مذبحة بوندي: كيف استلهم المسلحون هجومهم من داعش وتأثيراته على أستراليا

الثلاثاء 16/ديسمبر/2025 - 01:28 م
طباعة مذبحة بوندي: كيف علي رجب
 
شهد شاطئ بوندي الأسترالي، مساء يوم 14 ديسمبر، واحدة من أكثر حوادث إطلاق النار الجماعي دموية في البلاد، عندما فتح ساجد أكرم (50 عامًا) وابنه نويد (24 عامًا) النار على الحشود التي كانت تتدفق للاحتفال بعيد حانوكا، ما أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة العشرات.

وأكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، أن الهجوم من المرجح أن يكون مدفوعًا بـ"أيديولوجية تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي للمسلحين كان بث الذعر بين اليهود في البلاد.

تفاصيل الهجوم

وقع الحادث في مساء يوم 14 ديسمبر على شاطئ بوندي، حيث احتفل السكان بعيد حانوكا. وقام الأب وابنه بإطلاق النار بشكل عشوائي على الحشود، مما أدى إلى سقوط 15 قتيلًا، بينهم بعض من حاولوا التصدي لهم، وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين.

أظهرت مقاطع فيديو التقطت من الموقع رجالاً يحاولون إيقاف المسلحين، وأبرزت شجاعة بعض المدنيين الذين ساهموا في إنقاذ أرواح أخرى.

تحركات المسلحين قبل الهجوم

كشفت الشرطة أن ساجد أكرم وابنه قد سافرا إلى الفلبين في 1 نوفمبر عبر رحلة من سيدني إلى مانيلا، ثم إلى دافاو في جزيرة مينداناو الجنوبية. وغادروا الفلبين في 28 نوفمبر على متن نفس الرحلة عائدين إلى سيدني، قبل أسابيع قليلة من الهجوم.

وأكد مكتب الهجرة الفلبيني هذه التحركات، مشيراً إلى أن السلطات الأسترالية تحقق في دوافع الرحلة والغرض منها والصلات المحتملة للمسلحين مع الشبكات الإرهابية.

خلفية المسلحين وأصولهم

تنحدر عائلة ساجد أكرم من حيدر أباد في جنوب الهند، لكن اتصاله بعائلته كان محدوداً. وأفادت الشرطة الهندية وشرطة ولاية تيلانجانا بأن أفراد الأسرة لم يكونوا على علم بأنشطة ساجد المتطرفة أو دوافعه.

يشير الخبراء إلى أن المسلحين استلهموا أفكارهم من تنظيم داعش، الذي له نشاط وتأثير في جزيرة مينداناو الفلبينية، حيث شهدت المنطقة في 2017 معارك دامية بين الجيش والمسلحين المتطرفين أدت إلى نزوح أكثر من 350 ألف شخص ومقتل أكثر من 1100 شخص، معظمهم من المسلحين.

التحقيقات والتحذيرات السابقة

أوضحت مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية، كريسي باريت، أن "المؤشرات الأولية تشير إلى هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم الدولة الإسلامية"، مؤكدة أن هؤلاء "تحالفوا مع منظمة إرهابية، وليس مع دين".

وأشار رئيس الوزراء ألبانيز إلى أن الابن نويد كان تحت متابعة الاستخبارات الأسترالية في عام 2019، لكنه لم يُعتبر تهديدًا وشيكًا في ذلك الوقت. وقال: "لقد أجروا مقابلات معه ومع أفراد أسرته ومع الأشخاص المحيطين به، ولم يُنظر إليه حينها على أنه شخص محل اهتمام."

ردود الفعل والأمن

تواصل السلطات الأسترالية التحقيق في الحادث، وسط تساؤلات متزايدة حول إمكانية بذل المزيد من الجهود لمنع هذا الهجوم. وأكدت الشرطة أنها تعمل بالتنسيق مع السلطات الفلبينية لمراجعة أي صلات محتملة للشبكات الإرهابية، خصوصًا في ضوء السفر الأخير للمسلحين إلى مينداناو.

الهجوم على شاطئ بوندي يسلط الضوء على تحديات مكافحة التطرف العنيف داخل أستراليا وخارجها، ويعيد النقاش حول مراقبة المتطرفين الذين قد يمثلون تهديداً وشيكاً على الأمن العام.

شارك