"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الثلاثاء 08/أكتوبر/2024 - 10:56 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 8 أكتوبر 2024.

العين الإخبارية: خبراء حزب الله والحرس الثوري بدائرة الشك الحوثي.. ترتيبات جديدة

دخل خبراء حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني الموجودون في اليمن، دائرة الشك الحوثي بعد اختراق إسرائيلي واسع وعميق.

وكشفت الأسابيع الأخيرة، عن عمق اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لجماعة حزب الله التي طالما ظلت حصينة وتميل لاستخدام تكنولوجيات بدائية لتجنب عمليات التجسس، كما طال الاختراق الإسرائيلي أيضا الحرس الثوري الإيراني.

وقالت مصادر أمنية وعسكرية يمنية لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي اعتمدت إجراءات جديدة بتشكيل دائرة أمنية مغلقة لحماية زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي كخطوة ثانية بعد هروبه قيادات أخرى للاختفاء في كهوف معقلهم في صعدة.
وأوضحت المصادر أن شقيق زعيم مليشيات الحوثي عبد الخالق الحوثي تولى بنفسه تشكيل وحدة حماية مصغرة لزعيم المليشيات عبد الملك الحوثي مكونة من عناصر أغلبها تنشط في الجبهات وهي من القيادات الميدانية بقيادة مطلق المراني المكنى "أبو عماد".

وأضافت المصادر أنه تم تجميد وحدات الحماية الخاصة بزعيم المليشيات مؤقتا والتحفظ عليها في منشأة أمنية تم تجهيزها في أحد كهوف محافظة صعدة معقل زعيم المليشيات شمالي البلاد.

وحسب المصادر فإن العناصر الأمنية في وحدات الحماية والتي حصلت على تدريبات على أيدي خبراء أمنيين من حزب الله في لبنان وضعوا في دائرة الفحص المكثف وتم عزلهم في منشأة منفصلة كذلك.

وأشارت المصادر إلى أن كبار خبراء حزب الله كذلك وضعوا بشكل منفصل ومعزول في أحد الكهوف المجهزة للقيادة بمن فيهم أحد الخبراء العسكريين الذي كان يمثل ضابط ارتباط بين زعيم المليشيات وقيادة حزب الله العليا خلال الأعوام الماضية.

وكشفت المصادر أن وحدة الحماية الجديدة الخاصة بزعيم المليشيات أشعرت خبراء حزب الله بأن تواصلهم سيكون مع "أبو عماد" ولن يكون لهم أي تواصل مباشر مع زعيم المليشيات حتى انتهاء حالة الطوارئ.
وعزل جميع خبراء حزب الله عن وسائل الاتصالات وسط تشديد الإجراءات بحقهم فيما أخضعت متعلقاتهم الخاصة للفحص الدقيق بما في ذلك ملابسهم التي استبدلت بملابس جديدة.

وأوضحت المصادر أن خبراء الحرس الثوري الإيراني كذلك وضعوا بشكل منفصل في أحد الكهوف المجهزة في صعدة وأنهم أبدوا امتعاضا من التعامل مع خبراء حزب الله وكأنهم بدائرة الشك.

ونشرت "العين الإخبارية" في وقت سابق الأسبوع الماضي معلومات حصرية كشفت عن الإجراءات الأمنية التي فرضتها مليشيات الحوثي على قياداتها وعزلهم بشكل كامل عن الظهور خشية استهدافهم من قبل إسرائيل.

وجاءت الإجراءات الحوثية عقب مقتل عدد من قيادات حزب الله اللبناني بعمليات إسرائيلية متعددة، أسفرت عن إزاحة قيادات الصف الأول للحزب عن المشهد بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله والرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر وقادة قوات النخبة وقيادات الصف الثاني والثالث.

وأشارت المصادر إلى نقل المليشيات عددا من الخبراء من حزب الله وآخرين إيرانيين إلى صعدة التي تعتبرها أكثر أمنا لوجود عدد كبير من الكهوف الجبلية التي تم تجهيزها منذ سنوات لتكون مقرات عسكرية وأمنية ومراكز قيادة مؤقتة في حالات الطوارئ.

وتخشى مليشيات الحوثي من اختراقات أمنية أمريكية حسب المصادر ذاتها، حيث كانت اعتقلت قيادات في صفوفها وأقارب لقيادات بارزة بتهمة التواصل مع مسؤولين وموظفين أجانب في منظمات دولية تعتبرهم المليشيات أدوات استخباراتية
وأحدث الاختراق العميق في صفوف حزب الله اللبناني بما في ذلك أجهزة الاستدعاء (البيجر) وأجهزة اللاسلكي التي فجرتها إسرائيل في آلاف من عناصر الحزب الشهر الماضي، حالة من الرعب في صفوف مليشيات الحوثي في اليمن، التي تستضيف العشرات من عناصر حزب الله غالبيتهم من الخبراء في مجال الصواريخ والطيران المسير والاتصالات والتدريب.

وتضاعف الأمر مع مقتل قائد الوحدة الجوية في حزب الله محمد سرور في الـ26 سبتمبر/أيلول الماضي بعد 3 أيام فقط من وصوله إلى لبنان قادماً من مناطق سيطرة مليشيات في اليمن، وهو ما أثار شكوك الأخيرة حول أن عناصر وقيادات الحزب باتوا مرصودين بالكامل.

«الجثث المجهولة».. غطاء الحوثيين للتستر على جرائم القتل خارج القانون

مئات الجثث دفنها الحوثيون في مناطق سيطرتهم بشمال اليمن من دون إعلان هوية أصحابها ولا سبب الوفاة.

"جثث مجهولة الهوية" غطاء يتستر خلفه الحوثيون في محاولة لتمرير جرائم التعذيب والقتل خارج إطار القانون، التي يمارسونها، حسب حقوقيين.

وخلال الأيام الأولى من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري وحده، دفنت مليشيات الحوثي 126 جثة مجهولة الهوية، في محافظتي الحديدة وصعدة معقل زعيم الجماعة، دون أي توضيح لتفاصيل تتعلق بأسباب الوفاة، أو هوية الجثث التي جرى دفنها.

وبلغ عدد الجثث المجهولة التي دفنتها مليشيات الحوثي منذ العام 2020 وحتى السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، 848 جثة مجهولة، وفقا لإحصائيات رصدتها "العين الإخبارية".

جرائم حوثية
وتكشف عمليات الدفن الجماعي التي تمارسها المليشيات منذ انقلابها على الدولة، حجم الجرائم التي تقوم بها بحق المعتقلين والمختفين قسرا في سجونها، الذين يتعرضون لأشكال قاسية من التعذيب الجسدي والنفسي، حسب تقارير حقوقية.

وتأتي عمليات الدفن مع تصاعد حملات الاختطافات والاعتقالات الحوثية في مناطق شمال اليمن الواقعة تحت سيطرة المليشيات، التي تزامنت مع احتفالات اليمنيين بالذكرى 62 لثورة 26 سبتمبر اليمنية.

جريمة إنسانية حقوقية

ويرى حقوقيون ومحامون أن عمليات الدفن الجماعية لما تسميها المليشيات "جثث مجهولة"، تأتي ضمن سياسة المليشيات للتعتيم على جرائم التعذيب والقتل المتعمد خارج القانون بحق المختطفين والمعتقلين في سجونها.

وقال الحقوقيون، إن الجثث التي تقوم المليشيات بدفنها بطرق جماعية بشكل متواصل في مناطق سيطرتها، لا شك أن بينها جثامين تعود لمختطفين تمت تصفيتهم أثناء التعذيب داخل السجون.

وأكدوا أن دفن مليشيات الحوثي لمئات الجثث تحت ذريعة أنها مجهولة الهوية، يعد جريمة إنسانية خطيرة، ويعكس مدى انتهاكها للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

وأشاروا إلى أن هذه الممارسات تكشف عن الوجه القبيح وحجم الجرائم البشعة التي ترتكبها المليشيات بحق المعتقلين والمخفيين قسراً في سجونها كل يوم.

وقالوا: "يجب على المجتمع الدولي القيام بواجبه وفتح تحقيقات مستقلة للكشف عن ملابسات هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم".

إحصائيات
وكانت وسائل إعلامية تابعة للحوثيين، أعلنت دفنها منذ مطلع العام الجاري، أكثر من 150 جثة مجهولة الهوية بشكل جماعي في محافظات صنعاء والحديدة وصعدة.

وبحسب إحصائيات رصدتها "العين الإخبارية"، فإن الجثث المجهولة التي قامت المليشيات بدفنها خلال العام الماضي، بلغت 247 جثة مجهولة.

واحتلت محافظة الحديدة النصيب الأكبر لتبلغ عدد الجثامين التي دُفنت فيها 132 جثة تم دفنها بشكل جماعي على مرحلتين في يناير/كانون الثاني، وأكتوبر/ تشرين الأول 2023، تليها محافظة صعدة معقل زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، والتي بلغت الجثث المجهولة التي تم دفنها فيها خلال العام الماضي 62 جثة، وكان ذلك في ديسمبر/كانون الأول، ثم صنعاء 53 جثة في مارس/أذار 2023.

وفي عامي 2020 و 2021، بلغ عدد الجثث المجهولة التي دفنتها مليشيات الحوثي، 446 جثة في محافظات صنعاء والحديدة وصعدة والمحويت وعدد من المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

العربية نت: "تاجر الموت الروسي" يبيع أسلحة للحوثيين.. وبوت ينفي

عاد اسم فيكتور بوت، تاجر الأسلحة الروسي المعروف باسم "تاجر الموت"، ليتصدر ثانية وسائل الإعلام الأميركية.

فبعدما خرج قبل نحو عامين من أحد السجون الأميركية في صفقة تبادل مع موسكو مقابل نجمة كرة السلة الأميركية بريتني جرينر، عاد على ما يبدو إلى العمل، محاولاً التوسط في بيع الأسلحة الصغيرة للحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

فالرجل البالغ من العمر 57 عامًا، والذي يقال إن حياته ألهمت فيلم هوليوود "سيد الحرب" عام 2005، بطولة نيكولاس كيج، أمضى عقودًا من الزمن في بيع الأسلحة السوفيتية الصنع في أفريقيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط قبل أن يتم القبض عليه عام 2008 في الولايات المتحدة، وفق ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".

لكن بعيد إطلاق سراحه، انضم بوت إلى حزب يميني متطرف موال للكرملين وفاز بمقعد في مجلس محلي في 2023، ما بدا حينها وكأنه طوى صفحة عمله كوسيط أسلحة.

وفد حوثي التقاه؟
غير أنه خلال زيارة مبعوثين من الحوثيين إلى موسكو في أغسطس الماضي للتفاوض على شراء أسلحة آلية بقيمة 10 ملايين دولار، التقوا بـ "بوت" وفق ما أكد مسؤول أمني أوروبي وأشخاص آخرون مطلعون.

كما أشاروا إلى أن بوت ناقش صفقة الأسلحة الصغيرة مع اثنين من ممثلي الحوثيين الذين سافروا إلى موسكو تحت غطاء شراء مبيدات حشرية ومركبات وقاموا بزيارة مصنع لادا.

إلا أن الأشخاص المطلعين لم يوضحوا ما إذا كان التفاوض بشأن صفقة الأسلحة تم بناء على طلب الكرملين أم لمجرد موافقته الضمنية.

علماً أن عملية بيع الأسلحة التي لم تشمل صواريخ روسية مضادة للسفن أو مضادة للطائرات، التي يمكن أن تشكل تهديدًا كبيرًا لجهود الجيش الأمريكي لحماية الشحن الدولي من هجمات الحوثيين، لم تتم بعد.

فيما رفض ستيف زيسو، محامي بوت الأميركي، مناقشة ما إذا كان موكله قد التقى بالحوثيين أم لا. وقال: "لم يعمل فيكتور بوت في مجال نقل الأسلحة منذ أكثر من عشرين عامًا".

لكنه أردف قائلا: "إذا سمحت له الحكومة الروسية بتسهيل نقل الأسلحة إلى أحد خصوم أميركا، فلن يختلف الأمر عن قيام الحكومة الأميركية بإرسال أسلحة وأسلحة دمار شامل إلى أحد خصوم روسيا كما أرسلتها إلى أوكرانيا"، وفق تعبيره.

بوت ينفي
في المقابل، نفى تاجر الأسلحة الشهير تلك المعلومات جملة وتفصيلا. واعتبر في تصريحات لصحيفة آر.بي.سي اليوم الاثنين أن معلومات "وول ستريت جورنال" حول بيع أسلحة للحوثيين مزيفة.

كما اعتبر ساخراً أن المقال نُشر على ما يبدو ليتزامن مع عيد ميلاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين.

إلى ذلك، أشاد بما وصفها بالإنجازات العسكرية للحوثيين المتحالفين مع إيران.

يذكر أن الولايات المتحدة كانت أدانت بوت من قبل بتهم تهريب أسلحة وأفرجت عنه في صفقة لتبادل السجناء عام 2022.

مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 1579 لغمًا عبر مشروع "مسام"

تمكّن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية "مسام" من تطهير الأراضي اليمنية من الألغام خلال الفترة من 28 سبتمبر حتى 4 أكتوبر 2024م، من انتزاع 1579 لغمًا في مختلف مناطق اليمن، منها 5 ألغام مضادة للأفراد، و126 لغمًا مضادًا للدبابات، و1442 ذخيرة غير منفجرة، و6 عبوات ناسفة.

وتمكن فريق "مسام" من نزع 123 لغمًا مضادًا للدبابات و1330 ذخيرة غير منفجرة في عدن، ونزع 6 عبوات ناسفة في مديرية سناح بمحافظة الضالع، وفي مديرية حيس بمحافظة الحديدة تمكن الفريق من نزع لغمين مضادين للدبابات وذخيرة غير منفجرة واحدة، وفي محافظة شبوة نزع الفريق في مديرية عسيلان لغمًا واحدًا مضادًا للدبابات وذخيرتين غير منفجرة، و3 ذخائر غير منفجرة في مديرية بيحان، وفي محافظة تعز تمكن الفريق من نزع لغم واحد مضاد للأفراد و9 ذخائر غير منفجرة بمديرية ذباب، و4 ألغام مضادة للأفراد و35 ذخيرة غير منفجرة بمديرية المخاء و62 ذخيرة غير منفجرة بمديرية المظفر.

وبذلك يرتفع عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع "مسام" حتى الآن إلى 465 ألفًا و252 لغمًا زرعت بعشوائية في مختلف الأراضي اليمنية لحصد المزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.

الشرق الأوسط: الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ «أرض-أرض» أُطلق من اليمن

أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أرض-أرض أطلق من اليمن باتجاه وسط البلاد، (الإثنين)، وذلك مع إحيائها الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة «حماس» على جنوب الدولة العبرية.

وأفاد الجيش بداية عن «صاروخ أرض-أرض أطلق من اليمن» ما أدى لإطلاق صفارات الانذار في وسط إسرائيل، قبل أن يعلن في بيان ثانٍ اعتراض الصاروخ «بنجاح».

من جهتها، قالت جماعة الحوثي اليمنية، مساء الإثنين، إنها أطلقت عدة طائرات مسيرة على يافا وإيلات بإسرائيل.

انقلابيو اليمن يضيفون «7 أكتوبر» إلى قائمة مناسباتهم الاحتفالية

أضافت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران ذكرى يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى قائمة مناسباتها الاحتفالية التي تخصص للإنفاق عليها مليارات الريالات اليمنية سنوياً، وهي الذكرى التي هاجمت فيها «حماس» إسرائيل، وقادت إلى رد الأخيرة بتدمير قطاع غزة، وصولاً إلى شن حرب على «حزب الله» اللبناني وقتل كبار قادته.

وتأتي احتفالات الجماعة بمناسباتها في وقت تعاني فيه آلاف الأسر اليمنية من تدهور معيشي وإنساني حاد، مع اتساع رقعة الجوع والفقر والبطالة، وانقطاع الرواتب، وغياب أبسط الخدمات الضرورية.

في هذا السياق، أقرت ما تسمى «اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات الحوثية»، في اجتماع لها بصنعاء، ما أطلقت عليه «الخطة العامة» لإحياء ما تسمى الذكرى الأولى لهجوم «طوفان الأقصى» الذي نفذته «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس» ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي.

ووفقاً لوكالة «سبأ» بنسختها الحوثية، خرج الاجتماع بتوصيات تحض المشرفين ومسؤولي الأحياء والمؤسسات الحكومية والخاصة في صنعاء ومدن أخرى، على إقامة الأنشطة والفعاليات والندوات، تزامناً مع المناسبة المبتكرة.

وبموجب تلك التوصيات، أقرت الجماعة اعتماد يوم الاثنين إجازة رسمية، وركزت وسائل إعلام الجماعة اهتمامها على المناسبة، وسارع قادتها إلى إنفاق الأموال على مستوى المحافظات والمديريات والقرى الخاضعة تحت سيطرتهم.

ودعت اللجنة الحوثية إلى تنظيم مسيرة تصفها بالكبرى في العاصمة المختطفة صنعاء، ومسيرات أخرى مماثلة ببقية المدن تحت سيطرتها، يوم الاثنين، للاحتفال بالمناسبة.

وفي ظل ما يشهده اليمن من أوضاع بائسة ومتدهورة، أثارت مظاهر احتفال الجماعة الحوثية حفيظة السكان في صنعاء وغيرها من المناطق؛ حيث عبَّروا عن السخط والرفض إزاء سلوك الجماعة التي يرون فيها كابوساً يجثم على صدورهم، وينهب كل مقدرات البلاد ومؤسساتها المغتصبة.

تنديد بإنفاق الأموال
في حين اشتكى السكان في صنعاء من معاناة متصاعدة وصعوبة بالغة يكابدونها لتوفير الحد الأدنى من الطعام؛ نتيجة الأوضاع المتدهورة التي أعقبت الانقلاب والحرب، نددوا باستمرار الجماعة الحوثية في ابتداع المناسبات الرامية إلى سرقة ما تبقى من الأموال والموارد، في ظل انعدام القوت الضروري، وتوالي مزيد من الأزمات، وارتفاع الأسعار ونسب الجوع والفقر والبطالة وانعدام الخدمات.

ويشكو خالد -وهو موظف حكومي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، من استمرار معاناته وأفراد عائلته جراء رفض الجماعة الحوثية صرف الرواتب، وتخصيص الأموال لمصلحة الأتباع، ودعم المجهود الحربي وإحياء المناسبات.

واستهجن الموظف انشغال الجماعة بابتكار مزيد من الفعاليات للاحتفال بها، بينما لا يزال ملايين اليمنيين -بمن فيهم الموظفون الحكوميون والعاملون التربويون- يعانون من أزمات معيشية وإنسانية صعبة.

وفي يوم واحد كشفت مصادر مقربة من دائرة حكم الجماعة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إقامة أكثر من 66 فعالية ولقاء وندوة وأمسية سياسية ودورات تعبوية، في عموم المدن والقرى تحت سيطرة الانقلاب.

وتصدرت صنعاء -وفق المصادر- قائمة المحافظات تحت سيطرة الجماعة فيما يخص إقامة الفعاليات والأمسيات والدورات ذات الطابع العسكري والتعبوي، احتفالاً بذكرى «7 أكتوبر» تلتها محافظة ريف صنعاء، ثم جاءت بعدها بالترتيب محافظات: صعدة، وعمران، وذمار، وحجة، وإب، وريمة، والمحويت.

وكانت الجماعة الحوثية قد خصصت في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، مبالغ ضخمة لإنفاقها على احتفالاتهم السنوية بذكرى «المولد النبوي» بعموم مناطق سيطرتها، متجاهلة اتساع رقعة الفقر والمجاعة، وحاجة ملايين السكان إلى المساعدات الغذائية والخدمات الأخرى، في ظل توقف رواتب الموظفين العموميين في مناطق سيطرتها.

زعيم الحوثيين يسوّق نفسه خليفة لنصر الله

منذ ما بعد أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حرصت الفصائل التابعة لما يُسمّى «محور المقاومة» الذي تقوده إيران على تسويق عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة الانقلابية في اليمن بوصفه أحد الشخصيات المؤثرة في الأحداث الجارية بالمنطقة، وبالذات فيما يتصل بالقضية الفلسطينية، حتى بات الآن يقدّم نفسه خليفة للأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وعلى الرغم من البعد الجغرافي لليمن عن فلسطين، بخلاف وجود «حزب الله» اللبناني على الحدود مع إسرائيل، فإن المحور في العراق أو لبنان الذي تدعمه طهران لم يُقدم على اتخاذ خطوات مغامرة مثلما حدث مع الحوثيين الذين استهدفوا حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

كما أن هذا المحور لم يسعَ لإبراز شخصية قيادية غير نصر الله، مثلما حرص على الدفع بزعيم الحوثيين إلى واجهة الأحداث من خلال إلقاء خطاب أسبوعي عن الهجمات التي استهدفت الملاحة، وتطورات المواجهة في قطاع غزة.

ومع أن «حزب الله» اللبناني هو الذي أشرف على تشكيل تنظيم جماعة الحوثي وتولى مهمة تدريبهم، عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، إلى جانب تولي إدارة شأن الجماعة بأدق تفاصيلها، كان لافتاً أن نصر الله كان يظهر بشكل نادر للحديث عن تطورات المواجهة في الأراضي الفلسطينية أو عمليات الحزب التي تستهدف مواقع الجيش الإسرائيلي، بخلاف ظهور الحوثي أو البيانات العسكرية التي كانت الجماعة تبثها بصورة شبه يومية.

وعقب مقتل نصر الله وعدد من القادة العسكريين في الحزب وعدم تسمية خليفة للرجل، يسعى عبد الملك الحوثي، وفق مراقبين، إلى تقديم نفسه خليفة للأول في إطار المحور الذي تقوده إيران.

ولهذا كثّف الحوثي من الخطب التي يلقيها عن تطورات الأوضاع في المنطقة، وكان آخرها بخصوص ذكرى العملية التي نفّذتها فصائل فلسطينية في غزة ضد إسرائيل قبل عام، والتي كانت سبباً في اندلاع الحرب المتواصلة؛ إذ أسهب في الحديث عما وصفه بـ«المردود الكبير لها»، كما تناول الخسائر التي ترتبت عليها في الأراضي الفلسطينية.

تعويل على إيران
تأخرت خطبة الحوثي، عصر الأحد، أكثر من 35 دقيقة عن موعدها المقرر، على غير العادة طوال العام، واستمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة، كرّسها لما سمّاها «بطولات (حزب الله) اللبناني»، ومهاجمة كل من لا يؤيّد وجهة النظر الإيرانية وحلفاءها تجاه الأحداث الجارية.

وطاول هجوم عبد الملك الحوثي كل من تحدّث عن حجم الخسائر التي لحقت بالمدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة ولبنان، وقال إن «من يؤيّد إسرائيل بكلمة واحدة يصبح شريكاً معها في كل الجرائم التي ترتكبها». كما أبدى غضبه من اللوم الذي يُوجّه إلى الفصائل المسلحة، وقال إن اللوم هو «على الذين يناصرون العدو حتى بالكلمة».

وأعاد الحوثي تأكيد ما قاله المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه «مهما ارتكبت إسرائيل من جرائم إبادة، فإن ذلك لن يغيّر المآل الحتمي الذي تتجه إليه، وهو الهاوية والزوال المحتوم».

ولم يكتفِ الحوثي بذلك، وإنما قدّم نفسه قائداً لفصائل ما يُسمّى «محور المقاومة» وقال إن جبهات الإسناد تتجه إلى التصعيد أكثر ضد إسرائيل، و«تسعى لتطوير قدراتها في التصدي للعدوان وإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه»، ورأى أن أهم المميزات لهذه الجولة من الصراع هي «وجود جبهات للإسناد في لبنان والعراق واليمن».

ومع أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال إن بلاده لا تمتلك سلطة على هذه الفصائل والجماعات، وأنها تتخذ قراراتها بنفسها، أكد الحوثي أن طهران «تدعم جبهات الإسناد وتقف معها، وصولاً إلى الاشتباك المباشر مع إسرائيل».

وذكر الحوثي أن إيران «كانت ولا تزال داعماً للشعب الفلسطيني ومجاهديه ومجاهدي لبنان على المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية والمالية».

«الصوت الرائد»
رأى مراقبون أن عبد الملك الحوثي سعى في خطبته الأخيرة إلى وضع نفسه بوصفه «الصوت الرائد» داخل ما يُسمّى «محور المقاومة»؛ إذ دافع عن الدور الإيراني، بحجة أن معظم الحكومات العربية غير راغبة في الانخراط في القتال.

وتعهّد زعيم الحوثيين بمواصلة الهجمات من قِبل ما يطلق عليه «محور المقاومة» وأعلن استهداف 193 سفينة مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا «إسناداً إلى غزة» منذ عام.

وقال الحوثي: «نحن في جبهة اليمن مستمرون في موقفنا المبدئي... لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وإخوتنا في لبنان، ومجاهدي (حزب الله)، ومع إيران، ومع إخوتنا في العراق، ومع كل أحرار الأمة».

وأضاف: «قواتنا استهدفت 193 سفينة» مرتبطة بـ«العدو الإسرائيلي» وأميركا وبريطانيا على مدى عام. وأضاف: «نحن في جبهة اليمن قصفنا في عملياتنا على مدى عام أكثر من 1000 صاروخ ومسيرة، وكذلك استخدمنا الزوارق في البحار».

وأعلنت الجماعة إسقاط 11 طائرة مسيرة مسلحة أميركية من نوع «إم كيو 9» خلال العام. وتوعّد زعيمها بأن «الجبهة العسكرية باليمن مستمرة مع تطوير القدرات، ونسعى لما هو أكبر».

وحول خسائر الجماعة جرّاء الغارات الأميركية - البريطانية - الإسرائيلية، قال الحوثي: «عمليات القصف الجوي والبحري للأعداء تمت بـ774 عدواناً، ونتج عنها 82 شهيداً و340 مصاباً».

وتحدّث بأن «جبهات الإسناد لغزة تتجه إلى التصعيد أكثر وأكثر ضد العدو الإسرائيلي، وتسعى لتطوير قدراتها في التصدي للعدو الإسرائيلي، وإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه».

شارك