تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 9 يونيو 2024.
وام: جولة جديدة لبلينكن في المنطقة لبحث مبادرة بايدن بشأن غزة
يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط، الاثنين المقبل، في مسعى يهدف من خلاله إلى التوصل لاتفاق لوقف الحرب على غزة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن بلينكن سيقوم بجولة سياسية في المنطقة، تشمل كلاً من مصر وإسرائيل والأردن وقطر خلال الفترة من 10 إلى 12 يونيو الجاري.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الوزارة ماثيو ميلر، في بيان وزعه، أن الوزير بلينكن سيناقش مع الشركاء في المنطقة ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، يضمن الإفراج عن الرهائن كافة، وسيشدد على «أهمية قبول الفصائل الفلسطينية الاقتراح المطروح، وهو اقتراح شبه مماثل لذلك الذي دعمته الفصائل الشهر الماضي».
ونوه ميلر بقناعة الوزير بلينكن بفائده اقتراح وقف إطلاق النار للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وشدد على أنه سيرفع المعاناة عن سكان غزة ويتيح زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية، ويسمح للفلسطينيين بالعودة إلى أحيائهم.
وأشار بيان المتحدث بإسم الخارجية الأميركية إلى أن الاتفاق سيتيح أيضاً إمكانية التوصل إلى هدوء على حدود إسرائيل الشمالية حتى تتمكن الأسر اللبنانية والإسرائيلية من العودة إلى منازلها، وسيهيئ الوقت والظروف المواتية للمزيد من التكامل بين إسرائيل وجيرانها العرب ويعزز أمن إسرائيل على المدى الطويل ويحسن الاستقرار عبر المنطقة، مؤكداً ضرورة منع اتساع رقعة الصراع الدائر. ومن المنتظر أن يحضر الوزير بلينكن خلال زيارته للأردن، مؤتمر القمة بشأن الاستجابة الإنسانية الطارئة للوضع في غزة الذي تستضيفه المملكة يوم الثلاثاء المقبل في العاصمة عمان بالمشاركة مع مصر والأمم المتحدة وبحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات المعنية.
في غضون ذلك، أعلن منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أن الرئيس جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقشا أمس الحرب في غزة، في اجتماعهما أمس، مشيراً إلى أن بايدن تحدث مع ماكرون عن الضغط من أجل اقتراح وقف إطلاق النار.
وأضاف كيربي، أمس: «ما زلنا ننتظر رد الفصائل الفلسطينية الرسمي على الاقتراح».
وكان بايدن أعلن الجمعة الماضي خطة من 3 مراحل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، تستمر المرحلة الأولى 6 أسابيع، وتشمل وقف إطلاق النار على نحو «كامل وشامل» وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.
مصر تدين الإعتداءات الإسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
دانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات، الاعتداءات الإسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 150 من المدنيين الفلسطينيين، وإصابة المئات.
وشددت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، اليوم، على أن هذه الاعتداءات تعد انتهاكاً سافراً لجميع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجميع قيم الإنسانية وحقوق الإنسان.
وحملت مصر إسرائيل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذا الاعتداء السافر، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف الاستهداف العشوائي الذي يطال الفلسطينيين المدنيين، بما في ذلك المناطق التي نزحوا إليها، والتدمير الغاشم لخدمات البنية التحتية في القطاع كافة.
وطالبت مصر الأطراف الدولية المؤثرة، ومجلس الأمن، بضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتحرك المسؤول من أجل إنهاء هذه الأزمة الإنسانية التي راح ضحيتها ما يزيد على 36 ألف شهيد، مؤكدة حتمية التوصل لوقف إطلاق النار في كامل قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة كاملة ودون عوائق من جميع المعابر البرية للقطاع.
الاتحاد: ماكرون: تكثيف الجهود لتجنب انفجار الوضع في الشرق الأوسط
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، أن فرنسا والولايات المتحدة تكثفان جهودهما لتجنب تفاقم الصراع في الشرق الأوسط، مع إعطاء الأولوية لتهدئة الوضع عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وأضاف ماكرون، في بيان مشترك مع نظيره الأميركي جو بايدن الذي يزور فرنسا، «إننا نضاعف من جهودنا لتجنب انفجار الوضع في المنطقة، ولا سيما في لبنان».
وذكر ماكرون أن الجانبين يعملان على «تحسين» الوضع لخفض حدة التوتر وإنهاء الفراغ المؤسسي في لبنان.
وبذلت فرنسا والولايات المتحدة محاولات في الأشهر الماضية لنزع فتيل الصراع من خلال تقديم باريس مقترحات مكتوبة لوقف تبادل إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وتسعى الولايات المتحدة أيضاً لحل هذه الأزمة، لكن دبلوماسيين أشاروا إلى وجود مشكلات في تنسيق الجهود.
وقال ماكرون، إن البلدين وضعا آلية «تنسيق وثيقة» في المناقشات «مع إسرائيل من جهة ومع لبنان وجميع الأطراف المعنية من الجانب الآخر».
ولم يشر بايدن إلى لبنان في بيانه المقتضب.
في غضون ذلك، قُتل شخصان في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، أمس، حيث أدت ضربات في وقت سابق إلى اشتعال حرائق، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وأوردت الوكالة الرسمية أن «مسيرة إسرائيلية نفذت عدواناً جوياً بصاروخين موجهين» استهدفا مقهى ضمن محلات تجارية في بلدة عيترون في جنوب لبنان.
وقتل شخصان جراء الغارة، وعملت فرق الإسعاف على نقل جثمانيهما إلى مستشفى في بلدة بنت جبيل، كما تسببت بأضرار كبيرة في المحلات التجارية ومحطة وقود والمنازل المجاورة، بحسب الوكالة.
كذلك، أفادت الوكالة في خبر منفصل بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارة عنيفة على بلدة الخيام».
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر في قطاع غزة، يحدث تبادل للقصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بشكل شبه يومي، واشتد تبادل إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة مع تصعيد الهجمات وتنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات أعمق داخل الأراضي اللبنانية.
وكانت حرائق واسعة في مناطق عدة في جنوب البلاد اندلعت، أمس، جراء قصف إسرائيلي وفق ما أفادت الوكالة الحكومية وأحد عناصر الإنقاذ.
وقالت الوكالة الوطنية، أمس، إن «المدفعية الإسرائيلية قصفت بالقذائف الفوسفورية الحارقة أطراف بلدة علما الشعب، حيث خلف القصف حرائق بالأحراج التي امتدت إلى محيط بعض المنازل».
وأضافت: «أتت النيران على مساحات واسعة من أشجار الزيتون». ويتهم لبنان إسرائيل باستخدام مادة الفوسفور الأبيض المثيرة للجدل في هجمات على جنوب البلاد، وتقول السلطات اللبنانية إنها تسبّبت بأضرار للبيئة والسكان.
وتُستخدم ذخائر الفوسفور الأبيض وهي مادة قابلة للاشتعال عند احتكاكها بالأكسجين، بهدف تشكيل ستائر دخانية وإضاءة أرض المعركة.
لكن هذه الذخيرة المتعددة الاستخدامات قد تستعمل كذلك كسلاح حارق قادر على أن يحدث حروقاً قاتلة لدى البشر، وفشلاً في الجهاز التنفسي والأعضاء، وأحياناً الموت. كما أفادت الوكالة الرسمية باندلاع «حريق كبير في تخوم موقعي الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل على أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية وبمحاذاة الخط الأزرق»، وهو خط الحدود الذي رسمته الأمم المتحدة في عام 2000 عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. وأضافت: «توجهت فرق الدفاع المدني اللبناني وآليات تابعة لليونيفيل للعمل على إخماد الحريق».
وقالت الوكالة في معلومات منفصلة، إن عدداً من الألغام انفجرت «بسبب امتداد الحريق بشكل أوسع مقابل مستعمرة المنارة عند أطراف بلدة ميس الجبل». وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس، إن الحرائق اندلعت بالقرب من مواقع الجيش من دون أن تصل إليها بشكل مباشر وبدون وقوع إصابات.
وخلال ثمانية أشهر، أسفر التصعيد عن مقتل 458 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية لبنانية.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.
البيان: ما مضمون رسالة نتانياهو إلى غانتس وثنيه في اللحظة الأخيرة عن الانسحاب من حكومة الحرب؟
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن رسائل غير مباشرة بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والوزير بحكومة الحرب بني غانتس أفضت إلى تراجع الأخير عن الانسحاب من الحكومة في اللحظات الأخيرة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" ما كتبه نتانياهو كرسالة إلى غانتس وقال فيها: "علينا أن ننظر بمسؤولية إلى ما يجري"، ومن ثم أعلن غانتس إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان من المتوقع أن يعلن فيه انسحابه من الحكومة وفق روسيا اليوم.
وأضاف رئيس الوزراء أمس السبت، بعد عملية تحرير 4 أسرى إسرائيليين على قيد الحياة: "هذا هو وقت الوحدة وليس وقت الانقسام. يجب أن نبقى متحدين من الداخل في مواجهة المهام الكبرى التي تنتظرنا. إنني أدعو غانتس، لا تترك حكومة الطوارئ ولا تتنازل عن الوحدة".
من جهته، أصدر غانتس بيانا لم يشر فيه إلى المهلة التي حددها لرئيس الوزراء، وجاء فيه: "إلى جانب الفرحة المبررة بهذا الإنجاز، يجب أن نتذكر أن جميع التحديات التي تواجهها إسرائيل لا تزال كما كانت".
وأضاف: "لذلك أقول لرئيس الوزراء وللقيادة بأكملها - علينا اليوم أيضا أن ننظر بمسؤولية إلى ما هو صواب ويمكننا الاستمرار به".
بدوره، انضم رئيس حزب "شاس" أرييه درعي إلى دعوة رئيس الوزراء وقال: "أدعو الوزير بني غانتس إلى التراجع عن نيته الاستقالة من الحكومة. هذا ليس الوقت المناسب لإجراء انتخابات. لا تزال إسرائيل في خضم معركة صعبة في الجنوب والشمال. والوحدة الداخلية أمر بالغ الأهمية لاستمرار إدارة الحرب في الجبهة على الحدود وعلى الجبهة الداخلية".
الجدير بالذكر أنه كان من المتوقع إعلان غانتس انسحابه من حكومة الحرب خلال مؤتمر صحفي كان من المزمع عقده أمس ولكن جرى إلغاؤه.
ووردت أنباء بأن الأمريكيين تواصلوا مع غانتس في الأيام الماضية وحاولوا التحقق من إمكانية إرجاء أو منع انسحابه من الحكومة وذلك بسبب المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق جديد.
ويعتبر الأمريكيون غانتس شريكا مقربا وأعربوا عن "قلقهم" بشأن الإعلان عن انسحابه في الوقت الذي رفض مكتب غانتس التعليق على هذه المعلومات.
لبنان.. وقت ضائع وفراغ رئاسي مستمرّ
عشية اقتراب مرور سنة كاملة على آخر الجلسات النيابية لانتخاب رئيس للبنان، والتي كانت في 14 يونيو من العام الفائت، تبدو الأيام القليلة المقبلة، بمثابة فترة تجريبيّة جديدة، بعد الزيارة الأخيرة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لحلحلة الأزمة الرئاسية المستعصية.
وتقاطعت المعلومات التي تسرّبت عن مجمل لقاءات سفراء «الخماسيّة»، مع القوى السياسية اللبنانية حتى الآن، حول محاولة إنجاز الانتخابات في الأسابيع القليلة المقبلة، بحلول يوليو، من أجل مشاركة الرئيس العتيد في إقرار التسوية المرتقبة للأوضاع على الحدود الجنوبية، بحسب تأكيد مصادر سياسية متابعة، مع إشارتها لـ «البيان»، إلى أهمية الملف الحدودي.
وثمّة إجماع على أن الاستحقاق الرئاسي عاد إلى سباته المستمر منذ نهاية أكتوبر 2022، لكون الجولة التي أنهتها الخماسية على القوى اللبنانية مؤخراً، لم تنجح.
ووسط ضآلة الرهانات على إمكان تحقيق أيّ خرق في الأزمة الرئاسية، في ضوء الشلل الذي أصاب الجهود الداخلية والخارجية، تجنّب معنيّون بحِراك «الخماسيّة»، الحديث عن إيجابيات متوقعة من أيّ حراك متجدّد لها، وخصوصاً أنّ الأفق السياسي ما زال على حاله من الإقفال، والأطراف السياسية تجترّ انقساماتها وتبايناتها، وتستحضر عوامل إضافية، تسهم أكثر فأكثر في انسداد الأفق وإحباط الانفراجات.
وعليه، فإن ثمّة إجماعاً على ضرورة أن تلجأ «الخماسيّة» إلى «أسلحة» جديدة في مساعيها التوفيقيّة رئاسياً، وإلا فإنها ستتحوّل إلى «خماسيّة» للوقت الضائع، بلا حوار ولا تشاور، فيما الفراغ سيستمرّ إلى أجل غير مسمّى.
الخليج: مشاورات مكثفة وضغوط لإنقاذ مفاوضات هدنة غزة من الفشل
تتكثف المشاورات الإقليمية والدولية لجمع إسرائيل وحركة «حماس» في جولة مفاوضات غير مباشرة لإقرار هدنة وفق المقترح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية الشهر الماضي، وسط قلق من أن تدفع عملية استعادة أربعة رهائن من مخيم النصيرات بعد مذبحة مروعة بحق المدنيين، إسرائيل إلى المماطلة في المفاوضات بحجة وتراهن على التصعيد العسكري.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس السبت، أنه بحث مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، سيقوم بجولة سياسية، هي الثامنة له في المنطقة منذ 7 أكتوبر الماضي، تشمل كلاً من مصر وإسرائيل والأردن وقطر خلال الفترة من 10 إلى 12 يونيو الجاري.
وشدد الرئيس المصري، على أن الملفات الإقليمية كانت حاضرة بقوة في مباحثاته مع الرئيس الأذربيجاني، وفي القلب منها القضية الفلسطينية التي تعتبرها مصر صلب قضايا المنطقة. وأوضح أنه استعرض خلال المباحثات، الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، حتى يتسنى التوجه نحو إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وإحلال السلام والتعايش في المنطقة بدلاً من الحروب والدمار والخراب.
وفي سياق متصل يسعى وزير الخارجية الأمريكي في جولته الإقليمية إلى الضغط على حركة «حماس» لقبول مقترح بايدن. وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيان وزعه، أن بلينكن، سيناقش مع الشركاء في المنطقة ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، يضمن الإفراج عن الرهائن كافة. ونوه ميلر إلى قناعة الوزير بلينكن بفائدة اقتراح وقف إطلاق النار للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وشدد على أنه سيرفع المعاناة عن سكان غزة ويتيح زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية ويسمح للفلسطينيين بالعودة إلى أحيائهم.
وأشار بيان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إلى أن الاتفاق سيتيح أيضاً إمكانية التوصل إلى هدوء على حدود إسرائيل الشمالية حتى تتمكن الأسر اللبنانية والإسرائيلية من العودة إلى منازلها، وسيهئ الوقت والظروف المواتية للمزيد من التكامل بين إسرائيل وجيرانها العرب ويعزز أمن إسرائيل على المدى الطويل ويحسن الاستقرار عبر المنطقة، مؤكداً ضرورة منع اتساع رقعة الصراع الدائر. ومن المنتظر أن يحضر الوزير بلينكن خلال زيارته للأردن، مؤتمر القمة بشأن الاستجابة الإنسانية الطارئة للوضع في غزة الذي تستضيفه المملكة يوم الثلاثاء المقبل في عمّان بالمشاركة مع مصر والأمم المتحدة وبحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات المعنية.
مذبحة إسرائيلية مروعة في غزة لاستعادة أربع رهائن
أعلن الجيش الإسرائيلي أمس السبت أنه تمكن من «تحرير» أربعة رهائن كانوا محتجزين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، فيما أكدت «حماس» سقوط أكثر من 210 قتلى فلسطينيين وإصابة مئات آخرين برصاص إسرائيلي. فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي «لبحث تداعيات المجزرة الدموية التي قامت بها قوات الجيش الإسرائيلي» في مخيم النصيرات للاجئين. بينما حضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوزير بيني غانتس على عدم الاستقالة من حكومة الحرب.
قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الرهائن «حالتهم الصحية جيّدة»، موضحاً أنهم خطفوا من مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. وأضاف أن نوعا أرغماني وألموع مئير وأندري كوزلوف وشلومي زيف حرروا خلال «عملية خاصة صعبة خلال النهار في النصيرات». في المقابل قالت (حماس) إن بعض الرهائن قتلوا خلال عملية الجيش الإسرائيلي لتحرير رهائن آخرين في مخيم النصيرات للاجئين والمناطق المجاورة له وسط قطاع غزة أمس السبت.
وارتفع عدد ضحايا مجزرة الجيش الإسرائيلي في مخيم النصيرات إلى 210 قتلى وأكثر من 400 جريح وهؤلاء وصلوا إلى مستشفى العودة في النصيرات ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح». واتهمت حركة حماس في بيان القوات الإسرائيلية بارتكاب «مجزرة وحشية في النصيرات»، داعية «المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حقيقي من هذه الجرائم الممتدة... والعمل على وقفها، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة».
وجاءت العملية رغم الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل بعد غارة دامية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في النصيرات كان يحتمي فيها نازحون. وقرب النصيرات، شاهد مصور لوكالة فرانس برس أمس عشرات الفلسطينيين يفرون من مخيم البريج سيراً، خوفاً من المزيد من الضربات الإسرائيلية. وفي مدينة غزة، قُتل خمسة أشخاص ليلاً عندما قصفت طائرة حربية إسرائيلية منزل عائلة مهنا، بحسب ما أفادت خدمات الطوارئ.
وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي إلى مقتل ما لا يقل عن 36801 شخص في غزة، معظمهم أيضاً من المدنيين، وإصابة 83680 شخصاً، وفق وزارة الصحة في القطاع.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري «الرسالة إلى حماس واضحة: نحن عازمون على إعادة جميع الرهائن». وأشار إلى أن الرهائن تم احتجازهم في مبنيين في مخيم النصيرات بارتفاع ثلاثة إلى أربعة طوابق. وأضاف «كانت هناك عائلات وحراس» في المبنيين. وأوضح أن أرغماني كانت محتجزة في شقة بينما كان الثلاثة الآخرون معاً في شقة أخرى قريبة. ولفت إلى أن استهداف شقة واحدة فقط كان أمراً محفوفاً بالمخاطر، ولهذا السبب تم إجراء عمليتين متزامنتين. وتابع «لقد فاجأناهم في المبنى الذي فيه نوعا»، لكن فريق الإنقاذ تعرض لإطلاق نار في الشقة الأخرى التي كان فيها الرجال الثلاثة، وأصيب هناك ضابط شرطة إسرائيلي توفي متأثراً بجروحه.
من جهته، تعهّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بمواصلة القتال. وقال في بيان «الشعب الفلسطيني في غزة لن يستسلم والمقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقنا في وجه هذا العدو المجرم».
واعتبر نتنياهو أمس السبت أن القوات الإسرائيلية «أثبتت أن إسرائيل لا تستسلم وتتحرك بصورة مبتكرة لإعادة رهائننا». ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعملية قائلاً «لن نتوقف عن العمل حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم ويتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا أمر من الضروري أن يحدث». جاء تصريحه في باريس إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي هنأ أيضاً عائلات الرهائن بتحريرهم. ووصف المستشار الألماني أولاف شولتس العملية بأنها «علامة أمل مهمة».
الشرق الأوسط: حملات تمشيط واسعة ضد خلايا «داعش» في دير الزور
قُتل عنصران من ميليشيا محلية في دير الزور تتبع لإيران، بانفجار وقع بسيارة رباعية الدفع بالقرب من المركز الثقافي الإيراني في حي القصور، السبت. وذكرت مصادر محلية في دير الزور أن القتيلين هما عنصـران في ميليشيا «أسود العشائر»، ورجحت مصادر أن الانفجار نجم عن عبوة ناسـفة موضوعة داخل سيارتهما، إلا أن مصادر أخرى رجحت أن يكون الانفجار وقع بمحرك السيارة نتيجة موجة الحرّ الشديد التي تضرب البلاد؛ إذ تتجاوز درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية.
وكانت القوات الحكومية والميليشيات الرديفة لها والتابعة لإيران قد بدأت يوم الجمعة حملة تمشيط واسعة في بادية دير الزور ومحيط جبال البشري، ضد خلايا تنظيم «داعش» بعد عدة هجمات نفذها التنظيم في البوكمال ودير الزور.
وشهدت الفترة الأخيرة تزايداً في هجمات «داعش» على النقاط العسكرية التابعة للقوات الحكومية والميليشيات الرديفة التابعة لإيران، في البادية السورية.
وأفاد تقرير لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، السبت، بمناسبة اقتراب الذكرى العاشرة لإعلان «داعش» الخلافة، بأن التنظيم «استطاع التكيف مع واقعه الذي فُرض عليه، بعد سقوطه في آخر معاقله في بلدة الباغوز عام 2019»، وذلك رغم انتهائه «كقوة حاكمة مُنظّمة بمنطقة جغرافية محددة في سوريا».
وأشار التقرير إلى أن التنظيم لجأ بعد معارك عنيفة مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وقوات «التحالف الدولي»، إلى تشكيل مجموعات «متناهية الصغر»، إضافة إلى الهجمات الفردية، لتنفيذ عملياته باحترافية عالية، وإثبات وجوده بكامل المناطق السورية على اختلاف الجهات المسيطرة، مستغلاً الانشغال بالحروب والصراعات الدولية والإقليمية، لتشهد المنطقة «جيلاً جديداً من الهجمات شملت جميع المناطق»، بنسب متفاوتة.
وبحسب التقرير، تركزت هجمات «داعش» في مناطق البادية، على بادية حمص بالمرتبة الأولى، ثم دير الزور، ثم الرقة، ثم حماة، وجاءت حلب في المرتبة الأخيرة. ونفذ التنظيم خلال العام الحالي 134 هجوماً ضمن مناطق متفرقة من البادية، تمت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص. قُتل فيها 397 شخصاً، منهم 325 من القوات الحكومية والميليشيات الرديفة لها، و43 مدنياً بينهم طفل وسيدة بهجمات في البادية. في حين قُتل من «داعش» 29 عنصراً بينهم 3 بقصف جوي روسي، والبقية على يد قوات النظام والميليشيات ورعاة الأغنام.
وتفيد الأنباء الواردة من دير الزور بأن اجتماعاً عقدته وزارة الدفاع الحكومية مع قادة الأفرع الأمنية وقائد «الفرقة 17»، قبل انطلاق حملة تمشيط واسعة في البادية في ريفَي دير الزور والبوكمال، شاركت فيه «ميليشيات قاطرجي» التابعة للقوات الحكومية، وميليشيا «لواء القدس» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، وميليشيا «الدفاع الوطني» التابعة للقوات الحكومية، و«الفرقة 17» في القوات الحكومية، و«الفيلق الخامس» التابع للقوات الحكومية والذي تشرف عليه روسيا. وترافقت الحملة مع قصف مدفعي، وغارات جوية روسية استهدفت مواقع في عمق البادية، لمنع تمدد «داعش» نحو الريف الغربي لدير الزور.
وذكرت تقارير إعلامية سورية غير رسمية أن سلاحَي الجو الحربي والمروحي السوري والروسي نفذا غارات جوية مكثفة مع استهدافات بالرشاشات الثقيلة على مواقـع تمـركز ونشاط وخطوط إمداد «داعش» في التنف قريباً من قاعدة قوات التحالف باتجاه محاور الباديـة السـورية.
وكانت نقطة عسكرية مشتركة لـ«الفوج 47» و«لواء فاطميون» التابع لإيران في بادية قرية حسرات بريف البوكمال، قد تعرضت الخميس لهجوم مسلح استمر لنحو نصف ساعة وأسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر الميليشيات، وقال موقع «فرات بوست» إن الهجوم تصادف مع وجود الحاج ميسم الإيراني، المسؤول عن ميليشيا «الحرس الثوري» الإيراني في ريف البوكمال، ومحمد صاج الحمصي، مسؤول الكتيبة الحمصية ضمن «الفوج 47»، واللذين شاركا في الاشتباكات.
مصادر تركية: أميركا تخطط لإقامة «دولة إرهابية» في شمال سوريا
أعلنت مصادر عسكرية ودبلوماسية تركية أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن إقامة دولة كردية في المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشمال شرقي سوريا، وأن الانتخابات المحلية التي أعلنت الإدارة الذاتية (الكردية) لشمال شرقي سوريا تأجيلها إلى أغسطس (آب) المقبل ما هي إلا مقدمة لخطوات أكبر. وأكدت المصادر التركية أن الولايات المتحدة تريد إنشاء دولة كردية في شمال سوريا، وتقدم جميع أنواع التدريب فيما يتعلق بإنشاء الدولة وعملها، وتنفذ ممارسة مماثلة لما حدث في شمال العراق، حيث تم نقل شخصيات رفيعة المستوى ستشارك في هيكلة الدولة إلى أميركا لتعليمهم وتدريبهم على نظام الدولة، والآن يتم تنفيذ الأمر في شمال سوريا.
تحركات أميركية
تدريبات عسكرية مشتركة بين «قسد» و«التحالف الدولي» في قاعدة تل بيدر (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
ونقلت صحيفة «سوزجو» التركية عن المصادر، السبت، قولها إن الولايات المتحدة لديها نحو 70 ألفاً من المرتزقة من «حزب العمال الكردستاني» وذراعه في سوريا «وحدات حماية الشعب» الكردية، ستستخدمهم عاجلاً أم آجلاً لإقامة «دولة إرهابية» في الخطوط الأمامية على الحدود الجنوبية لتركيا، وأن الخطر الحقيقي على تركيا يكمن في شمال سوريا وليس في شمال العراق. وأضافت أن أميركا تدرب قوات «قسد» وتسلحها وتحضر احتفالاتها وتدفع رواتب جنودها، وهؤلاء هم «الجيش الأميركي» في المنطقة، وهدفه إقامة دولة كردية مستقلة في سوريا، لكن تابعة للولايات المتحدة. وأشارت المصادر إلى أن إعلان الإدارة الذاتية الكردية تأجيل الانتخابات المحلية في 7 كانتونات خاضعة لسيطرة «قسد» إلى أغسطس، بدلاً من إجرائها يوم الثلاثاء المقبل كما كان مقرراً من قبل، يرجع إلى موقف تركيا الحازم، وعدم قدرة الولايات المتحدة على المخاطرة بإجراء الانتخابات الآن، ومع ذلك، لم يتم التخلي عن الانتخابات تماماً، ومع الإصرار على إجرائها أصبحت سلامة الأراضي السورية مستهدفة وأمن تركيا في خطر.
وعدت المصادر أن تصريحات الرئيس رجب طيب إردوغان ووزارة الدفاع التركية، بشأن التدخل الحازم، بما يشمل احتمالات القيام بعمل عسكري في شمال سوريا، والمبادرات الدبلوماسية، دفعت الولايات المتحدة إلى التحرك لتأجيل الانتخابات، دون التخلي عنها تماماً.
مخاوف تركية
ورأت المصادر أن أميركا لا تريد أيضاً الإضرار بعلاقات التحالف مع تركيا، لكنها لن تتخلى عن خططها لإقامة الدولة الكردية في شمال سوريا، مؤكدة أنه إذا لم تزد تركيا من وجودها في الشمال السوري وتكمل نقائصها هناك، فإن هذه المشكلة ستعود إلى الظهور من جديد إن لم يكن هذا العام ففي العام المقبل. وشددت المصادر على أن تركيا عليها أن تمنع تشكيل «ممر إرهابي» على حدودها، محذرة من أن «الإدارة الذاتية» لن تكتفي بـ«انتخابات محلية» في شمال سوريا وستتبعها خطوات أخرى من شأنها دفع الأجندة الانفصالية.
وأكدت أنه لا يجب السماح بإجراء انتخابات في سوريا خارج قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، لافتة إلى أن الانتخابات «المزعومة» و«غير الشرعية» ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار والإضرار بالحل السياسي في سوريا، وأن تركيا تؤكد في اتصالاتها مع جميع الأطراف الفاعلة والمعنية على هذا الأمر. وأضافت المصادر أن تركيا مارست ضغوطاً جدية على الصعيدين الدبلوماسي والأمني لمنع إجراء الانتخابات، وتم تأجيلها في الوقت الراهن، لكن ما تريده تركيا هو عدم إجرائها.
دعم «قسد»
ولفتت المصادر إلى أن تركيا تراقب من كثب التدريبات العسكرية التي تجريها الولايات المتحدة مع «قسد»، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية قوامها الرئيسي، حيث تقدم لهم التدريب العسكري وتزودهم بالأسلحة. في السياق ذاته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسماع دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن تدريبات عسكرية مشتركة بين قوات «التحالف الدولي» بقيادة أميركا وقوات «قسد» في قاعدة «تل بيدر» بريف الحسكة الشمالي.
وبحسب المرصد، تضمنت التدريبات عمليات إنزال جوي وتنفيذ رمايات بالمدفعية الثقيلة على أهداف وهمية، لرفع الجاهزية القتالية لدى الجنود واستعداداً لهجمات قد تكون محتملة من قبل الميليشيات الإيرانية. في الوقت ذاته، قصفت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لأنقرة، بقذائف المدفعية الثقيلة، قرى كيكتاني وهوليك وكوبرلك بريف تل أبيض الغربي، في شمال محافظة الرقة، ما أدى إلى احتراق مساحات من الأراضي الزراعية. وسبق أن قصفت القوات التركية ريف عين عيسى شمال محافظة الرقة، ما تسبب بحرائق في الأراضي الزراعية قرب قرية هوشان، ما أدى إلى حرائق في مساحات من الأراضي المزروعة بالقمح وأشجار الزيتون.
تجدد المعارك حول «سلاح الإشارة» في الخرطوم
تجددت، يوم السبت، المواجهات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» حول سلاح الإشارة في مدينة الخرطوم بحري، إحدى مدن العاصمة الثلاث، كما نفذت طائرات حربية غارات على تمركزات لقوات «الدعم السريع» في ولاية شمال دارفور. وقال شهود إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في محيط سلاح الإشارة المقابل لقيادة الجيش على الضفة الأخرى من النيل الأزرق، مشيرين إلى أن قوات «الدعم السريع» هاجمت مقر الجيش من محورين.
ونشر منتسبون للجيش مقطعاً مصوراً على مواقع التواصل الاجتماعي قالوا فيه إنهم صدوا هجوماً لـ«الدعم السريع» على سلاح الإشارة وكبدوهم خسائر في الأرواح والعتاد، وفق وكالة «أنباء العالم العربي». وتفرض قوات «الدعم السريع» حصاراً على مقر سلاح الإشارة منذ بدء القتال في منتصف أبريل (نيسان) من العام الماضي، ويحاول الجيش بين الحين والآخر فك الحصار عن مقره بالهجوم على قوات «الدعم السريع» من شمال مدينة بحري ومدينة أم درمان عبر جسر الحلفايا الذي يربط شمال أم درمان بمدينة بحري، لكن دون جدوى.
معركة الفاشر
وفي الفاشر بولاية شمال دارفور، قال سكان إن الجيش شن غارات جوية عنيفة على تمركزات لقوات «الدعم السريع» في مدينة كبكابية، مشيرين إلى تصاعد أعمدة الدخان من المنطقة مع سماع أصوات المضادات الأرضية. وذكروا أن وتيرة المعارك البرية والاشتباكات على الأرض تراجعت خلال اليومين الماضيين في الفاشر مع استمرار القصف الجوي وتبادل الضربات المدفعية بين الجانبين.
وتفرض قوات «الدعم السريع» حصاراً محكماً أيضاً على الفاشر، في مسعى للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع.
ولاية الجزيرة
وفي ولاية الجزيرة بوسط البلاد، التي تسيطر عليها قوات «الدعم السريع» منذ ديسمبر (كانون الأول)، حذرت «لجان مقاومة مدينة ود مدني» من ازدياد وتيرة الانتهاكات من طرفي القتال ومن القصف الجوي لطيران الجيش، مشيرة إلى تعتيم إعلامي وصعوبة بالغة في التواصل مع الأهالي والمواطنين. وأضافت في بيان: «ما زالت معاناة المواطنين تتواصل داخل ولاية الجزيرة نتيجة لانقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت للشهر الرابع على التوالي».
واندلع القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» على نحو مفاجئ في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
إطلاق 500 أسير
أطلقت قوات «الدعم السريع» سراح أكثر من 500 أسير كانوا محتجزين في معتقلاتها، بينهم ضباط برتب رفيعة في الشرطة والجيش وجهاز الأمن، أسروا أو قبض عليهم في عدد من المناطق بالسودان، وتم تجميعهم في سجن «سوبا» جنوب الخرطوم، وهو من المناطق التي تسيطر عليها قوات «الدعم السريع» منذ الأيام الأولى للحرب، بينما يقول الموالون للجيش إن معظم المفرج عنهم ضباط شرطة لم يكونوا مشاركين في القتال.
وأبدت قوات «الدعم السريع» عقب توقيع «إعلان أديس أبابا» بينها وبين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي، استعدادها لإطلاق سراح 451 من أسرى الحرب المحتجزين عندها عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استجابة لطلب «تقدم»، لكن العملية لم تتم، لأن الجيش لم يظهر استعداده لتسلم الأسرى، وفق ما قالته قوات «الدعم السريع»، بينما يقول الجيش إنه لم يبلغ رسمياً بإطلاق سراح أسرى.
وأكد مصدر في قوات «الدعم السريع» لـ«الشرق الأوسط»، ما تداولته منصات إعلامية محلية، من أن المطلق سراحهم «أسرى» تم القبض عليهم أثناء انخراطهم في القتال، وليسوا معتقلين كما ذكرت تلك المنصات، وأنه استجاب لمبادرة من رجال طرق صوفية في منطقة «أبو قرون» شرق العاصمة الخرطوم. وقالت قوات «الدعم السريع» إنه أُطلق سراح 537 ضابطاً من الشرطة والجيش وجهاز المخابرات العامة، بينهم رتب رفيعة، سيتم تفويجهم إلى أماكن سكنهم وإقامة أسرهم.
وأضافت، في بيان يوم السبت، أنها «التزاماً بقواعد القانون الدولي الإنساني، وانفاذاً لمباردتها، أطلقت قبل ذلك سراح 202 من أسرى الجيش، وخاطبت الصليب الأحمر الذي شرع في التنفيذ، لكن الجيش أخذ يماطل وعرقل عملية التسليم والتسلم»، مؤكدة أن الجيش رفض استلام أسراه.
وتابعت قوات الدعم السريع أنه بعد رفض الجيش تسلم أسراه اقترحوا رسمياً على اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن تقوم قوات الدعم السريع بإطلاق سراح الأسرى بصورة منفردة، حفاظاً على أرواح موظفي اللجنة الدولية وعلى أرواح الأسرى، «واستلمنا منهم رداً مكتوباً على خطابنا بتاريخ 4 يونيو الجاري، ملحقاً بالبروتوكول الخاص بإطلاق سراح الأسرى».
معتقلات مجهولة
ويحتفظ كل من الجيش وقوات الدعم السريع بأعداد كبيرة غير محصاة من الأسرى في معتقلات مجهولة، وأبرز الذين أسرتهم قوات الدعم السريع، المفتش العام للجيش الفريق ركن مبارك كجو، الذي تم أسره منذ اليوم الأول للحرب، وأيضا ً رئيس «حزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم» أنس عمر، ورئيس «تحالف التيار الإسلامي العريض» محمد علي الجزولي، وهو أحد أتباع تنظيم «داعش»".
ودأبت قوات الدعم السريع على اعتقال كل من تعثر عليه من قادة الإسلاميين، وضباط الجيش والشرطة والأمن، بمن فيهم المتقاعدين، إلى جانب إظهار أعداد من الأسرى أثناء استجوابهم بعد القبض عليهم، فيما دأب الجيش على اعتقال كل من يشتبه في أنه على علاقة بقوات الدعم السريع.
وأصدرت محاكم في عدد من أنحاء البلاد التي يسيطر عليها الجيش أحكاماً بالاعدام والسجن المؤبد على مدنيين تحت ذريعة العلاقة مع قوات الدعم السريع. كما ألقت الاستخبارات العسكرية القبض على صحافيين، أبرزهم صديق دلاي الذي اعتقل على خلفية مقال انتقد فيه اغتيال أحد أقاربه من قبل الاستخبارات العسكرية، فيما اعتقلت قوات الدعم السريع الصحافي طارق عبد الله، دون تقديم مبررات للاعتقال.
ولا يعرف على وجه الدقة الأعداد الحقيقية للأسرى والمعتقلين من قبل الطرفين المتقاتلين، لكن التقديرات تشير إلى أنهم بالآلاف، بينهم رتب رفيعة من الطرفين، فيما راجت تقارير أنهم يستخدمون كدروع بشرية. وأعلنت قوات الدعم السريع في يونيو (حزيران) 2023 أنها أطلقت سراح 100 من أسرى الجيش و25 جريحاً، فيما لم تصدر عن الجيش أي تصريحات عن إطلاق أسرى تابعين للدعم السريع.