والي تونس في القفص.. بداية النهاية لشبكة فساد الإخوان/تصاعد استخدام المسيّرات في الحرب السودانية/اشتباكات مسلحة في ليبيا واغتيال مسؤول عسكري
الإثنين 28/أبريل/2025 - 09:35 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 28 أبريل 2025.
الاتحاد: السودان يشهد أكبر «أزمة نزوح» في العالم
مع استمرار النزاع الدائر منذ أبريل 2023، يشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم، تسببت في وجود أكثر من 12 مليون نازح داخلياً، و3.8 مليون لاجئ في دول الجوار، وتتوقع الأمم المتحدة ارتفاع أعداد النازحين واللاجئين بنحو مليون شخص خلال العام الجاري.
وبحسب بيانات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية، فإن 25 مليون سوداني، ما يعادل نصف السكان، يواجهون الجوع الشديد، ويعاني نحو 5 ملايين طفل وأُم سوء التغذية الحاد.
الضحية الأولى
أوضح القانوني السوداني، حاتم إلياس، أن الحرب الدائرة في السودان تسببت في واحدة من أكبر كوارث النزوح واللجوء الإنساني، ما جعل ملايين السودانيين يعيشون أوضاعاً مأساوية، مشيراً إلى أن اندلاع العمليات العسكرية في العاصمة الخرطوم كان سبباً رئيسياً في اتساع رقعة الحرب، إذ إنها ليست مجرد عاصمة، بل المدينة الأكبر من حيث الكثافة السكانية، ويقدر عدد سكانها بنحو 10 ملايين نسمة، ما جعلها الضحية الأولى للصراع.
وذكر إلياس، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الحرب تمددت سريعاً إلى وسط السودان ودارفور، ولم تسلم سوى مناطق قليلة، خرجت من دائرة التأثير المباشر، لكنها تضررت من الآثار غير المباشرة، مثل شرق السودان، ونهر النيل، والشمالية، والعاصمة المؤقتة «بورتسودان».
وأشار إلى أن الحرب أدت إلى تهجير جماعي، ليس داخل البلاد فقط، بل نحو دول الجوار، ما قد يُحدث تغييرات ديموغرافية طويلة المدى في طبيعة الحياة ونمط الاستقرار وتوزيع السكان، مؤكداً أن سيطرة القوات المسلحة السودانية على الخرطوم لا تعني بالضرورة عودة جميع من نزحوا أو لجأوا.
وأفاد إلياس بأن حالة القلق والخوف لدى ملايين السودانيين تعود أسبابها إلى شكل الدولة السودانية الحالي وأسلوب إدارتها، موضحاً أن غالبية النازحين واللاجئين لن يعودوا إذا استمرت الأسباب التي دفعتهم للهروب من منازلهم ومناطق إقامتهم الأصلية.
وحمل القانوني السوداني مسؤولية ما جرى في السودان للجهات التي أشعلت الحرب تحت وهم أنها ستكون قصيرة، وستعيدهم للسلطة، مضيفاً أن ما حدث يمثل مغامرة بمصير الشعب السوداني، تحت تأثير طمع الإسلاميين المتطرفين.
أوضاع مزرية
بدوره، أوضح أستاذ العلوم السياسية، الدكتور هيثم عمران، أن تفاقم تداعيات النزاع الدائر في السودان أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وأسفر عن أكبر موجات للنزوح الداخلي واللجوء الخارجي، ما تسبب في معاناة شديدة لملايين السودانيين، وأربك جهود الإغاثة الإنسانية، مشيراً إلى أنه مع تصاعد القتال في الخرطوم ودارفور وكردفان، باتت حياة المدنيين مهددة بشكل يومي، وقد اختار الملايين منهم الفرار من منازلهم، بعيداً عن أعمال العنف، وبحثاً عن الأمان.
ونوه عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، بأن غالبية النازحين داخلياً في السودان يعيشون أوضاعاً مزرية داخل مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، من مياه نظيفة وغذاء ورعاية صحية، لا سيما مع انهيار الخدمات العامة في العديد من المناطق بسبب استمرار القتال، إضافة إلى أن النزوح الجماعي أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وأثر بشكل كبير على البنية التحتية والمرافق والخدمات.
وأشار إلى أن الأزمة تفاقمت بسبب محدودية قدرات الدول المستقبلة للاجئين، واعتماد اللاجئين بدرجة كبيرة على المساعدات الإنسانية التي تعاني أصلاً نقص التمويل، ما يُنذر بكارثة إنسانية متواصلة، مشدداً على أن عمليات النزوح الجماعي تؤثر على الاستقرار الإقليمي، حيث تزايدت الضغوط الأمنية والاقتصادية على الدول المجاورة.
مشروع حرب ودمار
قالت عضو الهيئة القيادية بالقوى المدنية المتحدة «قمم»، لنا مهدي، إن الحرب في السودان لم تكن نتيجة كارثة طبيعية ولا صراع أهلي عابر، بل جاءت نتيجة مباشرة لانقلاب عسكري قاده عبدالفتاح البرهان بتحالفه مع كتائب البراء المصنفة «تنظيماً إرهابياً»، وهذا الانقلاب الذي فشل في فرض السيطرة عبر الوثائق والدساتير، تحول سريعاً إلى مشروع حرب ودمار.
وأضافت مهدي لـ«الاتحاد» أنه في فجر الخامس عشر من أبريل 2023، اندلعت المعارك في الخرطوم بلا مبرر، سوى رغبة قيادة القوات المسلحة السودانية في قطع الطريق على أي تحول مدني ديمقراطي، وسرعان ما تحولت أحياء العاصمة إلى ساحات قتال، قبل أن تمتد نيران الحرب إلى معظم مدن السودان الكبرى.
وأشارت إلى أن القصف لم يكن عشوائياً، بل كان ممنهجاً، في محاولة واضحة لكسر صمود المدنيين وتهجيرهم قسراً، وهذا ما أكدته تقارير الأمم المتحدة التي أشارت إلى أن معظم الانتهاكات ضد المدنيين كانت نتيجة القصف الجوي الذي لا يملكه سوى القوات المسلحة السودانية.
وأفادت مهدي بأن الحرب دفعت ملايين السودانيين إلى الفرار من منازلهم، فاضطر بعضهم إلى النزوح الداخلي في ظروف إنسانية مأساوية، بينما لجأ البعض الآخر إلى دول الجوار، حيث يواجهون الموت البطيء، في ظل صمت مطبقٍ من حكومة البرهان، التي لا تزال ترفض الاعتراف بمسؤوليتها عن إشعال الحرب.
وشددت على أنه لا يمكن معالجة أزمة النزوح دون محاسبة المتسببين فيها، ولا يمكن بناء سلام حقيقي دون وقف الحرب التي بدأتها القوات المسلحة السودانية، وتتمسك بإدارتها من القصر الرئاسي، بينما يدفع المدنيون وحدهم الثمن.
قصف مبنى في ضاحية بيروت عقب تحذير إسرائيلي
شن الجيش الإسرائيلي أمس، غارة جوية استهدفت مستودعاً في منطقة «الحدث» بضاحية بيروت الجنوبية، بعد إنذار بالإخلاء وجهه لأهالي المنطقة.
ونفذت الطائرات الإسرائيلية غارة على مبنى في منطقة الحدث بعد ضربات تحذيرية سبقتها، حيث تصاعد الدخان من المبنى المستهدف، فيما حلقت «مسيرات» في المنطقة.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن المنطقة شهدت حركة نزوح كبيرة للسكان بعد قليل من إصدار إسرائيل إنذار بقصفها.
وقالت الوكالة: «إن حي الجاموس بمنطقة الحدث شهد حركة نزوح كبيرة للسكان إثر التهديد الذي أطلقه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي». وأضافت الوكالة أن «طائرة مسيرة إسرائيلية حلقت في أجواء الضاحية الجنوبية، في حين سمع دوي إطلاق نار كثيف في الضاحية لإنذار السكان بإخلاء المنطقة المهددة».
وذكرت الوكالة أن طائرة إسرائيلية نفذت «غارة تحذيرية» استهدفت الموقع المهدد بالضاحية.
في الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيرة حاولت اختراق المجال الجوي الإسرائيلي من جهة الشرق.
ودعت المنسقة الأممية في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، جميع الأطراف على عدم تقويض اتفاق وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، مشيرة إلى أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أثارت الذعر من تجدد العنف.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، مقتل شخص جراء غارة إسرائيلية على جنوب البلاد.
وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، في بيان أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، إن «غارة شنها العدو الإسرائيلي بمسيرة على بلدة حلتا جنوب لبنان أدت إلى سقوط قتيل».
ورغم سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، تواصل إسرائيل استهدافها لمناطق في جنوب لبنان.
مستوطنون يدمرون مدرسة فلسطينية في الخليل
أقدم مستوطنون إسرائيليون، أمس، على تدمير مدرسة فلسطينية مقامة في أحد التجمعات البدوية جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وبينت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أن «مجموعة مستوطنين قاموا بتدمير مدرسة زِنّوتا شرقي الظاهرية جنوب مدينة الخليل، وسرقوا محتوياتها».
ونقلت «وفا» عن فايز الطل، رئيس مجلس قرية «زِنّوتا»، قوله إن المستوطنين أقدموا على تدمير ما تم ترميمه في المدرسة، بمشاركة المجلس القروي والأهالي، وتجهيزها لاستقبال الطلبة على مقاعدها. ولفت الطل إلى أن المستوطنين اعتدوا على المدرسة ودمروها مرات عدة في السابق، وعملوا على تهجير سكان القرية قسراً، بعد تدمير مساكنهم، والاعتداء عليهم، وعلى ممتلكاتهم، وفق الوكالة.
بدوره، اعتبر المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية صادق الخضور أن تدمير المدرسة جزء من اعتداءات المستوطنين المستمرة، والهادفة لترحيل الفلسطينيين من قراهم. وبين الخضور أن الوزارة كانت تعكف على تأهيل المدرسة، التي تضم نحو 40 طالباً من سكان التجمعات النائية في المنطقة، وفوجئت بعملية تدميرها على يد المستوطنين. وأوضح أن «هذه المدرسة تقدم خدمة إنسانية للسكان في المناطق المهمشة، ونطالب المؤسسات الحقوقية والدولية، بخاصة منظمة اليونيسيف، بتحمل مسؤوليتها لتمكين المدرسة والمدارس الأخرى في المناطق النائية من مواصلة دورها».
الخليج: المستوطنون يقتحمون الأقصى ويستبيحون البلدة القديمة في الخليل
واصل الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، حملات مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع استمرار حملات التهجير القسري في طولكرم وجنين، فيما اقتحم عشرات المستوطنين مجدداً ساحات المسجد الأقصى المبارك، كما اقتحم العشرات منهم أيضاً البلدة القديمة في الخليل بحماية القوات الإسرائيلية التي منعت الفلسطينيين من المرور أو الوجود في محيط المنطقة، في حين رحب الأمين العام لمجلس التعاون، والأمين العام لجامعة الدول العربية بتعيين حسين الشيخ نائباً للرئيس الفلسطيني.
ونفذت القوات الإسرائيلية حملات مداهمات واسعة شملت اقتحام المنازل واعتقال الفلسطينيين، في إطار سياساتها الرامية إلى إضعاف الوجود الفلسطيني وتعزيز السيطرة العسكرية على المنطقة. وقامت هذه القوات بمداهمات ليلية ونهارية للمنازل، وتدمير محتوياتها والاعتداء على سكانها. وهذه المداهمات تتم تحت ذريعة البحث عن «مطلوبين»، ولكن الواقع يشير إلى أن المستهدفين غالباً ما يكونون ناشطين سياسيين أو أفراداً عاديين لا علاقة لهم بالأعمال المسلحة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته شنت الأسبوع الماضي حملة أمنية واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 75 فلسطينياً ومصادرة أكثر من 40 قطعة سلاح، حسب زعمه.
من جهة أخرى، تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في طولكرم وجنين ومخيماتها، مع تصعيد التهجير القسري الذي يطول العائلات الفلسطينية في هذه المناطق. ففي مدينة جنين، أجبرت القوات الإسرائيلية العديد من العائلات على النزوح من حي الزهراء، واعتقلت عدداً من أفرادها.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر فلسطينية أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى مجدداً بحراسة القوات الإسرائيلية، في حين نصبت هذه القوات حواجز عند جسر بلدة سلوان المعروفة ب «حامية القدس» المحتلة.
كما اقتحم مستوطنون البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، تحت حماية القوات الإسرائيلية، التي منعت سكان البلدة القديمة وآخرين من المرور أو الوجود في محيط المنطقة بذريعة تأمين اقتحام المستوطنين. وكذلك اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة دورا جنوب غربي الخليل وسط إطلاق نار كثيف، وانتشرت في شوارع البلدة واعتلت أسطح عدد من البنايات، كما أجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاقها.
إلى ذلك، رحب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بقرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في استحداث منصب نائب رئيس للجنة التنفيذية نائب رئيس دولة فلسطين، وتعيين حسين شحادة محمد (حسين الشيخ) في هذا المنصب، متمنياً له كامل النجاح والتوفيق في مهام عمله الجديد.
كما رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بتعيين حسين الشيخ نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائباً لرئيس دولة فلسطين. وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية المستشار جمال رشدي عن دعم الجامعة العربية للتوجّه الإصلاحي من جانب السلطة الفلسطينية، واصفاً هذا الإصلاح بأنه «يعزز الموقف الفلسطيني على الصعيد العالمي ويبطل الذرائع الهادفة إلي المماطلة في استحقاقات السلام والتسوية».
تقدم محدود لهدنة غزة.. ونتنياهو يستخف بالدولة الفلسطينية
أكدت قطر، أمس الأحد، حدوث بعض التقدم في مفاوضات هدنة غزة التي جرت في الدوحة الأسبوع الماضي، ووجهت انتقادات لإسرائيل لإصرارها على إطلاق الرهائن بدون إنهاء الحرب، مشيرةً إلى أنها ستواصل جهودها للتقدم نحو المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب على غزة، فيما أكدت تركيا أن حركة «حماس» ستكون أكثر انفتاحاً على اتفاق يسعى لسلام دائم مع إسرائيل، في وقت تحدثت تقارير إخبارية عن أن محادثات القاهرة التي جرت مؤخراً حول غزة ركزت على صفقة شاملة، في حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أن إسرائيل على حافة الهاوية وأن بنيامين نتنياهو هو المسؤول عن النزيف.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي، إنه تم إحراز «بعض التقدم» رداً على أسئلة عن تقارير حول اجتماع عقد يوم الخميس الماضي بينه وبين رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد بارنياع. وأضاف: «لا يزال يتعين أن نجد جواباً على السؤال الأساسي: كيف ننهي هذه الحرب. هذا في رأيي النقطة الأساسية في المفاوضات». ولفت رئيس الوزراء القطري إلى أن «الاجتماع الذي عقد الخميس يأتي في إطار هذه الجهود التي نسعى من خلالها إلى تحقيق خرق» بدون مزيد من التفاصيل. كما وجه الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني انتقادات لإسرائيل، قائلاً: إنها «تريد إطلاق كل الأسرى بدون أي أفق لإنهاء الحرب على غزة». وقال في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: «لا يمكن أن نقبل بتجويع الشعب الفلسطيني الشقيق أو استخدام التجويع سلاحاً». وأضاف: «نواصل التنسيق مع مصر والشركاء للتقدم نحو المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بغزة»، مؤكداً أن قطر ستواصل جهودها مع شركائها لإنهاء هذه الحرب. وأشار إلى بذل الجهود من أجل إعادة الأطراف إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لافتاً إلى أن حركة حماس أكدت مراراً وعلناً استعدادها لإعادة كل الرهائن.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي: إن المحادثات مع حركة «حماس» خلال الأيام القليلة الماضية أظهرت أن الحركة ستكون أكثر انفتاحاً على اتفاق يتجاوز وقف إطلاق النار في غزة ويهدف إلى حل دائم للصراع مع إسرائيل، مضيفاً أن الأزمة يمكن أن تتحول إلى فرصة لتطبيق حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إخبارية، أن المشاورات التي أجرتها حركة «حماس» في القاهرة، مؤخراً، بشأن وقف النار في قطاع غزة تركزت على «صفقة شاملة»، تتضمن تبادلاً للأسرى على مرحلة واحدة تزامناً مع وقف لإطلاق النار بشكل شامل وانسحاب إسرائيلي من غزة، وفقاً لجدول زمني محدد. وأضافت التقارير أن «حماس» أبلغت الوسطاء ب«ضرورة وقف التصعيد لسلامة الأسرى».
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إيهود باراك»: إن بنيامين نتنياهو قد أعلن الحرب على إسرائيل، ويعبث بمقدّراتها ويخلق ضرراً فادحاً بمكانتها وصورتها. وفي حديث للإذاعة الإسرائيلية صباح أمس الأحد، وجّه باراك إصبع الاتهام مجدداً لنتنياهو بخلط الأوراق، واتهمه بأنه يهرب إلى الأمام استبعاداً للجنة تحقيق رسمية لا بد أن تقام فور توقف الحرب. وأضاف: «نتنياهو يسعى لنسج صورة مزورة في أذهان الإسرائيليين والعالم مفادها أنه على تنسيق تام مع الرئيس الأمريكي ترامب، لكن الحقيقة أن ترامب تراجع عن فكرة الريفييرا في غزة منذ زمن بعيد، ومنشغل في قضايا أخرى، والآن هو يستعد لزيارة المنطقة وحساباته مختلفة عن حسابات نتنياهو، وهذا انعكس في تصريحاته الأخيرة».
إسرائيل تكثف استهداف النازحين في غزة وتهدد بتوسيع القتال
كثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أمس الأحد، واستهدف مجدداً خيام النازحين في مواصي خان يونس، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما هدد الجيش الإسرائيلي مجدداً بتوسيع رقعة القتال، في وقت اشتدت الكارثة الإنسانية لسكان القطاع جراء الحصار واستمرار منع دخول المساعدات، وأكدت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة نفاد إمداداتها من الطحين مؤكدة أن الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد تدهوراً ومشيرة إلى سقوط مئات الضحايا في غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار، في حين طالب برنامج الأغذية العالمي بإدخال الغذاء على الفور إلى غزة.
وشنت طائرات إسرائيلية غارات على مدينة رفح جنوبي القطاع، بينما قامت قوات إسرائيلية بتفجير منازل سكنية في المدينة، كما استهدفت نيران القوات الإسرائيلية المناطق الشمالية الغربية لبلدة بيت لاهيا. ووفقاً لمصادر محلية استهدفت غارة جوية حي المنارة جنوب مدينة خان يونس، فيما تعرضت مناطق أخرى في رفح والتفاح والزيتون لقصف عنيف، كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية شقة سكنية في مخيم البريج وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل 3 مواطنين وإصابة آخرين.
وفي هذه الأثناء، استمر القصف المدفعي الإسرائيلي على أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة، حيث تم استهداف مجموعة من المواطنين في شارع السكة بحي الزيتون، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة عدد آخر وأكد الدفاع المدني في خان يونس، استمرار جهود البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وارتفع عدد الضحايا في قطاع غزة من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 52243 قتيلاً و117639 مصاباً، بينهم 51 قتيلاً و115 مصاباً خلال الساعات الأخيرة، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد. وأوضحت الوزارة أنه تم إضافة 697 قتيلاً إلى الإحصائية التراكمية بعد استكمال بياناتهم، مشيرة إلى أن حصيلة العدوان منذ استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 18 آذار/ مارس الماضي بلغت 2151 قتيلاً و5598 مصاباً.
ومن جهته، هدد الجيش الإسرائيلي بتوسيع عملياته العسكرية في إطار حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، مع الدفع بقوات احتياط إضافية وذلك في إطار مساعيه للضغط على حركة «حماس» للقبول بشروطه في مفاوضات تبادل الأسرى.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة «الأونروا»، أمس الأحد، نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة. وقالت الوكالة في منشور على حسابها بمنصة إكس: «أعلن برنامج الأغذية العالمي في 25 أبريل/نيسان عن نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة. كما نفدت إمدادات الطحين من أونروا في وقت سابق من هذا الأسبوع». وأوضحت أونروا أن لديها «حوالي 3 آلاف شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة جاهزة للدخول إلى غزة»، غير أن إسرائيل تمنع دخول شاحنات المساعدات وشددت المنظمة على أنه «يجب رفع الحصار» الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سنوات وقالت الوكالة الأممية: «إن الجوع يتفاقم في غزة»، موضحة أن أهالي القطاع، بمن فيهم الأطفال، «يأملون في الحصول على بعض الطعام للبقاء على قيد الحياة، عبر ما توزعه المنظمات الخيرية من وجبات دافئة». كما أوضحت أن ثلث المستلزمات الطبية والإمدادات الصحية قد انتهت، في حين تعاني المنطقة من شح حاد في المياه الصالحة للشرب. وكانت وكالة «الأونروا» أعلنت أمس الأحد، عن مقتل وجرح المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار الشهر الماضي وقالت الوكالة في منشور عبر منصة «فيسبوك»: إن سكان غزة يعيشون في «دوامة من العنف والحرمان القاتل»، حيث تصاعدت الأنشطة العسكرية والأعمال القتالية بشكل كبير منذ انهيار الهدنة.
ومن جهته، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً أن نحو مليوني شخص يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة وأكد البرنامج في بيان له، أن الوضع الإنساني في القطاع بات على حافة الانهيار، مشدداً على الحاجة الملحة لوصول الغذاء بشكل فوري إلى السكان المحاصرين.
البيان: غزة تحت الكارثة وإسرائيل تستعد لمزيد من التصعيد
رغم اشتداد القصف الإسرائيلي وسقوط الضحايا وتفاقم الجوع في قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة لمزيد من التصعيد، في حين تتصاعد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة.
صحيفة «إسرائيل هيوم» نقلت عن مصادر أمنية، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستدعاء عدد كبير من قوات الاحتياط لتعزيز جهوزيته لبدء توسيع العمليات الميدانية، وانتظار الأوامر لعمليات على نطاق أوسع. وأشارت إلى أن التجهيزات تشمل إعادة توزيع قوات الجيش في مناطق قريبة من القطاع، لتنفيذ العمليات العسكرية عندما يحين وقتها في زمن قصير.
صحيفة «معاريف» كذلك قالت إن الجيش الإسرائيلي يعد خططاً لتكثيف القتال في القطاع على مبدأ «ما لا يتم تحقيقه بالقوة، يتم تحقيقه بقوة أكبر». وأضافت أن الجيش يخطط لمحاصرة المزيد من المناطق في القطاع.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الوزير زئيف إلكين قوله إن إسرائيل مستعدة لوقف القتال في غزة فوراً مقابل إعادة المخطوفين وتنحي حماس عن الحكم ونزع سلاحها بالكامل.
البنية الطبية
على الصعيد الإنساني، نشرت مجلة «نيويوركر» الأمريكية رسالة مؤثرة لطبيب أمريكي تحدث فيها عن الأوضاع الكارثية في غزة، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الطبية، ونقص الموارد الحاد، وآلاف الضحايا الذين يعانون من إصابات مروعة. وقال طبيب الطوارئ كلايتون دالتون، الذي عمل في غزة، إن المستشفيات لم تعد ملاذاً آمناً، بل أضحت هدفاً مباشراً للهجمات. وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن الوضع الإنساني في القطاع على حافة الانهيار، مطالباً بإدخال الغذاء على نحو فوري، بينما قالت غرفة تجارة وصناعة غزة إن مستويات الفقر في القطاع وصلت إلى أكثر من 90 %، جراء إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.
نفاد الطحين
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عن نفاد إمداداتها من الطحين في غزة. وقالت في منشور على منصة «إكس»: «أعلن برنامج الأغذية العالمي في 25 أبريل عن نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة، كما نفدت إمدادات الطحين من الأونروا في وقت سابق من هذا الأسبوع». وأوضحت «الأونروا» أن لديها نحو 3000 شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة، جاهزة للدخول إلى القطاع، غير أن إسرائيل تمنع دخول شاحنات المساعدات.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، قبل أيام، من أنه استنفد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة جراء الحصار، وكشف عن توقف جميع المخابز الـ25 المدعومة من البرنامج، منذ 31 مارس الماضي، بسبب نفاد الطحين ووقود الطهي، مشيراً إلى عدم دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ أكثر من 7 أسابيع بسبب إغلاق المعابر.
أما المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليبي لازاريني، فقد قال إن أطفال غزة باتوا يتضورون جوعاً، بسبب سياسة التجويع المتعمدة، التي تنتهجها إسرائيل، من خلال استمرار إغلاق معابر القطاع، ومنع دخول الغذاء والأساسيات الأخرى، منذ الثاني من مارس الماضي، مؤكداً أن ما يحصل هو «تجويع من صنع الإنسان وبدوافع سياسية».
استهداف الأغذية
بالتوازي مع منع الإمدادات، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مخازن الأغذية والمطابخ والأراضي الزراعية وصيادي الأسماك. وقد دُمرت معظم المحاصيل المحدودة التي زرعها السكان خلال فترات وقف إطلاق النار، كما مُنع المزارعون من الوصول إلى حقولهم. وقتل العشرات من العاملين في المنظمات الإغاثية الدولية خلال استهداف متعمد لجهود الإغاثة. وحذر مركز الميزان لحقوق الإنسان من تفاقم الكارثة، مؤكداً أن الجوع يهدد حياة أكثر من مليوني إنسان في ظل الحصار والإغلاق التام للمعابر.
وقال مدير المركز عصام يونس: «الوضع الإنساني أصبح أكثر كارثية من أن يوصف. جريمة التجويع والعطش تطال كل فئات المجتمع. استمرار الصمت الدولي مشاركة في الجريمة. الزمن بات يحسب بجثث الأطفال ورغيف الخبز».
وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلت في تحقيق لها قبل أيام شهادات لعدد من العاملين في المجال الإنساني في غزة، الذين اعتبروا أن «المجاعة في غزة باتت أشد وطأة على السكان من الغارات الجوية».
ورأى العاملون في مجال الإغاثة أن «حصار إسرائيل لغزة جعلها تواجه ظروفاً يائسة، وغير مسبوقة منذ بداية الحرب»، وهو ما أكده تقرير لمنظمة أوكسفام الخيرية البريطانية قالت فيه إن «معظم الأطفال في غزة يعيشون الآن على أقل من وجبة طعام واحدة في اليوم».
وام: قطر تؤكد استمرار جهود إنهاء حرب غزة ودعم سيادة سوريا
أكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، استمرار جهود بلاده في إطار الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على قطاع غزة، إلى جانب الدعم الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها وتطلعات شعبها في الأمن والاستقرار.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم في الدوحة هاكان فيدان وزير الخارجية التركي، حيث جرى استعراض العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، ومناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة، لاسيما في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا، وفقا لوكالة الأنباء القطرية.
وأعرب الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال اللقاء، عن تقدير بلاده للجهود التركية الهادفة لتعزيز السلام والأمن والاستقرار إقليميا ودوليا.
السعودية وقطر تعلنان سداد متأخرات سوريا لدى البنك الدولي
أعلنت وزارتا المالية في كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر عن سداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي، التي تبلغ حوالي 15 مليون دولار، في خطوة تعكس التزامهما المشترك بدعم تعافي الاقتصاد السوري.
تأتي هذه المبادرة في أعقاب المناقشات التي جرت حول سوريا على هامش اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وذكر بيان سعودي قطري مشترك، اليوم، أن هذا السداد سيمكن من استئناف دعم ونشاط مجموعة البنك الدولي لسوريا، بعد انقطاع دام لأكثر من 14 عاما، ويتيح كذلك حصول سوريا على مخصصات من البنك الدولي في الفترة القريبة القادمة لدعم القطاعات الملحة، إضافة إلى الدعم الفني الذي سيسهم بدوره في إعادة بناء المؤسسات وتنمية القدرات وصنع وإصلاح السياسات لدفع وتيرة التنمية.
ودعت المملكة العربية السعودية ودولة قطر، المؤسسات المالية الدولية والإقليمية، إلى سرعة استئناف وتوسيع أعمالها التنموية في سوريا، وتضافر جهودها ودعم كل ما من شأنه تحقيق طموحات الشعب السوري لمستقبل واعد من العيش الكريم مما يسهم في استقرار المنطقة وازدهارها.
ارتفاع ضحايا انفجار ميناء بندر عباس إلى 40 قتيلا وأكثر من ألف جريح
أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بارتفاع حصيلة ضحايا الانفجار الذي هز ميناء بندر عباس في محافظة "هرمزكان" جنوبي إيران أمس إلى 40 قتيلا على الأقل وأكثر من ألف جريح.
وأشارت التقارير إلى استمرار الحرائق في مناطق متفرقة من الموقع المتضرر حتى مساء اليوم، حيث تتواصل جهود فرق الإطفاء وطائرات الهليكوبتر للسيطرة عليها وإخمادها.
العين الإخبارية: والي تونس في القفص.. بداية النهاية لشبكة فساد الإخوان
في حكم جديد يكشف عن تغلغل فساد تنظيم الإخوان إلى كل أواصر الدولة التونسية، وقع والي تونس السابق الشاذلي بوعلاق، في قبضة العدالة.
وأصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في تونس مذكرة إيداع بالسجن بحق والي تونس السابق الشاذلي بوعلاق المقرب من الإخوان، في قضية فساد.
وكان بوعلاق قد تولى منصبه على رأس ولاية تونس منذ سنة 2017 ليتمكن من البقاء في هذا المنصب لمدة خمس سنوات، ساعدته لتكوين شبكة علاقات مشبوهة مع سياسيين ورجال أعمال بفضل قربه من حزب النهضة الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في تونس.
وسبق أن تقدم المعتمد الأول السابق بالقصرين سفيان قربوج، بشكوى ضد كل من والي تونس الشاذلي بوعلاق والنائب السابق في مجلس نواب الشعب عن حركة النهضة وليد البناني على خلفية شبهات فساد تتعلق بصفقات في القصرين.
الحكم يأتي بعد أيام، من إصدار القضاء التونسي أحكاما بالسجن النافذ ما بين 13 و66 عاما بحق نحو 40 متّهما، بينهم قيادات بارزة من الإخوان وعلى رأسهم نور الدين البحيري وعبد الحميد الجلاصي، لإدانتهم بـ"التآمر على أمن الدولة".
من هو والي تونس السابق؟
ولد سنة 1973 بتونس العاصمة
حاصل على شهادة الأستاذية في علوم الشغل وعلى شهادة المرحلة الثالثة في علم الاجتماع.
باشر مهامه كمعتمد للجم (ولاية المهدية) ثم معتمدا لمدينة المهدية
عُيّن سنة 2015 واليا على القصرين
عين عام 2017 واليا على الكاف قبل نقله إلى ولاية تونس.
في 30 ديسمبر 2021، أنهى الرئيس التونسي قيس سعيّد مهام والي تونس لشبهات فساد.
الشرق الأوسط: تصاعد استخدام المسيّرات في الحرب السودانية
تجددت هجمات الطائرات المُسيرة التابعة لـ«قوات الدعم السريع» لليوم الثاني على التوالي، مستهدفة عدة مواقع عسكرية وبنية تحتية في السودان، من بينها مصفاة البترول في منطقة الجيلي بشمال مدينة الخرطوم بحري، وأيضاً محطة كهرباء مدينة بربر في شمال البلاد، ومصنع أسمنت قرب مدينة عطبرة الشمالية، بينما سُمعت أصوات انفجارات في منطقة كرري حيث تُوجد قاعدة «وادي سيدنا» الجوية، وهي أكبر القواعد الجوية التابعة للجيش، كما تُوجد أيضاً الأكاديمية العسكرية، ومراكز قيادة رئيسية.
وعادة لا يعلق الجيش على خسائره جراء قصف مناطقه العسكرية، ويكتفي بالقول إن مضاداته ودفاعاته الأرضية تصدت للمسيرات؛ لكن رئيس مجلس السيادة قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، توعد بوضع حد لهجمات المسيرات التابعة لـ«قوات الدعم السريع» في أعقاب قصفها المكثف على قاعدة «وادي سيدنا» فجر السبت، في ضواحي العاصمة الكبرى الخرطوم.
ومنذ استرداد الجيش للعاصمة الخرطوم، وطرد «قوات الدعم السريع» منها بعد سيطرتها عليها لنحو عامين، يرى مراقبون أن الحرب تحولت إلى حرب مسيرات، مرجحين أن تكون «قوات الدعم السريع» قد حصلت مؤخراً على مسيرات حديثة، تفوق قدرات الجيش في التصدي لها.
مسيرات «Ch-95» الصينية
وكانت «قوات الدعم السريع» تستخدم في السابق مجموعة متنوعة من المسيرات، تغلب عليها المسيرات الانتحارية البدائية. لكن تقارير إعلامية محلية أشارت أخيراً إلى حصول «الدعم السريع» على طائرات مسيرة مجنحة حديثة من طراز «Ch - 95» صينية الصنع، وهي مسيرات هجومية قادرة على الاستطلاع وجمع المعلومات، وتسديد ضربات دقيقة لأهدافها، ما يفسر دقة الهجمات الأخيرة، وفشل المضادات الأرضية التابعة للجيش في التصدي لها. وأصبحت الهجمات بالطائرات المسيَّرة بعيدة المدى ظاهرة جديدة في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» التي دخلت عامها الثالث.
ونقل شهود أن مسيرات استهدفت محطة كهرباء مدينة بربر في ولاية نهر النيل بشمال السودان، فجر الأحد، ما أدى إلى اندلاع النيران في المحطة التي لا تبعد كثيراً عن مدينة عطبرة، حيث تعرضت محطتها الكهربائية أيضاً إلى قصف مشابه مساء الجمعة. وتسبب الهجومان في قطع التيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر.
وتسببت الهجمات المتواصلة في أضرار كبيرة لمحطات الكهرباء، وانقطاع التيار الكهربائي عن ولايات في شمال وشرق ووسط البلاد، بما في ذلك مدينة بورتسودان الساحلية، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد.
وفي الأسابيع الماضية، استهدفت «قوات الدعم السريع» بالطائرات المسيرة منشآت الكهرباء ومطارات ومخازن الوقود، في مدن دنقلا ومروي وعطبرة والدامر وشندي، بشمال البلاد، وهي مناطق بعيدة جداً عن جبهات المواجهة.
مصفاة النفط
وفي الخرطوم، تناقل شهود ووسائط تواصل اجتماعي، أن مسيرات «الدعم السريع» استهدفت مصفاة الجيلي النفطية صباح الأحد، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها. وقالوا إنهم شاهدوا ألسنة اللهب من مسافات بعيدة، بينما ذكرت منصات موالية للجيش أن القصف استهدف مستودع غاز الطبخ الرئيسي في المصفاة. كما تداولت منصات تابعة للجيش أن مضاداته الأرضية تصدت لهجمات المسيرات، لكن بعضها أصاب المصفاة في الجيلي، ومحطة كهرباء بربر، ومصنعاً للأسمنت قرب مدينة عطبرة.
وكثفت «قوات الدعم السريع» هجماتها بالمسيرات التي استهدفت مواقع مدنية وعسكرية خلال اليومين الماضيين، خصوصاً في المدن الشمالية، مثل عطبرة، والدامر، وبربر، بالإضافة إلى مدينة أم درمان، إحدى مدن العاصمة المثلثة التي تضم أيضاً مدينتي الخرطوم وبحري.
وفي الآونة الأخيرة، استخدمت «قوات الدعم السريع» مسيرات حديثة مجنحة ومسيرات انتحارية، في شن العديد من الهجمات على محطات الكهرباء في عدد من الولايات الشمالية التي يسيطر عليها الجيش، مثل نهر النيل، والقضارف، والنيل الأبيض، بالإضافة إلى قصف «سد مروي» الذي يزود البلاد بمعظم حاجتها من الكهرباء.
وكانت انفجارات ضخمة قد هزت في ساعة مبكرة من صباح السبت، أكبر قاعدة جوية للجيش السوداني في شمال أم درمان، فيما قال المستشار بـ«قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، إنه جرى استهداف القاعدة وتدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيَّرات ومخازن الأسلحة والذخائر. وأضاف في تدوينة على منصة «إكس» أن «هذا الاستهداف رسالة بأن الحرب دخلت مرحلة جديدة الآن».
اشتباكات مسلحة في ليبيا واغتيال مسؤول عسكري
تصاعد التوتر الأمني بالمنطقة الغربية في ليبيا، إذ تجددت الاشتباكات المسلحة في مدينة الزاوية بغرب البلاد، وشهدت منطقة طرابلس اغتيال مسؤول عسكري يوم الأحد، فيما طالب داعمون لرئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، بانتخابات برلمانية «لحل الأزمة السياسية».
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن اغتيال العميد علي الرياني، الضابط بهندسة الصواريخ التابعة لقوات حكومة «الوحدة»، وذلك بمنطقة الخلة جنوب العاصمة طرابلس، بعدما استهدفه ثلاثة مسلحين داخل منزله، حيث أسفر تبادل إطلاق النار عن مقتل الأربعة.
وتجددت في الساعات الأولى من صباح الأحد الاشتباكات المسلحة في منطقة الركينة، بمدينة الزاوية الواقعة على بعد 45 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة، بين مجموعات مسلحة متنازعة على النفوذ، ما أدى إلى سقوط قذائف ورصاص على ممتلكات المواطنين بالمنطقة.
واندلعت المناوشات، التي تجاهلتها حكومة «الوحدة الوطنية»، بين ما يعرف باسم ميليشيا «الفار»، وميليشيا «القصب» بالمدينة.
من جهة أخرى، قال الفريق صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني»، إنه زار، الأحد، مواقع تمركز «قوة العمليات الخاصة» المُكلفة بتأمين المناطق الحدودية للبلاد، مشيراً إلى أنه تفقَّد الوحدات المكلفة بمهام الاستطلاع، حيث اطَّلع على جاهزيتها القتالية، وعتادها، وإمكاناتها الفنية، بالإضافة إلى الوقوف على مستوى الاستعداد في تأمين الحدود ومكافحة أعمال التهريب بأشكالها كافة.
وأدرج صدام هذه الجولة المفاجئة، في إطار تنفيذ تعليمات والده المشير حفتر، لحماية الحدود وفرض الأمن والاستقرار في كامل الشريط الحدودي.
بدوره أكد رئيس حكومة «الاستقرار» بشرق ليبيا أسامة حماد، لدى لقائه مساء السبت في بنغازي، مع أمين عام قيادة «الجيش الوطني»، الفريق خيري التميمي، حرص حكومته على دعم منتسبي الجيش من المتقاعدين العسكريين، تقديراً لدورهم الوطني في ترسيخ دعائم الاستقرار والحفاظ على أمن البلاد.
في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» مواصلة تسيير جهاز حرس الحدود دوريات صحراوية متجولة في منطقة الحمادة الحمراء، مروراً بعدة نقاط، لمكافحة جميع أشكال التهريب والهجرة غير المشروعة التي تهدد أمن واستقرار البلاد، وتعزيز السيطرة الأمنية بالمناطق الصحراوية.
مرحلة دقيقة
في غضون ذلك، عدّ الدبيبة أن البلاد تمر بـ«مرحلة دقيقة»، مشيراً خلال مشاركته في اجتماع أعيان وحكماء مدينتي الزنتان ومصراتة، إلى أن «محاولات المساس بوحدتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي، تزداد يوماً بعد يوم».
لكنه أضاف: «ليبيا ستظل موحدة قوية رغم الصعاب. لا نحمل معنا إلا أجندة ليبيا، ولا نطمع سوى في وطن يتسع للجميع»، مؤكداً أن ليبيا «أكبر من أي أسماء ومن المصالح الضيقة، وقادرة على العبور إلى مرحلة جديدة».
من جهتها، عقدت «جمعية بيوت الشباب الليبية»، اجتماعاً في بيت شباب مصراتة، في إطار دور هذه البيوت «في دعم جسور التواصل وتعزيز العلاقات الأخوية».
لكن بدا أن الاجتماع، الذي تجاهل المطالبة بالانتخابات الرئاسية المؤجلة، ركَّز في المقابل على دعم حكومة «الوحدة»، حيث عدّ محمد الرجوبي، رئيس مجلس أعيان وحكماء مصراتة أن اللقاء خلص إلى أن حل الأزمة يبدأ بانتخابات برلمانية تنهي مجلس النواب الحالي الذي شرعّن الحروب، على حد تعبيره.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية: «أكدنا أن الليبيين مستعدون لإجراء الانتخابات البرلمانية على عكس المتشائمين، والدليل نجاح تجربة الانتخابات البلدية»، لافتاً إلى الاتفاق على أن «تغيير السلطة التنفيذية، لن يكون إلا عبر مجلس نواب جديد، يهيئ الظروف لحكومة جديدة مُنتخبة».
الحماية القانونية للنساء
على صعيد آخر، شددت المبعوثة الأممية، هانا تيتيه، على ضرورة توفير الدولة الليبية الحماية القانونية والمدنية للنساء لتمكينهن من تحقيق طموحاتهن والمساهمة بشكل فعال في تنمية بلدهن.
وجددت، في حوار لموقع الأمم المتحدة نشرت البعثة جزءاً منه، تأكيدها على دعم قضية المرأة في ليبيا ومناصرتها، مشيرة إلى العمل على مشروع قانون لمنع العنف ضد النساء، أحيل إلى مجلس النواب، وعبَّرت عن أملها في إقراره في النهاية، بوصفه أداة مهمة لحماية النساء المعرضات للعنف وسوء المعاملة.
وعدّت أن تمرير قانون ما «لا يعني بالضرورة أن هذه هي الممارسة السائدة، ولكن يعني أنه يوجد ما يستدعي تدخلاً قانونياً وتنظيمياً لحماية المتضررات»، وتعهدت بمواصلة العمل مع زملائها في فريق الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني الليبي لخلق مزيد من المساحات والفرص لنساء ليبيا.