2000 روسي في "داعش"... روسيا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية

الخميس 18/يونيو/2015 - 02:26 م
طباعة 2000 روسي في داعش...
 
ما يقرب من ألفي مواطن روسي يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وتقديرات الخبراء تقارب خمسة آلاف مقاتل.

ألفا روسي في صفوف "داعش"

ألفا روسي في صفوف
كشف رئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لرابطة الدول المستقلة (منظمة دولية)، ألكسندر نوفيكوف، أن حوالي ألفي مواطن روسي يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" في سورية والعراق.
وفسر نوفيكوف في تصريحات لوكالة "انترفاكس" الروسية، هذا التباين في الأرقام باستمرار عمليات تدقيق المعلومات المتوفرة حول المواطنين الذين يعتقد أنهم توجهوا إلى سوريا.
هذا وحذر رئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لرابطة الدول المستقلة، من احتمال تدهور الوضع العملياتي في بلدان رابطة الدول المستقلة بشكل ملحوظ بسبب أنشطة تنظيم "داعش".
وأوضح قائلا: "بات خطر توسع الدولة الإسلامية قريبا للغاية من الحدود الجنوبية للرابطة. وسجلت اشتباكات على الحدود الجنوبية لتركمنستان في مقاطعة بدخشان الجبلية ذاتية الحكم بطاجيكستان".
وتابع نوفيكوف أن بلدان الرابطة تتخذ إجراءات مكثفة من أجل إحباط محاولات تنظيم "داعش" نقل أنشطته إلى أراضها. وفي هذا السياق تعمل الرابطة على تعزيز حدودها الجنوبية وملاحقة الأشخاص الذين حاربوا في صفوف جماعات متطرفة بالخارج.
وذكر المسئول أن عودة الآلاف من مسلحي "داعش" إلى ديارهم يهدد بتصعيد حاد للوضع في بلدان الرابطة وفي أفغانستان وباكستان. وأضاف أنه من الصعب التنبؤ بمواعيد عودتهم، نظرا لفشل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في تدمير القواعد الرئيسية للمتطرفين، ومنعهم من تهريب النفط العراقي والليبي، ووضع حد لتدفق المقاتلين الجدد إلى صفوف التنظيم الإرهابي.
كما لم يستبعد نوفيكوف احتمال حصول الإرهابيين على مواد نووية كافية لإنتاج "قنبلة قذرة".
وقال تعليقا على هذا الخطر: "لن يؤدي استخدام مثل هذه القنبلة إلى عواقب مدمرة واسعة النطاق، لكنه يثير الذعر في العالم برمته".
وكان مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيفوك، قدر في مطلع الشهر الجاري عدد المواطنين الروس الذين يقاتلون في العراق بحوالي 1700 شخص.

الترويج لـ"داعش"

الترويج لـداعش
الترويج للفكر الراديكالي في روسيا ليس قضية جديدة، إذ يستخدم المتطرفون في شمال القوقاز دائرة واسعة من الوسائل للاستمالة والتجنيد، وهم يستهدفون بصورة خاصة الفتيات الروسيات، لإشراكهن في تقديم الدعم اللوجسيتي للمسلحين وعمليات الدعاية وتوزيع المواد المحظورة بما في ذلك شرائط فيديو مروعة تسجل ارتكاب جرائم بشعة، وكل ذلك عبر أحاديث عن الحب وتعهدات بالزواج.
لكن عمليات التجنيد تجري أيضا في أماكن أخرى، ويمكن أن تبدأ من أحاديث بعيدة عن الجهاد، وذلك في إطار دورة لتعليم اللغة العربية أو تاريخ الشرق الأوسط أو حتى في مجموعة خيرية.
ويتوسع نشاط مروجي الفكر المتطرف في منطقة شمال القوقاز والأماكن التي يتركز فيها المهاجرون من دول آسيا الوسطى. ويستخدم عملاء "داعش" شبكة الإنترنت بنجاح، كما أنهم يتسللون إلى مؤسسات تعليمية وثقافية ورياضية.
وكانت محكمة سانت بطرسبورغ قد قررت الأربعاء 10 يونيو اعتقال زعيم خلية "حزب التحرير" في المدينة. وتم توقيف المشتبه به الثلاثاء 9 يونيو، بعد أن تأكدت الاستخبارات من أنه كان يعمل على تجنيد شبان لإرسالهم إلى "داعش" في سوريا.
اللافت في القصة أن المشتبه به إلياس كاغيروف داغستاني الأصل (24 عاما) هو طالب في جامعة بطرسبورغ البحرية التقنية التي تتميز بسمعة جيدة.
وكشفت الأجهزة الأمنية أنها تعاونت مع إدارة الجامعة لمراقبة كاغيروف لمدة عام، إذ اتضح خلال هذه الفترة، أن القضية لا تقتصر على وجود صلات بينه وبين أوساط المتطرفين، إذ كان الطالب يترأس الخلية المحلية لـ "حزب التحرير" المحظور في روسيا منذ 2003. ومن اللافت أن كاغيروف لم يكن من الطلاب المتفوقين، وكان بإمكان إدارة الجامعة أن تفصله منذ أشهر، لكنها لم تقدم على ذلك استجابة لطلب الاستخبارات.
وتجري الأجهزة الأمنية والاستخباراتية عملية لتفكيك الخلايا المتطرفة في بطرسبورغ منذ أشهر، إذ بدأ جهاز الأمن الفدرالي في روسيا في مايو من العام الماضي تحقيقا على خلفية إنشاء خلية تابعة لـ"حزب التحرير" في المدينة، وفي صيف عام 2014 تم اعتقال 6 من المشتبه بهم في الانتماء إلى الخلية، وما زال هؤلاء رهن الاحتجاز.
وفي أبريل الماضي ألقى جهاز الأمن الفدرالي الروسي في بطرسبورغ القبض على اثنين من قياديي التنظيم.

فشل انضمام طالبة روسية

فشل انضمام طالبة
وخلال الأيام الماضية، أصيب المجتمع الروسي بصدمة بعد الكشف عن قصة فارفارا كاراولوفا وهي طالبة في السنة الثانية بجامعة موسكو الحكومية أبرز الجامعات الروسية، إذ توجهت الشابة البالغة من العمر 19 عامًا إلى تركيا دون أن تبلغ والديها بذلك، بغية التسلل إلى سوريا والانضمام إلى مسلحي "الدولة الإسلامية".
ولحسن الحظ، تم توقيف الفتاة وأكثر من 10 مواطنين من روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة لدى محاولتهم العبور إلى سوريا. 
وعادت كاراولوفا إلى روسيا، حيث يبدأ رجال الأمن الروس التحقيق معها مباشرة لمعرفة كيف تم تجنيدها ومن ساعدها في التخطيط لرحلتها إلى منطقة النزاع السوري.
ونقلت وسائل إعلام عن ألكسندر كارابانوف محامي الفتاة، أن المتطرفين الذين استقبلوا الفتاة بعد وصولها إلى اسطنبول قادمة من موسكو، سرقوا منها جواز السفر وأرغموها على تعاطي مواد مسببة للهلوسة.
كما تبحث الشرطة الروسية، عن طالبة يعتقد أنها توجهت إلى سوريا للانضمام إلى صفوف "داعش"، في ثاني قضية من هذا القبيل تواجهها روسيا.
ويخشى والد مريم إسماعيلوفا، أن تكون ابنته حذت حذو فارفارا كاراولوفا، وراحت ضحية مروجي الفكر المتطرف وعملاء تجنيد العناصر لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.
واختفت مريم إسماعيلوفا بعد مرور 10 أيام على توقيف الفتاة فارفارا كاراولوفا لدى محاولاتها عبور حدود تركيا إلى سوريا.
مريم إسماعيلوف فهي فتاة مسلمة ولدت في أسرة متدينة تتكون من أب و4 بنات، إذ أن الأم منفصلة عن الأب، وكانت الفتاة البالغة من العمر 19 عامًا تدرس في الأكاديمية الروسية للاقتصاد الوطني والخدمة المدنية التابعة للرئاسة الروسية والتي تعد من أفضل مؤسسات التعليم العالي في روسيا.
وقال منصور إسماعيلوف والد مريم إنه يربي بناته الأربع وحده منذ طلاقه من زوجته، وكانت مريم دائمًا الأكثر طاعة واجتهادا في الدراسة من الفتيات، وكانت منذ الطفولة مهتمة بدراسة العلوم الإسلامية، ولم يلاحظ والدها أي مظاهر مقلقة في تصرفاتها، باستثناء تفضيلها للون الأسود لدى اختيار ملابسها.

مواجهة روسية

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وعلى صعيد المواجهة الروسية، أكد ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن جهاز الأمن الاتحادي الروسي وأجهزة الاستخبارات الروسية الأخرى تسيطر على الوضع بصفة دائمة، فيما يتعلق بمشاركة مواطنين روس في صفوف تنظيم (داعش) الإرهابي. وشدد المسئول الروسي- في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء- تعليقا على قضايا تجنيد تنظيم (داعش) للطلاب الروس نقلته وكالة أنباء "تاس" الروسية على أن "تأثير المنظمات الإرهابية وفكر التعصب والتطرف يعد من ضمن اختصاص لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية وجهاز الأمن الاتحادي الروسي". وقال "هذه القضية هي مسألة مهمة جدا؛ لأنها عملية خطيرة للغاية حيث تقوم جميع أجهزة الاستخبارات وغيرها من الوكالات بمراقبة هذه القضية عن كثب".
كما حذر وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف، في تصريحات صحفية له الجمعة 5 يونيو من ظهور بؤر عدم استقرار مرتبطة بنشاط تنظيم "داعش" الإرهابي بالقرب من حدود روسيا.
وتابع الوزير أن الأجهزة الأمنية الروسية ترصد الأماكن التي يجري فيها تجنيد مواطنين روس وأجانب للمشاركة في "الجهاد"، وتعرف جيدًا أسماء المشرفين على مراكز التجنيد الموجودة في موسكو وباقي الأراضي الروسية، موضحا أن الأمن يتتبع هذا النشاط عن كثب. 

روسيا في مرمي "داعش"

روسيا في مرمي داعش
يبدو أن روسيا أصبحت في مواجهة اختراق تنظيم "داعش" ومحاولته تجنيد العديد من الروس إلى صفوفه وخاصة من الفتيات الروسيات، في ظل الحرب القوية التي تخوضها الاستخبارات الروسية ضد المتطرفين ودعمها للحكومات العربية والإسلامية في مواجهة الجماعات الجهادية وخاصة في روسيا والعراق؛ مما يؤكد علي أن موسكو في مواجهة قوية مع الجماعات المتشددة داخل دول رابطة الدول المستقلة وخارجها في مناطق نفوذها خاصة في الشرق الأوسط ودول وسط آسيا.

شارك