"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 22/سبتمبر/2024 - 11:11 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 22 سبتمبر 2024.

الاتحاد: اليمن: «الحوثي» لم تقدِّم خلال 10 سنوات سوى الخراب والدمار

قالت الحكومة اليمنية إن جماعة «الحوثي» لم تقدم خلال 10 سنوات مرت على انقلابها ضد مؤسسات الدولة اليمنية سوى الخراب والدمار، وإن 21 سبتمبر 2014 هو «يوم النكبة المشؤوم» الذي اجتاحت فيه جماعة «الحوثي» العاصمة صنعاء، وسيطرت على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، لتقود البلاد إلى «أسوأ انتكاسة في تاريخها جراء الواقع الكارثي والمأساوي الذي خلفته على الصُّعُد كافة». 
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الأرياني، قال فيه إن جماعة «الحوثي» عمدت منذ انقلابها إلى «إنتاج الحروب والأزمات والمآسي والتشظي والانقسام»، وإنها «مارست أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان، كماً ونوعاً، واستهدفت تدمير حياة الأطفال بتجنيدهم، وزرعت ملايين الألغام، وانتهجت سياسة إفقار وتجويع ممنهجة لإذلال اليمنيين وإخضاعهم، عبر قطع المرتبات وفرض الجبايات والإتاوات، وانعدام فرص العمل والتعليم، وإيجاد اقتصاد موازٍ من خلال تدمير الاقتصاد الوطني واستهداف البيوت التجارية».
 وأشار الأرياني إلى أن الجماعة «سلبت اليمنيين أرواحَهم وأمنَهم وغذاءَهم، وحاضرَهم ومستقبلَهم، ومزقت نسيجَهم الاجتماعي المتماسك، عبر تغذيتها النزعات المناطقية والعرقية، وسعيها مِن خلال المدارس والمناهج وتطييف التعليم وإفراغ العملية التعليمية في المراحل الأساسية والجامعية من مضمونها، وتدمير دور العلم والثقافة، وتنمية الجهل بكل الطرق والأساليب، لتجريف الهوية الوطنية».
وأكد الأرياني أن هذه الذكرى تأتي بعد أن أدرك اليمنيون حقيقة جماعة «الحوثي» وكونها «لا تمتلك أي مشروع سوى الموت والدمار والخراب، ومدى عجزها وفشلها في إدارة المناطق المحتلة وتوفير أبسط الحقوق متمثلةً في الرواتب والخدمات الأساسية»، مضيفاً أن اليمنيين عاشوا طيلة عشرة أعوام في ظل الرباعي (الفقر والجوع والجهل والمرض).
ولفت الأرياني إلى أن ما يبعث الأمل مع حلول الذكرى العاشرة للنكبة هو حالة المقاومة المستمرة من اليمنيين بكل توجهاتهم السياسية وفئاتهم المجتمعية، والرفض الشعبي العارم لمشروع الجماعة الحوثية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، لإدراك اليمنيين بأن الانقلاب الحوثي هو جذر المشكلة التي نشأت منها كل المشاكل والأزمات اللاحقة، بما فيها الحرب والاقتتال والدمار والخراب والتشرد والنزوح والغلاء الفاحش. 
وفي سياق آخر، أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين اختطاف الصحفي اليمني محمد المياحي، وطالبت بسرعة إطلاق سراحه. وقالت النقابة في بيان صحفي، إنها «تلقت بلاغاً من زملاء الصحفي محمد المياحي يفيدون فيه باختطافه صباح الجمعة من قبل جماعة الحوثي بعد مداهمة شقته وأخذه مع أجهزته الشخصية التي تخصه إلى مكان مجهول». 
وجددت نقابة الصحفيين اليمنيين، رفضَها حملةَ الاعتقالات التي استهدفت عدداً من الإعلاميين على خلفية آرائهم وكتاباتهم. ودعت النقابةُ سلطةَ الأمر الواقع إلى «وقف هذا النهج القمعي وعدم الضِّيق بحرية الرأي والتعبير». كما دعت النقابةُ كافةَ المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير إلى التضامن مع المياحي والعمل من أجل إطلاق سراحه والمعتقلين الآخرين كافة لدى جماعة «الحوثي».

الشرق الأوسط: القمع الحوثي يشتد في مواجهة المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية

صعّدت الجماعة الحوثية من أعمالها القمعية ضد الدعوات إلى الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية (26 سبتمبر/أيلول)، التي بدأتها مطلع الشهر الحالي وبلغت ذروتها خلال الأيام الأخيرة، وفي مقابل ذلك يستعد اليمنيون لمواجهة هذه الإجراءات وتكرار احتفالات العام الماضي.

وذكرت مصادر حقوقية أن الجماعة اختطفت أكثر من 50 شخصاً من مختلف الفئات، بينهم نساء في صنعاء وعدد من المحافظات، بعد معلومات جمعتها الجماعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن هويات الداعين إلى الاحتفال بذكرى الثورة، إلى جانب بلاغات من مخبرين حول أنشطة ميدانية وأحاديث في الأماكن العامة وكتابة شعارات على الجدران.

وشنت الجماعة حملة مداهمات طالت المنازل في عدد من المحافظات، اختطفت خلالها ناشطين سياسيين وتربويين، ووفقاً للمصادر فإن عدد المختطفين في مديرية السدة، وحدها وهي منطقة ريفية، في محافظة إب (192 كيلومتراً جنوب صنعاء) يزيد على 31 شخصاً منذ بداية الشهر الحالي، في حين اختُطف 7 آخرون، السبت، في محافظة البيضاء.

وطالت الاختطافات شخصيات اجتماعية وسياسية، وركزت قوات أمن الجماعة الحوثية على قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي»، وبحسب المصادر، فإن 6 من القيادات الوسطية للحزب اختطفتهم الجماعة واقتادتهم إلى جهات مجهولة، إلى جانب ناشطين اجتماعيين وسياسيين وكتاباً وصحافيين.

وتصف الكاتبة وضحى مرشد هذه الحملة بـ«الهستيرية» التي تعبر صراحة عن «حقد سلالي» على الثورة التي اقتلعت أجداد الحوثيين الذين حكموا اليمن في أسوأ مراحل التاريخ اليمني، كما تدل على حالة الرعب منها.

وترى مرشد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه «الانتهاكات الحوثية تكشف عن عدم قدرة هذه الجماعة الطائفية على التعايش»، متوقعة أن تأتي بنتائج عكسية عليها، ليحتفل اليمنيون في مناطق سيطرة الانقلابيين بالعيد الوطني، وبشكل غير مسبوق، كمقدمات للتحرر من هيمنة هذه الجماعة كما تقتضي صيرورة الحياة.

ومن المختطفين الناشطة سحر الخولاني التي اشتهرت خلال الأسابيع الماضية بانتقادها الشديد لممارسات الجماعة الحوثية في مختلف القطاعات من خلال مقاطع فيديو تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان آخرها مقطع فيديو هاجمت فيه حملة الاختطافات لمنع الاحتفال بذكرى الثورة الذي حثت على المشاركة فيه.

ضحايا مسكوت عنهم
طالت الاختطافات المتضامنين مع المختطفين والمطالبين بالإفراج عنهم، في نهج وصفه عدد من الناشطين بأنه يهدف إلى إسكات جميع الأصوات، سواء الداعية للاحتفال بذكرى الثورة، أو المطالبة بوقف الانتهاكات.

وكشفت مصادر حقوقية مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن أن حملات الاختطافات أوسع مما يجري تداوله، حيث اطلع أحد هذه المصادر بنفسه على وجود عدد كبير من المختطفين في قسم الشرطة خلال زيارته للإفراج عن أحد المختطفين بوساطة من قيادي حوثي رفيع.

وبين المصدر أن عدداً من المختطفين جرى احتجازهم لمجرد الاشتباه بنيتهم الاحتفال بذكرى الثورة، وهؤلاء يجري احتجازهم في أقسام الشرطة تحت التحري عنهم، بينما يجري اقتياد الناشطين والشخصيات الاجتماعية المعروفة إلى أماكن مجهولة.

وسبق للجماعة الحوثية اختطاف الشخصية الاجتماعية والقيادي في حزب «المؤتمر» أمين راجح على خلفية ترديده شعارات وطنية أثناء صراخ أنصارها بشعارهم في اجتماع شهدته صنعاء.
وفسّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي اختطاف راجح بتحديه للجماعة ومقاطعة صراخ أنصارها بشعار وطني، تبعه فيه عدد من الحاضرين في لقاء بين قيادات حوثية و«مؤتمرية»، حيث جرى اختطافه بعد ذلك اللقاء مباشرة من منزله، مع عدد من ضيوفه.

ويؤكد الكاتب عبد الله العتواني أن حملة الاعتقالات الحالية تكشف عن مستوى عالٍ من التوجس والقلق الذي تعيشه الجماعة الحوثية، وهو ما لم يحدث لها منذ المواجهات التي شهدتها صنعاء بينها وبين الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح أواخر عام 2017.

ويوضح العتواني لـ«الشرق الأوسط» أن هذا القلق دفع الجماعة لاختطاف أطفال في محافظة إب بسبب احتفالهم بذكرى الثورة اليمنية، مرجحاً أن تؤدي هذه الممارسات إلى زيادة العداء بينها وبين المجتمع تحت سيطرتها، وستكون لها تداعيات كبيرة على نفوذها مستقبلاً.

وتفيد مصادر «الشرق الأوسط» بأن الاختطافات توسعت خلال الساعات الأخيرة إلى محافظات الضالع وريمة والمحويت وحجة والحديدة.

مخاوف غير مبررة
يستغرب الكثير من المراقبين للوضع في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من مخاوف الجماعة من الاحتفال بذكرى ثورة «26 سبتمبر» وهي التي حشدت أنصارها منذ أيام، في مختلف مناطق سيطرتها للاحتفال بالمولد النبوي الذي طبعته بصبغتها الطائفية، وجمعت لأجله جبايات طائلة، إلى جانب حشودها الأسبوعية تحت اسم التضامن مع أهالي قطاع غزة.

وتبدي الجماعة الحوثية قلقاً شديداً من تكرار اليمنيين احتفالاتهم بذكرى الثورة كما حدث خلال الأعوام الماضية؛ خصوصاً ما حدث قبل عام، حين أظهروا تمسكهم واعتزازهم بذكرى الثورة بمختلف أشكال الاحتفال في مختلف مناطق البلاد؛ خصوصاً الواقعة تحت سيطرة الجماعة.

ويتحسر طارق عبد الله، وهو اسم مستعار لناشط في محافظ إب، لأن المظاهر الاحتفالية التي شهدتها هذه المناسبة خلال العام الماضي كانت أكثر حضوراً وفاعلية من هذا العام، وتسببت بمخاوف وجودية للحوثيين بحسب وصفه، لكنها هذا العام تراجعت بفعل أساليب القمع والقيود المشددة.

لكن عبد الله يستدرك في إفادته لـ«الشرق الأوسط» بأن هذا التراجع لم يكن إلا ظاهرياً فقط، فخلال العام الماضي فاجأ اليمنيون الجماعة الحوثية من حيث لم تتوقع، لكنها هذا العام كانت مستعدة مسبقاً، وفرضت الكثير من الإجراءات لمنع، ليس فقط الاحتفالات، بل والتحضير والاستعداد لها من خلال مختلف الوسائل.

ويتهكم الكاتب باسم منصور من ادعاءات الجماعة بالحفاظ على إرث «ثورة 26 سبتمبر»، بينما تظهر كل تصرفاتها عكس ذلك تماماً، ومن ذلك عدم احتفالها بهذه المناسبة، بل ومعاقبة كل من يدعو للاحتفال بها، دون أن تقدم تفسيرات، ولو من باب الخداع لهذه التناقضات المكشوفة.

ويلفت منصور في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجماعة الحوثية لم تصل بعد إلى مستوى الثقة بقدرتها على السيطرة والنفوذ، فهذه الحملة التي ينعتها بالمسعورة، تأتي في أعقاب فعالياتها الاستعراضية للاحتفال بالمولد النبوي، التي استمرت لما يقارب الشهر، جيرت خلالها كل شيء لصالح هذه المناسبة، حتى إنها صبغت كل المظاهر باللون الأخضر الذي تتخذه هوية لها.

وقبل عام، خرج سكان صنعاء ومختلف المدن، ليلة السادس والعشرين من سبتمبر إلى الشوارع يحملون الأعلام، وأطلقوا الألعاب النارية في احتفال شعبي كبير، متحدين إجراءات الجماعة الحوثية التي أطلقت قواتها الأمنية لقمع تلك الاحتفالات واختطاف المشاركين فيها.

الجيش الأميركي يدمر مسيّرة حوثية فوق البحر الأحمر

مع انقضاء 10 أشهر من الهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، أعلن الجيش الأميركي، السبت، تدمير طائرة من دون طيار أطلقتها الجماعة المدعومة من إيران فوق البحر.

جاء ذلك في وقت تتوعد فيه الجماعة باستمرار الهجمات التي تزعم أنها تشنها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في سياق الدعم للفلسطينيين في غزة.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس» أن قواتها دمرت خلال 24 ساعة الماضية مسيّرة فوق البحر الأحمر أطلقها الحوثيون المدعومين من إيران من منطقة يسيطرون عليها في اليمن.

ومنذ نحو أسبوعين شهدت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن تراجعاً تقول الجماعة إنه بسبب ندرة مرور السفن التي وضعتها على قائمة الاستهداف، في حين يرى مراقبون أن الضربات الاستباقية الغربية أسهمت نسبياً في الحد من الهجمات.

وتَبَيَّنَ - وفقاً لبيان القيادة المركزية الأميركية - أن الطائرة الحوثية من دون طيار كانت تشكل تهديداً وشيكاً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة. وأضافت أنه تم اتخاذ الإجراء بتدمير المسيرة لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكانت الجماعة تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي انفجرت شظاياه في مناطق مفتوحة في تل أبيب، وأدت إلى حدوث حرائق دون التسبب في حدوث أية أضرار بشرية.

وأطلقت واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ما سمّته «تحالف حارس الازدهار» لحماية الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) بمشاركة من بريطانيا.

وتلقت الجماعة الحوثية أكثر من 700 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت في مجملها إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

أبرز الهجمات
من بين نحو 185 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) الماضي إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بعدد من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وفي 21 أغسطس (آب) الماضي، شن الحوثيون سلسلة هجمات على ناقلة النفط اليونانية «سونيون» ما أدى إلى توقف محركها وجنوحها في البحر الأحمر بين اليمن وإريتريا، قبل أن تتدخل فرقاطة فرنسية تابعة للمهمة الأوروبية، وتقوم بإجلاء الطاقم المكون من 29 شخصاً إلى جيبوتي، وفق بيانات السلطات الجيبوتية.

ولم يكتفِ الحوثيون بهذه الهجمات؛ حيث قاموا في اليوم التالي لإجلاء الطاقم، بالصعود على متن الناقلة التي تحمل مليون برميل من النفط الخام، وتفخيخ سطحها وتفجيرها، ما أدى إلى اشتعال الحرائق في نحو 5 مواضع على الأقل.

ومع تصاعد المخاوف من حدوث أكبر كارثة بيئية محتملة في العالم في حالة انفجار الناقلة «سونيون» أو غرقها في البحر الأحمر، تمكنت شركات إنقاذ من سحب الناقلة، الأسبوع الماضي، إلى مكان آمن بإسناد من قوات المهمة الأوروبية في البحر الأحمر المعروفة باسم «أسبيدس».

العين الإخبارية: نكبة الحوثي تدخل عقدها الثاني.. كرة نار تحرق اليمن

دخلت نكبة مليشيات الحوثي عقدها الثاني، بعد تحركها ككرة نار من جبال مران في صعدة شمال اليمن وحتى الغرب في الحديدة على البحر الأحمر.

في العقد الأول للنكبة واجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014 ظلت مليشيات الحوثي تمارس شتّى أساليب القسوة والوحشية لمعاقبة مناهضيها، لا سيما من خلال إعدام الشيوخ، وقطع رؤوس الأسرى، وإعدام الأطفال المنتمين للعائلات المناهضة وخطف الرهائن لضمان طاعة القبائل وخضوعها.
مؤخرا، أصبحت كرة النار التي أحرقت أكثر من 300 ألف يمني تهديدا خطيرا على الإقليم والعالم، من خلال ما تقوم به المليشيات الانقلابية من ممارسات تقوض بها السلم الإقليمي والدولي، بعد أن راحت تهدد دول الجوار، والملاحة في البحر الأحمر، وتستهدف ناقلات التجارة في باب المندب.

 عودة الطبقية
وبحسب خبراء وسياسيين يمنيين فإن نكبة الحوثي التي دخلت عقدها الثاني كانت السبب الرئيسي للعديد من الانتهاكات والممارسات المتجاوزة لكل الأعراف القانونية والمتعارف عليها عقب إعادة الجماعة للطبقية.

وقال رئيس مركز "سوث 24" للدراسات والأخبار في عدن يعقوب السفياني إن يوم النكبة الحوثية رمز لمرحلة مظلمة بدأت بالاستيلاء على صنعاء ومناطق واسعة من شمال اليمن تباعا".

وأضاف السفياني لـ"العين الإخبارية" إن "هذه النكبة جاءت من أجل إلغاء ثورة 26 سبتمبر/أيلول التي قضت على الحكم الإمامي في شمال اليمن عام 1962، وألغت الطبقية وجعلت المواطنين سواسية في ظل النظام المدني".
وتابع قائلا إن "الحوثيين أعادوا عقب النكبة الفرز الطبقي والسادة والعبيد، وبات هذا اليوم ذا رمزية خاصة، للتأكيد على مشروعهم الكهنوتي والمضي فيه قدما وإلغاء كل الأيام الوطنية لتكريس التفوق العرقي وحكم السلالة".

مشاهد وقوافل المآسي
من جانبه، أعرب المحلل السياسي اليمني باسم الحكيمي عن اعتقاده أنه عند الحديث عن "نكبة 21 سبتمبر" فإن أول ما يخطر على الأذهان هو الموت والإرهاب وتفجير المساجد ودور العبادة والمنازل والزنازين المظلمة.

وقال الحكيمي لـ"العين الإخبارية" إن ذكرى النكبة الحوثية لا تحمل أي ذكريات سوى صُراخ الأمهات، المُدن الحزينة، والأطفال المرعوبين، وقوافل المشردين ومواكب الجنائز الجماعية.

‏وأضاف "يلوح أمامنا شريط من المآسي والأوجاع والكوارث التي أحدثتها هذه النكبة، فقد أصبح اسمها مقرونا بالموت والفَقد والخسران والانتكاسات المتوالية لبلدٍ أصبح رهينة لطيش ونزوات جماعة عنصرية ارتكبت أسوأ جريمة بحق اليمنيين".

سلب الحقوق
وتشير تقارير حقوقية إلى أن اليمن خسر بين 170 و200 مليار دولار في الملف الاقتصادي منذ نكبة الحوثي في 2014، تزامنا مع سياسة إفقار جماعية للسكان واختطافات طالت أكثر من 18 ألف مدني، من بينهم 17 ألفا تعرضوا للتعذيب داخل زنازين الموت الحوثية.

ووفقا لرئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان محمد نعمان فإن "نكبة الحوثي نسفت طموحات الشعب اليمني بمختلف مواقعه ووجوده، وأسقطت حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأبرز صورها المساس بحقه في الحياة وأمنه وسلامه الاجتماعي".

وأضاف أن "عشرات الآلاف من اليمنيين يتعرضون للقتل، ومثلهم للإعاقة للنزوح والتشرد والفقر والأمراض وسوء التغذية وللقمع والاعتقالات والتعذيب، والاختطافات للنشطاء والسياسيين من النساء والصحفيين والمحاميين والشباب والأطفال".

ودعا نعمان إلى تشكيل جبهة حقوقية واسعة وفاعلة تتاح فيها المشاركة الحقيقية للمرأة والشباب والمجتمع المدني لتبني مناصرة القضية اليمنية في المحافل الدولية انتصارا للضحايا، واستثمار فرصة تغير الموقف الدولي تجاه مليشيات الحوثي بعد سنوات من التراخي.

ذكرى «نكبة» الحوثي في عيون اليمنيين.. عقد من «الدم» و«المآسي»

سرطان أصاب جسد اليمن، فأنهك بلدًا كان يوصف بـ«السعيد»، ليحيل أيامه «حزنًا» و«كمدًا»، على «أحباب» قتلوا أو أسروا أو شردوا، وعلى أوضاع بات «الجور والاختطافات»، شعارها الأوحد، في المناطق الخاضعة للحوثيين.

إنه الانقلاب الحوثي الذي حلت يوم السبت، ذكراه العاشرة، والذي لم يهدم الشرعية ومؤسساتها المعترف بها دوليا فقط، وإنما نكب الشعب اليمني؛ بفرار الآلاف إلى الخارج ونزوح وتشرد الملايين داخليا، ودخول البلد ما يعرف بـ«أسوأ أزمة إنسانية في العالم» وفقا للأمم المتحدة.

عقد مضى على اليمن، والحوثيون جاثمون على أنفاسه، حتى باتت تلك السنوات توصف بـ«أعوام حالكة السواد»، لتسجيلها معاناة يومية لليمنيين، تحت براثن المليشيات الانقلابية، فيما ودع البلد حالة الوئام والسلام، إلى محطات من الحروب لا تؤدي إحداها إلى استراحة محارب.

قبل عشر سنوات، استغل الحوثيون زيادة سعرية للوقود أقرتها الحكومة اليمنية -آنذاك-، لتصبح بابا لتبرير اجتياحهم صنعاء والتمدد عسكريا جنوبا وشرقا وغربا، في حرب تجرع إثرها اليمنيون ويلات العذاب قتلا ونزوحا.

فماذا قال اليمنيون عن نكبة الحوثي؟
المواطن اليمني عبدالكريم الخولاني (48 عاماً) وصف العقد الماضي بـ«الوباء الفتاك» الذي «نهش جسد اليمن قبل أجساد مواطنيه، وأدخل البلاد في أتون أزمات تلو الأخرى»، مضيفًا: «أصبح يوم 21 سبتمبر بالنسبة لنا، يوم شؤم لما حل بنا من معاناة كانت سببها النكبة».

الخولاني وهو أحد الموظفين الذين سرحهم الحوثيون من وظائفهم في صنعاء، أضاف في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن المليشيات «منذ انقلابها على الدولة ونهب مؤسساتها، سرقوا رواتبنا، ونشروا الجوع والفقر بين المواطنين، ومارسوا الجبايات والاتاوات الهائلة بقوة السلاح».

وأشار إلى أن «نكبة 21 سبتمبر/أيلول، تتجسد في وجوه الموظفين المحرومين من مرتباتهم ويعيشون الجحيم، حتى باتت أبسط حقوقهم بعيدة المنال، وأجبروا على العمل بلا راتب فيما أطفالهم بالمنازل يتضورون جوعا».

عقد «المآسي»
لم تكن آثار انقلاب الحوثي على الخولاني وحده، فهذا طالب الإعلام الناجي من معتقلات الحوثي محمد الصلاحي هو الآخر كان عرضة لـ«بطش أشد في عقد المآسي» لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

وفي حديثه لـ«العين الإخبارية»، سرد الناجي من معتقلات الحوثي رحلة تعذيبه وتنقلاته من سجن إلى آخر منذ اختطافه وهو في عامه الأخير من دراسة الإعلام في جامعة الحديدة.

«الحوثيون دمروا حياتي الدراسية والمهنية، تعرضت للاختطاف والسجن من قبل مليشيات الحوثي وأنا في السنة الرابعة للجامعة بقسم الإعلام، وبعد 5 أعوام حاولت العودة للدراسة لكن رفضوا بحجة اعتقالي مما دفعني للانتقال للمناطق المحررة»، يضيف الصلاحي.

وتابع: «نكبة 21 سبتمبر/أيلول هي ذكرى تكشف حجم أوجاعنا، حيث تأثرت نفسيا بشكل كبير وتعرضت لتعذيب جسدي ونفسي في معتقلات مليشيات الحوثي».

الصلاحي قال إنه كطالب جامعي احتاج لـ10 سنوات للحصول على شهادة البكالوريوس بدلا من 4، منها 5 في المعتقل والـ5 الأخرى حاول خلالها الالتحاق بإحدى الجامعات لغرض إكمال آخر الأعوام الدراسية.

«زيف النكبة»
مظهر آخر من مظاهر نكبة الحوثيين، التي ضربت اليمن، فالبلد الآسيوي بات يعيش تحت وطأة أعنف موجة اختطافات للحوثيين لأنصار الثورة اليمنية، وكل من أحيا ذكرى 26 سبتمبر/ أيلول 1962.

هذا ما قاله الناشط الإعلامي محمد عبدالحكيم، في حديث لـ«العين الإخبارية»، مشيرًا إلى أن «انقلاب الحوثي مناسبة لكشف التاريخ المزيف لجماعة قوضت السلام والأمن والاستقرار وتحاول هدم عقود من كفاح اليمنيين».

وأضاف أن الحوثيين اختاروا يوم 21 لـ«طمس تاريخ الثورة اليمنية 26 سبتمبر/أيلول واستخدموا الظلم والجور وآلة القمع والتوحش لحكم اليمنيين بالقوة»، مشيرًا إلى اختطاف العشرات خلال الأيام الحالية في صنعاء وإب والبيضاء ومحافظات أخرى.

فـ«النكبة يمكن مشاهدتها في وجه الموظف المحروم من مرتبه، والمواطن الكادح الذي صُودرت حريته وكرامته وبات عاطلا عن العمل»، يقول الإعلامي اليمني، مضيفًا: في المقابل هناك صورة أخرى للثراء الشخصي ولسلاح منفلت نهب المال العام وذهب يهدد مصالح العالم ويرفض خدمة الناس.

شارك