خريطة التنظيمات والجماعات المسلحة في سوريا منذ 2011

الثلاثاء 24/ديسمبر/2024 - 01:46 ص
طباعة خريطة التنظيمات والجماعات حسام الحداد
 
شهدت سوريا منذ اندلاع الثورة في عام 2011 تطورًا ملحوظًا في ظهور التنظيمات المتطرفة، التي لعبت دورًا معقدًا في مشهد الصراع المسلح. تنوّعت هذه التنظيمات في توجهاتها الأيديولوجية وأساليبها القتالية، بدءًا من الجماعات ذات الطابع المحلي وصولًا إلى التنظيمات العابرة للحدود كتنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" سابقًا، التي تحوّلت لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام. هذه التنظيمات، وإن اتفقت في عدائها للنظام السوري، فقد تباينت في أهدافها واستراتيجياتها، ما أضاف تعقيدًا جديدًا إلى الأزمة السورية وزاد من تحديات إيجاد حل سياسي للصراع.
في هذا السياق، لعبت هيئة تحرير الشام دورًا محوريًا في تطورات المشهد العسكري والسياسي في سوريا، خصوصًا بعد بروزها كأحد الفصائل الأكثر تنظيمًا وسيطرة في المناطق الشمالية. استغلت الهيئة انهيار التنظيمات الأخرى وتراجعها لتوسيع نفوذها، متبنية خطابًا مختلفًا عن الجماعات المتطرفة التقليدية سعيًا للحصول على قبول محلي ودولي. وسوف نقدم في هذه المساحة لأهم هذه الجماعات ودورها في الصراع.
تنظيم داعش 
تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف اختصارًا بـ"داعش"، بدأ كنواة في العراق عقب الغزو الأمريكي عام 2003. أُسس التنظيم على يد أبو مصعب الزرقاوي تحت اسم "جماعة التوحيد والجهاد"، ثم انضم إلى تنظيم القاعدة ليصبح "القاعدة في بلاد الرافدين". بعد مقتل الزرقاوي في 2006، تطور التنظيم ليعلن قيام "دولة العراق الإسلامية" بقيادة أبو عمر البغدادي. ومع اندلاع الأزمة السورية في 2011، وجد التنظيم فرصة للتوسع، فدخل إلى سوريا تحت مسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) بقيادة أبو بكر البغدادي في 2013.
في عام 2014، أعلن أبو بكر البغدادي "الخلافة الإسلامية" من مدينة الموصل العراقية، مما جذب آلاف المقاتلين من مختلف أنحاء العالم. خلال هذه الفترة، سيطر داعش على مساحات شاسعة في العراق وسوريا، بما في ذلك الموصل والرقة، ليصبح التنظيم الأكثر ثراءً من خلال بيع النفط والآثار وفرض الضرائب. عُرف التنظيم بوحشيته، حيث ارتكب مجازر جماعية، وفرض تفسيره المتشدد للإسلام، ونفذ هجمات إرهابية في عدة دول، مما جعله في صدارة الجماعات الإرهابية عالميًا.
بدأ تراجع التنظيم تدريجيًا بعد تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في 2014، الذي شن حملة عسكرية واسعة ضده. بحلول عام 2017، خسر داعش الموصل والرقة، وهما أبرز معاقله. في 2019، أعلن التحالف القضاء على "الخلافة" بعد سقوط آخر معاقله في الباغوز السورية. رغم ذلك، تحول التنظيم إلى تكتيكات حرب العصابات، معتمداً على خلايا نائمة لشن هجمات مباغتة في العراق وسوريا.
حتى الآن، لا يزال داعش يشكل تهديدًا أمنيًا في سوريا والعراق، حيث ينفذ هجمات متفرقة، مستغلًا الفوضى الأمنية في بعض المناطق. كما ظهر في مناطق جديدة مثل إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا الوسطى عبر فروع موالية له. يُعتبر التنظيم الآن كيانًا لامركزيًا، لكنه يحتفظ بقدرة على جذب متطرفين عالميًا عبر دعايته الإلكترونية. مقتل قادة بارزين مثل أبو بكر البغدادي وخلفائه أضعف التنظيم، إلا أنه لم ينهِ نشاطه بالكامل.
في الوقت الحالي، يتواجد تنظيم "داعش" في سوريا بشكل أساسي من خلال خلاياه النائمة ومجموعاته الصغيرة التي تنشط في المناطق الصحراوية والمناطق ذات الفجوات الأمنية. 

جبهة النصرة
تأسست جبهة النصرة لأهل الشام في أواخر عام 2011 مع بداية الأزمة السورية، كفرع لتنظيم القاعدة في سوريا. أعلن عن تأسيسها أبو محمد الجولاني في يناير 2012، مستهدفًا الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد وإقامة دولة إسلامية. تميزت النصرة باستخدامها تكتيكات عسكرية فعّالة واستراتيجية قائمة على كسب دعم المجتمعات المحلية من خلال تقديم خدمات مدنية.
في عام 2013، أعلن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، دمج النصرة مع داعش، لكن الجولاني رفض الاندماج، مما أدى إلى صراع مسلح بين الطرفين. استمرت النصرة في العمل تحت مظلة القاعدة حتى عام 2016، عندما أعلنت فك ارتباطها بالتنظيم الأم لتتحول إلى كيان جديد باسم "جبهة فتح الشام".
في يناير 2017، اندمجت جبهة فتح الشام مع فصائل إسلامية أخرى لتشكيل "هيئة تحرير الشام" بقيادة الجولاني. ضمت الهيئة عددًا من الفصائل المسلحة البارزة، أبرزها:
جبهة النصرة (العمود الفقري للهيئة).
حركة نور الدين الزنكي: إحدى أبرز الفصائل المعارضة التي انضمت للهيئة لفترة قبل أن تنفصل.
لواء الحق: فصيل إسلامي من إدلب.
جيش السنة: مجموعة مقاتلين نشطت في حمص وإدلب.
جبهة أنصار الدين: فصيل سلفي صغير.
بعد تشكيل هيئة تحرير الشام، سيطرت على معظم محافظة إدلب وأجزاء من ريف حماة وحلب. سعت الهيئة إلى تقديم نفسها ككيان أكثر اعتدالًا مقارنة بجبهة النصرة، لكن المجتمع الدولي ما زال يصنفها كمنظمة إرهابية. خلال هذه الفترة، دخلت الهيئة في صراعات مع فصائل أخرى مثل أحرار الشام وجبهة تحرير سوريا.

حراس الدين
تأسس تنظيم حراس الدين في أواخر فبراير 2018 كجماعة منشقة عن "هيئة تحرير الشام" بسبب خلافات أيديولوجية وتنظيمية. قاد التنظيم قادة سابقون في جبهة النصرة، ورفضوا فك ارتباطها بالقاعدة. جاء التأسيس استجابة لمطالب أتباع تنظيم القاعدة الذين رأوا في هيئة تحرير الشام انحرافًا عن النهج الجهادي العالمي. يتبنى حراس الدين أيديولوجية سلفية جهادية صارمة ويؤكد ولاءه لتنظيم القاعدة.
يهدف التنظيم إلى إقامة "دولة إسلامية" تحت راية القاعدة في سوريا، ويُركّز على محاربة النظام السوري والقوات الروسية. يعتمد التنظيم على استهداف القوات المحلية والأجنبية عبر حرب العصابات وزرع العبوات الناسفة.
الفصائل المكونة لحراس الدين:
تشكل التنظيم من فصائل صغيرة وقيادات منشقة عن هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى متطرفة، أبرزها:
جيش الملاحم: إحدى المجموعات الجهادية الصغيرة التي انضمت للتنظيم.
جيش الساحل: ينشط في المناطق الجبلية الساحلية.
جيش البادية: يركز عملياته في المناطق الصحراوية.
سرية كابل: تضم مقاتلين ذوي خبرة في التفجيرات والهجمات النوعية.
أنصار التوحيد: فصيل مقرب من حراس الدين، انشق عن "جند الأقصى".
منذ تأسيسه، دخل حراس الدين في صراعات مع هيئة تحرير الشام بسبب الخلاف على السيطرة والنفوذ في إدلب والمناطق المحيطة.
سعت هيئة تحرير الشام لتفكيك التنظيم، مما أدى إلى اشتباكات متكررة بين الطرفين، خصوصًا في 2020، حيث حاولت الهيئة تحجيم نفوذ حراس الدين.
يعتبر حراس الدين الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا.
يعمل التنظيم على إبقاء علاقته قوية بالقيادة المركزية للقاعدة، وهو ما يجعله تحت مراقبة مشددة من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي.

أحرار الشام الإسلامية
تأسست حركة أحرار الشام الإسلامية في نهاية عام 2011 مع بداية الصراع السوري. نشأت الحركة من اندماج عدة مجموعات إسلامية مسلحة صغيرة في شمال سوريا، بقيادة شخصيات بارزة مثل حسان عبود (أبو عبد الله الحموي). كانت تهدف إلى إسقاط نظام بشار الأسد وإقامة دولة إسلامية تعتمد على الشريعة. خلال السنوات الأولى، نمت الحركة سريعًا وأصبحت واحدة من أقوى الفصائل المسلحة المعارضة، مستفيدة من الدعم الإقليمي والتأييد الشعبي في المناطق التي سيطرت عليها.
تبنت أحرار الشام أيديولوجية سلفية إسلامية معتدلة مقارنة بجبهة النصرة، مع تأكيدها على العمل الوطني السوري. ركزت الحركة على محاربة النظام السوري وتنظيم "داعش"، كما سعت لتقديم خدمات مدنية في المناطق التي تسيطر عليها بهدف كسب دعم السكان المحليين.
في عام 2013، انضمت أحرار الشام إلى تحالفات عسكرية واسعة مثل الجبهة الإسلامية، التي كانت تضم فصائل إسلامية كبرى مثل جيش الإسلام.
لعبت دورًا بارزًا في تحالف جيش الفتح عام 2015، الذي سيطر على معظم محافظة إدلب بالشراكة مع جبهة النصرة وفصائل أخرى.
شملت الحركة عدة ألوية وكتائب عسكرية مثل:
لواء الإيمان: أحد الألوية الرئيسية في الشمال السوري.
لواء شهداء الشام: نشط في ريف إدلب وحلب.
كتائب الفاروق: وحدات قتالية صغيرة منضمة للحركة.
بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على إدلب، تراجعت أحرار الشام وأصبحت قوة هامشية مقارنة بفترة ذروتها.

جيش الاسلام
تأسس جيش الإسلام في عام 2011 تحت اسم "لواء الإسلام"، كواحد من أبرز الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري. أسسه زهران علوش في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهي منطقة استراتيجية كانت تعد مركزًا رئيسيًا للمعارضة المسلحة. في عام 2013، توسع الفصيل وأعلن نفسه رسميًا كـ"جيش الإسلام"، جامعًا تحت رايته العديد من الكتائب والألوية الإسلامية التي كانت تعمل في ريف دمشق.
جيش الإسلام تبنى أيديولوجية إسلامية سلفية معتدلة نسبيًا مقارنة بالفصائل الجهادية الأخرى مثل جبهة النصرة وداعش. سعى إلى إسقاط النظام السوري وإقامة حكم إسلامي في سوريا. أكد الجيش على الطابع الوطني السوري لفصيله، رافضًا الانتماء لتنظيمات جهادية عالمية مثل القاعدة.
سيطر جيش الإسلام على معظم الغوطة الشرقية، وجعل مدينة دوما مركز قيادته.
أصبح من أكبر الفصائل في ريف دمشق من حيث العدد والعتاد، بفضل الدعم المالي والعسكري من دول إقليمية أبرزها السعودية.
جيش الإسلام كان ائتلافًا من عدة كتائب وألوية صغيرة اندمجت تحت قيادته، من أبرزها:
لواء الإسلام: النواة الأصلية للجيش بقيادة زهران علوش.
كتائب الشهيد عبد الله بن مسعود: إحدى أبرز الكتائب المقاتلة في الغوطة الشرقية.
لواء الصديق: فصيل محلي نشط في ريف دمشق.
كتيبة المدفعية والصواريخ: ساهمت بشكل كبير في تعزيز القوة النارية للجيش.
في ديسمبر 2015، قُتل زهران علوش في غارة جوية روسية، مما شكل ضربة قوية لجيش الإسلام. تولى قيادة الجيش بعده عصام بويضاني (أبو همام)، الذي واجه صعوبات في الحفاظ على وحدة الفصيل.
دخل جيش الإسلام في اشتباكات مع فصائل معارضة أخرى مثل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام داخل الغوطة الشرقية، مما أضعف موقفه العسكري والشعبي.
في أبريل 2018، بعد حصار طويل ومعارك شرسة، خسر جيش الإسلام معقله الرئيسي في الغوطة الشرقية لصالح قوات النظام السوري بدعم روسي. تم إجلاء مقاتليه وعائلاتهم إلى الشمال السوري (ريف حلب) وفقًا لاتفاق تسوية.

لواء التوحيد
تأسس لواء التوحيد في يوليو 2012 كواحد من أبرز الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري، في مدينة حلب وريفها. أُنشئ اللواء نتيجة اندماج عدة كتائب صغيرة من المعارضة المسلحة، تحت قيادة عبد القادر الصالح (الملقب بـ"حجي مارع") الذي أصبح أحد أبرز قادة المعارضة السورية. كان الهدف من تأسيس اللواء هو توحيد الجهود العسكرية في مواجهة قوات النظام السوري في شمال سوريا، وتحديدًا في محافظة حلب التي أصبحت مركزًا رئيسيًا للصراع.
تبنى لواء التوحيد أيديولوجية إسلامية معتدلة، مع تركيزه على الطابع الوطني السوري. لم يكن اللواء متشددًا دينيًا، بل ركز على الإطاحة بالنظام السوري وإنشاء حكم يعبر عن تطلعات الثورة السورية.
كان اللواء يتمتع بشعبية كبيرة بين السكان المحليين في حلب وريفها بسبب خدماته المدنية والإنسانية، إلى جانب نشاطه العسكري.
السيطرة على حلب: لعب لواء التوحيد دورًا رئيسيًا في السيطرة على أجزاء واسعة من مدينة حلب وريفها. كان من أوائل الفصائل التي اقتحمت مدينة حلب، وشارك في معارك شرسة ضد قوات النظام السوري.
انضم لواء التوحيد إلى تحالفات عسكرية، أبرزها الجبهة الإسلامية التي تشكلت في أواخر 2013 وضمت فصائل إسلامية كبيرة مثل أحرار الشام وجيش الإسلام.
في نوفمبر 2013، قُتل قائد اللواء عبد القادر الصالح في غارة جوية لقوات النظام، مما شكل ضربة كبيرة للواء التوحيد. أدى مقتل الصالح إلى انقسامات داخل اللواء وتراجع قدرته على التنسيق العسكري، رغم استمرار نشاطه في المعارك.
بعد مقتل الصالح، بدأت تظهر خلافات داخلية حول القيادة والنهج العسكري، مما أدى إلى انشقاق بعض الكتائب عن اللواء.
بحلول عام 2016، كان لواء التوحيد قد فقد معظم قوته ككيان مستقل، مع انضمام مقاتليه وكتائبه إلى فصائل أخرى.
لم يعد اللواء موجودًا كتنظيم عسكري موحد، لكنه ترك إرثًا مهمًا في تاريخ المعارضة السورية.
كتيبة الفتح: من أوائل الكتائب التي شكلت النواة الأساسية للواء.
كتائب أهل الشام: ساهمت في السيطرة على مدينة حلب.
كتائب صقور الشام: انضمت لاحقًا إلى تحالفات معارضة أخرى.

الحزب الإسلامي التركستاني
تأسس الحزب الإسلامي التركستاني في التسعينيات كجماعة جهادية تنتمي إلى الإيغور المسلمين في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) في الصين. يهدف الحزب إلى تحرير الإقليم من السيطرة الصينية وإقامة دولة إسلامية مستقلة. تأثر الحزب بفكر الجهاد العالمي، وتحالف مع تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الجهادية، ليصبح جزءًا من شبكة التنظيمات المسلحة العابرة للحدود.
يتبنى الحزب فكر السلفية الجهادية، مستمدًا إلهامه من تنظيم القاعدة.
يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية، ويُركّز على القتال ضد الصين ويعتبرها "عدوًا رئيسيًا".
يتمتع بعلاقات وثيقة مع القاعدة وحركة طالبان.
في سوريا، تعاون مع فصائل جهادية مثل جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حاليًا) وحراس الدين.
مع تصاعد الصراع في سوريا، وصل مقاتلو الحزب إلى الأراضي السورية حوالي عام 2012-2013، مستغلين الحرب الأهلية لتعزيز وجودهم في الساحة الجهادية الدولية.
استقر الحزب في شمال غرب سوريا، خصوصًا في إدلب وريف اللاذقية، حيث أصبح جزءًا من التحالفات الجهادية المحلية.
شارك في معارك كبيرة ضد قوات النظام السوري والقوات الروسية.
اشتهر باستخدامه المقاتلين الإيجور المتمرسين في الجبال، حيث ساهم في القتال بريف اللاذقية في المناطق الجبلية الصعبة.
اعتمد على أساليب التفجير والكمائن، إضافة إلى حرب العصابات.
يعتبر الحزب الإسلامي التركستاني من أقرب الحلفاء لتنظيم القاعدة، ويعمل غالبًا بالتنسيق مع فصائل جهادية مثل حراس الدين.
علاقته مع هيئة تحرير الشام توترت في بعض الفترات بسبب صراعات النفوذ في إدلب.

فرقة السلطان مراد
تأسست فرقة السلطان مراد في عام 2013 في شمال سوريا خلال الحرب الأهلية، وهي فصيل مسلح ذو توجهات قومية تركمانية إسلامية. تم تشكيل الفرقة بدعم مباشر من تركيا بهدف تمثيل الأقلية التركمانية في سوريا والدفاع عن مصالحها، مع التركيز على محاربة النظام السوري وتنظيم داعش. حملت اسم السلطان مراد الثاني، وهو أحد سلاطين الدولة العثمانية، في إشارة إلى الهوية التركمانية والتاريخ العثماني.
تتميز الفرقة بخليط من القومية التركمانية والإسلامية المعتدلة.
أهدافها الرئيسية تشمل:
الدفاع عن حقوق التركمان في سوريا.
محاربة النظام السوري والتنظيمات الإرهابية مثل داعش وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
تعزيز النفوذ التركي في شمال سوريا.
شاركت الفرقة في العديد من العمليات العسكرية التي قادتها تركيا شمال سوريا، مثل:
عملية درع الفرات (2016): ضد تنظيم داعش في مناطق جرابلس والباب.
عملية غصن الزيتون (2018): للسيطرة على منطقة عفرين التي كانت تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.
عملية نبع السلام (2019): للسيطرة على مناطق شرق الفرات وإبعاد قوات سوريا الديمقراطية.
انضمت الفرقة إلى الجيش الوطني السوري، وهو تحالف فصائل معارضة تدعمه تركيا، ليصبح أحد مكوناته الرئيسية.
فرقة السلطان مراد تتكون من عدة ألوية وكتائب، منها:
لواء السلطان سليمان شاه: من أبرز الألوية التابعة للفرقة.
لواء الفاتح محمد: يعمل في المناطق التركمانية شمال سوريا.
كتيبة التركمان الخاصة: متخصصة في العمليات النوعية.
وحدات الاقتحام: تعمل على تنفيذ الهجمات الأمامية ضد الخصوم.
ساهمت في تأسيس إدارات مدنية بدعم تركي لتقديم الخدمات في مناطق الشمال السوري مثل جرابلس وعفرين.
أدارت المدارس والمستشفيات والمرافق العامة، مستخدمة التمويل التركي لتعزيز نفوذها.
جذبت العديد من التركمان السوريين للانضمام إليها، بالإضافة إلى مقاتلين من مختلف الخلفيات.
تعتمد الفرقة بشكل كبير على الدعم التركي، مما يجعلها عرضة للضغوط السياسية بناءً على المصالح التركية.

أنصار الإسلام
تأسست جماعة أنصار الإسلام في ديسمبر 2001 في إقليم كردستان العراق، على يد الملا كريكار (اسمه الحقيقي نجم الدين فرج أحمد)، وهو داعية كردي. ظهرت الجماعة كتنظيم جهادي ذو طابع إسلامي متشدد، يسعى لإقامة دولة إسلامية تعتمد على الشريعة.
أعلنت الجماعة عن نفسها كفصيل مستقل خلال فترة الحرب الأمريكية في العراق، مستفيدة من الفراغ الأمني والتوترات السياسية لتوسيع نفوذها.
تتبنى الجماعة أيديولوجية سلفية جهادية مستوحاة من تنظيم القاعدة.
أهدافها الرئيسية تشمل:
إقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة.
مواجهة الاحتلال الأجنبي (الأمريكي) في العراق.
محاربة الجماعات الكردية العلمانية، مثل الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
مع اندلاع الحرب الأهلية السورية، استغل تنظيم أنصار الإسلام الفوضى الأمنية للتوسع خارج العراق.
أُعيد تشكيل الجماعة في سوريا كفصيل جهادي صغير ضمن المعارضة المسلحة.
عملت في البداية بشكل مستقل، لكنها أقامت علاقات مع فصائل أخرى مثل جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام لاحقًا).
أقامت الجماعة تحالفات مع فصائل جهادية أخرى، مثل حراس الدين المرتبط بتنظيم القاعدة.
انضمت إلى غرفة عمليات جيش الفتح لفترة وجيزة.
اتخذت من إدلب وريف حلب مركزًا رئيسيًا لنشاطها.
تعرضت الجماعة لضغوط من تنظيم داعش، الذي حاول دمجها بالقوة ضمن صفوفه.
رفضت الجماعة الانضمام إلى داعش بسبب خلافات أيديولوجية وتنظيمية، مما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين.
تُعتبر الجماعة فصيلاً صغيرًا ضمن الفصائل الجهادية في إدلب وريفها.
تعمل تحت مظلة تحالفات محلية أو بالتنسيق مع فصائل مثل حراس الدين.
تواجه ضغوطًا من هيئة تحرير الشام التي تهيمن على إدلب.

كتيبة المهاجرين
تأسست كتيبة المهاجرين في سوريا عام 2012 على يد مجموعة من المقاتلين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا للمشاركة في الحرب الأهلية. تضم الكتيبة مقاتلين من دول عديدة، أبرزها جمهوريات القوقاز (مثل الشيشان وداغستان)، إضافة إلى متطوعين من الشرق الأوسط وأوروبا.
كان أبو عمر الشيشاني (تارخان باتيرشفيلي)، وهو قائد شيشاني بارز، أحد المؤسسين الرئيسيين للكتيبة وقادتها الأوائل. نشأت الكتيبة كجزء من المعارضة المسلحة ضد نظام بشار الأسد، لكنها ركزت على بناء علاقات مع فصائل جهادية كبرى.
تتبنى الكتيبة فكر السلفية الجهادية وتعتبر جزءًا من الحركة الجهادية العالمية.
أهدافها الأساسية:
الإطاحة بنظام الأسد.
إقامة دولة إسلامية في سوريا.
دعم مشروع الخلافة الإسلامية بالتعاون مع التنظيمات الجهادية الأخرى.
تمركزت كتيبة المهاجرين في شمال سوريا، لا سيما في إدلب وحلب.
نفذت عمليات عسكرية ضد النظام السوري، واستهدفت مواقع عسكرية استراتيجية.
أقامت الكتيبة علاقات وثيقة مع تنظيم جبهة النصرة، الذي كان فرع القاعدة في سوريا.
تعاونت مع مجموعات مثل أحرار الشام وجيش المهاجرين والأنصار، وهو فصيل أجنبي آخر يضم مقاتلين من الجمهوريات السوفيتية السابقة.
في منتصف 2013، أعلن قائد الكتيبة، أبو عمر الشيشاني، مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
انضمت معظم الكتيبة إلى صفوف داعش، مما عزز التنظيم بمقاتلين ذوي خبرة.
أصبح أبو عمر الشيشاني لاحقًا قائدًا عسكريًا بارزًا في داعش.
لا تزال بعض العناصر التابعة للكتيبة تعمل في المناطق التي تشهد نشاطًا جهاديًا، مثل إدلب وشمال حلب.
لم تعد الكتيبة كيانًا مستقلًا بذاته بل اندمجت بفعالية ضمن تحالفات جهادية أصغر.

جيش الفتح
تشكل جيش الفتح في مارس 2015 كتحالف عسكري ضم مجموعة من الفصائل الإسلامية والجهادية المعارضة للنظام السوري. جاء تأسيسه استجابةً لحاجة ميدانية لتوحيد الجهود بين الفصائل المختلفة، بهدف استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية، خاصة في محافظة إدلب شمال سوريا.
أبرز الفصائل المؤسسة لجيش الفتح:
جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا).
أحرار الشام الإسلامية.
جيش السنة.
فيلق الشام.
لواء الحق.
جند الأقصى.
أجناد الشام.
حمل جيش الفتح أيديولوجية إسلامية سلفية، حيث كان مزيجًا بين الفصائل الجهادية (مثل جبهة النصرة) والفصائل الإسلامية ذات الطابع المحلي (مثل أحرار الشام).
الأهداف الأساسية شملت:
الإطاحة بنظام بشار الأسد.
إقامة حكم إسلامي في المناطق المحررة.
التصدي للتدخلات الأجنبية مثل التدخل الإيراني والروسي.
حقق جيش الفتح نجاحات كبيرة خلال فترة نشاطه، أبرزها:
 السيطرة على محافظة إدلب (2015):
تمكن الجيش من السيطرة على مدينة إدلب، ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام السوري بعد مدينة الرقة.
تبع ذلك السيطرة على مدن وبلدات استراتيجية في إدلب، مثل أريحا وجسر الشغور، مما جعل إدلب معقلاً رئيسيًا للمعارضة المسلحة.
التوسع في سهل الغاب وريف حماة:
شن جيش الفتح هجمات في مناطق ريف حماة وسهل الغاب، مما زاد من نفوذه في شمال غرب سوريا.
معركة الفوعة وكفريا:
فرض حصارًا على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام، واستهدفهما بالعديد من العمليات العسكرية.
المعارك ضد تنظيم داعش:
اشتبك الجيش مع تنظيم داعش في بعض المناطق، على الرغم من أن محاربة النظام السوري كانت أولويته الرئيسية.
في 2016، غيرت جبهة النصرة اسمها إلى جبهة فتح الشام بعد إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، مما أدى إلى مزيد من الانقسامات داخل التحالف.
في يناير 2017، أعلنت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) اندماجها مع فصائل أخرى لتشكيل هيئة تحرير الشام، التي أصبحت القوة الرئيسية في إدلب.
أدى هذا التشكيل إلى إنهاء فعلي لجيش الفتح ككيان موحد.

هيئة تحرير الشام
تأسست هيئة تحرير الشام (HTS) في 28 يناير 2017، نتيجة اندماج عدة فصائل جهادية وإسلامية في سوريا، بقيادة جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا). جاء تأسيس الهيئة كخطوة لتعزيز نفوذ التنظيمات الجهادية في الشمال السوري، خاصة بعد تراجع نفوذ تنظيم "جيش الفتح".
الفصائل المكونة للهيئة عند تأسيسها:
جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا).
حركة نور الدين الزنكي (انسحبت لاحقًا).
لواء الحق.
جيش السنة.
جبهة أنصار الدين.
تتبنى هيئة تحرير الشام فكر السلفية الجهادية، لكنها حاولت التكيف مع المتغيرات السياسية من خلال خطاب "براغماتي" يبتعد نسبيًا عن التطرف العلني لتنظيم القاعدة وداعش.
أهدافها الرئيسية:
الإطاحة بالنظام السوري.
إقامة حكم إسلامي في سوريا.
الحفاظ على السيطرة في شمال غرب سوريا، خاصة إدلب.
بعد تأسيسها، خاضت الهيئة معارك مع فصائل أخرى في المعارضة المسلحة، خاصة مع أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي، التي انسحبت من الهيئة بعد خلافات داخلية.
سيطرت الهيئة على مناطق واسعة في إدلب وريف حلب، مما جعلها القوة العسكرية المهيمنة في شمال غرب سوريا.
حاولت الهيئة تحسين صورتها دوليًا من خلال التأكيد على "فك ارتباطها بتنظيم القاعدة".
رغم ذلك، لا تزال تُعتبر من قبل العديد من الدول منظمة إرهابية بسبب ماضيها وعلاقتها السابقة بالقاعدة.
بحلول عام 2019، أصبحت هيئة تحرير الشام الحاكم الفعلي لمحافظة إدلب عبر ذراعها الإداري المعروف باسم حكومة الإنقاذ السورية.
أنشأت مؤسسات إدارية وقضائية تهدف لإظهار نفسها ككيان حاكم وليس مجرد فصيل عسكري.
حافظت الهيئة على علاقة براجماتية مع تركيا، التي تدعم بعض الفصائل المعارضة الأخرى في إدلب.
تجنبت الدخول في مواجهة مباشرة مع القوات التركية المنتشرة في إدلب ضمن اتفاقيات خفض التصعيد.
خاضت الهيئة معارك مع تنظيم حراس الدين والجماعات المرتبطة بالقاعدة، في إطار محاولتها التخلص من التنظيمات الأكثر تطرفًا التي تنافسها في إدلب.
سعت الهيئة إلى تحسين صورتها عبر إبعاد العناصر الأكثر تشددًا من صفوفها وتقديم نفسها كفصيل محلي يسعى فقط لمحاربة النظام السوري.

جند الأقصى
تأسس تنظيم جند الأقصى في سوريا عام 2012 على يد أبو عبد العزيز القطري، وهو قيادي جهادي عراقي الجنسية كان مرتبطًا بتنظيم القاعدة. نشأ التنظيم في البداية كفصيل مستقل، مستقطبًا العناصر الجهادية من سوريا وخارجها، مع التركيز على تطبيق فكر السلفية الجهادية.
هدف التنظيم منذ بدايته إلى القتال ضد النظام السوري مع الابتعاد عن الصراعات الداخلية بين الفصائل المعارضة.
يتبنى جند الأقصى فكرًا قريبًا من تنظيم القاعدة، لكنه تجنب في البداية إعلان ولاء صريح لأي تنظيم خارجي.
ركز التنظيم على إقامة حكم إسلامي متشدد في سوريا، ونبذ التحالفات مع الفصائل الإسلامية التي وصفها بـ"البراغماتية".
رفض المشاركة في العمليات السياسية أو الالتزام بالهدن الدولية.
تحالف التنظيم مع فصائل إسلامية أخرى، أبرزها جبهة النصرة وأحرار الشام، لكنه حافظ على استقلاله التنظيمي.
كان جزءًا من تحالف جيش الفتح الذي سيطر على محافظة إدلب عام 2015.
حاول جند الأقصى تجنب الصراعات الداخلية بين الفصائل المعارضة، لكنه انتقد العديد منها بسبب مواقفها السياسية أو قبولها بالدعم الخارجي.
بعد تفكك جند الأقصى، ظهر فصيل جديد يُدعى أنصار التوحيد عام 2018، واعتُبر امتدادًا للتنظيم.
تبنى الفصيل الجديد النهج ذاته، مع التركيز على القتال ضد النظام السوري في مناطق إدلب وحماة.

لواء الفرقان
تأسس لواء الفرقان عام 2012 كفصيل عسكري ضمن المعارضة السورية المسلحة، وتركزت عملياته في المناطق الجنوبية من سوريا، خاصة في ريف دمشق والقنيطرة.
تم تشكيل اللواء على يد مجموعة من المقاتلين السوريين الذين كانوا يسعون لمواجهة قوات النظام السوري، وظهر كواحد من الفصائل الفاعلة في المنطقة الجنوبية.
يرفع لواء الفرقان شعارًا إسلاميًا معتدلًا مقارنة بالفصائل الجهادية المتشددة.
أهدافه الرئيسية كانت:
الإطاحة بالنظام السوري.
حماية المدنيين في المناطق الجنوبية.
إقامة نظام جديد يعتمد على الهوية الإسلامية.
تركزت عملياته في ريف دمشق الغربي والقنيطرة، وهي مناطق ذات أهمية استراتيجية بسبب قربها من العاصمة دمشق ومن الحدود مع إسرائيل.
في البداية، نسق اللواء عملياته مع فصائل أخرى في الجبهة الجنوبية، مثل الجيش السوري الحر وجبهة النصرة.
رغم اختلاف الأيديولوجيات، كان التعاون العسكري مشتركًا لمواجهة قوات النظام.
تأثر لواء الفرقان، مثل غيره من الفصائل، بالتحولات السياسية والميدانية، خاصة مع زيادة التدخل الروسي في سوريا عام 2015.
تعرضت مناطق سيطرته لغارات جوية مكثفة من قبل القوات الروسية وقوات النظام.
بحلول عام 2018، تمكن النظام السوري بدعم روسي وإيراني من استعادة السيطرة على معظم المناطق الجنوبية، بما في ذلك ريف دمشق والقنيطرة.
أدى ذلك إلى تقليص نفوذ لواء الفرقان بشكل كبير.

أنصار التوحيد
تأسس تنظيم أنصار التوحيد عام 2018 في شمال سوريا كامتداد لفصيل جند الأقصى، الذي تفكك نتيجة خلافات داخلية وصراعات مع الفصائل الأخرى.
ظهر التنظيم في البداية ككيان مستقل يعتنق فكر السلفية الجهادية المتشددة، وركز على القتال ضد النظام السوري مع تجنب الانخراط في الصراعات السياسية بين الفصائل.
يتبنى أنصار التوحيد الفكر الجهادي العالمي المرتبط بتنظيم القاعدة، لكن دون إعلان ولاء رسمي له
يهدف التنظيم إلى:
إقامة حكم إسلامي يعتمد على الشريعة.
القتال ضد النظام السوري وحلفائه.
تنفيذ عمليات انغماسية ضد المواقع العسكرية للخصوم.
ركز التنظيم على تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات النظام السوري في إدلب وريف حماة وريف اللاذقية.
اشتهر باستخدام أسلوب العمليات الانغماسية والتفجيرات الانتحارية، مستهدفًا المواقع العسكرية والحواجز.
كان التنظيم في البداية على خلاف مع هيئة تحرير الشام، التي سعت للسيطرة على إدلب وطرد الجماعات المنافسة.
رغم ذلك، تجنب أنصار التوحيد مواجهة مباشرة مع الهيئة، مع وجود تنسيق محدود في بعض المعارك ضد النظام.
شكل التنظيم تحالفات محدودة مع جماعات أخرى، مثل حراس الدين، خاصة ضمن غرفة عمليات "وحرّض المؤمنين" التي كانت تنفذ هجمات على مواقع النظام.
مع تعزيز هيئة تحرير الشام سيطرتها على إدلب، فرضت ضغوطًا على التنظيمات الجهادية الأخرى، بما في ذلك أنصار التوحيد، مما دفعه للعمل في الظل أو بشكل محدود.

كتيبة الشيشانيين
تُعتبر كتيبة الشيشانيين من أبرز الفصائل الجهادية التي شاركت في الصراع السوري منذ بداياته. ظهرت هذه الكتيبة كمجموعة من المقاتلين الأجانب ذوي الأصول القوقازية، وخاصة من الشيشان ودول شمال القوقاز.
تشكلت الكتيبة نتيجة تدفق الجهاديين الأجانب إلى سوريا في عام 2012، حيث وجد المقاتلون الشيشانيون والجهاديون القوقازيون فرصة للانضمام إلى القتال ضد النظام السوري، استنادًا إلى عقيدة جهادية.
تتبع الكتيبة الفكر السلفي الجهادي المرتبط بتنظيم القاعدة.
تعلن هدفها في إقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة، وتمزج بين الأيديولوجية القومية القوقازية والدعوة للجهاد العالمي.
تسعى لنقل خبرات القتال المكتسبة في حروب الشيشان إلى ساحات المعارك في سوريا.
قاد الكتيبة في البداية عدد من القياديين البارزين من الشيشانيين، مثل أبو عمر الشيشاني، الذي أصبح لاحقًا أحد قادة داعش.
بعد انفصال أبو عمر عن الكتيبة للانضمام إلى داعش، أصبحت القيادة متركزة في شخصيات قوقازية أخرى ظلت موالية لتنظيم القاعدة أو مستقلة عنه.
تمركزت الكتيبة في الشمال السوري، وخاصة في إدلب وريف حلب واللاذقية، حيث شاركت في معارك ضد قوات النظام.
ركزت على استهداف المواقع العسكرية للنظام، مستفيدة من خبرة عناصرها في حرب العصابات واستخدام الأسلحة الثقيلة.
تعاونت الكتيبة مع فصائل جهادية أخرى مثل جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام لاحقًا) وجيش المهاجرين والأنصار.
كانت تعتبر قوة قتالية ذات كفاءة عالية، مما جعلها شريكًا مهمًا في العديد من العمليات العسكرية.
مع تراجع الكتيبة ككيان مستقل، اندمجت عناصرها ضمن تشكيلات أكبر مثل جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني.
أصبحت جزءًا من المجموعات التي تشكل غرف عمليات مشتركة لمواجهة النظام السوري وحلفائه.

كتيبة الأوزبك
تأسست كتيبة الأوزبك في سوريا مع بداية الحرب الأهلية السورية في عام 2011، وتحديدًا في عام 2012، من قبل مجموعة من المقاتلين الأوزبك الذين جاءوا من أوزبكستان ومن مناطق أخرى في آسيا الوسطى.
كانت الكتيبة جزءًا من الفصائل الجهادية التي دخلت سوريا للقتال ضد النظام السوري، وارتبطت فكريًا بالتيار السلفي الجهادي. تميزت الكتيبة بتجنيد مقاتلين من أوزبكستان ودول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى بعض المقاتلين الأجانب من دول إسلامية أخرى. كانت أهداف الكتيبة تتمحور حول محاربة النظام السوري وإقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة.
تتبنى كتيبة الأوزبك الفكر السلفي الجهادي، والذي يتطلب الجهاد ضد الأنظمة العلمانية وغير الإسلامية.
كان الهدف الأساسي للكتيبة هو الإطاحة بنظام بشار الأسد وبناء دولة إسلامية تعتمد على الشريعة الإسلامية، وهو هدف يلتقي مع أهداف العديد من الجماعات الجهادية الأخرى في سوريا.
في البداية، كان هناك ارتباط فكري مع تنظيم القاعدة، وهو ما ساهم في تمويل الكتيبة عبر جماعات جهادية متحالفة مع القاعدة في الخارج.
تركزت عمليات كتيبة الأوزبك في البداية في مناطق إدلب وريف حلب وريف اللاذقية، حيث كانت تجري معارك ضد قوات النظام السوري والفصائل العسكرية الأخرى.
كانت الكتيبة تميز نفسها بقدرتها على إجراء عمليات هجومية سريعة، واستخدام التكتيك العسكري التقليدي مثل الهجمات الانغماسية والكمائن.
تعاونت الكتيبة مع جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام لاحقًا) ومع تنظيمات جهادية أخرى مثل داعش في بعض الأحيان، على الرغم من وجود اختلافات أيديولوجية بين هذه الفصائل.
عملت الكتيبة ضمن غرف عمليات مشتركة مع فصائل جهادية أخرى ضد النظام السوري، واستهدفت المواقع العسكرية الاستراتيجية.
تظل الكتيبة مرتبطة بالفصائل الجهادية، خاصة هيئة تحرير الشام، وتعمل على توحيد الجهود ضد النظام السوري والفصائل الكردية في المنطقة.

جيش المهاجرين والأنصار
تأسس جيش المهاجرين والأنصار في 2013 في سوريا، وهو يتكون من مجموعة من المقاتلين الأجانب الذين جاءوا للقتال في صفوف المعارضة السورية ضد النظام السوري. تم تشكيل هذا الجيش بعد أن أصبح واضحًا أن المعارضة السورية بحاجة إلى تعزيز قوتها العسكرية عبر الدعم الدولي، حيث انضم إلى هذا التنظيم مقاتلون من عدة دول عربية وغير عربية، بالإضافة إلى مقاتلين من الشيشان والشيعة والمجاهدين الأجانب من آسيا الوسطى.
كانت الفكرة الأساسية وراء تشكيل جيش المهاجرين والأنصار هي إنشاء فصيل موحد يضم المقاتلين الأجانب (المهاجرين) مع المقاتلين المحليين (الأنصار)، بهدف تحقيق الوحدة بين مختلف الفصائل الجهادية التي كانت تقاتل ضد النظام السوري، مع التركيز على نشر الأيديولوجية الجهادية السلفية ورفض أي حلول سياسية غير إسلامية.
تبنى جيش المهاجرين والأنصار الفكر السلفي الجهادي، الذي يركز على ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في الدولة، والعمل على إقامة "دولة الخلافة" كما يراها التنظيم.
رفض التنظيم أي حلول سياسية توافقية أو غير إسلامية بين المعارضة والنظام السوري، وكان يسعى للإطاحة بحكومة بشار الأسد وبناء دولة إسلامية تحكم بالشريعة.
يعتبر التنظيم أن الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي، وخاصة في سوريا، هي أنظمة كافرة، ويجب محاربتها لإقامة الدولة الإسلامية.
تمركز جيش المهاجرين والأنصار بشكل رئيسي في ريف حلب، حيث كانت هذه المنطقة تشهد معارك شرسة بين المعارضة المسلحة والنظام السوري.
كانت مناطق إدلب وريف حماة أيضًا من الأماكن التي شهدت وجودًا ملحوظًا للتنظيم.
خلال السنوات الأولى، تعاون جيش المهاجرين والأنصار مع فصائل جهادية أخرى، مثل جبهة النصرة و داعش، على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية بين هذه الفصائل.
في كثير من الأحيان، كان جيش المهاجرين والأنصار يشترك مع هذه الفصائل في غرف العمليات المشتركة ضد النظام السوري.
مع تصاعد الخلافات بين داعش و جبهة النصرة، بدأ جيش المهاجرين والأنصار يعاني من التحديات الداخلية نتيجة اختلافات في الرؤى السياسية والجهادية.
تزايدت الصراعات بين التنظيمات الجهادية في سوريا، حيث بدأ جيش المهاجرين والأنصار في الانقسام والتمزق، وأدى ذلك إلى أن بعض عناصره انضموا إلى تنظيمات أخرى مثل هيئة تحرير الشام أو حتى داعش.

شارك