تصفيات جسدية وتعذيب وحشي.. تصاعد جرائم الحوثي بحق المختطفين
الأحد 26/مايو/2024 - 12:03 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في سياق الانتهاكات والجرائم الوحشية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بحق المدنيين في اليمن، أقدمت الميلشيا على تصفية المختطف تعسفياً "نجيب حسان علي فارع العنيني"، المدرس بمدرسة الأشعاب جبل حبشي، وذلك بعد سبعة اعوام من اختطافه من أمام منزله في قرية الدبح بمديرية التعزية محافظة تعز، واخفاءه قسرا في معتقلاتها، في خامس حادثة من نوعها منذ قرابة شهرين لمختطفين توفوا جراء التعذيب أو التصفية الجسدية أو في ظروف غامضة
و أدانت الحكومة اليمنية واستنكرت بأشد العبارات حادثة تصفية المختطف نجيب حسان ، وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن " مليشيا الحوثي الإرهابية لم تسمح للمختطف بالتواصل بأسرته أو معرفة مصيره طيلة فترة اخفاءه قسريا، قبل ان تتواصل معهم منتصف الشهر الحالي لاستلام جثته، في جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية تعيد التذكير بمأساة عشرات آلاف من المختطفين والمحتجزين والمخفيين قسرا في معتقلاتها غير القانونية".
وأوضح الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس" أن مليشيا الحوثي الإرهابية اقدمت في 25 مارس على تصفية الاستاذ والتربوي صبري الحكيمي مدير عام التدريب في وزارة التربية والتعليم، تحت التعذيب والاهمال وانعدام الرعاية الصحية، في معتقل تابع لما يسمى جهاز (الامن والمخابرات) بعد 6 اشهر من اختطافه واخفاءه قسرا، كما تم تصفية المعتقل خالد حسين غازي من أبناء محافظة ذمار، في 27 مارس في احد معتقلاتها.
وفي 19 مارس اعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية انتحار المعتقل (محفوظ عبدالرب محمد قايد الزمر) في السجن المركزي بمحافظة إب الخاضع لسيطرتها، شنقا، احتجاجا على استمرار اعتقاله دون محاكمة، بعد يومين من وفاة عيسى العرشي أحد نزلاء السجن بجلطة قلبية، غير أن أسرته أكدت وجود آثار جروح على وجهه وجسده، نتيجة تعرضه للتعذيب، والاهمال وانعدام الرعاية الصحية
ولفت الإرياني إلى أن وزارة حقوق الإنسان رصدت أكثر من (350) جريمة قتل تحت التعذيب من إجمالي (1635) حالة تعرضت للتعذيب في معتقلات مليشيا الحوثي، كما وثقت منظمات حقوقية متخصصة قيام المليشيا بارتكاب جريمة الاخفاء القسري بحق (2406) من المدنيين في معتقلاتها غير القانونية، كما أن (32) مختطفاً تعرضوا للتصفية الجسدية، فيما انتحر آخرون للتخلص من قسوة وبشاعة التعذيب، كما سجلت (79) حالة وفاة للمختطفين و(31) حالة وفاة بنوبات قلبية بسبب الإهمال الطبي
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة والمبعوث الأممي ومنظمات حقوق الانسان وكل الحقوقيين والنشطاء في العالم بمغادرة مربع الصمت الذي شجع مليشيا الحوثي على ممارسة الفضائع بحق المدنيين، والشروع الفوري في تصنيفها "منظمة إرهابية"، وتكريس الجهود لدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية لاستعادة الدولة، وارساء الامن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية، ووضع حد للجرائم والانتهاكات الحوثية.
وكانت عضوة اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، إشراق المقطري، كشفت الإثنين الماضي، تصفية المليشيا الحوثية للمختطف نجيب حسان فارع بعد أكثر من 7 سنوات على اختطافه.
وقالت المقطري: تلقت أسرة المختطف في سجون الحوثيين نجيب حسان علي فارع السبت بلاغاً من الهلال الأحمر بوفاته، موضحة أن المليشيا ترفض تسليم جثته التي ظهر عليها آثار التعذيب من خلال الصورة التي حصلت عليها الأسرة.
وأضافت: اختطف نجيب من منزله في مديرية التعزية بمحافظة تعز في 22 فبراير 2017، وتعرض للتعذيب والإخفاء القسري في سجون المليشيا، موضحة أن المليشيا هجّرت أسرته مع عشرات الأسر.
ويعد فارع هو المختطف الثالث الذي يتوفى في سجون الحوثي بصنعاء خلال أقل من ثلاثة أشهر.
وطالبت إشراق المقطري المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة بالعمل على إطلاق المختطفين والأسرى كافة، وإغلاق ملف المعتقلين تعسفاً والمخفيين قسراً كون السلام لن يتحقق إلا بإغلاق هذا الملف.
ومن جانبها أدانت رابطة أمهات المختطفين، ما تعرض له المخفي قسرا في سجون مليشيات الحوثي نجيب العنيني، مطالبة بتحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة المختطفين والمخفيين في سجون المليشيا.
ونعت الرابطة في بيان لها، المختطف وقالت إن "العنيني أخفي قسراً من يوم اختطافه حتى إبلاغ الصليب الأحمر الدولي أسرته عن وفاته والحضور لاستلام جثته يوم السبت الماضي بتاريخ 18/5/2024، فخلال (8 ) سنوات وأكثر لم تتلقَ عائلته أي معلومة عنه رغم البحث عنه طيلة هذه السنوات".
وأفادت أسرة العنيني للرابطة بأن الصليب الأحمر الدولي أبلغهم بوفاته والحضور لاستلام جثته في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه إقامة مشاورات أو جهود لإظهاره والإفراج عنه، ليتفاجأوا أن صورة نجيب التي أرسلت للأسرة هي نفس الصورة يوم اختطافه بنفس الملابس ونفس الهيئة لكن وهو متوفي، وهذا يدل على وفاته بنفس يوم الاختطاف وظل مخفياً كجثة طوال هذه السنوات.
وأدانت الرابطة واستنكرت ما تعرض له المخفي قسراً "نجيب العنيني" والذي كان ضحية للعنف والظلم ابتداء باختطافه ثم اخفائه قسراً لثمان سنوات كجثة دون علم أسرته بمكان وظروف احتجازه آنذاك، حتى الابلاغ عن وفاته في ظروف غامضة السبت الماضي.
وأضاف البيان، أن العنيني يضاف إلى أكثر من 80 مختطفاً ومخفياً قسراً توفوا في سجون الحوثيين سواء بسبب التعذيب أو التصفية الجسدية أو في ظروف غامضة، محملا جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن وفاة المخفي قسراً العنيني في سجونها.
وطالبت رابطة أمهات المختطفين بإجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة المختطفين والمخفيين قسراً في السجون، آخرها وفاة المختطف "نجيب العنيني"، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترقى إلى مصاف جرائم الحرب وإنهاء إفلات مرتكبي الانتهاكات من العقاب.
وعبرت الرابطة عن قلقها الكبير مع تزايد هذه الجرائم والانتهاكات بحق أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً، داعية المجتمع الدولي والمبعوث الأممي وجميع المنظمات الحقوقية والإعلامية للضغط والعمل من أجل الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين والمخفيين قسريًا، وضمان سلامتهم وحقوقهم الإنسانية.
وأكدت رابطة أمهات المختطفين مواصلة الجهود لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي والمطالبة بحقوق جميع المختطفين والمخفيين قسراً وجبر ضررهم وأهاليهم.
وكانت "الهيئة اليمنية الوطنية للأسرى والمختطفين"، دعت في وقت سابق اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى زيارة سجون الحوثيين، والاطلاع على أوضاع الأسرى والمختطفين المدنيين والناشطين في تلك السجون، واتهمت الحوثيين بممارسة تعذيب ممنهج وتصفية الأسرى. وأكدت أن ذلك يستوجب تشكيل لجنة تحقيق دولية "لإيقاف مثل هذه الجرائم ومحاسبة ومعاقبة مرتكبيها".
وطالبت المنظمة مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بالضغط على الحوثيين لاحترام القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وعلى وجه الخصوص اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب، التي تحظر الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، خصوصاً القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب.
وتشهد سجون ميليشيا الحوثي عمليات تعذيب مروعة بحق المختطفين في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وقضى العديد من المختطفين جراء عمليات التعذيب، وفقا لتقارير حقوقية محلية ودولية عدة.