أزمة الأقليات في أفغانستان.. 10 قتلى إثر هجوم دموي استهدف تجمعًا صوفيًّا

الجمعة 22/نوفمبر/2024 - 10:07 م
طباعة أزمة الأقليات في محمد شعت
 
تواجه الأقليات الدينية والعرقية في افغانستان هجمات دموية من وقت لآخر، حيث أعلنت تقارير أفغانية مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في هجوم شنه مجهولون على عدد من الصوفية اثناء تأدية الصلاة في مديرية نهرين بولاية بغلان.
ونقلت تقارير أفغانية عن مصادر محلية قولها: إن هذه الحادثة وقعت في قضاء نهرين، ويُظهر مقطع فيديو الضحايا وهم مستلقون في أماكن الصلاة، حيث ظهرت 10 جثث في المكان، فيما أعلنت حركة طالبان اعتقال عدد من المشتبه بهم
وأكدت القيادة الأمنية لطالبان في ولاية بغلان مقتل 10 أشخاص وقالت إنه تم اعتقال عدد من "المشتبه بهم" على صلة بهذا الهجوم، حيث أطلق مسلحون النار على المصلين في دار العبادة في هذا الهجوم الذي وصفته الأجهزة الأمنية بـ"الغامض".
وقال رئيس أمن القيادة الأمنية لطالبان في بغلان، إن قوات الشرطة التابعة لحركة طالبان ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم على صلة بهذا الهجوم، ولا يزال التحقيق في الهجوم مستمرًا، وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.
ويتعرض الصوفية في أفغانستان لهجمات متكررة، ففي حادث سابق  قُتل و جُرح العشرات من الأشخاص في هجوم على دار عبادة في المنطقة السادسة في كابول. وأعقبه تفجير في منطقة إمام صاحب بولاية قندوز، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 36 شخصًا وإصابة 48 آخرين، وفي السنوات الماضية، تبنى تنظيم داعش مسؤولية مهاجمة دور العبادة الصوفية.
قال ريتشارد بينيت، المقرر الخاص لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أفغانستان، إن الأقليات الدينية في البلاد لا تزال تتعرض لتهديد خطير ردا على مقتل المصلين في دار عبادة صوفية في منطقة نهرين بولاية بغلان، ووصف بينيت مقتل 10 أشخاص في هذا الهجوم بأنه أمر مؤسف وأعرب عن تعاطفه مع عائلاتهم.
وكتب بينيت على منصة "X ": "لا تزال الأقليات الدينية تحت تهديد خطير". ولجميع الأفغان الحق في العبادة بسلام. "هناك حاجة إلى مزيد من الوقاية والحماية والعدالة."
وشهدت السنوات الماضية تدهور حادا في حماية مجموعة الهزارة الشيعية، إحدى المجموعات العرقية في أفغانستان، والتي تتعرض لانتهاكات جسيمة وممنهجة تمثل جزءاً من معركة أوسع ضد إنسانية الفرد وحقوقه.

تتعرض مناطق الهزارة لممارسات عنيفة تتمثل في غزو البدو وتهجير السكان. وقد زادت طالبان من انعدام الأمن في هذه المناطق، حيث تكررت حوادث السلب والتدمير. تقارير من شبكة المحللين الأفغان تشير إلى أن عودة طالبان غيّرت ميزان القوى لصالح البدو الرحل، مما أدى إلى تدمير حقول ومنازل الهزارة.
وتعرض الهزارة لهجمات ممنهجة تمثل عنفاً متصاعداً، مما يبرز الكراهية المستمرة تجاههم. تُسجل حالات من العنف والإبادة التي تستهدف هذه المجموعة، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى مثل الاعتقال التعسفي والعنف الجسدي.
وسبق لتنظيم داعش خراسان إعلان مسؤوليته عن إطلاق النار على مواطنين من طائفة الهزارة الشيعية في منطقة دايكوندي وغور الحدودية وسط أفغانستان، وبحسب بيان التنظيم فإن 15 شخصا قتلوا وأصيب ستة آخرون في هذا الهجوم.
ونقلت تقارير أفغانية عن مصادر في دايكوندي قولها: إن 14 شخصا قد قتلوا، و جميع الضحايا رجال، مشيرة إلى أن عدد المصابين أكثر من 4 وفق البيانات الرسمية كما أن حالة بعض المصابين حرجة.
كما نقلت التقارير عن أحد المصابين قوله: إن 4 مسليحن كانوا يستقلون دراجات نارية، أطلقوا النار على نحو 20 أو 25 شخصاً توجهوا لاستقبال زوار كربلاء، في المنطقة الواقعة بين قريتي "جاريودال" ديكندي و"باهلوسانج" من الغور.
وفي هذا السياق طالب مكتب بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) "بإجراء تحقيق لاعتقال ومحاسبة" منفذي الهجوم على سكان دايكوندي في المناطق الحدودية لهذا الإقليم وإقليم غور.
وكانت حركة طالبان قد أعلنت عن نجاح قواتها في إلقاء القبض على خلية تابعة لتنظيم "داعش خراسان" في ولاية غور، مشيرة إلى أن هذه الخلية كانت مسؤولة عن إطلاق النار على 14 من سكان مقاطعة دايكوندي مؤخرا.
وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد في بيان نشره على صفحته على منصة "x" إن زعيم الخلية قُتل أثناء المواجهات وتم اعتقال باقي أعضاء الخلية، مشيرًا إلى أن هذه الخلية متورطة أيضًا في عدة هجمات أخرى في غور وباميان وكابول.
ووفق "مجاهد" فإنه تم الإيقاع بهذه الخلية بعد عملية استخبارية استمرت لاسبوع، وتم إلقاء القبض على عدد من أفراد الخلية واعترفوا بجريمتهم، لافتًا إلى أن استخبارات طالبان هاجمت مخبأ هذه الخلية في منطقة ماركو وسط ولاية غور، ما أدى إلى مقتل قائد وعضو مهم في هذه المجموعة.
وقال المتحدث باسم طالبان إنه أثناء المواجهات بين أعضاء الخلية واستخبارات طالبان تم الحصول أيضًا على بعض الأسلحة والذخائر والقنابل اليدوية .
وفي الوقت نفسه نقلت تقارير أفغانية عن صادر محلية قولها، إن هناك صراع دائر بين تنظيم داعش وطالبان وسط هذه المحافظة، مشيرة إلى أن ثنين على الأقل من أعضاء داعش وعضوًا في استخبارات طالبان يُدعى "سيف الله" قتلوا في هذا الصراع.




شارك