الزعفراني ودعوته.. الوجه القبيح لجماعة الإخوان
الثلاثاء 31/أكتوبر/2017 - 03:40 م
طباعة
حسام الحداد
كثيرة هي المحاولات التي يقوم بها بعض القيادات التاريخية لجماعة الإخوان، لتحسين صورتها في الداخل المصري منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس 2013، وحتى الأن فلم تكن الدعوة التي طالب بها ابراهيم الزعفراني المنشق الإخواني وأحد قيادات الجماعة التاريخيين بالجديدة، فقد سبقه اليها دعوات من محمد حبيب النائب السابق لمرشد الجماعة وكذلك كمال الهلباوي وغيرهم، في محاولة للخروج من أزمات الجماعة المتتالية سواء على مستوى الأزمات الداخلية التي تحولت الى صراع بين مجموعات نوعية داخل الجماعة نفسها، او على مستوى أزمة الجماعة مع الشارع المصري والنظام السياسي، ومن هنا كانت أهمية هذه الدعوات بالنسبة للقيادات التاريخية ما يثبت انه لا أحد ينشق عن الجماعة بل هي أدوار يتم تقسيمها لممارسات معينة ولنستعرض ما قاله ابراهيم الزعفراني متوجها به الى مرشد الجماعة حيث يخاطبه بـ "فضيلة" المرشد ما يوضح التزام الزعفراني حتى الأن بأدبيات الجماعة حيث جاء على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يوم 28 اكتوبر 2017 ما نصه:
خطاب مفتوح لفضيلة أ.د محمد بديع مرشد الاخوان المسلمين .
لقد ناشدت قيادات الاخوان خارج السجون عدة مرات منذ اكثر من عام ان يتخذوا هذا القرار الشجاع فلم أجد منهم أي صدى ، واليوم اناشد شخصكم الكريم بما تحملونه من أمانة المسؤلية امام الله ثم امام الدعوة الاسلامية والامة الاسلامية وامام شعبنا المصري .
واناشد فضيلتكم اليوم كما وقفتم وقفتكم الحكيمة تعلنون كلمتكم الواضحة بأعلى صوت وأقوى عبارة ( دعوتنا سلمية .. وسلميتنا اقوى من الرصاص ) أن تعلنوا من خلال احدى قاعات المحكمة ان رسالة جماعة الاخوان المسلمين الرئيسية هي في بناء المجتمع وتهيئته للمستوى الذى يأمله من الحياة الحرة الكريمة والخلق القويم والالتزام بتعاليم الدين الحنيف .
وبناء عليه يتم إعلان فضيلتكم من منطلق مسؤوليتكم وموقعكم خروج جماعة الاخوان الطوعي من المنافسة على السلطة ، دونما إخلال بدور الجماعة الوطني في الوقوف مع وخلف كل ابناء مصر المخلصين والقيادات الوطنية الشريفة الساعية لتخليص البلاد من الظلم والدكتاتورية ، واقامة دولة العدل والحرية واسترداد حقوق كل من ظلموا .
أخوكم المواطن المصري المسلم
ابراهيم الزعفراني
فالخطاب لا يعبر بحال عن لسان حال احد المنشقين عن الجماعة بل هو خطاب من احد كوادرها وقياداتها المهمة التي تحافظ على الجماعة وتحاول ان تثبت دور الجماعة السياسي الذي لعبته ومن الممكن ان تلعبه، وكأنه رسالة مشفرة لالتقاط الأنفاس ومحاولة كسب تعاطف الشارع المصري مرة أخرى، ولم يكتفي الزعفراني بالخطاب بل حاول ان يوضح حسب قوله "ما اغلق فهمه" في رسالة أخرى على صفحته على الفيس بوك يوم 30 أكتوبر 2017، جاءت كالتالي: "بعض ما اغلق فهمه من خطابى المفتوح لفضيلة مرشد الاخوان .
خلال مناشدتي لفضيلته بالإعلان عن خروج الجماعة من المنافسة على السلطة
التبس على البعض معنيان هامان :
المعنى الاول الذى اغلق على البعض فهمه : هو لمن سيوجه فضيلته هذا الاعلان ، وما الفائدة من ورائه.
- بالقطع ليس المقصد أنه موجه لقائد الانقلاب الذى ارتكب من الجرائم ما يعجز الخيال عن وصفه ، واصبحت المعركة بالنسبة له معركة صفرية ، معركة حياة او موت .
- انما هو موجه ل :
١ - للعديد من افراد وطبقات من شعبنا والذين يخافون أو خوفوا ولا زلوا يخافون ويخوفون من عودة الاخوان للحكم ولذلك فهم مستمرون فى مناصرة قائد الانقلاب رغم ما جلبه على البلاد من مصائب.
- الفائدة من التوجه لهؤلاء هي ازالة تخوفهم وتخليهم عن مناصرة الانقلابيون الذين سيفقدون في هذه الحالة سبب وجودهم واستمرارهم عند هؤلاء .
2 - وهو موجه لحكام بعض الدول الاقليمية والمحلية والدولية التي ازعجها وصول الاخوان للحكم واستشعرت الخطر على مصالحها أو كراسيها ووجودها ، فبادر بعضهم بتأييد قائد الانقلاب بالدعم المادي غير المحدود ،كما بادروا جميعا بتوفير الدعم الدبلوماسي والسياسي الذى تجاوز كل الحدود القانونية والاعراف الدولية ، ولازالوا يتخوفون من عودة الاخوان للحكم ، ولذلك فهم مستمرون في دعم الانقلابين رغم ما يحققه الانقلاب من فشل وسوء ادارة للبلاد.
- الفائدة هي تبديد مخاوف هؤلاء من عودة الاخوان واطمئنانهم لكراسيهم ومصالحهم وتحويل تفكيرهم لعلهم يرون ضرورة إيجاد بديل عن السيسي يستطيع تهدئة الاوضاع والقدرة على أدارة البلاد ، خوفا من الانفجار وخروج الامور عن السيطرة .
3- وهو موجه للأحزاب والشخصيات العامة التي رأت نفسها عاجزة عن منافسة جماعة تمتلك المساجد والمنابر والشعارات والعواطف الدينية ، فدفعها هذا الى الارتماء في احضان العسكر واعطاءه غطاء مدنيا ولوكان زائفا ، ففضلت التعاون مع الشيطان ليذهب الجميع الى الجحيم حتى لا يظل الاخوان في السلطة .
- الفائدة احساس هؤلاء في عدم مزاحمة أو ازاحة الاخوان لهم ، بان بمقدورهم ان يجدوا لأنفسهم موضع قدم داخل السلطة حين تصبح المنافسة بينهم وبين احزاب ( حتى ولو كانت لها خلفيتها الاسلامية ) فسوف تنافسها هذه الاحزاب ببرامج وكوادر سياسية وحملات انتخابية تحمل الطابع الاقناعى من خلال البرامج والرموز السياسية لا من خلال العواطف والشعارات الدينية .
ملحوظتان :
٠ قد لا يستسيغ كلماتي هذه من لا يقتنعون إلا بما له نتائج آنية عاجلة .
• تحية وتقدير للزملاء الذين كتبوا يطالون بحوار راق وجاد ونافع في ظل الاحترام المتبادل .
اما المعنى الثاني الذى اغلق على البعض فهمه : هو تصور البعض ان في هذا الاعلان تخلى عن بعض فرائض الاسلام ، او تنازل او تفريط في القصاص لمن استشهدوا او سجنوا او اضيروا بفعل الانقلاب.
وردا على هذه الرسالة التي وجهها الزعفراني لمرشد الجماعة قال أحمد عطا، الباحث في شئون التيارات الإسلامية، أن رسالة إبراهيم الزعفرانى إلى محمد بديع، ومطالبته من خلالها أن تعتزل جماعة الإخوان المشهد السياسي، على أن تعود للعمل الدعوي والتطوعي، هو أمر ليس له قيمة لأن الجماعة أصبحت تدار من خلال تنظيم عالمي يتحرك في إطار مشروع محدد.
وأكد في تصريح لــ"فيتو" أن دعوة الزعفراني شخصية، خاصة أن جماعة الإخوان وصلت إلى طريق مسدود في الشارع المصري وأصبحت عودتها مرة أخرى دربا من دروب الخيال بعد سقوط الشهداء من أبنائنا من الشرطة والجيش، نتيجة ما ارتكبه الإخوان من جرائم عنف، وتخلي التنظيم عن الوسطية ورفع شعار الجهاد المسلح.
وتابع: الجماعة بتركيبتها لا تنظر لقيادات مصر؛ لأن هدفها ضرب استقرار مصر وتقسيمها، وبالتالي عودتهم للدعوة وترك السياسة أمر غير وارد في قاموس الإخوان.
وفي الأخير فان رسالة الزعفراني توضح بشكل كبير:
• انحيازاته والتزامه الكامل بقرارات الجماعة وادبياتها وليس أحد هؤلاء الذين انشقوا عن الجماعة.
•حملت رسالة الزعفراني تطمينات للأحزاب السياسية من ناحية ومن ناحية أخرى القصاص لهؤلاء الذين قتلوا أو سجنوا متغاضيا عن كون هؤلاء انما هم في نظر الشعب المصري إرهابيون حملوا السلاح في وجه أبناء هذا الوطن واستباحوا دماء أبنائه
•تأكيد الزعفراني ان ما حدث في 30 يونيو 2013، انما هو انقلاب وبالتالي التزامه بما يسمى شرعية مرسي وجماعته فمن اين يكون منشقا وداعيا الى ابعاد الجماعة عن العمل السياسي وهو ما زال يردد اقاويل الجماعة وما زال يوجد مبررا لسفك الدماء
•ليس هذا فقط بل تصوير النظام المصري بالشيطان الذي ارتمت الشخصيات العامة في أحضانه لعدم قدرة هذه الشخصيات على مزاحمة الجماعة في العمل العام، أليس هذا تقسيم للمجتمع الى حزبين حزب الشيطان وحزب الله وان الجماعة هي حزب الله في نظر الزعفراني، أليس هذا التقسيم دعوة للعنف وحمل السلاح ضد حزب الشيطان مما يناقض ظاهر دعوته بابتعاد الجماعة عن السياسة
•في الأخير تكون دعوة الزعفراني ظاهرها رحمة وباطنها مزيدا من عنف وارهاب الجماعة ما يثبت ان الجماعة لن تتنازل عن منهج العنف والقتل والإرهاب.