الحوثيون يتلقون دعماً إيرانياً.. تقرير استخباراتي يكشف الأسلحة المستخدمة في الهجمات البحرية

الجمعة 12/يوليو/2024 - 01:47 م
طباعة الحوثيون يتلقون دعماً فاطمة عبدالغني
 
في سياق التخادم الحوثي الإيراني وعلاقة طهران بالهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي على السفن التجارية المارة في المياه الدولية بالبحر الأحمر، قالت الحكومة اليمنية أن التقرير الهام الذي أصدرته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) بعنوان (مصادرة في البحر: أسلحة إيرانية مهربة إلى الحوثيين) والذي يكشف بالادلة أن الأسلحة ومكونات الأسلحة التي تم اعتراضها أثناء محاولة نقلها لمليشيا الحوثي هي من أصل إيراني، يعيد تسليط الضوء من جديد على وقوف إيران تخطيطا وتسليحا وتنفيذا خلف أعمال القرصنة والهجمات الارهابية التي تستهدف سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة العالمية، واتخاذها المليشيا أداة رخيصة لتنفيذ مخططاتها".
وضافت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "أن التقرير يوضح بالادلة ان مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وصواريخ أرض جو، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وطائرات مسيرة، صادرتها البحرية الأمريكية بعد اعتراضها 20 سفينة تهريب ايرانية كانت في طريقها لمليشيا الحوثي بين عامي 2015 و2024، تشترك في سمات شبه متطابقة مع أنظمة الصواريخ الإيرانية، وأن الحوثيين استخدموا تلك الأسلحة لشن أكثر من 100 هجوم طال سفن تجارية وناقلات نفط في خطوط الملاحة الدولية بالبحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن".
ولفت الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس " إلى أن الحكومة اليمنية حصلت العام المنصرم، وقبل فترة من أحداث 7 أكتوبر على معلومات استخباراتية، تؤكد قيام نظام طهران بإنشاء جسر متواصل من الأسلحة لمليشيا الحوثي، عبر شبكات تهريب متخصصة، استعدادا لتنفيذ عمليات أرهابية واسعة في البحر الأحمر وخليج عدن، وتم إطلاق التحذيرات من تلك المخططات الإرهابية في حينه، لكن المجتمع الدولي أدار ظهره ليجد العالم نفسه وجها لوجه في مواجهة مباشرة مع الإرهاب الإيراني واداته الحوثية.
وطالب الإرياني بتوحيد الجهود الدولية والتحرك بحزم لصون السلم والامن الدوليين، ومواجهة الإرهاب الممنهج الذي يمارسه نظام طهران، والذي تدفع ثمنه دول وشعوب المنطقة، والعالم، وإجباره على الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها مبدأ عدم التدخل واحترام السيادة الوطنية، والتوقف عن تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي في خرق فاضح لقرار مجلس الامن الدولي رقم (2216).
كما طالب الإرياني المجتمع الدولي بسرعة تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية عالمية"، وفرض عقوبات عليها من خلال تجميد أصولها، وحظر سفر قياداتها، وتفعيل القرارات الدولية بشأن منع بيع أو توريد الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج، وتعزيز التنسيق القانوني بين الدول لملاحقة أفراد المليشيا، والأفراد والمنظمات التي تقدم دعما ماليا أو لوجستيا لها، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات الاستخباراتية ومكافحة التمويل والتجنيد، وتعزيز جهود المراقبة لمنع أي أنشطة تمويلية أو لوجستية، وممارسة ضغط سياسي على الدول التي قد تدعم أو تتغاضى عن أنشطتها الاجرامية.
وكان تقرير استخباراتي أمريكي حديث كشف عن استخدام جماعة الحوثي أسلحة من إيران في سلسلة هجمات استهدفت الملاحة في البحر الأحمر والعربي منذ نوفمبر الماضي.
وقدم التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA)، الأربعاء 10 يوليو، تحت عنوان "ضبط في البحر: أسلحة إيرانية مهربة إلى الحوثيين"، مقارنة مرئية بين الأسلحة الإيرانية ومكونات الأسلحة التي تم اعتراضها أثناء نقلها إلى الحوثيين في اليمن في 11 و28 يناير.
وتحدث التقرير عن الهجوم على السفينة ستريندا، وهي ناقلة ترفع العلم النرويجي في البحر الأحمر ، كانت قادمة من ماليزيا ومتجهة إلى قناة السويس ثم إلى إيطاليا محملة بشحنة من زيت النخيل عندما ضربها صاروخ في 11 ديسمبر، وأدى الهجوم إلى اندلاع حريق كبير على متن السفينة ولكن تمكن الطاقم من إخماده فيما بعد دون إصابة أحد.
وأوضح التقرير، أن الجيش الأمريكي قام لاحقا بتحليل الحطام الذي عثر عليه على متن السفينة، وقارنت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية بين قطع محرك الصاروخ الذي عثر عليه على متن السفينة وصاروخ نور الباليستي المضاد للسفن الإيراني.
وأشار التقرير إلى توافق نتائج التحليل مع نتائج مجموعة شركات تأمين مقرها النرويج والتي فحصت أيضًا الحطام الموجود على ستريندا.
 
وفقا للتقرير فإن أجزاء الصاروخ الذي استهدف الناقلة "ستريندا" تتوافق مع أجزاء شحنة صواريخ كروز التي تم اعتراضها في 11 يناير الماضي، وكانت في طريقها من إيران إلى الحوثيين، كما تتطابق مع صواريخ عائلة نور الإيرانية.
وجاء في التقرير أن "محرك تولو-4 الإيراني التوربيني النفاث، المستخدم في صاروخ نور، يتميز بخصائص فريدة تتوافق مع حطام المحرك الذي تم انتشاله من هجوم الحوثيين على ستريندا".
وقالت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية إن هذه القطع تتطابق مع صور لمحرك تولو-4 الذي عرضته إيران في المعرض الدولي للطيران والفضاء في روسيا عام 2017، ومن الناحية البصرية، كانت المحركات تحمل أوجه تشابه في الصور.
ولفت التقرير إلى أنه "تم تصميم صاروخ نور من قبل إيران من صاروخ C-802 الصيني المضاد للسفن، والذي اشترته إيران من بكين وبدأت في اختباره في عام 1996 قبل توقف عمليات النقل بسبب حملة ضغط أمريكية. ويُعتقد أن النسخة الإيرانية يبلغ مداها 170 كيلومترًا (105 ميلًا)، مع إصدار مطور يسمى قادر يبلغ مداه 300 كيلومتر (185 ميلًا). ولدى الحوثيين صاروخ مشابه لصاروخ قادر يسمى المندب 2 بمدى مماثل".
كما قامت جمعية التأمين المتبادل لمخاطر الحرب لأصحاب السفن النرويجية، والمعروفة باسم DNK، بفحص الحطام في أعقاب هجوم ستريندا. وقدرت الجمعية أنه "من المرجح للغاية" أن السفينة أصيبت بصاروخ كروز مضاد للسفن من طراز C-802  أو نور.
وأوضح التقرير أن "الولايات المتحدة وشركاؤها اعترضوا ما لا يقل عن 20 سفينة تهريب إيرانية بين عامي 2015 و2024، وصادروا مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز وصواريخ أرض جو، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، ومركبات جوية بدون طيار، وغيرها من الأسلحة غير المشروعة الموجهة إلى الحوثيين".
وقدَّرت وكالة الاستخبارات الدفاعية أن "الحوثيين استخدموا الأسلحة التي زودتها بها إيران لشن أكثر من 100 هجوم بري وبحري عبر الشرق الأوسط والبحر الأحمر وخليج عدن".
وذكرت الوكالة أنها أصدرت هذا التقرير "لتعزيز الفهم العام لأنشطة إيران الخبيثة ولتقديم نظرة ثاقبة حول قضايا وزارة الدفاع والأمن القومي. مشيرة إلى أن التقرير يعزز "جهود الاستخبارات الأمريكية لإظهار الروابط الواضحة بين الأسلحة الإيرانية والأسلحة المستخدمة في هجمات الحوثيين".

شارك