إيران وحزب الله.. بين الخسائر الميدانية والروايات الاستراتيجية
الأربعاء 25/سبتمبر/2024 - 03:40 م
طباعة
مع سرعة وتيرة الأحداث والحرب الدائرة بين اسرائيل وحماس في غزة، تصاعدت في الأيام الخيرة وتيرة الصراع في الجبهة الشمالية لقوات الاحتلال مع حزب الله اللبناني ومع تصاعد الاشتباكات على هذه الجبهة صرح الزعيم الديني الإيراني، آية الله علي خامنئي، أنه لا يرى أي مؤشرات على هزيمة ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية، على الرغم من مقتل قادة رفيعي المستوى، في هجمات شنتها إسرائيل.
وقال آية الله علي خامنئي (85 عاما)، في فعالية خاصة بالمحاربين القدماء، في طهران اليوم الأربعاء 25 سبتمبر 2024: "لا شك أنها كانت خسارة لحزب الله، لكنها لم تكن خسارة تؤدي إلى هزيمته". وأضاف أن القوة التنظيمية والبشرية لحزب الله أكبر بكثير.
كما حذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من الاستخفاف بحزب الله وكتب على منصة إكس: "حزب الله قادر على تدمير قواعد ومستعمرات النظام الإسرائيلي".
وينظر إلى حزب الله بوصفه الحليف الأهم لإيران في الشرق الأوسط، منذ سنوات كثيرة، لكن مراقبين يستبعدون أن تسارع طهران إلى مساعدته، حال اندلاع حرب بينه وبين إسرائيل.
تبرز هذه التصريحات التي أدلى بها الزعيم الديني الإيراني، آية الله علي خامنئي، كجزء من خطاب سياسي واستراتيجي يستهدف عدة أطراف داخلية وخارجية. في هذه التصريحات، قلل خامنئي من تأثير الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي أودت بحياة قادة رفيعي المستوى في حزب الله، مؤكدًا أن هذه الخسائر لم تكن كافية لهزيمة التنظيم المدعوم من إيران. مثل هذه التصريحات تكشف عن أبعاد متعددة للصراع في المنطقة، وتثير تساؤلات حول قدرة حزب الله على الصمود واستراتيجية إيران في دعم حلفائها الإقليميين.
ولتحليل هذه التصريحات سنقوم بتفكيك النص إلى مكوناته الأساسية وفهم الديناميات الخطابية والسياسية التي يشير إليها.
السياق العام:
تصريحات آية الله علي خامنئي تأتي في إطار التوتر المستمر بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. خامنئي يرد على هجمات إسرائيلية ضد حزب الله، بما في ذلك مقتل قادة رفيعي المستوى. إضافة إلى ذلك، نرى تدخلاً من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لتأكيد قوة حزب الله في وجه إسرائيل.
تحليل الخطاب:
ومن خلال منهج تحليل الخطاب، نبدأ بفهم كيفية بناء النص وما يهدف إليه:
خامنئي يشير إلى أن حزب الله رغم خسائره لم يهزم. هذه العبارة هي جزء من استراتيجية الخطاب التي تسعى إلى طمأنة مؤيدي الحزب وإيران بأن الهجمات الإسرائيلية ليست كافية لهزيمة التنظيم. التركيز على "القوة التنظيمية والبشرية" يسعى لتشكيل رواية تقوم على مفهوم الثبات والصمود.
وكذلك فإن استخدام كلمة "خسارة"، وليس "هزيمة"، يعكس التفريق الدقيق في الخطاب بين الضرر والضعف الكامل. الخطاب يستخدم لغة مقصودة تظهر فيه الخسارة كجزء من مسار الصراع، لكنها لا تشير إلى النهاية.
بينما الإشارة إلى أن القوة البشرية والتنظيمية لحزب الله أكبر بكثير من أن تؤدي الخسائر إلى هزيمته، تعزز فكرة التفوق والمناعة ضد التهديدات الخارجية، وهي محاولة لتعزيز ثقة الداخل الإيراني والمحور الشيعي عموماً.
تصريحات خامنئي لا تقف عند حدود الدفاع عن حزب الله فحسب، بل تتضمن تلميحاً إلى أن أي تقدير خاطئ من إسرائيل سيؤدي إلى مواجهة أوسع وأعقد.
ومن ناحية أخرى فان تصريح خامنئي بأن الهجمات على حزب الله كانت خسارة "لكنها ليست هزيمة"، يمكن أن يُفهم من زاويتين. الأولى هي أنه يشير إلى أن الهجمات مؤلمة لكنها لا تقوض أساسات الحزب. والثانية هي الإشارة الضمنية إلى أن المقاومة قد تكون في موقع دفاعي في هذه اللحظة، لكن ذلك لا يعني أنها غير قادرة على استعادة قوتها لاحقًا.
ويمكن تفسير هذه العبارة على أنها دعوة لاستمرار التحرك والمقاومة، فهي تحث على البقاء في حالة من الاستعداد والعمل حتى في ظل الخسائر. وبالتالي، النص يفكك مفهوم الهزيمة ليحوله إلى جزء من صيرورة النضال، وليس نهاية له.
اهداف خامنئي:
يهدف خامنئي بهذه التصريحات التأكيد على أن صمود حزب الله ضروري للحفاظ على الثقة في التحالفات الإيرانية بالمنطقة. وهو جزء من خطاب أكبر يستهدف تعزيز الروح المعنوية لدى جماهير هذا المحور، خصوصاً في وقت الأزمات.
ومن خلال استخدام لغة حذرة، فان خطاب خامنئي لا يعترف بشكل صريح بالضعف أو الهزيمة، بل يقدم تحذيراً لإسرائيل من مخاطر التصعيد.
وكذلك استخدام لغة الخسارة بدلاً من الهزيمة هو عنصر أساسي في تحفيز الموالين للاستمرار في النضال، في ظل عدم وجود اعتراف رسمي بالضعف أو الهزيمة. هذه الاستراتيجية ضرورية للحفاظ على القدرة التعبوية للجماهير.
مداخلة عباس عراقجي:
أما مداخلة عباس عراقجي فتضيف بعداً آخر للخطاب، حيث يؤكد على قدرة حزب الله على تدمير "قواعد ومستعمرات" إسرائيلية. هذه التصريحات تدخل ضمن الاستراتيجية الردعية، التي تستخدمها إيران بشكل متكرر لتوجيه رسائل مفادها أن أي هجوم ضد حلفائها سيؤدي إلى رد فعل مكافئ أو أكبر.
وفي الختام فان تصريحات خامنئي ووزير الخارجية عباس عراقجي تعكس محاولة إيرانية واضحة لتوجيه رسالة مزدوجة: طمأنة الجمهور الداخلي والمحور الشيعي بشأن صمود حزب الله، وتحذير إسرائيل من التصعيد. وبينما يتجنب الخطاب الإيراني الاعتراف بالضعف، فإنه يبني رواية تُصور الخسائر كجزء من نضال طويل الأمد، ما يساهم في استمرار التعبئة والتماسك ضمن التحالفات الإقليمية. يبقى السؤال المفتوح: هل ستستطيع إيران وحزب الله الحفاظ على هذه الصورة من القوة في ظل الظروف المتغيرة، أم أن التحديات القادمة ستفرض واقعًا جديدًا؟
وقال آية الله علي خامنئي (85 عاما)، في فعالية خاصة بالمحاربين القدماء، في طهران اليوم الأربعاء 25 سبتمبر 2024: "لا شك أنها كانت خسارة لحزب الله، لكنها لم تكن خسارة تؤدي إلى هزيمته". وأضاف أن القوة التنظيمية والبشرية لحزب الله أكبر بكثير.
كما حذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من الاستخفاف بحزب الله وكتب على منصة إكس: "حزب الله قادر على تدمير قواعد ومستعمرات النظام الإسرائيلي".
وينظر إلى حزب الله بوصفه الحليف الأهم لإيران في الشرق الأوسط، منذ سنوات كثيرة، لكن مراقبين يستبعدون أن تسارع طهران إلى مساعدته، حال اندلاع حرب بينه وبين إسرائيل.
تبرز هذه التصريحات التي أدلى بها الزعيم الديني الإيراني، آية الله علي خامنئي، كجزء من خطاب سياسي واستراتيجي يستهدف عدة أطراف داخلية وخارجية. في هذه التصريحات، قلل خامنئي من تأثير الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي أودت بحياة قادة رفيعي المستوى في حزب الله، مؤكدًا أن هذه الخسائر لم تكن كافية لهزيمة التنظيم المدعوم من إيران. مثل هذه التصريحات تكشف عن أبعاد متعددة للصراع في المنطقة، وتثير تساؤلات حول قدرة حزب الله على الصمود واستراتيجية إيران في دعم حلفائها الإقليميين.
ولتحليل هذه التصريحات سنقوم بتفكيك النص إلى مكوناته الأساسية وفهم الديناميات الخطابية والسياسية التي يشير إليها.
السياق العام:
تصريحات آية الله علي خامنئي تأتي في إطار التوتر المستمر بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. خامنئي يرد على هجمات إسرائيلية ضد حزب الله، بما في ذلك مقتل قادة رفيعي المستوى. إضافة إلى ذلك، نرى تدخلاً من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لتأكيد قوة حزب الله في وجه إسرائيل.
تحليل الخطاب:
ومن خلال منهج تحليل الخطاب، نبدأ بفهم كيفية بناء النص وما يهدف إليه:
خامنئي يشير إلى أن حزب الله رغم خسائره لم يهزم. هذه العبارة هي جزء من استراتيجية الخطاب التي تسعى إلى طمأنة مؤيدي الحزب وإيران بأن الهجمات الإسرائيلية ليست كافية لهزيمة التنظيم. التركيز على "القوة التنظيمية والبشرية" يسعى لتشكيل رواية تقوم على مفهوم الثبات والصمود.
وكذلك فإن استخدام كلمة "خسارة"، وليس "هزيمة"، يعكس التفريق الدقيق في الخطاب بين الضرر والضعف الكامل. الخطاب يستخدم لغة مقصودة تظهر فيه الخسارة كجزء من مسار الصراع، لكنها لا تشير إلى النهاية.
بينما الإشارة إلى أن القوة البشرية والتنظيمية لحزب الله أكبر بكثير من أن تؤدي الخسائر إلى هزيمته، تعزز فكرة التفوق والمناعة ضد التهديدات الخارجية، وهي محاولة لتعزيز ثقة الداخل الإيراني والمحور الشيعي عموماً.
تصريحات خامنئي لا تقف عند حدود الدفاع عن حزب الله فحسب، بل تتضمن تلميحاً إلى أن أي تقدير خاطئ من إسرائيل سيؤدي إلى مواجهة أوسع وأعقد.
ومن ناحية أخرى فان تصريح خامنئي بأن الهجمات على حزب الله كانت خسارة "لكنها ليست هزيمة"، يمكن أن يُفهم من زاويتين. الأولى هي أنه يشير إلى أن الهجمات مؤلمة لكنها لا تقوض أساسات الحزب. والثانية هي الإشارة الضمنية إلى أن المقاومة قد تكون في موقع دفاعي في هذه اللحظة، لكن ذلك لا يعني أنها غير قادرة على استعادة قوتها لاحقًا.
ويمكن تفسير هذه العبارة على أنها دعوة لاستمرار التحرك والمقاومة، فهي تحث على البقاء في حالة من الاستعداد والعمل حتى في ظل الخسائر. وبالتالي، النص يفكك مفهوم الهزيمة ليحوله إلى جزء من صيرورة النضال، وليس نهاية له.
اهداف خامنئي:
يهدف خامنئي بهذه التصريحات التأكيد على أن صمود حزب الله ضروري للحفاظ على الثقة في التحالفات الإيرانية بالمنطقة. وهو جزء من خطاب أكبر يستهدف تعزيز الروح المعنوية لدى جماهير هذا المحور، خصوصاً في وقت الأزمات.
ومن خلال استخدام لغة حذرة، فان خطاب خامنئي لا يعترف بشكل صريح بالضعف أو الهزيمة، بل يقدم تحذيراً لإسرائيل من مخاطر التصعيد.
وكذلك استخدام لغة الخسارة بدلاً من الهزيمة هو عنصر أساسي في تحفيز الموالين للاستمرار في النضال، في ظل عدم وجود اعتراف رسمي بالضعف أو الهزيمة. هذه الاستراتيجية ضرورية للحفاظ على القدرة التعبوية للجماهير.
مداخلة عباس عراقجي:
أما مداخلة عباس عراقجي فتضيف بعداً آخر للخطاب، حيث يؤكد على قدرة حزب الله على تدمير "قواعد ومستعمرات" إسرائيلية. هذه التصريحات تدخل ضمن الاستراتيجية الردعية، التي تستخدمها إيران بشكل متكرر لتوجيه رسائل مفادها أن أي هجوم ضد حلفائها سيؤدي إلى رد فعل مكافئ أو أكبر.
وفي الختام فان تصريحات خامنئي ووزير الخارجية عباس عراقجي تعكس محاولة إيرانية واضحة لتوجيه رسالة مزدوجة: طمأنة الجمهور الداخلي والمحور الشيعي بشأن صمود حزب الله، وتحذير إسرائيل من التصعيد. وبينما يتجنب الخطاب الإيراني الاعتراف بالضعف، فإنه يبني رواية تُصور الخسائر كجزء من نضال طويل الأمد، ما يساهم في استمرار التعبئة والتماسك ضمن التحالفات الإقليمية. يبقى السؤال المفتوح: هل ستستطيع إيران وحزب الله الحفاظ على هذه الصورة من القوة في ظل الظروف المتغيرة، أم أن التحديات القادمة ستفرض واقعًا جديدًا؟