قتلى وجرحى في تجدد المعارك بالسودان/بريطانيا تُلمح إلى مخاوف عالمية بسبب أزمة «المركزي» الليبي/جعجع: إذا أصر حزب الله على الحرب فعليه أن يتحمل وحده العواقب
الإثنين 02/سبتمبر/2024 - 10:31 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 2 سبتمبر 2024.
الخليج: قتلى وجرحى في تجدد المعارك بالسودان
تجدد القتال بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، أمس الأحد في عدة مواقع بالبلاد، رغم تكثيف الجهود الإقليمية والدولية، لاحتواء الأزمة المتفاقمة، ودعوات وقف القتال.
وشهدت المدن السودانية، أمس الأحد، اندلاع مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، وتدمير المنشآت الحيوية، وسط موجة جديدة من النزوح.
وقالت مصادر عسكرية سودانية، إن قوات الدعم السريع، استهدفت مساء أمس الأول السبت، أحياءً في أم درمان، والفاشر، وسنار بالقصف المدفعي، فيما نفذت قوات الجيش، عمليات عسكرية واسعة النطاق، في محور مدينتي الفاو والقضارف بمشاركة القوات المشتركة والوحدات القتالية كافة.
وأفادت المصادر بمقتل شخصين بمدينة الفاشر، إثر استهداف قذيفة مدفعية أطلقتها الدعم السريع على منزل في حي الدرجة الأولى غرب المدينة. كما طال القصف محيط مطار الفاشر، إضافة إلى حي «أبو شوك» ما أدى إلى وقوع إصابات عديدة في صفوف المدنيين وتدمير عدد من المنازل.
وذكرت أن الطيران الحربي التابع للجيش، استهدف مواقع الدعم السريع في أجزاء من الفاشر.
ووفقاً للمصادر، فإن محور مدينة القضارف، شهد معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة منذ الجمعة الماضي، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في صفوف المدنيين. وشددت على أن قوات الجيش، نفذت عمليات عسكرية واسعة النطاق في محور مدينتي الفاو والقضارف.
وتزامن استهداف الدعم السريع لمدينة سنار، مع وصول أول قافلة تجارية للمنطقة، منذ الحصار شبه الكامل المفروض على المنطقة، منذ يونيوالماضي.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة بالخرطوم، الجمعة، سقوط 7 قتلى و25 جريحاً، جراء قصف مدفعي للدعم السريع على مناطق في شمال وغرب أم درمان.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تعرض أحد مرافقها الطبية جنوبي الخرطوم، للنهب على أيدي مجموعة مسلحة.
ووفق بيان صادر عن المنظمة، اقتحمت مجموعة تضم 20 مسلحاً، مركز الشهيد وداعة الله للرعاية الصحية الأولية، جنوب الولاية، موضحاً أن المسلحين أجبروا الحراس تحت تهديد السلاح، على فتح مرافق مختلفة، ونهبوا معدات اتصالات ضرورية، ومواد غذائية.
بريطانيا تُلمح إلى مخاوف عالمية بسبب أزمة «المركزي» الليبي
قالت المملكة المتحدة إن «الإجراءات الأخيرة» المتعلقة بتغيير إدارة مصرف ليبيا المركزي «تعقّد بشدة، علاقات ليبيا مع البنوك الدولية»، داعية إلى «سرعة الاتفاق على عملية سياسية لضمان قيادة فعالة وشفافة في البنك المركزي»، فيما تقدم محافظ المصرف المقال الصديق الكبير، برسالة إلى رئيس البرلمان عقيلة صالح، تتضمن مقترحاً بتعيين 7 مرشحين لعضوية مجلس إدارة جديد للمصرف، في حين قالت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطّلعة أنه جرى استئناف الإنتاج بالفعل من حقل السرير النفطي، الذي يملك قدرة 145 ألف برميل يومياً، بينما حصلت منشآت حقول المسلة والنافورة على أوامر مماثلة لاستئناف ضخ الخام.
وأكد بيان لوزير شؤون الشرق الأوسط في المملكة المتحدة، هيمش فولكنر، نشرته السفارة البريطانية على منصة «إكس»، أمس الأحد، أن «هناك مخاوف متزايدة بشأن أزمة المصرف المركزي، بما في ذلك من المؤسسات المالية العالمية».
وحثّ الوزير الجهات الفاعلة الليبية على «العمل بجدية مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للاتفاق بسرعة على عملية سياسية لضمان قيادة فعّالة وشفافة في البنك المركزي».
في السياق، تقدم محافظ المركزي المقال الصديق الكبير، برسالة إلى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، تتضمن مقترحا بتعيين 7 مرشحين لعضوية مجلس إدارة جديد للمصرف.
وطلب الكبير من عقيلة صالح، في رسالة موقعة بتاريخ 29 أغسطس، إصدار قرار بقبول الأعضاء المقترحين ليتمكن مجلس إدارة المصرف من مباشرة مهامه، داعياً إلى تأجيل انضمام وكيل وزارة المالية إلى مجلس الإدارة إلى حين إشعار آخر.
وتضم قائمة المقترحين كلاً من: أحمد فرج المرتضي الحاسي، طارق فرج الورفلي، بشير أبو القاسم معتوق، وسام الساعدي الكيلاني، علي عبد الرحمن ضوي، عبد اللطيف البشير التونسي، أبوبكر محمد الجفال.
إلى ذلك، قالت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة أنه جرى استئناف الإنتاج بالفعل من حقل السرير النفطي، بينما حصلت منشآت حقول المسلة والنافورة على أوامر مماثلة لاستئناف ضخ الخام.
وقالت الوكالة في تقرير نشرته، أمس الأحد، إن حالة من الارتباك وعدم اليقين تخيّم على بيانات الإنتاج النفطي في ليبيا، مع الكشف عن أوامر صدرت لثلاثة حقول نفطية لاستئناف الإنتاج الذي توقف منذ أيام على خلفية نزاع مستمر حول إدارة المصرف المركزي.
ونقلت عن مصادر أن «الشركة المشغلة، شركة الخليج العربي للنفط، لم توضح توجيهاتها، لكن من المرجح أن يؤدي الاستئناف إلى إمداد المصافي ومحطات الطاقة المحلية بدلاً من التصدير».
وكان مهندسون قالوا لرويترز، أمس الأحد، إن شركة الخليج العربي للنفط استأنفت الإنتاج بما يصل إلى 120 ألف برميل يومياً، وهو معدل أقل من طاقتها الإنتاجية الكاملة.
وفي الوقت نفسه، تراجع الإنتاج من شركة الواحة للنفط إلى 96 ألفاً و200 برميل يومياً، من 320 ألف برميل.
على صعيد آخر، أعلن مكتب النائب العام الليبي، أمس الأول السبت، أن السلطات قامت بتفكيك شبكة ضالعة في الاتجار بالبشر في منطقة بجنوب غرب البلاد، وألقت القبض على زعماء الشبكة، وعشرة أعضاء بتهمة ارتكاب جرائم ضد المهاجرينن منها القتل والاحتجاز غير القانوني، والتعذيب، والاغتصاب. ووثق التحقيق انتهاكات تعرض لها 1300 مهاجر منها الاحتجاز القسري، والتعذيب، والابتزاز للإفراج عنهم.
«حماس»: بعض الرهائن الستة كانوا ضمن قائمة وافقنا عليها للإفراج عنهم
قال قيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس الأحد، إن الحركة كانت وافقت على إطلاق سراح بعض الرهائن الذين عثر على جثثهم في نفق في مدينة رفح، في حال تمّ التوصل إلى هدنة.
وقال القيادي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن «بعض أسماء الأسرى الذين أعلنت إسرائيل العثور عليهم كانوا ضمن القائمة التي وافقت عليها حماس للإفراج عنهم».
واستعادت القوات الإسرائيلية، الأحد، جثث ستة رهائن كانوا محتجزين في غزة.
حرب الإبادة
في سياق متصل حمّل عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأحد، إسرائيل المسؤولية عن وفاة رهائن.
وقال «من يتحمل مسؤولية موت الأسرى لدى حماس هو إسرائيل التي تصر على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار».
إضراب
وفي المقابل، دعا زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد الأحد، إلى إضراب لإغلاق اقتصاد البلاد، من أجل الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين في قطاع غزة.
ودعا لابيد، الذي تولى رئاسة الحكومة سابقاً، كل إسرائيلي «تحطم قلبه هذا الصباح إلى الانضمام إلى احتجاج كبير في تل أبيب في وقت لاحق من اليوم».
كما طلب لابيد من اتحاد العمال الرئيسي في إسرائيل والشركات والبلديات المشاركة في الإضراب.
إسرائيل لن تهدأ
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، إن إسرائيل لن تهدأ حتى تقبض على المسؤولين عن قتل الرهائن الستة الذين تم انتشال جثثهم بعد احتجاز حركة حماس لهم في قطاع غزة.
وقال نتنياهو في بيان إن إسرائيل ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين وضمان أمن إسرائيل.
وأضاف «من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً». وتعهد بجعل حماس تدفع الثمن.
الشرق الأوسط: إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز «معاهدة حظر الانتشار»
رفض رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، محمد إسلامي، القول بأن بلاده قلصت وصول مفتشي الأمم المتحدة إلى منشآتها، مشدداً على أن المراقبة الدولية تقتصر على التزامات «معاهدة حظر الانتشار»، وليس «الاتفاق النووي»، وذلك في وقت تزيد فيه طهران، على قدم وساق، مخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من تلك المؤهلة لصنع الأسلحة، وسط أجواء جيوسياسية متوترة.
وانتقد إسلامي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، «إزعاج النظام الاستكباري للجمهورية الإسلامية»، في أول تعليق من مسؤول نووي إيراني على أحدث تقارير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التابعة للأمم المتحدة الخميس الماضي.
وحذر تقرير سري أرسله مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافاييل غروسي، إلى الدول الأعضاء، الخميس الماضي، بأن إيران تواصل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وأنها لم تتعاون مع «الوكالة» بشكل أفضل رغم قرار يطالب بذلك صادر عن أحدث اجتماع لـ«مجلس إدارة الوكالة».
ورغم القرار الذي صدر في الاجتماع ربع السنوي الأخير لـ«مجلس محافظي الوكالة الدولية» المؤلف من 35 دولة، في يونيو (حزيران) الماضي، فإن الدبلوماسية النووية توقفت إلى حد كبير بسبب انتخاب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان الشهر الماضي والانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ومنذ زيارة غروسي طهران في مطلع مايو (أيار) الماضي، لم تحقق «الوكالة الدولية» أي تقدم في حل القضايا العالقة منذ فترة طويلة؛ منها منع إيران دخول مفتشي «الوكالة» المختصين في التخصيب، وعدم تقديمها تفسيراً لآثار اليورانيوم في مواقع غير معلنة. وأشار أحدث تقارير «الوكالة الدولية» إلى أن إيران في الوقت نفسه شغلت سلاسل أو مجموعات من أجهزة الطرد المركزي التي تنقي اليورانيوم، في مواقعها الرئيسية للتخصيب، مثل «نطنز» و«فوردو»، الواقعة تحت الجبال.
وتعليقاً على تقرير غروسي الجديد، رفض محمد إسلامي القول بأن بلاده قلصت وصول المفتشين.
وقال إسلامي إن «الوضع الحالي (من التعاون) يتبع (معاهدة حظر الانتشار النووي - إن بي تي) و(اتفاق الضمانات) المرتبط بالمعاهدة، وليس (الاتفاق النووي)»، وأضاف: «لإيران الحق في قبول أو رفض مفتشي الوكالة»، مشدداً على أن إشارة غروسي بشأن وقف إيران كاميرات المراقبة «جزء من (الاتفاق النووي) وليس (معاهدة حظر الانتشار)».
وأوضح إسلامي أن «العلاقة الحالية بين (الوكالة الدولية) وإيران لم تعد تتعلق بـ(الاتفاق النووي)؛ بل تستند إلى التزامات (معاهدة حظر الانتشار) و(اتفاق الضمانات)».
وأضاف إسلامي: «وفقاً لإطار (معاهدة حظر الانتشار)، لديّ سلطة قبول أو رفض مفتشي الوكالة، وهذا حق قانوني لنا، وليس مسألة ضغط سياسي أو قوة». وأضاف: «إذا كنتَ ملتزماً بـ(الاتفاق النووي)، فعليكَ الوفاء بالتزاماتك، وسنلتزم نحن أيضاً بتعهداتنا بالكامل».
زيارة طهران
وقال غروسي في تقريره الجديد إنه يأمل زيارة إيران من أجل خوض حوار سلس وبنّاء مع الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، بهدف الوصول إلى نتائج ملموسة بسرعة.
وقال إسلامي للتلفزيون الرسمي إنه لم يحدَّد موعد بعد، وأضاف: «سيحدَّد الموعد عندما ينظَّم البرنامج». وأشار إلى أن السفير الإيراني لدى «الوكالة الدولية»، التقى غروسي، واتُّفق على أن «يراجع الطرفان برنامج الزيارة معاً».
وأوقفت إيران كثيراً من التزاماتها النووية، بعد عام من انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، من «الاتفاق النووي»، في مايو 2018. ولكن الخطوات الكبيرة ضمن تخلي طهران عن الالتزامات النووية، بدأت مع دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض قبل نحو 4 سنوات.
وأقر البرلمان الإيراني قانون «الخطوة الاستراتيجية للرد على العقوبات الأميركية»، بعد تأكد فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية عام 2020، ورفعت طهران بموجب القانون تخصيب اليورانيوم إلى 20 و60 في المائة، كما قلصت مستوى التعاون مع المفتشين الدوليين مع وقف العمل بـ«البروتوكول الإضافي» في «معاهدة حظر الانتشار» خلال فبراير (شباط) 2021.
10قنابل
ووفق تقدير «الوكالة الدولية»، فإن إيران تمتلك حالياً مخزوناً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 و60 في المائة، يكفي لصنع 10 قنابل نووية.
وجاء في تقرير من «الوكالة الدولية» أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، يقدّر حالياً بـ164.7 كيلوغرام، بزيادة نحو 22.6 كيلوغرام على ما كان عليه قبل 4 أشهر. ووفقاً لمقياس «الوكالة»، تقل تلك الكمية بنحو كيلوغرامين عن الكمية التي تكفي من الناحية النظرية لصنع 4 قنابل نووية في حال زيادة درجة التخصيب.
وبالمقياس نفسه؛ تمتلك إيران الآن من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 20 في المائة ما يكفي لصنع 6 قنابل، إذا رفعت درجة تخصيبه.
وعملياً؛ تمثل نسبة 60 في المائة، نحو 99 في المائة من مسار النسبة المطلوبة لصنع أسلحة نووية، أما نسبة 20 في المائة، فإنها تمثل نحو 90 في المائة من مسار امتلاك المواد الانشطارية القابلة للاستخدام في صنع السلاح.
عمل شاق
وتعهد وزير الخارجية الإيراني الجديد، عباس عراقجي، بـ«إنعاش المسار الدبلوماسي لرفع العقوبات» بموازاة «العمل على تنفيذ استراتيجية الالتفاف على العقوبات الدولية».
لكن عراقجي أدلى بتصريحات متباينة عن الاتفاق النووي لعام 2015، وهو الذي لعب دوراً محورياً في إبرامه. وقال خلال مقابلة تلفزيونية في 23 أغسطس (آب) الماضي؛ أي بعد 48 ساعة من توليه مهامه، إن إحياء «المفاوضات ليس سهلاً كما كان في الماضي، ويجب على الجميع أن يدرك ذلك. الظروف الدولية تغيّرت».
وأشار عراقجي إلى سببين أساسيين؛ أولهما تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية؛ بما في ذلك حرب أوكرانيا، وتغيير النظرة الأمنية لدى الأوروبيين، فضلاً عن الحرب في قطاع غزة، وشدد على ضرورة بدء مفاوضات جديدة، لكنه قال: «في أوروبا (الأمور) صعبة، وفي الولايات المتحدة هم مشغولون بالانتخابات؛ لذا لن تكون المهمة سهلة».
أما عن السبب الثاني، فقد فقال: «الصورة الحالية تختلف عن الصورة السابقة، حتى في (الاتفاق النووي) نفسه... بعض التواريخ التي كانت موجودة قد انقضت، وبالتالي فإن (الاتفاق النووي) بالشكل الحالي لا يمكن إحياؤه، وبمعنى آخر، تجب إعادة فتح هذه الوثيقة وتعديل بعض أجزائها، وهذا ليس بالأمر السهل، فكما تعلمون عندما تُفتح وثيقة، فإن جمعها وترتيبها مرة أخرى يكون عملاً شاقاً».
وفسرت وسائل إعلام إيرانية تصريحات عراقجي بأنها إعلان نهاية «الاتفاق النووي» رغم مساعي إحيائه، لكن الأخير سارع إلى نفي ذلك، وقال إن أقواله المتلفزة لا تعني موت «الاتفاق النووي»، وأوضح: «سنواصل التفاوض... لن نتعجّل أو نتأخّر دون داعٍ في هذا المجال. سنتشاور مع الأطراف المختلفة؛ لكي نتمكّن من تحقيق مصالح الشعب الإيراني».
القضاء العراقي: معلومات «شبكة التنصت» مبنية على «التحليل والاستنتاج»
أعاد مجلس القضاء الأعلى العراقي، الأحد، التذكير بقضية «شبكة التنصت» التي تفجرت قبل نحو أسبوعين، وضمت مسؤولين وضباطاً متخصصين في الأمن الرقمي، يعملون في مكتب رئاسة الوزراء.
ووصف مجلس القضاء الأعلى المعلومات المتداولة بشأن القضية بأنها «غير دقيقة». وأكد في بيان «عدم دقة المعلومات المتداولة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص التحقيق فيما تعرف بقضية (شبكة محمد جوحي) كون هذه المعلومات مبنية على التحليل والاستنتاج، بعيداً عن الحقيقة». وجوحي المشار إليه شغل منصب معاون مدير عام الدائرة الإدارية في مكتب رئيس الوزراء، وهو ابن أخٍ لرائد جوحي، مدير مكتب رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.
وفي مقابل البيان القضائي الذي أشار إلى المتورط في «قضية التنصت» بصراحة، أصدر الناطق الرسمي باسم الحكومة، باسم العوادي، الأحد، بياناً يشير إلى القضية نفسها التي تتوالى فصولها منذ أيام.
وقال بيان الناطق إن حكومته «تتابع من منطلق التزامها ومسؤولياتها القانونية، الحملات المضللة التي تستهدف إعاقة عملها في مختلف المجالات، ومنها ما جرى تناوله من معلومات غير دقيقة تستبطن الغمز، وبعضها تضمن الاتهام المباشر للحكومة تجاه قضايا تخضع الآن لنظر القضاء؛ إذ تنتظر السلطة التنفيذية ما سيصدر عنه بهذا الصدد، مع تأكيد الحكومة المستمر على الالتزام بالقانون واحترام قرارات القضاء».
وأضاف أن «الحكومة تشدد على المضي في محاربة الفساد وكل أشكال التعدي على القانون، وذلك بالتعاون المستمر والوثيق مع السلطتين القضائية والتشريعية، كما أنها تعوّل في هذا المسار على يقظة المواطن ووعيه، حتى لا يكون ضحيّة لمن يشوه الحقائق ويتعمد تضليل الرأي العام».
وذكر بيان الناطق الحكومي أن «هناك من يعمل على جرّ الحكومة وإشغالها عن نهجها الوطني، عبر محاولات يائسة لا تصمد أمام الإجراءات القانونية الحقيقية والفعلية التي تعمل الحكومة على تنفيذها ودعمها. وقد أثبتت السنتان الماضيتان من عمر الحكومة قوة الإرادة في هذا الاتجاه، والتصميم المتواصل على تنفيذ الإصلاحات، وعدم التهاون في الحق العام، مهما كانت الضغوط والتبعات».
رد متأخر
بيان القضاء الجديد، وكذلك الحكومة، صدرا بعد 4 أيام من بيان مماثل أصدره القضاء، وقال فيه إنه «لا صحّة لما يجري تداوله على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بشأن وجود محاولات تنصت على القاضي فائق زيدان»، بالنظر إلى أن المعلومات التي رشحت عن عمل شبكة التنصت، ذهبت إلى أن زيدان كان ضمن لائحة المستهدفين.
ويضفي البيانان الجديدان مزيداً من الغموض على القضية بدلاً من تفكيك تفاصيلها، حسب مراقبين؛ خصوصاً مع ما يتردد عن تورط مسؤولين كبار في رئاسة الوزراء. وتشير بعض المصادر إلى صدور أوامر قبض جديدة على مسؤولين رفيعين في مكتب رئيس الوزراء.
وكان السوداني قد أمر في 20 أغسطس (آب) الماضي بـ«تشكيل لجنة تحقيقية بحقّ أحد الموظفين العاملين في مكتب رئيس مجلس الوزراء؛ لتبنّيه منشوراً مُسيئاً لبعض المسؤولين، وعدد من السادة أعضاء مجلس النواب، وإصدار أمر سحب يد لحين إكمال التحقيق».
وأبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» الخميس الماضي، بأن «زعيمين بارزين في (الإطار التنسيقي) من ضحايا عملية التنصت التي قامت بها الشبكة المذكورة، وأنهما أبلغا القضاء بمعطيات القضية».
وحسب إفادات سابقة للنائب مصطفى سند، فإن محكمة تحقيق الكرخ، المختصة بقضايا الإرهاب، قامت، الأسبوع الماضي، بـ«اعتقال شبكة من القصر الحكومي لمكتب رئيس الوزراء؛ وعلى رأسهم المقرَّب (محمد جوحي)، وعدد من الضباط والموظفين».
وذكر أن الشبكة «كانت تمارس عدة أعمال غير نظيفة؛ ومنها التنصت على هواتف عدد من النواب والسياسيين (وعلى رأسهم رقم هاتفي)، كذلك تقوم الشبكة بتوجيه جيوش إلكترونية، وصناعة أخبار مزيفة، وانتحال صفات لسياسيين ورجال أعمال ومالكي قنوات».
«تمثيلية» أو تصفية حساب
وترى أوساط مقربة من السوداني أن تلك محاولات لتصفية الحسابات معه، نظراً إلى أن معلومات كهذه سوف تتسبب في إحراج كبير له، قد يؤثر على وضعه السياسي على مشارف الانتخابات. لكن القيادي السابق بالتيار الصدري، ونائب رئيس الوزراء الأسبق، بهاء الأعرجي، وصف الأمر بأنه لا يخرج عن إطار «التمثيلية».
الأعرجي -في لقاء متلفز- قال إن «(الإطار التنسيقي) قام بتمثيلية إعلامية ضد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من أجل أن يعود إلى صفوفه في الانتخابات المقبلة». وأضاف الأعرجي أن «بعض الخلافات بين السوداني و(الإطار) قديمة، وظهرت الآن مع قرب الانتخابات»، مضيفاً أن «الهجمة الإعلامية ضد رئيس الوزراء هي تمثيلية، من أجل أن يعود إلى صفوف (التنسيقي) في التحالفات الانتخابية». وأكد الأعرجي أن «بعض الأطراف في (الإطار) كانت تتصور أن يكون السوداني سهلاً، ويمكن أن يمرر كثيراً من الأمور والعقود والمصالح، وأن يكون مديراً لهم؛ لكنه لا يقبل بذلك، وأصبح قائداً سياسياً».
ورقة ضغط انتخابية
في وقت بدأت فيه بعض الأطراف داخل «الإطار التنسيقي» الشيعي التي بدأت خلافاتها مع السوداني تظهر على السطح، ترفع سقف طموحاتها بشأن نتائج التحقيقات في قضية التنصت، والتي أشاعوا تسميتها «شبكة التجسس»، لا تزال هناك قوى ضمن دائرة «الإطار» نفسه، لا ترغب في هذا التصعيد؛ كونها داعمة للسوداني أصلاً، ولكونها ترى أن أي هزة في البيت الشيعي، وفي هذا الظرف، لن تتوقف تداعياتها عند منصب رئيس الوزراء.
وفي هذا السياق، ورغم عدم عقد اجتماع دوري لقوى «الإطار التنسيقي»، فإن قائدين بارزين، هما: زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، وزعيم «العصائب» قيس الخزعلي، التقيا مؤخراً ليصدرا بياناً يؤازران فيه حكومة السوداني.
لكن بالنسبة للأطراف التي تعتمد على تسريبات متداولة حول تقديم موعد الانتخابات البرلمانية، من نهاية العام المقبل إلى منتصفه، بعدما فشلت في إجراء انتخابات مبكرة نهاية العام الحالي، فإن تركيزها الآن ينصب على المطالبة بتغيير قانون الانتخابات، من الدائرة الواحدة إلى دوائر متعددة، للحد من قدرة السوداني والمتحالفين معه على الحصول على الأغلبية التي تؤهلهم لتشكيل الحكومة المقبلة.
الأمن السوداني يفرق بالذخيرة الحية احتجاجات في كسلا
قال شهود عيان إن قوات الأمن السودانية أطلقت الذخيرة لتفريق المئات من المتظاهرين احتجاجاً على مقتل أحد الشباب تحت التعذيب في معتقلات جهاز الأمن والمخابرات بمدينة كسلا (شرق السودان).
وحاصر متظاهرون غاضبون (الأحد) مقر الأمن في المدينة، وطالبوا بتقديم المسؤولين المتورطين من رجال الأمن إلى العدالة فوراً.
ويتحدر القتيل، ويدعى الأمين محمد نور، من إحدى أكبر المجموعات السكانية بإقليم شرق السودان، الذي ظلّ لسنوات طويلة يعاني من الصراعات ذات الطابع القبلي.
وأظهرت تسجيلات مصورة، متداولة بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي، أعداداً كبيرة من المتظاهرين يفرون من أصوات الذخيرة الحية التي تُسمع بوضوح.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المئات من المحتجين الغاضبين تجمّعوا منذ الصباح الباكر، وأغلقوا كل الطرق والمداخل المؤدية إلى مقرَي النيابة العامة، وجهاز الأمن والمخابرات بالمدينة.
وردّد المحتجون هتافات تطالب بتسليم الجناة للعدالة، وإقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات على الفور ومحاسبته على هذه الجريمة.
وقالت مصادر محلية، إن قوات أمن بالزي المدني، وأخرى ترتدي الأزياء الرسمية للشرطة، أطلقت الذخيرة الحية بكثافة لتفريق المئات من المتجمهرين حول المناطق الأمنية.
ولم يتسنَّ التأكد من وقوع قتلى أو إصابات وسط المحتجين، في حين أصدر «تجمع شباب قبائل البني عامر والحباب» بولاية كسلا ليل السبت - الأحد بياناً أكد فيه أن الشاب القتيل، الأمين محمد نور، جرى اعتقاله من قبل مجموعة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، و«فارق الحياة نتيجة للتعذيب الذي تعرّض له». وأضاف أن «تقرير التشريح بمستشفى كسلا أظهر وجود كدمات على أجزاء واسعة من جسده».
وذكر البيان، أن مدير جهاز الأمن والمخابرات بالولاية، العميد رضوان، أبلغ ناظر قبيلة البني عامر، بخبر وفاة الشاب المعتقل، زاعماً بوجود علاقة بين القتيل و«قوات الدعم السريع»، ومدعياً في الوقت نفسه، أن الوفاة «نتيجة لضيق التنفس». وقال «التجمع القبلي» إن تقرير الطب الشرعي فنّد ادعاءات مدير جهاز الأمن، مؤكداً أن وفاته حدثت بسبب التعذيب.
وأعلن «التجمع» خطوات تصعيدية بإغلاق السوق الرئيسية بالمدينة، مؤكداً أنه لن يتم تسلم جثمان القتيل إلا بعد القبض على المتهمين وتسليمهم للشرطة ومثولهم أمام النيابة. كما طالب بإقالة مدير جهاز الأمن بولاية كسلا، وتحميله كامل المسؤولية عن الحادثة.
بدورها، قالت «لجان مقاومة كسلا» (مجموعة محلية)، إن جهاز الأمن «يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان الذي أدى إلى مقتل المعتقل».
من جانبه، قال «تحالف قوى الحرية والتغيير»، وهو أكبر التكتلات السياسية في البلاد: «نتيجة لإعادة سلطات القمع والاعتقال لجهاز الأمن، قامت عناصره باعتقال وتعذيب المواطن الأمين محمد نور بصورة وحشية حتى فاضت روحه».
ودان في بيان هذه الجريمة، مطالباً «بتسليم المتهمين فوراً لمحاكمة علنية وعادلة لينالوا الجزاء، وترك القضاء العادل يقول كلمته من دون أي تدخلات سياسية لعرقلة وصول القضية إلى نهايتها».
وأعادت الحادثة إلى الأذهان اغتيال المعلم أحمد الخير عوض الكريم تحت التعذيب الشديد داخل المقر نفسه إبان الاحتجاجات الشهيرة في 2019 التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول، عمر البشير، الموالي للإسلاميين.
وخرج وقتها مدير عام الشرطة بولاية كسلا ليقول إن المعلم أحمد الخير توفي «نتيجة تسمم حدث مع آخرين من القوات النظامية بعد تناولهم وجبة فول بالجبن»، لكن تقرير الطبيب الشرعي أكد أنه تعرّض للتعذيب الشديد والضرب بآلة حادة، بما أدى إلى وفاته.
وأعاد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بأمر تنفيذي بعد أقل من شهر على انقلابه على الحكومة المدنية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، جهاز الأمن والمخابرات بكامل صلاحياته السابقة، ومنحه سلطة القبض والاعتقال على الأشخاص، والتفتيش والحجز على الأموال.
ونصّ الأمر على «عدم اتخاذ أي إجراءات في مواجهة أفراد القوات النظامية، التي تتولى تنفيذ قانون الطوارئ وحماية السلامة العامة لسنة 1997».
ويقول مراقبون «إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني، اتُّهم في حقبة البشير على مدى 3 عقود، بارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات ضد المعارضين لحكم الإسلاميين، وقُتل داخل معتقلاته المئات من المواطنين؛ بسبب التعذيب».
وأصدرت محكمة سودانية في ديسمبر (كانون الأول) حكماً بإعدام 31، وتبرئة 7 من منسوبي جهاز الأمن، بتهمة قتل المعلم أحمد الخير، بعد تعرضه للتعذيب.
العربية نت: جعجع: إذا أصر حزب الله على الحرب فعليه أن يتحمل وحده العواقب
اتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأحد حزب الله بـ"مصادرة قرار اللبنانيين" على خلفية القصف الذي يتبادله مع إسرائيل منذ نحو 11 شهراً دعماً لحليفته حركة حماس.
وقال جعجع خلال احتفال حزبي في مقر إقامته شمال بيروت: "من أجاز لحزب الله وأعطاه التفويض لأن يصادر قرار اللبنانيين وحريتهم، ويحتكر قرار الحرب والسلم؟".
وأضاف: "هذه الحرب لا يريدها اللبنانيون ولم يكن للحكومة رأي فيها وكلمة. هذه حرب لا تخدم لبنان ولم تفد غزة ولم تخفف من معاناتها وأوجاعها قيد أنملة".
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها "دعماً" لغزة.
ومنذ بدء التصعيد، تحملُ قوى سياسية عدّة في لبنان، بينها جعجع الذي يستحوذ حزبه على الكتلة الأكبر في البرلمان اللبناني، على حزب الله لفتحه جبهة من جنوب لبنان ضد إسرائيل.
وقال جعجع على وقع هتافات مناصريه المناهضة لحزب الله "هذه الحرب التي انخرط فيها حزب الله، يجب أن تتوقف قبل أن تتحول إلى حرب كبيرة، لا تبقي ولا تذر".
وتابع: "نطلب من الحكومة اللبنانية التي هي صاحبة الدار والقرار، أن تدعو حزب الله إلى وقف هذه الحرب العبثية التي لا مبرر ولا أفق لها" معتبراً أن "ما خسرناه حتى الآن على فداحته قليل مقارنة بما قد نخسره لاحقاً".
وشدّد جعجع على أنه "إذا أصرّ (حزب الله) على الاستمرار في الحرب والهروب إلى الأمام، فإن عليه أن يتحمل لوحده، العواقب والمسؤولية".
وشهدت نهاية الأسبوع الماضي مواجهة واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل تمثلت في إعلان الحزب قصفه مواقع إسرائيلية بأكثر من 300 صاروخ كاتيوشا وعشرات المسيّرات ردّاً على مقتل القيادي العسكري البارز فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 30 تموز/يوليو.
وأعلنت إسرائيل من جهتها أنها أحبطت "جزءاً كبيراً من الهجوم" الذي شنه الحزب على أراضيها عبر توجيه ضربات استباقية على جنوب لبنان.
وخاض الطرفان في صيف 2006 حرباً مدمّرة أسفرت في لبنان عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، و160 إسرائيليا غالبيتهم عسكريون. إلا أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله.
ومنذ بدء التصعيد الحالي، قتل 607 أشخاص في لبنان بينهم 393 من مقاتلي حزب الله و132 مدنيا. وأعلنت السلطات الإسرائيلية من جهتها مقتل 23 عسكريا و26 مدنياً على الأقل، بينهم 12 في الجولان السوري المحتل.
وزير إيراني سابق: اغتالوا هنية بقلب طهران.. لأننا فشلنا بمجال الاستخبارات
لم يتوقف نقد الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية من قبل مسؤولين إيرانيين سابقين وحاليين، منذ اغتيال إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو بسبب عدم تمكنها من حماية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
إلى ذلك قال وزير الداخلية الإيراني الأسبق عبد الواحد موسوي لاري في مقابلة مع موقع "جماران" الإصلاحي: "إحدى ركائز الحكومة هي وزارة الاستخبارات؛ وينبغي أن تدرك وزارة الاستخبارات أنه يجب عليها حاليا العمل في بيئة جديدة، ففكرة توحيد الحكومة في تيار واحد لم تنجح وفشلت، والناس صوتوا لشخص قال إنه يريد إحداث تغيير."
وأضاف لاري: "لقد فشلت وزارة الاستخبارات في المجال الاستخباراتي؛ حيث تم استهداف إسماعيل هنية في قلب طهران، لقد فشل كل من استخبارات الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات؛ لأنهما لم يتمكنا من التنبؤ بالحادث ولا من السيطرة عليه، وعلى الرغم من أن الحكومة كانت موحدة وفقا للتيار الواحد ولم تكن هناك أي انقسامات."
وتابع وزير الداخلية في حكومة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي يقول: "كان النهج أمنياً؛ فقد كان وزير الداخلية ذو خلفية أمنية، وكذلك وزارة الاستخبارات كانت تتبع نفس النهج، وكانت استخبارات الحرس الثوري كذلك، جميعهم كانوا مماثلين، ولكن واجهنا بالفعل مشاكل في المجال الأمني."
ورغم الانتقادات لوزارة الاستخبارات تم تجديد ولاية وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب في التشكيلة الوزارية لحكومة مسعود بزشكيان التي نالت ثقة البرلمان دون رفض أي وزير فيها.
وتتهم طهران الاستخبارات الإسرائيلية بالوقوف وراء عملية اغتيال إسماعيل هنية الذي قدم إلى إيران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني بزشكيان.
وصبيحة يوم الاغتيال هدد المرشد الأعلى بالثأر لضيف بلاده بنفسها ومنذ حينها تعيش المنطقة حالة ترقب وقلق لا سيما على خلفية تكرار تهديدات المسؤولين الإيرانيين التي تحولت من الانتقام القاسي إلى الرد المحسوب.