الإرياني: الصحافة اليمنية في مرمى الحوثيين منذ اليوم الأول للانقلاب
الإثنين 10/يونيو/2024 - 12:46 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
منذ اجتياح مليشيا الإرهاب الحوثية للعاصمة اليمنية صنعاء في العام ٢٠١٤ ، أظلمت الحياة الصحفية في اليمن، وصار الصحفيون هدفا للميليشيا، وعرضة للقتل والاختطاف، والإخفاء القسري، في زنازين القهر والتسلط.
وفي هذا السياق وبمناسبة يوم الصحافة اليمنية الأحد 9 يونيو طالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والامم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحرية الصحافة وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، باتخاذ موقف حازم ازاء استمرار جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق الصحفيين، وممارسة ضغط حقيقي لنقل أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين محمد شبيطه لتلقي العلاج في الخارج، والشروع الفوري في تصنيف المليشيا منظمة إرهابية، ودعم الحكومة لتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "نتذكر الفضائع التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، منذ انقلابها الغاشم، بحق الصحفيين اليمنيين، وآخرها محاولة تصفية الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين.. الامين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب محمد شبيطه في إطلاق نار على سيارته في 7 مايو، ثم احتجازه في المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج، ومنع زيارته، وعرقلت سفره للخارج لتلقي العلاج رغم تدهور حالته الصحية".
وأوضح الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس" أن الصحافة في اليمن والمؤسسات الإعلامية (الحكومية، الحزبية، الاهلية) بانواعها (مرئية، مسموعة، مقرؤة) تعرضت منذ اليوم الاول للانقلاب، لاستهداف ممنهج وغير مسبوق من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث تعرضت للاغلاق والمصادرة، وتم نهب محتوياتها من اجهزه واثاث وتسريح العاملين فيها، وملاحقة الصحفيين وتعريض حياتهم للخطر
ولفت الإرياني إلى استمرار ما تشهده مناطق سيطرة مليشيا الحوثي حتى اليوم من انتهاكات تطال الصحفيين امتدادا لادبياتها وتعليمات زعيمها عبدالملك الحوثي الذي اعتبر الصحفي "عدو" ومهنة الصحافة "جريمة" والعمل الصحفي "خيانة" تستدعي المسائلة والعقاب، وتتمثل في الاعتقالات التعسفية، الاخفاء القسري، التعذيب النفسي والجسدي، واصدار احكام بالاعدام بتهم ملفقة، والقتل والتهجير والتشريد، بالإضافة إلى نهب الممتلكات والفصل من الوظيفة العامة.
وأشار الإرياني إلى أن هذه الأوضاع المزرية لا تُهدد فقط سلامة الصحفيين، عبر ممارسة أبشع صنوف الإرهاب والترويع والقمع والتنكيل بحقهم، لتُكميم أفواههم، والحيلولة دون قدرتهم على أداء واجبهم المهني والأخلاقي في نقل الحقائق بحرية وموضوعية، بل انها توفر بيئة مواتية لمليشيا الحوثي في التمادي بارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين، وتُعيق حق الشعب اليمني في الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حيال مختلف القضايا، وتقوض جهود التهدئة وإحلال السلام في اليمن
وأكد الإرياني وقوف الحكومة اليمنية مع الجهود الرامية إلى حماية حرية الصحافة في اليمن وتأمين بيئة آمنة للصحفيين، وأدان استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية في إخفاء عدد من الصحفيين قسرا في معتقلاتها غير القانونية بينهم (وحيد الصوفي، نبيل السداوي، عبدالله النبهاني).
وكانت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى" أصدرت تقريراً حقوقياً بمناسبة يوم الصحافة اليمنية بعنوان (اغتيال الحقيقة) يرصد أعداد الضحايا من الصحفيين والصحفيات الذين قتلوا خلال الفترة من يناير 2015 وحتى ديسمبر 2023 في مختلف أرجاء اليمن.
ووثق التقرير 63 حالة قتل طالت صحفيين وإعلاميين مستقلين وآخرين يعملون في مؤسسات ووسائل إعلامية منهم 3 صحفيات بنسبة 5%، وتعرض الضحايا للقتل أثناء تواجدهم في مقار أعمالهم أو خلال تغطيتهم الميدانية خاصة في مناطق النزاع، أو اغتيالهم عبر الاستهداف المباشر.
وأشار التقرير إلى الكيانات والأطراف التي تورطت بهذه الانتهاكات والجرائم حيث تصدرت جماعة الحوثي قائمة المنتهكين بمسؤوليتها عن 54% من إجمالي حالات القتل.
ورصد التقرير 17 نوعاً ووسيلة تمت بها عمليات القتل استهدفت الجهات من خلالها وبها الصحفيين بشكل مباشر أو غير مباشر، فيما قتلت صحفية واحدة في ظروف غامضة.
ووفقًا لتقارير حقوقية تتبوأ ميليشيا الحوثي الارهابية لسنوات مقدمة مرتكبي الجرائم والانتهاكات ضد الصحفيين، التي حولت اليمن الى اسوأ بيئة في العالم للعمل الصحفي. فبحسب الإحصائيات التي رصدت الانتهاكات التي طالت الصحفيين اليمنيين من قبل الميليشيا منذ العام 2015 ، هناك 51 حالة تصفية مباشرة، و4 صحفيين يواجهون أحكام الإعدام، و103 حالة اختطاف، و14 حالة اعتقال تم الإفراج عن 10 منهم، وإيقاف أكثر من 200 موقع إلكتروني و100 صحيفة يمنية.