تصعيد هندي– باكستاني بطائرات مُسيرة ومقاتلات أجنبية يُنذر بانفجار وشيك

الجمعة 09/مايو/2025 - 01:35 م
طباعة تصعيد هندي– باكستاني أميرة الشريف
 
في تطور مقلق يعيد التوتر بين الجارتين النوويتين إلى الواجهة، تبادلت الهند وباكستان، اتهامات متصاعدة باستخدام الطائرات المسيّرة في هجمات متبادلة، وسط تقارير عن إسقاط مقاتلات حربية، ما أثار قلقًا دوليًا متزايدًا من انزلاق البلدين نحو مواجهة عسكرية شاملة.
وشهد مطار مدينة "جامو" في إقليم كشمير، الخاضع للسيطرة الهندية، انفجارات عنيفة مساء 8 مايو 2025، بعد ساعات من إعلان إسلام آباد إسقاط طائرات مسيّرة "إسرائيلية الصنع" قالت إن الهند أطلقتها على أهداف داخل الأراضي الباكستانية.
وبينما أشادت باكستان بأداء مقاتلاتها الصينية الصنع، والتي قيل إنها أسقطت ثلاث طائرات "رافال" فرنسية، نفت الهند رسميًا هذه المزاعم، لكنها لم تقدّم تفسيرًا واضحًا للتقارير المتداولة عن فقدان طائرات في هجوم وقع الأربعاء.
الحدث الذي وصف بأنه "أكبر خسارة جوية محتملة للهند منذ عقود"، أثار قلقًا عالميًا، حيث دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الطرفين إلى التهدئة، مؤكدًا دعم واشنطن لأي مسار حواري يخفف من حدة التصعيد.
الاشتباكات الأخيرة لم تكن مجرد مواجهة حدودية، بل عكست تغيرًا لافتًا في موازين القوة، مع دخول واضح لعنصر التكنولوجيا المتقدمة في حسابات التفوق الجوي.
 فبينما تنوّعت واردات الهند من السلاح لتشمل مصادر غربية كفرنسا وأمريكا، اتجهت باكستان شرقًا، معتمدة على الصين كمورد رئيسي لأسلحتها الحديثة.
وقال خبير الدفاع الباكستاني، الدكتور قنديل عباس، إن بلاده "اعتمدت على قدرات جوية صينية فعالة، وأثبتت قدرتها في إسقاط طائرات هندية متقدمة، ما يعكس احترافية سلاح الجو الباكستاني في التعامل مع تقنيات غربية متطورة".
أما من الجانب الهندي، فقد تجنبت نيودلهي تأكيد أو نفي ما ورد، بينما ذكرت وزارة الدفاع أنها استهدفت "أنظمة دفاع جوي باكستانية" صباح الخميس، ما قد يشير إلى مواجهات أوسع من مجرد استخدام الطائرات بدون طيار.
يرى محللون عسكريون أن هذا التصعيد، في حال تأكدت تفاصيله من مصادر محايدة، قد يُجبر الهند على مراجعة استراتيجياتها الدفاعية، وربما الإسراع في إبرام صفقات تسليح إضافية لمواجهة ما تصفه بـ"الخلل المفاجئ في ميزان القوى".
ووفقًا لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، فإن الصين زوّدت باكستان بنحو 80% من احتياجاتها العسكرية خلال السنوات الأربع الماضية، بينما تراجعت واردات الهند من روسيا مقابل ارتفاع نسبة اعتمادها على أسلحة غربية بنسبة 46%.
ويعتقد الفريق قاصد محمود، الخبير العسكري الأردني، أن "نجاح باكستان في الاشتباك الأخير إن صح، فسيؤدي إلى تغييرات كبيرة في معادلة الردع، وسيمنح سلاح الجو الباكستاني تفوقًا قد يدفع الهند لإعادة تقييم استراتيجيتها بالكامل".
رغم محاولات التهدئة الدولية، تشير المؤشرات الميدانية إلى تصعيد محتمل، في ظل استمرار العمليات العسكرية والتحركات الجوية في المناطق المتنازع عليها، بينما يترقب المجتمع الدولي مزيدًا من الوضوح بشأن صحة ما أُعلن عن إسقاط طائرات "رافال" فرنسية وطائرات دون طيار إسرائيلية.
ويرى محللون أن نجاح الدعوات الدولية للتهدئة سيُجنّب المنطقة مواجهة خطيرة، فيما قد يشكل استمرار الغموض والتصعيد الإعلامي عامل ضغط إضافي نحو مواجهة لا تحمد عقباها في جنوب آسيا، خاصة مع تاريخ مشحون بين البلدين يمتد لأربع حروب سابقة.

شارك