هجوم الأسد على إدلب.. يستهدف تأمين طريق استراتيجي يربط حلب بدمشق

السبت 30/ديسمبر/2017 - 09:59 م
طباعة هجوم الأسد على إدلب..
 
بدا أن قوات الجيش السوري من جهة، وقوات المعارضة المسلحة من جهة آخرى، دخلوا  مرحلة الإجماع على الخلاص من "جبهة النصرة" التي تعتبر أحد أبرز القوى المسلحة في سورية بعد تنظيم "داعش"، خاصة أن روسيا أعلنت منذ أيام أنها تستعد لمرحلة الخلاص من التنظيم الذي يقوده السوري أبو محمد الجولاني، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام السوري حققت تقدماً اليوم (السبت) 30 ديسمبر، على حساب الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، بعد سيطرتها على عدد من القرى والبلدات، انتزعتها من تنظيم "النصرة".
وشهدت "جبهة النصرة" حالة سيولة واسعة، إذ بدأت مسيرتها بالتحالف والوحدة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، لتكون تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلا أنه ومع الاحتلاف مع أبو بكر البغدادي، حينما أراد ضم التنظيمين وتكوين ما يسمى "الدولة الإسلامية" أعلن الجولاني الانفصال والاستمرار في التبعية لتنظيم "القاعدة". 

هجوم الأسد على إدلب..
ما يعكس حالة السيولة التي مر بها تنظيم "النصرة" أنه وبعد إدراجها إرهابية على القوائم الدولية، بدأ الجولاني يتجه إلى الرغبة في الانفصال عن القاعدة، وتغير اسم لالتنيظم من "جبهة النصرة" إلى "جبهة فتح الشام"، إلا أن تلك المساعي جميعها فشلت في تزين صورة التنظيم الدولية، إذ رفض المجتمع الدولي تلك التغيرات واعتبرها مناورة، وشد العزم على مواصلة استهدافه.
وتدور الأحداث الميدانية، منذ الإثنين الماضي على معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل مقاتلة في المنطقة الحدودية بين محافظتي إدلب وحماة (وسط)، إثر هجوم واسع بدأته قوات النظام وتمكنت بموجبه من التقدم داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى اشتباكات طاحنة تدور منذ فجر السبت بين قوات النظام بقيادة العميد سهيل الحسن من جهة، وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

هجوم الأسد على إدلب..
اللافت للنظر أن حملة الجيش السوري في إدلب التي يسطر على مساحات منها قوات المعارضة المسلحة وقوات "جبهة النصرة"، كما تسيطر قوات الأسد على أجزاء منها لكنها ليست بالكبيرة، كسر تكتل المعارضة والقضاء على التنظيم الإرهابي "النصرة" تمهيداً للدخول في مفاوضات "سوتشي" ومعه الكثير من أوراق الضغط المتمثلة في حضوره الميداني.
كما تستهدف قوات النظام من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على عدد من البلدات والقرى في إطار هجومها الهادف إلى السيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتأمين طريق استراتيجي محاذ له يربط مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سورية، بدمشق.
وتتركز المعارك التي يرافقها قصف سوري وروسي عنيف، في القرى والبلدات الواقعة في ريف حماة الشمالي الشرقي والمنطقة المحاذية لها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تابعت عملياتها القتالية ضد تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له في ريف حماة الشمالي الشرقي واستعادت السيطرة على خمس بلدات وقرى وعلى عدد من التلال المجاورة.

هجوم الأسد على إدلب..
ودفعت المعارك المستمرة منذ نحو أسبوع مئات العائلات إلى النزوح من مناطق الاشتباك وتلك المحاذية لها، وشوهدت اليوم عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة المحملة بالمدنيين في طريقها باتجاه مدينة إدلب، في وقت افترش العشرات الأرض في البساتين وعلى جانبي طريق حلب دمشق الدولي.
وخرجت محافظة إدلب الحدودية مع تركيا عن سيطرة القوات الحكومية منذ 2015 بعد سيطرة تحالف فصائل إسلامية عليها.
ولاحقاً في العام 2017، تسبب اقتتال داخلي بفك هذا التحالف. وباتت "هيئة تحرير الشام" تسيطر منذ أشهر على الجزء الأكبر من المحافظة، فيما يقتصر وجود الفصائل المقاتلة على مناطق أخرى محدودة فيها. إلا ان هذه الفصائل تنسق حالياً في ما بينها للتصدي لهجوم قوات النظام، بحسب المرصد.

هجوم الأسد على إدلب..
وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في (مايو) في آستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عملياً في إدلب في (سبتمبر).
وشكلت إدلب خلال العامين الماضيين وجهة لمقاتلين معارضين ومدنيين تم إجلاؤهم من مناطق عدة في سورية قبل أن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها، وتوقع محللون أن تشكل إدلب الهدف المقبل لقوات النظام وحليفته روسيا بعد الانتهاء من المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

شارك