في الهجوم الارهابي بسيدني ..نفي الملالي لايقطع اصابع الاتهام

الإثنين 15/ديسمبر/2025 - 12:52 م
طباعة في الهجوم الارهابي روبير الفارس
 
في أعقاب الهجوم المسلح الذي هز مدينة سيدني الأسترالية، برزت تطورات سياسية وإعلامية لافتة، تمثلت في إدانة رسمية إيرانية للحادث، مقابل تلميحات واتهامات غير مباشرة صدرت عن وسائل إعلام إسرائيلية، ما أضفى على الواقعة أبعاداً تتجاوز إطارها الأمني المحلي. ففي امس  الأحد الموافق 14 ديسمبر 2025، أعلنت الشرطة الأسترالية مقتل 12 شخصاً وإصابة 29 آخرين، بينهم طفل، جراء هجوم مسلح استهدف تجمعاً بشرياً على شاطئ بونداي الشهير في سيدني. ووفق المعلومات الأولية، وقع الهجوم بالتزامن مع احتفال الجالية اليهودية بعيد “حانوكا”، وهو ما دفع السلطات إلى التعامل مع الحادث بحساسية بالغة، وفتح تحقيق موسع لتحديد الدوافع والخلفيات والجهة المنفذة. وعلى الصعيد الرسمي، لم تصدر الجهات الأسترالية حتى الآن نتائج نهائية أو استنتاجات قاطعة بشأن طبيعة الهجوم، مكتفية بالتأكيد على أن التحقيقات لا تزال جارية، وأن جميع الفرضيات مطروحة، بما في ذلك الدوافع الفردية أو الأيديولوجية أو التنظيمية. كما شددت الشرطة على أن أي ربط بين الحادث وجهات خارجية يبقى في إطار التكهنات إلى حين اكتمال الأدلة. في هذا السياق، سارعت إيران إلى إعلان موقفها من خلال وزارة خارجيتها، حيث أدان المتحدث الرسمي إسماعيل بقائي الهجوم بشدة، مؤكداً في تغريدة على منصة “إكس” رفض بلاده القاطع لعمليات الاغتيال واستهداف المدنيين، ومشدداً على أن قتل الأبرياء مدان أينما وقع ومن أي جهة صدر. وجاء هذا الموقف الإيراني في توقيت لافت، عقب تقارير إعلامية إسرائيلية ألمحت إلى احتمال وجود صلة لطهران بالحادث. أما أسباب اتهام إيران أو الإيحاء بدورها، فترتبط بما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية عن تحذيرات أمنية سابقة قيل إنها نُقلت إلى الحكومة الأسترالية، بشأن تهديدات محتملة تستهدف مواقع أو تجمعات يهودية داخل أستراليا. وذهبت تلك التقارير إلى الإيحاء بأن هذه التهديدات قد تكون مرتبطة بجهات مدعومة من إيران، في إطار ما تصفه تل أبيب بنشاط إقليمي ودولي لطهران ضد مصالح يهودية أو إسرائيلية. غير أن هذه الاتهامات لم تستند حتى اللحظة إلى أدلة معلنة أو بيانات رسمية صادرة عن السلطات الأسترالية، ما يجعلها محل تشكيك وتساؤل، خصوصاً في ظل النفي الإيراني الواضح، والتأكيد على موقف مبدئي يرفض العنف ضد المدنيين. وبينما يستمر التحقيق الأسترالي في محاولة فك لغز الهجوم، يبقى الحادث مثالاً على كيف يمكن لواقعة أمنية دامية أن تتحول سريعاً إلى ملف سياسي وإعلامي دولي، تتداخل فيه الحسابات الأمنية مع الصراعات الإقليمية، في انتظار ما ستسفر عنه النتائج الرسمية النهائية.

شارك