الحصار الحوثي لـ"تعز" يتسبب في معاناة إنسانية لأكثر من مليون ونصف يمني
الإثنين 05/أغسطس/2024 - 11:58 ص
طباعة

مازالت التقارير والتحقيقات تتوالي لفضح ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتي تكشف يوما بعد يوم عن جرائم ومهازل الجماعة الإرهابية التي ترتكبها ضد المدنيين في اليمن، وفي هذا السياق وثق مركز حقوقي مقتل وإصابة واعتقال أكثر من 10 آلاف مواطن جراء الحصار الحوثي لمدينة تعز.
وسلط المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) في تقرير جديد بعنوان "محافظة تعز، مأساة إنسانية"، الضوء على المعاناة الإنسانية التي تواجهها مدينة تعز نتيجة للحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي.
واستعرض التقرير الأبعاد الإنسانية المقلقة الناتجة عن هذا الحصار، والذي تسبب في معاناة لأكثر من مليون ونصف يمني، شملت حرماناً شبه كاملاً لأبسط مقومات الحياة. وقد لجأت جماعة الحوثي للعقاب الجماعي ضد سكان تعز للانتقام منهم لرفضهم استيلاء الجماعة على السلطة بالقوة.
وأظهرت الأرقام التي جمعها الفريق الميداني التابع للمركز حرمان السكان من أبرز حقوقهم كالحق في الحياة والتنقل والسلامة الجسدية، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية وفقدان الكثير من مصادر الدخل، مما انعكس سلباً على الحياة الاجتماعية وزاد من معدلات الطلاق والتفكك الأسري وتسرب الأطفال من المدارس.
ووثق التقرير الانتهاكات الواقعة خلال الفترة الزمنية بين مارس 2015 وحتى ديسمبر 2023، حيث قُتل 3021 مواطناً وأصيب 6361 آخرون نتيجة القنص والقصف وزراعة الألغام. كما وثّق التقرير اعتقال 477 شخصاً، وإخفاء 79 بشكل قسري وتعذيب 59 آخرين.
ورصد المركز عبر فريقه الميداني عرقلة جماعة الحوثي قوافل الإغاثة الإنسانية في 31 واقعة، حيث صادرت جماعة الحوثي 22 شاحنة من الإمدادات الغذائية والطبية لسكان المدينة، مخصصةً هذه الإمدادات للمجهود الحربي.
ووثق المركز في العام الأول من الحصار، وفاة 26 مدنياً نتيجة انعدام مادة الأكسجين من المستشفيات، منهم 9 أطفال و7 نساء. كما أدى الحصار إلى نزوح 44,749 أسرة شملت 214,693 فرداً في 17 مديرية من مديريات المحافظة، بالإضافة إلى تهجير جماعة الحوثي 22 قرية في مديريات التعزية وجبل حبشي ومقبنة وصبر الموادم.
فيما تسبب قطع الطرقات الرئيسية في منع الرعاية الصحية لمرضى الفشل الكلوي والسرطان من أبناء المحافظة، كما تضرر 20,621 من طلاب الجامعات والمعاهد الفنية. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار المواد الأساسية والأدوية بنسبة 500%، وأجور النقل للأشخاص والسلع بنسبة 1000%.
ودعا المركز الأمريكي للعدالة المجتمع الدولي لعدم ربط ملف حصار تعز بالملف السياسي والعسكري في المفاوضات، والتعامل معه كقضية إنسانية بحاجة لتدخل عاجل، كما دعا المركز جماعة الحوثي لرفع الحصار عن المدينة، وفتح الطرقات الرئيسية من الجهات الشرقية والغربية والشمالية، والسماح بدخول السلع والمساعدات الإنسانية ، والمرور الآمن للمسافرين من وإلى المدينة مؤكداً أن الحق في الحياة والتنقل والعمل والحرية حقوق لصيقة بالإنسان ولا يجوز التفاوض عليها.