يوثق 45 عامًا من الاضطهاد.. تقرير جديد يكشف عن العنف متعدد الأوجه ضد البهائيين في إيران
الإثنين 18/نوفمبر/2024 - 02:37 م
طباعة
علي رجب
تم الكشف عن تقرير جديد بعنوان "الأجانب: العنف متعدد الأوجه ضد البهائيين في إيران" في مقر البعثة الدائمة لألمانيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك. يركز التقرير على العنف المستمر الذي تعرض له البهائيون في إيران منذ قيام الثورة الإسلامية بقيادة روح الله الموسوي الخميني في عام 1979.
ويستعرض التقرير ما يقارب 45 عامًا من الاضطهاد المستمر، مؤكداً على أن البهائيين في إيران قد تعرضوا لعدة أنواع من العنف المنظم والتمييز الذي يعوقهم في جميع جوانب حياتهم اليومية.
خلفية التقرير
تقرير "الأجانب" هو الأحدث في سلسلة من التقارير المستقلة والمهمة حول حالة حقوق البهائيين في إيران. من بين هذه التقارير تقرير "حذاء على رقبتي" الصادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، والذي وصف سلوك الحكومة الإيرانية تجاه الطائفة البهائية كجريمة ضد الإنسانية.
كما صدر تقرير لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن إيران، الذي وثق المضايقات الواسعة التي تتعرض لها النساء البهائيات الإيرانيات.
وفي يوليو 2024، أعلن جاويد الرحمن، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، أن البهائيين في إيران قد تعرضوا لـ "قمع متعمد بنية الإبادة الجماعية".
الأنواع الثلاثة من العنف
يعتمد تقرير "الأجانب" على نظريات عالم الاجتماع يوهان غالتونغ حول أنواع العنف: العنف المباشر، العنف البنيوي، والعنف الثقافي. ويبين التقرير أن أعمال العنف ضد البهائيين هي جزء من الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الإيرانية لتهميش وإزالة البهائيين من المشهد الاجتماعي الإيراني.
منذ ظهور الديانة البهائية في منتصف القرن التاسع عشر، تعرض أتباعها لمضايقات شديدة من قبل رجال الدين الشيعة، الذين وصفوا البهائيين بـ"الأنجس". وفي الوقت نفسه، استفادت السلطات الإيرانية من هذه النظرة السلبية لتبرير التمييز والاضطهاد، وهو ما أصبح جزءاً من الرواية الدينية والسياسية التي ساعدت في ترسيخ العنف ضدهم.
العنف المباشر والهيكلي والثقافي
وفقاً للتقرير، تم توثيق العديد من حالات العنف المباشر ضد البهائيين، بما في ذلك الإعدام والسجن، وتدمير الممتلكات ومصادرتها. كما تم تسليط الضوء على العنف الهيكلي، مثل الحرمان من التعليم والوظائف، وكذلك العنف الثقافي، والذي يشمل الترويج للكراهية من قبل رجال الدين ووسائل الإعلام الحكومية.
وقالت الدكتورة رؤيا بروماند، المدير التنفيذي لمؤسسة عبد الرحمن بروماند لحقوق الإنسان، إن البهائيين في إيران يعانون من حرمان مستمر من أبسط حقوقهم الإنسانية. وأشارت إلى أن التمييز ضدهم يعد جزءاً من منهجية ترسيخ العنف في المجتمع الإيراني.
مواقف دولية ومطالبات بالتحرك
في الحفل الذي شهد الكشف عن التقرير، أعرب السفير الألماني لدى الأمم المتحدة، توماس بيتر زهانيسين، عن قلقه العميق إزاء العنف الموجه ضد البهائيين في إيران. وأكد أن هذه الممارسات ليست فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان بل "تتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان".
من جهة أخرى، أشادت ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران، بشجاعة ومثابرة البهائيين في إيران. وأشارت إلى أن تقرير "الأجانب" يكشف عن مقاومة متزايدة من المجتمع الإيراني تجاه سياسات الحكومة القمعية ضد البهائيين، معبرة عن أملها في أن يؤدي هذا التقرير إلى زيادة الدعم الدولي للبهائيين في إيران.
التفاعل مع المجتمع الإيراني
أشار كريستوفر ألكسندر، أحد الباحثين في التقرير، إلى أن التحليل أظهر تغيراً ملحوظاً في المواقف العامة تجاه البهائيين. على الرغم من الجهود الحكومية لإشاعة الكراهية ضدهم، أظهرت نتائج الدراسة أن عامة الشعب الإيراني، إلى حد ما، بدأوا يرفضون هذا التمييز. وأوضح ألكسندر أن المواقف تتحول من الازدراء والتجاهل إلى قبوله ودعمه في بعض الحالات.
التوصيات
في ختام التقرير، دعا المشاركون في الحفل المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة للضغط على الحكومة الإيرانية للامتثال لالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان. وقال باني دوغول، الممثل الأعلى للجامعة البهائية العالمية في الأمم المتحدة، إنه "من الضروري أن تواصل الدول الضغط على إيران لضمان حقوق البهائيين، إذ أن اهتمام المجتمع الدولي هو الحماية الوحيدة لهم ضد القمع الشديد".
كما شددت دوغول على أهمية دعم المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني مثل "مؤسسة عبد الرحمن بروماند لحقوق الإنسان" و"إليوس جاستيس"، والتي تواصل جهودها في توثيق الانتهاكات والتقارير حول الوضع في إيران.
تقرير "الأجانب" يسلط الضوء على حالة البهائيين في إيران كحالة قمع ممنهج ومدعوم من الدولة، ويقدم صورة شاملة لواقع العنف الديني في البلاد. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها المجتمع البهائي في إيران، فإن هذا التقرير يبرز أيضاً قصة من الشجاعة والمثابرة، حيث يقاوم البهائيون ويواصلون الكفاح من أجل حقوقهم الأساسية رغم الظروف الصعبة.
ويستعرض التقرير ما يقارب 45 عامًا من الاضطهاد المستمر، مؤكداً على أن البهائيين في إيران قد تعرضوا لعدة أنواع من العنف المنظم والتمييز الذي يعوقهم في جميع جوانب حياتهم اليومية.
خلفية التقرير
تقرير "الأجانب" هو الأحدث في سلسلة من التقارير المستقلة والمهمة حول حالة حقوق البهائيين في إيران. من بين هذه التقارير تقرير "حذاء على رقبتي" الصادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، والذي وصف سلوك الحكومة الإيرانية تجاه الطائفة البهائية كجريمة ضد الإنسانية.
كما صدر تقرير لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن إيران، الذي وثق المضايقات الواسعة التي تتعرض لها النساء البهائيات الإيرانيات.
وفي يوليو 2024، أعلن جاويد الرحمن، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، أن البهائيين في إيران قد تعرضوا لـ "قمع متعمد بنية الإبادة الجماعية".
الأنواع الثلاثة من العنف
يعتمد تقرير "الأجانب" على نظريات عالم الاجتماع يوهان غالتونغ حول أنواع العنف: العنف المباشر، العنف البنيوي، والعنف الثقافي. ويبين التقرير أن أعمال العنف ضد البهائيين هي جزء من الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الإيرانية لتهميش وإزالة البهائيين من المشهد الاجتماعي الإيراني.
منذ ظهور الديانة البهائية في منتصف القرن التاسع عشر، تعرض أتباعها لمضايقات شديدة من قبل رجال الدين الشيعة، الذين وصفوا البهائيين بـ"الأنجس". وفي الوقت نفسه، استفادت السلطات الإيرانية من هذه النظرة السلبية لتبرير التمييز والاضطهاد، وهو ما أصبح جزءاً من الرواية الدينية والسياسية التي ساعدت في ترسيخ العنف ضدهم.
العنف المباشر والهيكلي والثقافي
وفقاً للتقرير، تم توثيق العديد من حالات العنف المباشر ضد البهائيين، بما في ذلك الإعدام والسجن، وتدمير الممتلكات ومصادرتها. كما تم تسليط الضوء على العنف الهيكلي، مثل الحرمان من التعليم والوظائف، وكذلك العنف الثقافي، والذي يشمل الترويج للكراهية من قبل رجال الدين ووسائل الإعلام الحكومية.
وقالت الدكتورة رؤيا بروماند، المدير التنفيذي لمؤسسة عبد الرحمن بروماند لحقوق الإنسان، إن البهائيين في إيران يعانون من حرمان مستمر من أبسط حقوقهم الإنسانية. وأشارت إلى أن التمييز ضدهم يعد جزءاً من منهجية ترسيخ العنف في المجتمع الإيراني.
مواقف دولية ومطالبات بالتحرك
في الحفل الذي شهد الكشف عن التقرير، أعرب السفير الألماني لدى الأمم المتحدة، توماس بيتر زهانيسين، عن قلقه العميق إزاء العنف الموجه ضد البهائيين في إيران. وأكد أن هذه الممارسات ليست فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان بل "تتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان".
من جهة أخرى، أشادت ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران، بشجاعة ومثابرة البهائيين في إيران. وأشارت إلى أن تقرير "الأجانب" يكشف عن مقاومة متزايدة من المجتمع الإيراني تجاه سياسات الحكومة القمعية ضد البهائيين، معبرة عن أملها في أن يؤدي هذا التقرير إلى زيادة الدعم الدولي للبهائيين في إيران.
التفاعل مع المجتمع الإيراني
أشار كريستوفر ألكسندر، أحد الباحثين في التقرير، إلى أن التحليل أظهر تغيراً ملحوظاً في المواقف العامة تجاه البهائيين. على الرغم من الجهود الحكومية لإشاعة الكراهية ضدهم، أظهرت نتائج الدراسة أن عامة الشعب الإيراني، إلى حد ما، بدأوا يرفضون هذا التمييز. وأوضح ألكسندر أن المواقف تتحول من الازدراء والتجاهل إلى قبوله ودعمه في بعض الحالات.
التوصيات
في ختام التقرير، دعا المشاركون في الحفل المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة للضغط على الحكومة الإيرانية للامتثال لالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان. وقال باني دوغول، الممثل الأعلى للجامعة البهائية العالمية في الأمم المتحدة، إنه "من الضروري أن تواصل الدول الضغط على إيران لضمان حقوق البهائيين، إذ أن اهتمام المجتمع الدولي هو الحماية الوحيدة لهم ضد القمع الشديد".
كما شددت دوغول على أهمية دعم المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني مثل "مؤسسة عبد الرحمن بروماند لحقوق الإنسان" و"إليوس جاستيس"، والتي تواصل جهودها في توثيق الانتهاكات والتقارير حول الوضع في إيران.
تقرير "الأجانب" يسلط الضوء على حالة البهائيين في إيران كحالة قمع ممنهج ومدعوم من الدولة، ويقدم صورة شاملة لواقع العنف الديني في البلاد. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها المجتمع البهائي في إيران، فإن هذا التقرير يبرز أيضاً قصة من الشجاعة والمثابرة، حيث يقاوم البهائيون ويواصلون الكفاح من أجل حقوقهم الأساسية رغم الظروف الصعبة.