الأمم المتحدة: ضرورة استعادة سيادة سوريا وسلامة أراضيها/ زشكيان يتعهد مواصلة «نهج» سليماني ويدعو لنبذ الخلافات/«الوطني للأحزاب الليبية» يُطلق مبادرة لإنهاء انقسام «الأعلى للدولة»

الجمعة 03/يناير/2025 - 09:42 ص
طباعة الأمم المتحدة: ضرورة إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 3 يناير 2025.

الاتحاد: 70 قتيلاً بغارات على غزة

أعلن مسعفون أن غارات جوية إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 70 فلسطينياً بأنحاء قطاع غزة، أمس، من بينهم 11 في مخيم يؤوي عائلات نازحة.
وأضاف المسعفون أن الـ11 قتيلاً، ومن بينهم نساء وأطفال، قتلوا في غارة على المخيم المكون من مجموعة خيام في منطقة المواصي، المحددة منطقة إنسانية للمدنيين.
وأسفرت غارات جوية إسرائيلية أخرى عن مقتل 26 فلسطينياً على الأقل، بينهم 6 في مقر وزارة الداخلية في خان يونس، وآخرون في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة ومخيم الشاطئ، ومخيم المغازي بوسط القطاع.
وفي سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، أمس، إنه اعترض قذيفة أطلقت من جنوب قطاع غزة، في أعقاب إطلاق صافرات الإنذار في بلدة «حوليت» في محيط القطاع.
ولم يذكر البيان تفاصيل أخرى عما إذا كانت العملية قد أسفرت عن إصابات أو أضرار.  
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 45581 فلسطينياً في الحرب على القطاع. 
ونزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ودمرت الحرب معظم القطاع الساحلي الصغير.
بدوره، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في تدوينة على منصة «إكس»: «مع بداية العام، تلقينا تقارير عن هجوم آخر على المواصي أسفر عن مقتل العشرات، في تذكير آخر بأنه لا توجد منطقة إنسانية ناهيك عن منطقة آمنة في غزة».
وأضاف «كل يوم يمر بدون وقف إطلاق النار سيزيد المأساة».

الأمم المتحدة: ضرورة استعادة سيادة سوريا وسلامة أراضيها

شدد المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، أمس، على ضرورة استعادة سيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها بالكامل، ووقف العدوان الإسرائيلي على الفور.
وشدد بيدرسون بتصريحات صحفية، على وجوب اتباع نهج شامل يحترم حقوق الإنسان ويدعم المشاركة النشطة للمرأة من أجل بناء سوريا سلمية وحرة.
وأشار إلى أن «الشعب السوري الذي تخلص من نظام الأسد يمر بمرحلة تحول تاريخية»، مؤكداً أن السوريين مفعمون بالأمل بمستقبل أفضل وأكثر إشراقاً، رغم الصعوبات التي سيواجهونها في الفترة المقبلة.
ولفت إلى وجود شعور مشترك بالمسؤولية لدى كافة شرائح المجتمع السوري لإعادة بناء بلدهم وتشكيله على أساس الديمقراطية والشمول.
وتابع قائلاً: «رغم الصعوبات التي لا يمكن تصورها، لم يفقد السوريون الأمل أبداً، وأملهم في غدٍ أفضل، ملهم للغاية».
وأكد أن مصير عشرات الآلاف من المفقودين لا يزال مجهولاً، وأن عدداً لا يحصى من العائلات ما يزال ينتظر أي أخبار من أقربائهم المفقودين.
في غضون ذلك، هزت انفجارات عنيفة مناطق ريف دمشق الجنوبي والقنيطرة جنوبي سوريا مساء أمس. 
وقالت مصادر محلية في محافظة القنيطرة إن «انفجارات عنيفة هزت مناطق ريف دمشق الجنوبي الغربي والقنطيرة جراء قصف إسرائيلي طال موقع تل الشحم الذي يقع على الحدود الإدارية بين ريف دمشق والقنيطرة». 
وأضافت المصادر «استمرت عدة انفجارات إثر القصف الصاروخي الإسرائيلي لتل الشحم بسبب انفجارات ذخيرة ثقيلة خاصة بالمدفعية والدبابات وسط حالة من الذعر لأهالي قرى رسم الطحين ودورين ودير ماكر». 
وتعرض تل الشحم لقصف صاروخي في 13 ديسمبر الماضي وتم تدمير راجمات صواريخ.
وشنت إسرائيل قصفاً جوياً طال عشرات المواقع العسكرية التابعة للدفاع الجوي السوري في مناطق جنوب سوريا. 
وفي سياق آخر، قال وزير خارجية تركيا هاكان فيدان إن الحكومة السورية الجديدة يجب أن تتولى إدارة معسكرات احتجاز عناصر تنظيم «داعش» في سوريا، مشيراً إلى أنه يتعين تسليم المحتجزين بها إلى الدول التي يحملون جنسياتها، وأبدى استعداد تركيا لدعم هذه العملية.
وأضاف وزير الخارجية التركي، في تصريحات أدلى بها عقب اجتماعه مع نظيرته البلجيكية، أن أنقرة ستدعم وتحمي الأقليات في سوريا.

وام: مقررتان أمميتان تدعوان لإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية للقطاع الصحي بغزة

دعت مقررتان أمميتان، المجتمع الدولي إلى إنهاء تجاهل الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقطاع الصحي في غزة، وللحق الصحي لسكانه، لا سيما بعد اقتحام إسرائيل مستشفى كمال عدوان الأسبوع الماضي، وقيامها بالاحتجاز التعسفي لمدير المستشفى.

ونبهت كل من فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة لوضع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وتلالينغ موفوكينغ المقررة الخاصة للحق في التمتع بأعلى معايير الصحة الجسدية والنفسية، في بيان مشترك الخميس، إلى أن الاعتداء الصارخ الذي تشنه إسرائيل على الحق في الصحة بغزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بعد مرور أكثر من عام على الإبادة الجماعية، بمثابة مستويات جديدة من الإفلات من العقاب.

وعبّر البيان المشترك، عن جزع المقررتين إزاء التقارير الواردة من شمال غزة، بما في ذلك الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية. وحثت المقررتان إسرائيل على إنهاء هجومها الحالي على غزة، ووقف هجماتها على المنشآت الطبية، والعمل على الإفراج عن جميع العاملين الصحيين المحتجزين تعسفياً.

وعلى صعيد آخر، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في بيان صحفي، عن أن القوات الإسرائيلية وزعت مؤخراً أوامر إخلاء جديدة لمناطق واسعة بمحافظتي شمال غزة ودير البلح والانتقال إلى منطقة المواصي، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية عملت بعد ذلك على قصف منطقة المواصي التي أمرت السكان بالانتقال إليها والإقامة بها، وحذر من أن جميع المدنيين في غزة غير آمنين في أي مكان بالقطاع.

كما حذر البيان من أن كل يوم يمر على سكان غزة دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجلب مزيداً من المآسي لهم، ولاسيما أن أكثر من 80% من مساحة قطاع غزة تخضع حالياً لأوامر الإخلاء الإسرائيلية.

وأكد أن القوات الإسرائيلية لا تزال تعرقل قدرات الوكالات الإنسانية على دعم المحتاجين للمساعدة في أنحاء غزة، مشيراً إلى أن السلطات الإسرائيلية رفضت 39% من محاولات الأمم المتحدة نقل عمال الإغاثة في أي مكان بالقطاع.


الخليج: ملاحقات لمؤيدي الأسد في حمص.. والسويداء ترفض دخول الفصائل

بدأت قوات الأمن السورية، أمس الخميس، عملية تمشيط واسعة في مدينة حمص، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية «سانا»، في وقت جددت محافظة السويداء في جنوب سوريا رفضها السماح لأي فصيل بدخول أراضي المحافظة، مؤكدة أنها قادرة على الإدارة وضبط الأمن، في حين أكدت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أنها نجحت في صد هجمات تركيا والفصائل التابعة لها على طول محاور قريتي العطشانة والمسطحة جنوب مدينة منبج، وبينما دخلت قافلة تعزيزات عسكرية أمريكية جديدة إلى سوريا من العراق، شرعت القوات الأمريكية بإقامة قاعدة لقواتها في وسط مدينة عين العرب (كوباني) بعد عودتها للمرة الأولى إلى تلك المنطقة منذ عام 2019.

ونقلت «سانا» عن مسؤول أمني أن «وزارة الداخلية بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية بدأت عملية تمشيط واسعة بأحياء مدينة حمص».
وأضاف في بيان: «إن عملية التمشيط تستهدف بالدرجة الأولى عناصر من مؤيدي النظام السابق، إضافة لذخيرة وأسلحة مخبأة»، ودعا البيان «الأهالي في أحياء وادي الذهب، وعكرمة عدم الخروج للشوارع والبقاء بالمنازل، والتعاون الكامل مع قواتنا، إلى حين انتهاء حملة التمشيط أو السماح بالتجوال من قبل قواتنا»، ونقلت «سانا» في حمص عن مسؤول عسكري في إدارة العمليات العسكرية أنه وردت «قبل أسابيع معلومات مؤكدة عن وجود بقايا عناصر مؤيدة للأسد بعدد من المواقع بأحياء مدينة حمص»، وتابع المسؤول «قمنا مباشرة بالتنسيق مع وزارة الداخلية وافتتاح مراكز تسوية بالأحياء ذاتها منعاً للتصعيد». وأوضحت «سانا» في وقت لاحق نقلاً عن المسؤول العسكري أن «كتائب مشاة مدعومة بقوات مدرعة» تشارك في عملية التمشيط والبحث عن «هؤلاء المجرمين الذين يحتفظون بالأسلحة والذخائر»، وبحسب تقارير إخبارية، فإن «الحملة الجارية هي للبحث عن عناصر في النظام السابق وعن الذين نظموا أو شاركوا في تظاهرات الأسبوع الماضي التي اعتبرتها الإدارة تحريضاً عليها»، وتحدثت التقارير عن عمليات تفتيش منازل واعتقالات لشبان لم يعرف عددهم.
من جهة أخرى، أكد بهاء الجمال قائد عمليات طائفة الموحدين الدروز بمحافظة السويداء رفض مشيخة المحافظة دخول أي فصيل مسلح السويداء، وحذر من مطالبة المحافظة بالفيدرالية إن تعرضت لأي تعدٍ، وقال الجمال عبر شاشة «رووداو»: «إذا تعرضنا لأي تعدً أو فُرض علينا شيء كمحافظة، فإننا سنطالب بالفيدرالية»، وعن منعهم دخول قوة من الإدارة السورية الجديدة للمحافظة مؤخراً، قال: «لم يتم التنسيق مع أي من قادة الفصائل في غرفة العمليات، ولا مع سماحة شيخ العقل، وجدنا أن الوقت كان غير مناسب، والناس كانت منشغلة باحتفالات رأس السنة فدخلوا بالخدعة وبطريقة خبيثة دون إخبار أحد، نحن نرفض هذا الأمر».

في غضون ذلك، أكدت «قسد» اندلاع اشتباكات عنيفة في جنوب وشرق مدينة منبج شمال شرقي سوريا، كما أكدت «القوات الكردية» أنها تصدت لهجمات الفصائل الموالية لتركيا على قرى في جنوب وشرق منبج، وعلى جبهة سد تشرين بريف المدينة. يأتي تجدد تلك الاشتباكات العنيفة أمس بعيد عقد لقاءات ومشاورات بين «قسد» والإدارة السياسية الجديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع من أجل التوصل إلى تفاهمات بين الجانبين، وحل لأزمة ومعضلة تلك القوات. وبحسب تقارير إخبارية، دخلت قافلة أمريكية جديدة إلى الأراضي السورية قادمة من العراق، بعد دخول عشرات الشحنات العسكرية قبل أيام من إقليم كردستان في العراق عبر معبر الوليد الحدودي، وتحمل القافلة التي يبلغ عددها 50 شاحنة مولدات كهرباء ووقوداً وذخائر واتجهت إلى قواعد التحالف في الحسكة ودير الزور، وأكدت التقارير أن التحالف الدولي بدأ بإنشاء قاعدة عسكرية وسط مدينة عين العرب (كوباني)، ووصل رتل من الشاحنات، صباح أمس الخميس، إلى المدينة حاملاً تعزيزات لوجستية تضمنت غرفاً مسبقةً الصنع وكاميرات مراقبة وآلات حفر وكتلاً إسمنتية وصهاريج وقود.

خروقات إسرائيل مستمرة.. والجيش اللبناني يستعد لدخول الناقورة

تجددت الخروقات الاسرائيلية لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، أمس الخميس، وتوغلت قوة مؤللة في بلدة حدودية للمرة الأولى، وسط نسف للمنازل وتحليق للطيران وصولاً الى بيروت، بينما بحث رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس لجنة المراقبة الجنرال الامريكي جاسبر جيفيرز الخروقات الجارية، في وقت تكثفت فيه المشاورات الرئاسية بعد انتهاء عطلة رأس السنة وقبيل 6 أيام فقط من جلسة انتخاب الرئيس يوم الخميس المقبل.


وتوغلت دورية اسرائيلية معززة بدبابات الميركافا وآليات وجرافة، في أطراف بيت ليف التي لم تبلغها خلال عملية التوغل البري، حيث قام جنود الدورية بتفتيش بعض المنازل والأحراج بين بلدتي رامية والقوزح وقامت بعملية تمشيط، وسط تحليق للطيران الإسرائيلي في أجواء القطاعين الغربي والأوسط.
كما تقدمت قوّة إسرائيليّة مزوّدة بجرّافتَين باتجاه بلدة مجدل زون، وتمّ استهداف أحد المنازل في البلدة بقذيفتَين من دبّابة، فيما قصفت المدفعية الاسرائيلية منطقة الرومية بين بيت ليف وياطر.

وسجّل تحليق للطيران المسير الاسرائيلي، على علو منخفض، فوق بيروت وضواحيها. كما حلقت طائرات مسيرة فوق أجواء مدينة صور وقرى القضاء.

وسبق أن نفذ الجيش الإسرائيلي ليل أمس الاول، تفجيرات وأعمال نسف في بلدة عيتا الشعب، وأشعل النيران في عدد من المنازل السكنية في بلدة عيترون. وتراجعت القوات الإسرائيلية من أحياء الناقورة باتجاه رأس الناقورة وعلما الشعب بالتزامن مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة، بعدما سبق أن انسحبت من الخيام وشمع، بالتزامن مع استعداد الجيش اللبناني واستكمال تحضيراته لدخول الناقورة والانتشار فيها.
وكانت الخروقات الاسرائيلية موضع بحث بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الامريكي جاسبر جيفيرز بحضور السفيرة الامريكية ليزا جونسون.
كما عرض بري آخر المستجدات مع وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق بحضور مديرة إدارة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية آن غريو بعدما مدّد زيارته للبنان يوماً إضافياً بهدف السفر الى سوريا للقاء القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، فيما غادر وزير الدفاع سيباستيان لوكورنوالى بلاده.
رئاسياً، وقبل 6 أيام فقط من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في التاسع من الشهر الجاري، تكثفت الاتصالات بين الكتل النيابية المفترض أن تحسم مواقفها في الساعات المقبلة وتحدد مرشحيها، لكن الصورة لا تزال ضبابية بخصوص المرشحين التوافقيين الاكثر حظاً.
ومع بدء العدّ العكسي لموعد جلسة الانتخاب، تُكثف المعارضة اجتماعاتها بهدف توحيد المواقف لإعلان مرشح رئاسي، واجتمعت، أمس الخميس، في مقر كتلة «تجدد»، لبحث الملف الرئاسي، على أن تعقد لقاءات عدّة، في الأيام المقبلة، لحسم موقفها الرئاسي.


البيان: سوريا.. صلاحيات الحكومة الانتقالية تحت المساءلة

تتزايد النبرة الانتقادية للحكومة الانتقالية في سوريا من فعاليات مدنية واسعة بسبب ما يسمونه تجاوز هذه الحكومة صلاحياتها، حيث شكلت بغرض تسيير الأعمال وليس اتخاذ قرارات مصيرية تحتاج إلى توافق.

وعززت التعديلات التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم، على المناهج الدراسية، الأربعاء، شكوك قطاع واسع من السوريين حول مسار عملية الانتقال السياسي في ظل ما أطلق عليه البعض «الارتجال» و«الاستعجال» في احتكار نتائج سقوط النظام من قبل «هيئة تحرير الشام» التي تهيمن على المرحلة الانتقالية.

وكان وزير التربية والتعليم في حكومة تسيير الأعمال نذير القادري يبحث مع وفد من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) آلية التعاون ‏لتطوير العملية التعليمية حين صدر قرار تعديل المناهج الدراسية. ونشرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) وصفحة وزارة التعليم على فيسبوك، نسخة من التعديلات، بموجب تعميم بتوقيع نذير القادري وزير التربية والتعليم، وشملت عدة مواد من الصف الأول وحتى الثالث الثانوي.

وجاء في مقدمة تلك الصفحة أنه بناء على قرار وزير التربية والتعليم: تحذف الدروس والعبارات والصور التي تمجد النظام البائد وبعض الملاحظات الأخرى، أبرزها اعتماد عبارة الحكم العثماني بدلاً من عبارة الاحتلال العثماني أينما وجدت، وحذف مادة التربية الوطنية كاملة. وعلق القادري إن القرار اتُخذ نظراً «لما تحتويه المادة من معلومات مغلوطة تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وترسيخ قواعد حزبه».

وشملت التعديلات حذف نصوص وفقرات، وإعادة صياغة عبارات، وإزالة أو تعديل صور ورسوم في عدد من الكتب المدرسية، وحذف كل ما هو متعلق بنظام الأسد، وفقرات أو عبارات متعلقة بالعقائد الدينية القديمة في كتب التاريخ والفلسفة. وأشارت التعديلات إلى حذف ما أسمته الوزارة بـ «أحاديث ضعيفة» في التربية الدينية، واستبدال عبارات وطنية مثل «الدفاع عن الوطن».

وفي الصف الثالث الثانوي العلمي، تم حذف الوحدة الكاملة المتعلقة بـ«أصل وتطور الحياة» وحذف فقرة «تطور الدماغ» بالكامل من مادة العلوم، بما في ذلك الصور والرسوم البيانية المرتبطة بها، وأما مادة اللغة العربية فقد شهدت حذف نص «حماة الديار».
وهيمنت هذه التعديلات على مناقشات السوريين في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

سوريا.. تعديلات "صادمة" على المناهج الدراسية والسلطات تحاول التهدئة

أثارت تعديلات أجرتها وزارة التربية في الإدارة الجديدة في سوريا على بعض المواد التعليمية جدلاً في أوساط ناشطين، في حين أعلن وزير التربية الخميس، أن تلك التغييرات تهدف فقط إلى حذف "ما يمجّد النظام السابق" و"معلومات مغلوطة" في شرح آيات قرآنية، لكن أكثر ما أثار الجدل تعلق بمواد عملية وتاريخية وليست دينية.

ونشرت صفحة الوزارة على موقع "فيسبوك" الأربعاء تعديلات على عدد من المواد الدراسية تضمّنت عبارات طلبت إلغاءها وأخرى استبدالها.

ومن التعديلات إلغاء قصائد مرتبطة بالنساء والحب وقصائد الغزل، ونصّ عن دار الأوبرا وكلمات متعلقة بالمعتقدات الدينية في التاريخ القديم، وإلغاء نصوص من المناهج عن ملكة تدمر زنوبيا وقصة خولة بنت الأزور، وكذلك حذف كل توصيف سلبي للدولة العثمانية، وكذلك حذف النصوص الخاصة بإعدامات 6 مايو 1916 (يعرف بعيد الشهداء في سوريا ولبنان).

كما ألغيت عبارات أو مقاطع مرتبطة بالدعاية للحكم السابق، منها على سبيل المثال "حذف نشيد النظام" من أحد كتب اللغة العربية، في إشارة إلى النشيد الوطني.

وفي ردّ على الانتقادات، أعلن وزير التربية في الإدارة الجديدة نذير القادري في بيان نشر عبر تطبيق "تلغرام" أن "المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا ما زالت على وضعها حتى تُشَكّل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها".

وأضاف "وجهنا فقط بحذف ما يتعلق بما يمجّد نظام الأسد البائد واعتمدنا صور علم الثورة السورية بدل علم النظام البائد في جميع الكتب المدرسية".

وأوضح الوزير أن "ما تم الإعلان عنه هو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التي اعتمدها نظام الأسد البائد في منهاج مادة التربية الإسلامية، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة مغلوطة"، مضيفاً "اعتمدنا شرحها الصحيح كما ورد في كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة".

وكان الوزير أعلن، بحسب بيان نشر على صفحة وزارته على "فيسبوك": "إلغاء مادة التربية الوطنية الحالية من المناهج الدراسية والامتحانات لهذا العام، نظراً لما تحتويه من معلومات مغلوطة تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الأسد المخلوع وترسيخ قواعد حزبه".

الشرق الأوسط: بزشكيان يتعهد مواصلة «نهج» سليماني ويدعو لنبذ الخلافات

تعهد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بمواصلة «نهج» الجنرال قاسم سليماني، داعياً إلى نبذ الخلافات، وتعزيز الوحدة الداخلية ضد ما وصفها بـ«مؤامرة الأعداء»، وذلك في الذكرى الخامسة لمقتله في غارة جوية أميركية، أمر بها حينذاك، الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ودافع بزشكيان، في مراسم أقامها «الحرس الثوري» في مصلى طهران، الیوم (الخميس)، عن أنشطة «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» في فترة قيادة سليماني.

وقال بزشكيان في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: «يجب ألا نسمح لمؤامرات الأعداء أن تحقق أهدافها في البلاد»، داعياً الجميع إلى «التكاتف» من أجل تحقيق هذا الهدف، وذلك في إشارة ضمنية إلى شعاراته التي دعا فيها إلى تحقيق «الوفاق» بين التيارات السياسية، ونبذ الخلافات الداخلية. وقال: «استمرار مسيرة الجنرال سليماني في البلاد هو تحقيق الوحدة والتضامن».

كما زعم الرئيس الإيراني أن سليماني «كان يسعى لتحقيق الوحدة الإسلامية، بينما كان العدو يعمل على بث الفتنة واستغلالها ضد الثورة».

وتابع في السياق نفسه: «ما يخطط له العدو هو زرع الخلاف بين المسلمين. اليوم، يتخاصم المسلمون فيما بينهم، والعدو يسعى لاستغلال هذا الخلاف. يجب أن نحبط هذه المؤامرة، وهذا ممكن من خلال خدمة جميع الناس، وسنتمكن من تحقيق ذلك».

وعزا بزشكيان نشوب الخلافات الداخلية إلى «الأنانية، وهي التي قتلها سليماني في نفسه»، على حد تعبيره. وأضاف: «الحاج قاسم لم يدخل أبداً في التيارات السياسية، وكان مطيعاً ومخلصاً لقائد الثورة».

ورأى أن «الخطوة الأولى لتحقيق النجاح والنصر هي الوحدة في طاعة ودعم سياسات وتوجهات المرشد علي خامنئي، والتكاتف والتعاون لحل مشاكل الشعب العزيز الذي يواجه هذه التحديات حالياً»، وأضاف: «نحن بحاجة إلى العمل على حل هذه المشكلات».

وبذلك، تعهد بزشكيان «بذل أكبر جهد لتحقيق العدالة في المجتمع»، وقال: «لن نتوانى عن ذلك، وسنسعى لتغيير الوضع الحالي الذي يحاول فيه العدو زرع الخلافات. نحن قادرون على بناء إيران وفقاً لرؤية تحقق التقدم في الصناعة والعلم والاقتصاد والتكنولوجيا».

من جهة ثانية، وجّه بزشكيان انتقادات لاذعة إلى إسرائيل وأوروبا وحليفتهما الولايات المتحدة، على قتلها قاسم سليماني ورفاقه، قبل خمس سنوات، دون أن يذكر اسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أمر بتوجيه الضربة في مطلع يناير (كانون الثاني) 2020.

وقال: «سنواجه الأعداء، وسنمرغ أنوفهم في التراب».

جاءت تصريحات بزشكيان غداة دفاع المرشد الإيراني علي خامنئي عن نهج سليماني في السياسة الداخلية، وكذلك استراتيجيته في المنطقة، بإنشاء جماعات مسلحة وتزويدها بالعتاد، في أعقاب الغزو الأميركي لأفغانستان في 2001، والعراق في 2003.

وقال خامنئي إن «الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق كان هدفه إيران، لكن سليماني أحبط تلك المؤامرة».

كما دافع خامنئي عن الدور الإيراني في الحرب الداخلية السورية التي بدأت في 2011، قبل ظهور تنظيم «داعش» في 2014.

وصرح في هذا الصدد بأن استراتيجيته كانت «إحياء جبهة المقاومة»، باستخدام «القوى الوطنية والشباب» في سوريا ولبنان والعراق.

وكان خامنئي يرد على الانتقادات الموجّهة للدور الإيراني في سوريا، والتي خرجت للعلن بشكل أكبر بعد الإطاحة بالأسد. وقال: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أُريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً».

وتعد تصريحات خامنئي هذه اعترافاً نادراً من خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في البلاد، بعد خمس سنوات من مقتل سليماني الذي كاد يشعل حرباً بين إيران والولايات المتحدة.

وقال ترمب لدى إعلانه مسؤوليته عن قرار الضربة في 3 يناير 2020، إن «سليماني كان مسؤولاً عن مقتل عدد من الأميركيين وغيرهم»، عادّاً أن الخطوة قد تأخرت 20 عاماً. واتهم مسؤولون أميركيون سليماني بأنه «عدو تلطخت يداه بدماء أميركيين»؛ منهم المئات من الجنود الذين قتلوا في حرب العراق التي بدأت في 2003 بعبوات ناسفة إيرانية الصنع.

وقال مسؤولون أميركيون إن قرار ترمب جاء بناءً على معلومات مخابراتية تستوجب التحرك، بأن سليماني (62 عاماً) يخطط لهجمات وشيكة ضد دبلوماسيين أميركيين، والقوات المسلحة في العراق ولبنان وسوريا وأنحاء أخرى من الشرق الأوسط.

ويبدأ ترمب ولاية ثانية في 20 يناير الحالي. وأثارت عودته للبيت الأبيض تساؤلات حول كيفية تعامله مع طهران، خصوصاً الملف النووي الإيراني، مع بلوغ طهران مستويات متقدمة من تخصيب اليورانيوم القريب من مستوى إنتاج الأسلحة.

وقد بعثت إدارة ترمب المقبلة وطهران برسائل متباينة حول ما إذا كانتا ستسعيان إلى المواجهة أو نوع من التفاهم الدبلوماسي بعد تولي ترمب مهامه في 20 يناير، أم لا.

وقال علي عبد العلي زاده، المستشار الخاص للرئيس الإيراني، الثلاثاء إن القيادة الإيرانية وصلت إلى قناعة بضرورة التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة.

ونقلت مواقع إيرانية عن عبد العلي زاده، في لقاء ناشطين اقتصاديين، قوله: «نحن بحاجة إلى سياسة خارجية جديدة»، مشدداً على «ضرورة التفاوض مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وجهاً لوجه». وتابع: «لا يمكن ترك قضايا البلاد معلقة، لذلك يجب أن نتحدث بشرف وندافع عن المصالح الوطنية».

تركيا تخطط لإقامة «علاقات استراتيجية» مع إدارة سوريا الجديدة

أكدت تركيا أنها ستعمل على إقامة علاقات استراتيجية مع الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وسيتم إعداد خريطة طريق لتلبية احتياجات الدفاع والأمن في المرحلة الانتقالية.

في الوقت ذاته، أثار ترفيع التركي عمر محمد تشيفتشي، المعروف باسم «مختار التركي»، الذي كان مدرجاً على قائمة الإرهاب في تركيا بوصفه أحد عناصر «تنظيم القاعدة» إلى رتبة عميد في الجيش السوري الجديد، جدلاً واسعاً في تركيا. وقال مسؤول في وزارة الدفاع التركية، خلال إفادة صحافية أسبوعية لوزارة الدفاع التركية، الخميس، إنه «تنفيذاً لتوجيهات الرئيس رجب طيب إردوغان، نجتمع مع محاورينا لإقامة علاقات استراتيجية بين البلدين، وإقامة تعاون في مختلف المجالات، بعد أن تبدأ أجهزة الدولة في سوريا عملها».

وأضاف أنه بعد الاجتماعات سيتم تقديم الدعم اللازم، وفقاً لخريطة الطريق التي سيتم إعدادها بما يتماشى مع الاحتياجات التي سيتم تحديدها في مجالات الدفاع والأمن.

وأكد المسؤول العسكري التركي أن التعاون له أهمية حاسمة «ليس فقط لتعزيز أمننا، ولكن أيضاً لإرساء السلام والهدوء الإقليميين. وستقوم القوات المسلحة التركية بذلك، وستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعمه خلال هذه العملية الانتقالية».

إدلب وشرق الفرات
وحول إغلاق أو تقليص عدد نقاط المراقبة العسكرية التركية الموجودة في إدلب، قال المسؤول العسكري إن «المنطقة ساحة واسعة وديناميكية حيث تشهد تطورات مستمرة تتم متابعتها عن كثب... ووفقاً للتطورات المتلاحقة، تجري القوات المسلحة التركية تقييمات، ويتم تحديث الخطط باستمرار، وفي هذا السياق تُتخذ التدابير اللازمة مثل إعادة توزيع القوات، أو أي احتياجات أخرى مطلوبة».

وفيما يتعلق بالوضع الأخير في شرق الفرات، قال المسؤول التركي إن الاشتباكات بين «الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تسيطر عليها وحدات الشعب الكردية، مستمرة في المنطقة، وسنواصل التعاون والتنسيق الوثيق مع محاورينا لضمان سلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية وأمنها واستقرارها، دون المساس بمكافحة الإرهاب.

وأضاف: «نحن في القوات المسلحة التركية نتصرف وفق مبدأ قليل من الكلام، مزيد من العمل في سوريا، ونحن مصممون تماماً على أنه لا يوجد مكان للمنظمات الإرهابية في سوريا في العصر الجديد، وأنه لا الإدارة السورية الجديدة ولا نحن سوف نسمح بذلك. ونؤكد مرة أخرى على هذا الأمر».

وتصاعدت الاشتباكات بين فصائل «الجيش الوطني السوري»، و«قسد»، بالتزامن مع عملية «ردع العدوان» التي قامت بها «هيئة تحرير الشام» وفصائل مدعومة من تركيا، وأسفرت عن سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

الاشتباكات مع «قسد»
وتشهد محاور في ريف منبج، شرق حلب، للأسبوع الرابع على التوالي، اشتباكات عنيفة بين فصائل «الجيش الوطني»، و«قسد»، تتركز على محاور سد تشرين، وجسر قره قوزاق، وقريتي السعيدين والحاج حسين شمال منبج، بالإضافة إلى علوش، وعطشانة، والمصطاحة جنوب المدينة. وقصفت «قسد»، الخميس، براجمات الصواريخ تجمعات للفصائل الموالية لتركيا على قرى محور سد تشرين. كما قصفت القوات التركية والفصائل، قرية بلك في ريف مدينة عين العرب (كوباني) بالمدفعية الثقيلة.

واستقدمت قوات «التحالف الدولي للحرب على (داعش)»، بقيادة أميركا، رتلاً من التعزيزات اللوجيستية، تضمن غرفاً مسبقة الصنع وكاميرات مراقبة وآلات لحفر الخنادق وكتل أسمنتية وصهاريج وقود إلى عين العرب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن العمل سيبدأ بدءاً من يوم الجمعة، وبعدها سيتم إرسال تعزيزات عسكرية من جنود وأسلحة ومدرعات ورادار ومضاد للطيران وغيرها من الأسلحة.

وكانت دورية من التحالف الدولي أنشأت في 24 ديسمبر، مبنى مؤقتاً في عين العرب من أجل الإشراف على المفاوضات والوساطة بين القوات التركية و«قسد» للحد من التصعيد في المنطقة وتجنيبها الدمار. ووسعت القوات التركية قصفها المدفعي لقرى تابعة لبلدة عين عيسى شمال الرقة، وأخرى في الريف الغربي لتل أبيض بقذائف الهاون، في تصعيد جديد بالمنطقة التي تسيطر عليها «قسد».

وقصفت القوات التركية والفصائل المتمركزة في منطقة نبع السلام في شمال شرقي سوريا، قرى خضراوي وتل حرمل ومشيرفة التابعة لبلدة أبو راسين شمال غربي الحسكة، بالمدفعية الثقيلة، فيما تسير القوات الأميركية دوريات عسكرية في الحسكة.

وقال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، خلال الإفادة الأسبوعية للوزارة الخميس، إنه تم القضاء على 49 «إرهابياً» من حزب «العمال الكردستاني»، و«وحدات حماية الشعب» الكردية، خلال الأيام السبعة الماضية، داخل تركيا وفي العراق وسوريا.

وأضاف أن القوات التركية تمكنت، خلال عام 2024، من القضاء على 3 آلاف، و70 «إرهابياً»، 1579 في سوريا، و1491 في شمال العراق، وأن 107 إرهابيين سلموا أنفسهم لقوات الأمن التركية.

وشدّد أكتورك على أن القوات التركية تواصل جهود الحفاظ على الاستقرار في سوريا وعودة السوريين إلى بلادهم بشكل آمن، وستعمل خلال عام 2025، على مكافحة التنظيمات التي تصنفها تركيا «إرهابية» وتشكل تهديداً على أمن تركيا وسوريا والمنطقة، مثل «داعش»، و«حزب العمال الكردستاني»، و«وحدات حماية الشعب» الكردية.

تركي في جيش سوريا
في غضون ذلك، أثار قرار الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، ترفيع التركي، عمر محمد تشيفتشي، المكنى بـ«مختار التركي»، أحد القادة العسكريين في «هيئة تحرير الشام» إلى رتبة عميد في قيادة الجيش السوري الجديد، جدلاً واسعاً في تركيا، لا سيما وأنه كان أحد المطلوبين المدرجين على قائمة الإرهاب في تركيا من أعضاء «تنظيم القاعدة»، ومتورط في جرائم قطع رؤوس، بحسب ما أفادت وسائل إعلام تركية.

وهاجم نواب في المعارضة التركية وزير الداخلية، علي يرلي كايا، لحذفه تشيفتشي من قائمة الإرهاب التركية، بعدما كانت وزارة الداخلية رصدت في السابق مكافأة مالية ضخمة قدرها 20 مليون ليرة تركية لمن يساعد في القبض عليه، كونه أحد أخطر عناصر «تنظيم القاعدة»، وفق وصف وزارة الداخلية.

وتشمل قائمة الإرهاب في تركيا 27 مطلوباً من «تنظيم القاعدة» على صلة بـ«هيئة تحرير الشام»، منهم رجب بلطجي، المدرج على القائمة الحمراء، وموسى أولغاتش، وسامت داغول، المدرجان على القائمة الصفراء، وفيض الله بيريشيك، المدرج على القائمة الرمادية، والذين تبين أنهم موجودون في سوريا.

وبحسب المعلومات المتداولة عن تشيفتشي، المولود في ولاية عثمانية جنوب غربي تركيا عام 1980، أنه نشط ضمن صفوف «القاعدة» منذ عام 2004، وتوجه إلى سوريا في 2012، حيث أمضى معظم سنواته في حلب وما حولها، وكان من بين من دعموا زعيم «جبهة النصرة» التي تحولت فيما بعد إلى «هيئة تحرير الشام» في الحرب ضد «داعش»، وكان موجوداً في تل رفعت خلال تلك الفترة، وتم وضعه على قائمة الإعدام من قبل «داعش».

وكشفت المعلومات عن أن تشيفتشي قاد الحرب ضد الحاج بكير، أحد أهم 5 شخصيات في «داعش»، وقاد القوات التي دافعت عن مدينة تل رفعت حتى استولت قوات الأسد على حلب في عام 2016. ويُعتقد أن تشيفتشي هو أحد صانعي قرار الانفصال اللاحق لـ«جبهة النصرة» عن «تنظيم القاعدة»، وتحول جبهة فتح دمشق إلى «هيئة تحرير الشام». وتساءلت وسائل الإعلام التركية عن كيفية تعامل القوات المسلحة التركية مع تشيفتشي، في إطار العلاقات العسكرية مع الإدارة الجديدة والجيش السوري الجديد الذي يشغل موقعاً قيادياً في صفوفه.

السياسة التركية في سوريا
في سياق متصل، أيد رئيس حزب «المستقبل» التركي المعارض رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داوود أوغلو، موقف بلاده تجاه التطورات في سوريا، قائلاً إن الموقف العام الحالي للحكومة التركية تجاه سوريا موقف صحيح. وبالإشارة إلى عبارة إردوغان التي قالها عقب اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد في 2011 «سيسقط الأسد وسنصلي في الجامع الأموي بدمشق»، قال داوود أوغلو، في مقابلة تلفزيونية، الخميس: «على إردوغان أن يذهب للصلاة في الجامع الأموي». وأضاف: «من أجل السلام الداخلي في تركيا، يجب أن يكون هناك سلام في سوريا، الفائز هو جمهورية تركيا، لقد سيطر الشعب السوري على بلاده، الموقف العام لتركيا صحيح في الوقت الحالي».

وانتقد داوود أوغلو موقف بعض أحزاب المعارضة من قضية اللاجئين السوريين في تركيا، قائلاً: «السوريون يعودون الآن، والمكسب الأكبر لتركيا في سوريا هو آلاف الشباب السوريين الذين تعلموا اللغة التركية، التي كانت ممنوعة في سوريا». وأضاف داوود أوغلو الذي تبنى سياسة «صفر المشاكل مع دول الجوار»، وطبقها عندما كان وزيراً للخارجية، أن الحدود الجنوبية والشرقية لتركيا مع دول جوارها هي «حدود مصطنعة»، وأن هناك علاقات تاريخية وثقافية وثيقة لمن يعيشون على جانبي تلك الحدود، ومن هنا فإن آلاف الشباب السوريين الذين يتحدثون اللغة التركية ويعودون الآن إلى بلادهم يشكلون إنجازاً ومكسباً كبيراً لتركيا.

«الوطني للأحزاب الليبية» يُطلق مبادرة لإنهاء انقسام «الأعلى للدولة»

أطلق «التجمع الوطني للأحزاب الليبية»، مبادرة تهدف إلى تحقيق التوافق بين أطراف المجلس الأعلى للدولة، وحل الخلافات المتعلقة بالصراع على رئاسة المجلس بين خالد المشري ومحمد تكالة.

وبدأ النزاع على رئاسة المجلس الأعلى في السادس من أغسطس (آب) الماضي، عندما أُعلن عن فوز المشري على غريمه تكالة بفارق صوت واحد، مع وجود ورقة انتخابية كُتب عليها اسم الأخير من الخلف، لكن اللجنة القانونية للمجلس حسمت فيما بعد الأمر لصالح المشري، الذي تمكّن من السيطرة على مقر المجلس بالعاصمة، وصفحته الرسمية على «فيسبوك».

وقال «التجمع الوطني للأحزاب الليبية»، في لقاء مساء (الأربعاء): «إنه في ظل الأوضاع الحرجة التي تمر بها البلاد، والحاجة الملحة إلى توحيد الصفوف، والعمل المشترك لمعالجة القضايا المفصلية، أطلق مبادرة للحل، وقد جرى إبلاغ بعثة الأمم المتحدة، وجميع أعضاء المجلس بتفاصيلها، التي لاقت ترحيباً من الأطراف المختلفة».

وفي حين لم يفصح «التجمع الوطني» عن تفاصيل مبادرته، لكنه قال: «إنه جرى التواصل مع المشري، الذي أبدى تجاوباً إيجابياً، وحدّد موعداً للقاء؛ حيث جرى اجتماع مثمر وبنّاء، ركَّز على توحيد المجلس ودعم استقراره».

غير أن «التجمع الوطني»، الذي يوجد مقره بالعاصمة طرابلس، عبّر عن استغرابه من «غياب» استجابة تكالة حتى مساء الخميس لهذه «المبادرة»؛ على الرغم من أهميتها، ورأى أن الأخير «انشغل بلقاء مجموعة من المواطنين، بزعم أنهم مترشحون للبرلمان المقبل».

ودخلت تعقيدات الصراع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا منطقة تبادل الاتهامات بين المشري وتكالة، المتنازعين على قيادة هذا الجسم الاستشاري بطرابلس العاصمة، وهو ما عدّه متابعون «تكريساً لانقسامه؛ ما لم يتم التوصل إلى حل».

ورأى «التجمع الوطني للأحزاب الليبية» أن الوقت الحالي «لا يسمح بالانشغال بقضايا ثانوية أو جانبية، بل يتطلب التركيز الكامل على القضايا المفصلية، التي تمس وحدة المجلس الأعلى للدولة، ودوره في قيادة البلاد نحو الاستقرار».

ودعا «التجمع» تكالة والأطراف المعنية كافة إلى «تحمل مسؤولياتهم الوطنية، والتفاعل بشكل إيجابي مع المبادرات المطروحة؛ تحقيقاً لمصلحة الوطن والمواطن».

وكان المشري قد اتهم غريمه تكالة بـ«اغتصاب السلطة، وانتحال صفة رئيس المجلس»، وذلك عقب حكم سابق أصدرته محكمة استئناف في جنوب طرابلس، يقضي بـ«بطلان وعدم صحة جلسة انتخابات رئاسة مجلس الدولة، وقبول الطعن المقدم من تكالة».

وطرحت الأزمة بين طرفي النزاع تساؤلات عدة حول مصير المجلس مستقبلاً، وهل سيتوقف الأمر عند هذه النقطة من الانقسام أم أن الأزمة قد تشهد حلولاً في قادم الأيام؟

لكن عدداً من السياسيين والمتابعين للشأن الليبي يرون أن الصراع على رئاسة المجلس الأعلى «يحتاج إلى تقديم تنازلات، وتفهّم لأوضاع ليبيا من طرفي النزاع وأنصارهما، وإلا لأصبح في البلاد جسم آخر منقسم».

شارك