنا به قواسم مشتركة عديدة، ولدينا إرادة سياسية لدفع علاقات البلدين إلى الأمام.

وأضاف، أن المذكرات التي وقعت تمثل نقطة تحول في علاقاتنا مع العراق، حيث سيتم توفير التنسيق اللازم لضمان تنفيذ الاتفاقات الموقعة بالكامل.

وتابع، أنه تمت المناقشة مع رئيس الوزراء حول التعاون في ملفي الأمن ومكافحة الإرهاب، مؤكداً، استعداده لتقديم الدعم إلى الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب.

وأردف، أنشأنا لجنة تركية عراقية لحل مشكلة المياه على أساس علمي وعقلاني، كما تم البحث لإنشاء لجنة دائمة لمتابعة ملف المياه مع العراق.

فيما أكد السوداني، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، أن سياستنا تعتمد على التوازن، ولدينا مبادئ تقوم على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار، حيث تم توقيع اتفاقيات مختلفة مع الجانب التركي، على مستوى المياه، كما تم توقيع اتفاقات من شأنها تحديث منظومات الري، لمدة 10 سنوات.

كما تم الاتفاق على اتفاق إطاري استراتيجي يشرف على الأمن والتجارة والطاقة.

وأوضح، أنه تم التطرق إلى الأمن الثنائي بين البلدين، مؤكداً، أن أمن تركيا والعراق وحدة واحدة لا تتجزأ.

الشرق الأوسط: إردوغان «لا يعتقد» أن «حماس» ستغادر قطر

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء) إنه لا يعتقد أن «حماس» ستغادر قطر التي تتخذها مقراً، وأشار إلى أنه لم يشهد أيضاً أي مؤشرات على ذلك من جانب الدوحة، وفق ما نقلته «رويترز» عن وسائل إعلام تركية.

ونقلت قناة «خبر ترك» ووسائل إعلام أخرى عنه القول للصحافيين خلال رحلة العودة من زيارته للعراق أن سيطرة إسرائيل بالكامل على غزة «ستفتح الباب» أمام المزيد من الاجتياحات للأراضي الفلسطينية.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير الأسبوع الماضي إن القيادة السياسية لحركة «حماس» تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر.

وأشارت مصادر عربية للصحيفة إلى أن قيادة الحركة اتصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين اثنتين على الأقل في المنطقة، إحداهما سلطنة عمان، بشأن ما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إلى عاصمة كل منهما.

ويعيش قادة «حماس» في الدوحة، عاصمة قطر، منذ عام 2012 في ترتيب دعمته الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن ذلك يأتي مع ازدياد الضغوط على الدوحة بشأن الوساطة التي تقوم بها حول هدنة في قطاع غزة تشمل إعادة المحتجزين.

مسؤول أمني سابق يفجر أزمة قبلية في شرق السودان

أدت تصريحات أدلى بها مسؤول رفيع سابق في جهاز الأمن والمخابرات السوداني، وشكّك خلالها في هوية مكونات أهلية، إلى حالة من التوتر والاحتقان القبلي في شرق البلاد، ما دفع القوى الاجتماعية والسياسية والمدنية إلى وصف تلك التصريحات بـ«العنصرية»، وبأنها تحضّ على تأجيج خطاب الكراهية، متهمة أنصار النظام السابق من تنظيم «الإخوان المسلمين» بالسعي لتفجير الأوضاع في الإقليم الشرقي بالتزامن مع الحرب الدائرة في البلاد.

ووصف مدير جهاز الأمن بولاية كسلا، اللواء متقاعد بدر الدين عبد الحكم، مكونات قبيلة محددة في شرق السودان بأنهم لاجئون من دولة مجاورة، داعياً إلى سحب الجنسية السودانية منهم فوراً.

وأثارت هذه التصريحات غضب المكونات الاجتماعية التي لها ثقل سكاني كبير وممتد في ولايات الشرق الثلاث (البحر الأحمر وكسلا والقضارف) ما حدا بشباب القبائل المعنية إلى عقد لقاءات جماهيرية في مدينتي بورتسودان وكسلا، للمطالبة بإخضاع المسؤول الأمني الموجود حالياً خارج البلاد للمساءلة القانونية على تلك التصريحات التي تشكك في انتمائهم للسودان.

ورشة بورتسودان

وقالت مصادر نافذة من المكون الاجتماعي، لـ«الشرق الأوسط»، إن حديث المسؤول الأمني السابق له صلة وثيقة بمخرجات ورشة عُقدت مؤخراً في مدينة بورتسودان برعاية الجيش السوداني عن الوجود الأجنبي في البلاد، ناقشت «إعادة تعريف السوداني». وأفادت بأن هذا الموقف جاء نتيجة لرفض جزء من هذه المكونات القبلية التجنيد في صفوف الجيش خلال حربه ضد «قوات الدعم السريع».

وبالتالي جاء حديث المسؤول الأمني ليعبر بطريقة غير مباشرة عن موقف المؤيدين للجيش الذين أطلقوا حملة في منصات التواصل الاجتماعي بناءً على مخرجات الورشة بنزع الجنسية عن المجموعات الاجتماعية التي كانت استجابتها ومشاركتها ضعيفة في دعوات الجيش للقتال في صفوفه.

وحذرت المصادر ذاتها من أن تؤدي هذه التصريحات إلى إعادة الصدامات القبلية التي شهدتها ولايات الإقليم خلال السنوات الماضية، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات وسط المكونات القبلية.

قطع الرؤوس

إلى ذلك، تداولت منصات التواصل الاجتماعي السودانية مقطعاً مصوراً لمجموعة من الأشخاص يرتدون زي الجيش قرب مدينة الأُبيّض، وهم يهللون ويكبرون لذبح عدد من الرجال بثياب مدنية، زاعمين أن الضحايا قادة في قوات «الدعم السريع».

وأعلنت قيادة الجيش، بعد حادثة سابقة مشابة، عن إجراء تحقيق في الجريمة، لكن نتائجه لم تصدر بعد.

ونددت قيادات سياسية ومجموعات حقوقية بالحادثة، واعتبرتها «جريمة إرهابية»، بينهم مساعد رئيس حزب «الأمة القومي» صلاح منّاع الذي أكد وقوع الجريمة في مدنية الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان في غرب السودان.

وندّدت قيادات سياسية ومجموعات حقوقية بالحادثة، وعدّوها جريمة إرهابية، لافتين إلى أن الضحايا مدنيون عُزل لا علاقة لهم بـ«قوات الدعم السريع»، سوى أنهم من مجموعة إثنية تعد حاضنة اجتماعية لهذه القوات. ودعا منّاع على منصة «أكس» إلى إدانة الجريمة.

«سلوك إرهابي»

من جهته، قال عضو المكتب القيادي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف، بتغريدة على حسابه في منصبة «إكس»، إن ما حدث «سلوك إرهابي تتصاعد وتيرته، ويقود لتحويل هذه الحرب اللعينة لحرب شاملة تغذيها نعرات وضغائن اجتماعية لن تبقي ولن تذر».

ودعا يوسف لإدانة الجريمة بوصفها فعلاً إجرامياً يجب أن ترتفع الأصوات لإدانته، والمطالبة بمحاكمة مرتكبيه الذين وثّقوا بالصورة فعلهم «الشنيع». وتعهد يوسف بفضح بشاعات الحرب وإدانة مَن يقفون خلفها ومحاسبتهم على أفعالهم، ومواجهة ما سمّاها مخططات تمزيق البلاد، ومواجهة خطابهم الذي يمزق نسيج البلاد، والعودة للمسار السلمي من أجل وقف الحرب بصورة جذرية والوصول لسلام مستدام.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم مناطق ولاية شمال كردفان منذ أشهر عدة، وتحاصر مدينة الأبيض من جميع الجهات، وتشهد المدينة بين فينة وأخرى عمليات عسكرية وقصفاً متبادلاً. وقال شهود تحدثوا للصحيفة إن القصف المدفعي ألحق خسائر في الأرواح بين المواطنين في عدد من أحياء المدينة.

صالح يدعو مجدداً لتشكيل «حكومة موحدة» لحل الأزمة الليبية

في حين أعلن عماد السايح رئيس مجلس المفوضية العليا للانتخابات الليبية، أنه بحث الاثنين، مع وفد أميركي وأممي في «الصعوبات والتحديات»، التي تواجه عمل المفوضية، كرر عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، التأكيد أن الحل في ليبيا يكون عبر إجراء الاستحقاق الرئاسي والبرلماني، وتشكيل «حكومة موحدة» مهمتها تنفيذ الانتخابات، بما يُلبي تطلعات الشعب الليبي وطموحاته.

وجاء هذا التأكيد، خلال اجتماع عقده صالح، مساء الأحد، في مدينة القبة، مع جيانلوكا البريني، سفير إيطاليا، وقنصلها فرانشيسكو لويجي، في مدينة بنغازي، لمناقشة مُستجدات الأوضاع في ليبيا وسُبل إنهاء الأزمة الراهنة، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

ووجه صالح، الدعوة للشركات الإيطالية للعودة للعمل في ليبيا، للمساهمة في مشاريع الإعمار والتنمية، كما أكد «على تنفيذ مشروع الطريق (أمساعد - رأس إجدير)، كما تم التعاقد عليه ووفقاً لما خطط له سابقاً»، بالإضافة إلى عودة فتح خطوط الرحلات الجوية المباشرة بين بنغازي والمطارات الإيطالية، وخطوط الملاحة البحرية بما يخدم مصالح الشعبين، وتسهيل إجراءات منح التأشيرات للمواطنين الليبيين بشكل عام، وخاصة المرضى والطلاب الليبيين في إيطاليا.

واكتفت السفارة الإيطالية، بالإشارة في بيان مقتضب لها عبر منصة «إكس»، إلى أن لقاء البريني ولويجي، مع صالح، ركز على آخر تطورات العملية السياسية، وآفاقها في ليبيا.

من جهته، أعلن عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، أنه بحث في اجتماع بالعاصمة طرابلس، مع وفد من السفارة الأميركية، والوكالة الدولية للتنمية الأميركية، ومستشاري بعثة الأمم المتحدة ومدير مكتب المنظمة الدولية للنظم الانتخابية، الأنشطة والاستحقاقات الانتخابية التي تعمل المفوضية على إنجازها، والتحديات التي تواجهها في سبيل إنجاز ما أحيل إليها من تشريعات وقوانين انتخابية.

وأوضحت المفوضية، في بيان، أن السايح استعرض التحضير لإطلاق عملية انتخاب المجالس البلدية، والبدء في انتخاب النقابات والاتحادات والروابط المهنية، مشيراً إلى اعتماد لائحة تسجيل الناخبين، بناء على ما نصت عليه قوانين لجنة «6+6» المشتركة بين مجلسي النواب و«الدولة»، بشأن انتخاب مجلس الأمة ورئيس الدولة.

كما بحث الاجتماع، الخطط التنفيذية التي وضعتها المفوضية، وتقدير الموارد والاحتياجات المادية التي تتطلبها عملية التنفيذ، وتسخير كل الإمكانيات لإنجاح الاستحقاقات التي كلفت بها مؤخراً، لافتاً إلى ما وصفه بـ«جملة من الصعوبات والتحديات» التي واجهت المفوضية وهي تمارس اختصاصاتها وفق التشريعات النافذة، وما اتخذته من إجراءات الحد من التأثير السلبي لمجموعة تلك الصعوبات.

وقال السايح إن الحاضرين «أعربوا عن رغبتهم في مواصلة تقديم الدعم الفني للمفوضية، تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة».

في شأن مختلف، انضمت سفارة كندا إلى بعثة الأمم المتحدة، والسفارة الأميركية، في المطالبة بإجراء تحقيق «شفاف ومستقل» في الوفاة المأساوية للناشط السياسي سراج دغمان، أثناء احتجازه في بنغازي بشرق البلاد، ودعت في بيان لها الاثنين، عبر منصة «إكس»، للإفراج الفوري عن «المحتجزين تعسفاً»، تأكيداً على أهمية الإجراءات القانونية الواجبة وسيادة القانون.

بدورها، أعلنت حكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أن الزيارة التي اختتمها وفد منها إلى الولايات المتحدة، على هامش اجتماعات الربيع للبنك الدولي، «تعكس جهودها المكثفة لتعزيز التعاون الاقتصادي والطاقوي مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، في إطار السعي لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في ليبيا».

وقالت إن الوفد عقد سلسلة من الاجتماعات المهمة مع مسؤولين وممثلين لمؤسسات دولية للبحث في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار، مشيرة إلى لقاء عقد في البيت الأبيض، مع لوك رينولدز مسؤول الأمن القومي لمنطقة شمال أفريقيا، لمناقشة التحديات الجيوسياسية وتأثيرها على إمدادات الطاقة العالمية.

كما ناقش وزير النفط المكلف، خليفة عبد الصادق، مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الطاقة جيفري بيات، الوضعين الاقتصادي والسياسي في ليبيا، وعرض خطط الحكومة لزيادة الإنتاج النفطي والغازي، وسبل زيادة مشاركة الشركات الأميركية في هذا القطاع، بالإضافة إلى حماية البيئة واستخدام الطاقات المتجددة.

من جهة أخرى، حدد أسامة حماد رئيس حكومة «الاستقرار»، الاثنين والثلاثاء، عطلة طارئة رسمية؛ نظراً لسوء الأحوال الجوية المرتقبة، ووجه وزارة الداخلية بالحد من التنقل على الطرقات الساحلية والفرعية في المناطق المتوقع انعدام الرؤية فيها.

وأعلنت الحكومة، هذه العطلة بعد تحذير مركز الأرصاد الجوية، مساء الأحد، من تأثر غالبية مناطق البلاد بتقلبات جوية نتيجة منخفض جوي صحراوي مصحوب برياح جنوبية شرقية على مناطق الشرق والجنوب، مشيرة إلى أنها تشمل كل الجهات العامة، والمؤسسات العامة بالدولة، ما عدا من تستلزم طبيعة أعمالهم الحضور في مقار عملهم.

وأعلن مطار بنينا الدولي، في مدينة بنغازي بشرق البلاد، تعليق جميع الرحلات الجوية، بسبب انعدام الرؤية وسوء الأحوال الجوية.

عبداللهيان: نأسف لقرار الاتحاد الأوروبي فرض قيود إضافية على إيران

عبّر وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، اليوم الثلاثاء، عن أسفه لقرار الاتحاد الأوروبي فرض المزيد من القيود «غير القانونية» على إيران لممارستها «حقها في الدفاع عن النفس» في مواجهة هجوم إسرائيل، وفق ما ذكرته وكالة أنباء العالم العربي.

واتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ الأسبوع الماضي على توسيع العقوبات ضد طهران في أعقاب الهجوم الذي شنّته بالصواريخ الباليستية والمسيّرات على إسرائيل.

كانت انفجارات دوت في مدينة أصفهان بوسط إيران، الجمعة الماضي، وقال القائد العام للجيش الإيراني عبدالرحيم موسوي إنها ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية لعدد من «الأجسام الطائرة»، فيما نشر التلفزيون الرسمي مقطعاً مصوراً قال إنه لتفعيل الدفاعات الجوية في أصفهان.

جاءت هذه التطورات الأخيرة بعد أيام قليلة من هجوم شنته إيران بمئات المسيّرات والصواريخ على إسرائيل، وذلك بعد مقتل قائد كبير في «الحرس الثوري» الإيراني في هجوم يُعتقد أنه إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.

شارك