ما زالت التقارير والتحقيقات تتوالي لفضح انتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا بحق المدنيين اليمنيين، وفي هذا السياق كشف تقرير حقوقي حجم الجرائم المروعة والانتهاكات الحوثية بحق أبناء محافظة البيضاء، التي تفرض عليها المليشيا حصاراً خانقاً.
وقال التقرير الصادر عن "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" والذي جاء تحت عنوان "محافظة البيضاء بين القتل والحصار" أن الشبكة سجلت (7742) واقعة انتهاك وتضرر بشري ومادي تعرض لها السكان المدنيين والممتلكات العامة والخاصة تعرض لها أبناء محافظة البيضاء خلال الفترة الزمنية 1 يناير2015 وحتى 30 يونيو من العام الجاري.
وأوضحت الشبكة أن محافظة البيضاء منذ أكثر من تسع سنوات، تعيش تحت وطأة الحرب والحصار المفروضين عليها من مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث تتواصل الانتهاكات الحوثية ضد المدينة ومواطنيها، قصفًا وقنصًا وتفخيخًا واختطافًا ومصادرة ونهبًا، فتضاعف معاناتها الإنسانية بالغة الوجع، دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
وخلّفت حرب المليشيا الحوثية وحصارها المفروض على محافظة البيضاء، كارثة إنسانية وتسببت بمآسٍ وأزمات عديدة في مختلف جوانب ومجالات الحياة، حيث أزهقت المليشيا أرواح مئات المدنيين، وعطّلت عجلة الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وحوّلت الحياة إلى معاناة يومية مستمرة في ظلّ نقصٍ حادٍ في الاحتياجات الرئيسية، وخلقت أزمات في المياه والتعليم والكهرباء والتنقّل، يعاني منهاما يقارب نصف مليون مواطن في المحافظة.
ومنذ بدء حربها على البيضاء، فشلت المليشيا الحوثية في إسقاطها عسكريًا رغم القوة التي تسلّحت بها لاقتحام المدينة فعمدت إلى ممارسة أبشع الانتهاكات ضدها، ضمن مساعيها الفاشلة لإخضاعها ومعاقبتها كان من بين هذه المحاولات قتل وتصفيت المشائخ، ومداهمة منطقة خبزة وتفجير منازلها، ثم محاصرة قرية الصرار وغيرها من المحاولات الحوثية الفاشلة.
وبحسب الشبكة شملت الانتهاكات الحوثية، مقتل (842) مدنيا، بينهم من الأطفال والنساء، أما من حيث طريق القتل فقد توزعت على النحو التالي: (61) حالة قتل نتيجة القنص المباشر، (285) حالة قتل نتيجة طلق ناري مباشر، (198) حالة قتل نتيجة القصف العشوائي، (214) حالة قتل نتيجة الألغام الأرضية، (41) حالة قتل اعدام نتيجة تصفية جسدية، (13) حالة قتل نتيجة تفجير المنازل، (18) حالة قتل نتيجة اغتيالات نفذتها مليشيات الحوثي، (14) حالة قتل نتيجة تعذيب أفضى الى الموت، (17) حالة قتل نتيجة حوادث أخرى.
فيما وصل عدد المصابين الى نحو (931) حالة إصابة جسمانية، بينهم من الأطفال والنساء، أما من حيث طريق الاصابة فقد توزعت على النحو التالي: (93) حالة إصابة نتيجة القنص المباشر، (271) حالة إصابة نتيجة طلق ناري مباشر، (163) حالة إصابة نتيجة القصف العشوائي، (309) حالة إصابة نتيجة الألغام والتي تسببت بإصابة الدائمة والشلل التام عن الحركة أو الجنون والحالة النفسية ، (34) حالة إصابة نتيجة تفجير المنازل، (14) حالة إصابة نتيجة تعذيب أفضى الى الإصابة والاعاقات المستدامة، (16) حالات إصابة دهس بالأطقم والعربات التابعة لمليشيات الحوثي، (29) حالة إصابة نتيجة حوادث أخرى.
وتضمن التقرير الصادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات المتعلقة بالحقوق الشخصية وانتهاك الكرامة وهي جرائم الاختطاف والاخفاء القسري والتعذيب حيث سجل الفريق الميداني للشبكة اليمنية للحقوق والحريات (2780) حالة اعتقال واختطاف، و(366) حالة إخفاء قسري، و(132) حالة تعذيب نفسي وجسدي.
وشمل التقرير الانتهاكات التي طالت الممتلكات والأعيان المدنية الخاصة والعامة حيث سجل الفريق الميداني للشبكة اليمنية للحقوق والحريات (2691) واقعة انتهاك طالت الأعيان المدنية العامة والخاصة وقد توزعت الانتهاكات الحوثية بحق الممتلكات والأعيان المدنية في محافظة البيضاء على النحو التالي:
(714)  حالة تضرر جزائي لمنازل المواطنين نتيجة القصف العشوائي، (346) حالة تضرر كلي طالت منازل المواطنين نتيجة القصف المباشر، (171) حالة نهب مركبات خاصة بالمدنيين، (103) حالة تفجير منازل،(12) حالة هدم واتلاف منشئات خدمية عامة، (12) حالة تضرر مرافق صحية خدمية عامة،(48) حالة تضرر مساجد ودور عبادة، (52) حالة تضرر خزانات مياه عامة، (17) حالة تدمير آبار مياه، (62) حالة اتلاف مزارع المواطنين، (178) حالة تضرر محلات تجارية خاصة،(114) حالة تضرر واتلاف مركبات خاصة، (38) حالة اقتحام منشأة حكومية، (7) حالات اقتحام مقرات حزبية،(476) حالة اقتحام ومداهمه وتفتيش منازل ، (312) حالة نهب مقتنيات خاصة بالمواطنين، (23) حالة اغلاق مدارس تعليمية خاصة، (54) حالة اغلاق مدارس تعليمية عامة حكومية.
وفي السياق ذكر التقرير أن الحصار الذي فرضته مليشيات الحوثي على بعض المدن والقرى في محافظة البيضاء واستخدام المليشيات الحوثية للقوة المفرطة واستهداف القرى والعزل بالمقذوفات العشوائية كصواريخ الكاتيوشا والمدفعية وقذائف الهون والطيران المسير أدّى إلى نزوح 80.649 أسرة في 16 مديرية من مديريات المحافظة.
وتسبب حصار مليشيا الحوثي على محافظة البيضاء في تدهور الوضع الإنساني والمعاناة الشديدة للسكان، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، بالإضافة إلى انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، كما يعاني السكان من انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي والهجمات على المدنيين والاحتجاز والتهجير وتدمير البنية التحتية للمدنية.
وأفاد الراصدون والمحققين الميدانيين للشبكة اليمنية للحقوق والحريات من خلال النزول الميداني لهم واستماعهم لبعض الشهادات والبلاغات المقدمة من المواطنين على أن الحرب والحصار الحوثي على البيضاء، والانتهاكات التي ترتكبها المليشيا ضد مواطني المحافظة، قنصًا وقصفًا وتفخيخا، والأضرار الواسعة التي ألحقتها هجماتها بالمدارس والمستشفيات والمساجد والممتلكات العامة والخاصة، تكشف مدى قلق المليشيات الحوثية وخوفها من هذه المحافظة.
وبناءًا على ما سبق رصده وتوثيقه وتوضيحه من انتهاكات وجرائم بحق الانسانية بمحافظة البيضاء وغيرها طالبت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة وأمينها العام الأممي لليمن بسرعة التدخل للوقوف حيال تلك الجرائم وتوقيف تلك المليشيات عن ارتكابها تلك الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في محافظة البيضاء.
كما طالبت الشبكة بفتح تحقيق شفاف وعاجل في كل قضايا الانتهاكات لحقوق الانسان ومحاسبة كل المتورطين سياسيا وقانونيا وجنائيا وفقا للمواثيق والاتفاقيات الدولية وقواعد القانون الإنساني الدولي.
وطالبت الشبكة كذلك المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية لحماية المدنيين وفقا لوثائق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف.