طالبان تُغلق مؤسسات شيعية في أفغانستان: هل هناك علاقة مع إيران؟

السبت 08/يونيو/2024 - 04:36 م
طباعة طالبان تُغلق مؤسسات علي رجب
 

أعلن مسؤولون في وزارة العدل التي تسيطر عليها حركة طالبان عن نية إغلاق  مؤسسات شيعية في فغانستان وهي قناة تمدان التلفزيونية، ومدرسة خاتم النبيين، وجامعة خاتم النبيين، بسبب اتهامهم بالانتماء إلى حزب سياسي واستخدام الأراضي التي تمت استيلاؤها عليها من  الحركة.

وقناة تمدان هي إحدى وسائل الإعلام الدينية للشيعة في أفغانستان، كما تعتبر حوزة خاتم النبيين في كابول من أهم مراكز الروحانية الشيعية في هذا البلد.

ويعتبر دعم طهران المالي لهذين الاثنين أحد دوافع طالبان لإغلاقهما، وتعتبره المصادر المعاصرة مرتبطا بالخلاف الديني بين الحكومتين الإسلاميتين. وتغلق حركة طالبان كافة وسائل الإعلام التابعة للأحزاب السياسية في عهد الجمهورية.

علاقة ايران وشيعة أفغانستان

وفقًا للمتحدث باسم وزارة العدل في حركة طالبان، مولوي بركة الله رسولي، فإن قرار إغلاق هذه الكيانات جاء بسبب ارتباطها بحزب سياسي وغضب الحكومة. وقد دخل وفد من حركة طالبان إلى مقر قناة تمدان وطالب بوقف البث على الفور، إلا أنه تم منح فترة إضافية بسبب تقديم وثائق قانونية.

قناة تمدان التلفزيونية ومدرسة خاتم النبيين تم إنشاؤهما في عام 2005 أثناء فترة حكم حامد كرزاي، تحت إشراف رئيس مجلس علماء الشيعة في أفغانستان، الشيخ آصف محسني. وبعد وفاته، أعلنت حركة طالبان أنها ستقوم بإيقاف أنشطة مراكزه الدينية ووسائل الإعلام التي كان يديرها.

وكانت الحركة الإسلامية الأفغانية واحدة من الأحزاب السياسية الثمانية لمجاهدي أفغانستان، والتي تأسست عام 1979، وذلك على يد مجموعة من رجال الدين الشيعة الأفغان الذين كانوا يعيشون في الحوزة العلمية في قم، تحت قيادة الشيخ آصف محسني. قامت هذه الحركة بمقاومة الاتحاد السوفيتي وإيران، ثم الحكومة الأفغانية.

 

رد على اتهامات طالبان

جواد محسني، رئيس قناة تمدان التلفزيونية، ينفي الاتهامات التي وجهتها وزارة العدل في طالبان لهذه المؤسسات بأن مبانيها بنيت على أراض مغتصبة، وينفي التبعية السياسية لحركة طالبان. وفقًا لمحسني، عندما أسس جده الشيخ آصف محسني هذه المؤسسات، قد توقف عن العمل في حزب الحركة الإسلامية السياسي، وأن الأرض التي أقيمت عليها هذه المؤسسات لها سند شرعي وقانوني.

الشيخ آصف محسني، الذي كان قائدًا سياسيًا ودينيًا للشيعة في أفغانستان، كان رئيسًا للمجلس العلمي الجعفري في أفغانستان لسنوات عديدة. خلال حياته، بعد إنشاء قناة تمدان ومدرسة خاتم النبيين، تم بث البث الإسلامي لهذا المركز الديني وتدفق الدروس الدينية على الهواء مباشرة من خلال هذه الوسائط.

لماذا اغلت حركةىة طالبانمؤسسات الشيعيةفي أفغانستان؟

حركة طالبان أغلقت هذه المؤسسات بسبب اتهامها بالانتماء إلى حزب سياسي واستخدام الأراضي التي تمت استيلاؤها عليها من قبل الحكومة. ومن الجدير بالذكر أن هناك مقترحات تشير إلى أن طالبان قد تسعى إلى فرض قيود على المذهب الشيعي في أفغانستان.

يعتقد بعض الخبراء الإسلاميين أن هذا السلوك يمكن أن يكون جزءًا من محاولة لتقليد القيود التي فرضتها حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الاحتفالات الدينية السنية داخل إيران.

مولوي أحمدي، عالم دين في كابول، يرى أن هذا النوع من القيود يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على الشعب في كلا البلدين. يعتقد أحمدي أن الحكومات الدينية في كل من أفغانستان وإيران لا تؤمن بالحريات الدينية والاجتماعية والسياسية.

بالنسبة لتلفزيون تمدان، فقد كان بثه يتميز بالمحتوى الإسلامي، ولكن هناك ادعاءات بأن البث قد تماشى مع الإعلام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما تشير بعض المصادر إلى أن هذه المؤسسات قد حصلت على دعم مالي من حكومة إيران، وكانت تحتوي على علاقات تفاعلية مع مؤسسات تعليمية في إيران.

تبدو هذه الإجراءات الجديدة جزءًا من مساعي حركة طالبان لتشديد السيطرة على القطاعات المهمة في البلاد وتطبيق نهجها الديني والسياسي.

 

 

شارك