بعد طرد باريس حفيد حسن البنا.. هل تحظر فرنسا جماعة الإخوان؟
الأحد 09/أبريل/2017 - 01:56 م
طباعة
اعلنت الداخلية الفرنسية طرد هاني رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، ياتي ذلك في إطار مواجهات الحكومة الفرنسية مع جماعة الإخوان فيما يشير مراقبون انها بداية لحظر الإخوان في فرنسا.
طرد حفيد البنا:
فقد أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنّ الداعية الإسلامي السويسري المثير للجدل هاني رمضان "المعروف بتبنيه في الماضي سلوكا وادلائه بتصريحات تشكل تهديدا خطيرا للنظام العام على الأراضي الفرنسية" ابعد مساء السبت إلى سويسرا.
وقالت الوزارة في بيان ان هاني رمضان شقيق الجامعي طارق رمضان وحفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية "اوقف السبت في كولمار (شرق فرنسا) لمناسبة مؤتمر كان يشارك به ورافقته الشرطة إلى الحدود الفرنسية السويسرية".
واوضحت ان أمرا إداريا بمنعه من دخول الأراضي الفرنسية صدر بحقه منذ الجمعة.
ونقل البيان عن وزير الداخلية ماتياس فيكل أن "وزارة الداخلية وقوات الأمن مستنفرة بالكامل وستواصل الكفاح بلا هوادة ضد التطرف والتشدد".
محاضرات رمضان:
وخلال الأشهر الماضية ألغيت محاضرات عدة لهاني رمضان في مدن فرنسية مثل روبيه في نهاية يناير ونيم في سبتمبر. وفي فبراير الغت مدرسة للمسلمين في منطقة ليون محاضرة له ايضا.
وكان هاني رمضان اثار فضيحة عام 2002 عندما دافع في مقالة نشرتها صحيفة لوموند عن تطبيق الشريعة ورجم المراة الزانية.
وعلى اثر ذلك تم تسريحه من قبل حكومة جنيف من وظيفته كمدرس للغة الفرنسية بسبب تصريحاته "المتعارضة مع القيم الديموقراطية ومع اهداف المدرسة الرسمية". لكنه حصل بعد ست سنوات على تعويضات عن تسريحه تبلغ 345 الف فرنك سويسري "حوالي مئتي الف يورو"، وطارق رمضان ممنوع ايضا من دخول الولايات المتحدة.
وفرنسا في حالة تأهب قصوى عقب موجة هجمات شنها متشددون منذ يناير عام 2015 والتي أسفرت عن مقتل ما يربو على 230 شخصا.
وكانت هنا موجهات عديد بين نشطاءجماعة الإخوان في فرنسا، حيث بدأت نواة هذه المواجهات في عام 2004م بحظر فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس، ثم في 2010 بحظر النقاب في الأماكن العامة.
وقد تبنت جمعيات تابعة للإخوان الوقوف والدفاع عن الزي الإسلامي فوضعت نفسها في الصورة وجهًا لوجه مع السلطات الفرنسية. وفي عام 2015م قام رئيس الوزراء الفرنسي السابق "مانويل فالس" بالإعراب عن قلقه حيال أنشطة الجمعيات التي تتبع فكر الإخوان المسلمين في فرنسا وغيرها من الأفكار المتشددة، وأنه على استعداد لغلق أية مساجد أو جمعيات يُشتبه في تعاطفها مع التطرف والمتطرفين، قائلًا أمام نواب البرلمان: "لقد سبق وأعربت عن القلق من تكاثر الرسائل خصوصا من الإخوان المسلمين في فرنسا والعالم، وعن قلقنا العميق وضرورة التحرك ضد الفكر السلفي الأكثر تشددا".
حضور الاخوان في فرنسا:
وقد أشارت العديد من التقارير أن عدد الجمعيات والهيئات الإسلامية في فرنسا تجاوز 250 جمعية، وفرنسا بها ثلاثة تنظيمات إسلامية استقطب كل منها عددًا كبيرًا من الجمعيات، ورغم كثرة الجمعيات الإسلامية في فرنسا إلا أنه لم ترصد أية تقارير وجود هيئة تمثل المسلمين أمام السلطات الفرنسية.
ويمثل اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا واحدًا من أكبر الجمعيات الإسلامية هناك، حيث يستمد التنظيم الذي أُنشئ سنة 1983، قوته من ضمه أكثر من 200 جمعية تغطي مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، الدعوية والخدمية والإرشادية وفقاً لفكر ومبادئ جماعة الإخوان.
واللافت للنظر أن اتحاد المنظمات الإسلامي بدأ يواجه حملات تضييق بعد ثورة 30 يونيه وجهود الدبلوماسية المصرية لإثبات خطورة فكر الإخوان، والضغط على الدول التي تأوي تلك العناصر إلى فتح تحقيق في أنشطة الإخوان.
وقد مثل المركز الثقافى الإسلامى فى جنيف الذى أسسه سعيد رمضان زوج ابنة مؤسس جماعة الاخوان حسن البنا عام 1961 بتمويل خليجى النواة المؤسسية الأولى لتنظيم الإخوان فى أوروبا، حيث احتضن المركز العديد من العلماء المسلمين المتعاطفين مع جماعة الإخوان ولا سيما الهنود منهم مثل محمد حميد الله وأبو الحسن الندوى. كما قام سعيد رمضان- فى اطار تعزيز الوجود الاخوانى فى أوروبا- باسهام كبير فى تأسيس ووضع ميثاق الجامعة الإسلامية العالمية التى تم انشاؤها عام 1962 كأول منظمة اسلامية عابرة للقارات تمتلك فروعاً فى العديد من العواصم الأوروبية حيث عملت لفترات كظهير مساند للجمعيات والاتحادات الإخوانية الناشئة آنذاك على الأراضى الأوروبية.
فيما قام محمد حميد الله -رفيق سعيد رمضان- بإنشاء أول منظمة إخوانية فى فرنسا وهى جمعية الطلبة المسلمين عام 1963 بباريس، حيث ضمت مجموعة من شباب الإخوان والمتعاطفين مع أيديولوجية الجماعة آنذاك من بينهم حسن الترابى وأبو الحسن بنى صدر أول رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية وراشد الغنوشى وفيصل مولوى زعيم اخوان لبنان الذى تولى إدارة الجمعية عام 1968. هذا بالإضافة إلى عدد من قياديي الفصيل السورى للاخوان مثل سعيد البوطى وعصام العطار الذى انفصل عن الجمعية ليؤسس جمعية مسجد بلال بمدينة آخن بألمانيا الغربية التى تحولت فيما بعد إلى مركز رئيسى لإخوان سوريا.
كما أنه فى إطار تنويع المنطق المؤسسى الإخوانى، اقدم اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا على المضى فى انشاء مجموعة من المدارس لتخريج نخبة اسلامية أشهرها مدارس الكندى والرازى وابن رشد حيث يمتلك الاتحاد 5 من بين 10 مؤسسات تعليمية إسلامية فى فرنسا وفقا لاحصاءات 2012. كما يسيطر الإخوان فى فرنسا على عدد آخر من المؤسسات التعليمية التابعة ايديولوجيا للجماعة فى فرنسا مثل مركز الدراسات والبحوث حول الاسلام والمعهد الأوروبى للعلوم الانسانية الذى يتولى اعداد وتخريج الدعاة والأئمة فى أوروبا ومعهد دراسات العالم الاسلامى والفرع الفرنسى للمعهد العالمى للفكر الاسلامى الذى يتخذ من بريطانيا مقرا له ومركز الشاطبى بالإضافة إلى معهد ابن سينا لتخريج الأئمة بمدينة ليل شمال فرنسا والذى أنشىء عام 2006 بتمويل قطرى. هذا فضلاً عن سيطرة الشركات التابعة لقيادات اتحاد المنظمات الاسلامية على سوق اللحوم الحلال فى فرنسا واحتكار تصديرها لعدد من دول الخليج العربى.
ولقد كان الاجتماع السرى الذى عقدته قيادات الإخوان يوم 17 ديسمبر2016 مثالا صارخا لاستمرار الإخوان فى نشاطهم المخالف لقواعد اللجوء السياسي، والذى اتخذ سمت الندوة الفكرية لكن موضوعه كان فى واقع الأمر بلورة خطة العمل السياسى فى المرحلة القادمة، فقد عقد الاجتماع فى مركز الدراسات العربية والتنموية الواقع فى شارع سانت هيلين بالحى الثالث عشر بباريس، وبدعوى الاحتفال بالذكرى السادسة لما سمى بثورة الياسمين فى تونس، وهذا المركز أقامه أحد أعضاء جماعة الإخوان التونسيين وهو محمد هنيد بأموال قطرية حسب ما هو معروف بين الصحفيين فى فرنسا، وقد تضمن الاجتماع الدعوة لانطلاق ثورة مماثلة للثورة التونسية فى الجزائر، كما تضمن دعم قوى الاسلام السياسى الإرهابية التى تحارب فى سوريا، والدعوة للانقلاب على حكومة باجى قائد السبسى فى تونس.
للمزيد عن الإخوان في فرنسا اضغط هنا
المشهد الفرنسي:
بدأ الإخوان المسلمون في فرنسا الدخول في مواجهات حقيقية بل ورسمية مع السلطات الفرنسية، وهذه المواجهات كانت متوقعة خاصة وأن وسائل الإعلام الفرنسية كانت تثير الرأي العام الفرنسي وتلفت انتباهه إلى خطورة النشاطات الإسلامية للإخوان وأثرها على المجتمع الفرنسي، وطالبت بحظر جماعة الإخوان في فرنسا وأنشطة جمعياتها.
ترحيل حفيد حسن البنا يشير الي بدأ فرنسيا مواجهة حقيقة مع جماعة الإخوان والدعاة المتشددين فهل تصنف باريس جماعة الإخوان كتنظيم ارهابي؟