خلية حسم والتأكيد على مكاسب تركيا من العمليات الإرهابية في مصر
الأحد 31/ديسمبر/2017 - 02:56 م
طباعة
كنا قد أشرنا في وقت سابق لما قاله رجب طيب أردوغان إن عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين غادروا محافظة الرقة السورية التي تم تحريرها من التنظيم في عملية مشتركة بين التحالف الدولي للحرب على «داعش» بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في أكتوبر الماضي أرسلوا إلى مصر.
جاء هذا في كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بمقر البرلمان التركي في أنقرة الثلاثاء 5 ديسمبر 2017، ولم يكشف إردوغان، الذي قال إن بلاده حققت نجاحا كبيرا في محاربة تنظيم داعش في الوقت الذي تتحالف فيه دول أخرى مع «التنظيمات الإرهابية» (في إشارة إلى التنسيق بين واشنطن ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا) مزيدا من التفاصيل حول عدد الإرهابيين، الذين انتقلوا لسيناء أو طريقة دخولهم الأراضي المصرية.
(1)
ومن الواضح ان هؤلاء المتطرفون قد دعموا بشكل ما أو بأخر وجود "حسم" الإخوانية في القاهرة والدلتا وان هناك تنسيق ما بين الحركات الارهابية العاملة في مصر برعاية تركيه، حسب ما جاء في اعترافات المقبوض عليهم، مساء أمس السبت حيث أعلنت وزارة الداخلية المصرية، مقتل ثلاثة وضبط عشرة عناصر من تنظيم "حسم"، الذراع المسلحة لجماعة (الإخوان المسلمين)، خلال مداهمات للشرطة.
وذكرت الوزارة في بيان، أنه " في إطار خطة وزارة الداخلية لتكثيف العمليات الاستباقية ضد فصائل الإرهاب المختلفة، فقد تمكن قطاع الأمن الوطني من كشف مخطط لعناصر حركة حسم، أحد الأجنحة المسلحة لجماعة الإخوان الإرهابية، لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية المتزامنة تستهدف المنشآت السياحية والمرافق الحيوية والقوات المسلحة والشرطة بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد لإحداث حالة من عدم الاستقرار وتصدير صورة سلبية عن الأوضاع بالبلاد".
وأضافت أنه تم إجهاض هذا المخطط حيث داهمت الشرطة مزرعة كائنة بطريق الكريمات - أطفيح بمحافظة الجيزة، تتخذها تلك العناصر وكراً للاختباء وتصنيع المتفجرات ومنطلقاً لتنفيذ عملياتها الإرهابية.
وأوضحت أن ثلاثة من أبرز الكوادر القيادية بحركة حسم لقوا مصرعهم في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، التي عثرت بحوزتهم على ثلاثة بنادق آلية وعبوتين معدتين للتفجير وكمية من الذخيرة.
وأشارت إلى أن الشرطة داهمت أيضا باقي عناصر تلك البؤرة في محافظتي القليوبية والفيوم، حيث ضبطت عشرة عناصر، بحوزتها بنادق آلية وكمية من الذخيرة وتسع عبوات تفجيرية ومجموعة من الأوراق التنظيمية.
ولفتت إلى تورط العناصر المضبوطة في ارتكاب حادث إطلاق النيران على نقطة تفتيش على الطريق الدائري بمحافظة الفيوم في يوليو الماضي 2017، ما أسفر أنذاك عن مقتل مجند وإصابة آخر.
وقد كشفت تحريات جهاز الأمن الوطني أن عناصر حركة حسم الإرهابية، الذين قبض عليهم اليوم، تلقوا تكليفات ودعم لوجيستي من القيادي الإخوانى الهارب بتركيا يحيى السيد إبراهيم موسى، والذى يتولى مسئولية التنسيق بين تلك الكوادر، لتدبير الأسلحة وتصنيع العبوات المتفجرة لتنفيذ مخططهم وتمويله ماديًا وهذا ما يؤكد تورط الرئيس التركي أردوغان وحزبه في العمليات الارهابية في الداخل المصري ليس على مستوى سيناء فقط.
وأضافت التحريات أن العناصر الإرهابية تلقوا خريطة بالأماكن المستهدفة بناء على تكليف من العناصر الهاربة لتركيا، وتضمنت الخطة القيام بسلسلة من العمليات العدائية المتزامنة التي تستهدف المنشآت السياحية للتأثير على السياحة، وكذلك عدة مرافق حيوية من ضمنها مرافق حيوية للقوات المسلحة والشرطة بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد المجيد لإحداث حالة من عدم الاستقرار وإثارة البلبلة وتصدير صورة سلبية عن الأوضاع بالبلاد.
الاعترافات
وقد اعترف أعضاء حركة "حسم الإرهابية" أمام رجال الأمن الوطني وفجروا مفاجأة بتلك الاعترافات، بعد القبض على 10 من كوادر من الحركة في محافظتي الفيوم والقليوبية، إثر اقتحام معسكر للإرهابيين بطريق أطفيح - الكريمات وقتل 3 عناصر، والعثور على أوراق تنظيمية قادت الأمن لكشف مكان اختباء باقى العناصر ليتم القبض عليهم.
حيث قال الإرهابي عمر أبو بكر، في اعترافاته، إنه طالب جامعي في كلية الصيدلة بجامعة بنى سويف، يقيم في منطقة منشى الخطيب في مركز الفيوم، وأبلغ من العمر 22 سنة، موضحًا أنه التحق بجماعة الإخوان في نهاية 2013، وكان يشارك في مسيرات إخوانية بمحافظتي الفيوم وبنى سويف، وقرر عدم الاكتفاء بذلك، والتحق بحركة "حسم" بهدف السيطرة على مصر.
وتابع الإرهابي أبو بكر: "حصلت على دورات عديدة أبرزها دورة الرؤية، والتي تتحدث عن رؤية الحركة المستقبلية في كيفية السيطرة على مصر، ثم تلقيت دورة بعنوان "تأصيل شرعي"، تتحدث عن استحلال دم ضباط الشرطة والأقوال الأمنية وضرب سيارات "البوكس" أثناء سيرها على الطرق السريعة، وهذه الدورة تؤكد على وجوب قتال النظام عسكريًا".
وأشار عضو حركة حسم الإرهابية، إلى أنه تلقى دورة تدريبية بعنوان "تكتيك عسكري" في يوسف الصديق بالفيوم وأخرى في إطسا، وكان التدريب بدنى وعسكري، ثم تلقى دورة حول كيفية زراعة العبوات الناسفة على الطرق السريعة وكيفية تفجيرها، موضحًا أنه تربص برفقة مجموعة من الإرهابيين لسيارات الشرطة على الطريق الدائري، وحاولوا أكثر من مرة استهدافهم لكن لم يتم التنفيذ.
وأوضح الإرهابي عمر أبو بكر، أنهم رصدوا هدفًا على طريق أبشواي السياحي بهدف ضرب السياحة، ثم ترأس مجموعة في بنى سويف، ورصدوا بالفعل الضباط والأفراد، كاشفًا عن أنهم تلقوا التمويل عبر مسئول تركى.
بدوره، قال الإرهابي أحمد جمال، 20 سنة، إنه التحق بجماعة الإخوان سنة 2013، وخرج في مسيرات إخوانية عقب 30 يونيو، وفى 2015 انضم لتنظيم مسلح، وتلقى تدريبات على فك وتركيب السلاح، وكيفية تأمين الهاتف المحمولة وآليات التواصل بينهم، وتدرب على زرع المتفجرات.
وأضاف الإرهابي بحركة حسم: "في شهر يوليو الماضي جاءت تكليفات لنا برصد هدف على طريق أبشواي السياحي بغرض ضرب السياحة، وتم تكليفي برفقة آخرين لتنفيذ العملية وبالفعل نفذنا وقتلنا مجند وأصبنا 4 آخرين، وجاءت تكليفات لنا بعمليات أخرى، لكن الضغط الأمني أحبط هذه التكليفات".
وعن التمويل، كشف الإرهابي أحمد جمال، عن أن هناك مسئول تركى يرسل الأموال والسلاح من مسئول لمسئول، ويتم تخصيص رواتب لبعض الشباب شهرية، ما بين ألف إلى 1500 جنيه للمشاركة في العمليات الإرهابية.
لماذا تدعم تركيا الإرهاب في مصر؟
لا شك ان الخلفية الإخوانية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليست هي فقط المحرك للدعم التركي للإرهاب، فهناك مصالح اقتصادية وسياسية تعود على الجانب التركي بهذا الدعم وعلى سبيل المثال لا الحصر بداية من نوفمبر 2015 حصلت تركيا على أرباح طائلة من الإرهاب في مصر، فقد نشرت وكالة نوفوستي التركية اقتراح شركات السياحة الروسية على زبائنها قضاء عطلاتهم في منتجعات تركية بدلا من التوجه إلى مصر وذلك بعد تعليق روسيا لكافة رحلاتها الجوية إلى مصر حتى تحديد سبب سقوط الطائرة المنكوبة.
ووفقا لما نشره الموقع الإلكتروني للرابطة الروسية لمنظمي الرحلات السياحية، فإن شركات السياحة اقترحت على زبائنها بدائل عن رحلاتهم التي تم حجزها مسبقا إلى المنتجعات المصرية وذلك بعد إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى هناك على خلفية سقوط طائرة "A321" تحمل سياحا أغلبهم روس فوق سيناء، وعلقت روسيا الجمعة 6 نوفمبر في تمام الساعة 20:00 بتوقيت موسكو حركة الملاحة الجوية مع مصر حتى إشعار آخر إلى تحديد أسباب سقوط طائرة "A321".
وعرضت كل من شركة "بيغاس توريستيك" و"كورال" للسياحة والسفر، و"نورد ويند"، و"بريسكو" على زبائنها الذين كانوا قد دفعوا سابقا ثمن رحلاتهم إلى منتجعات مصرية أن يتوجهوا إلى منتجعات تركيا السياحية، في حين أعلنت شركة "بيبليو غلوبوس" عن استعدادها لإرسال زبائنها إلى قبرص بدلا من مصر.
وجاء في بيان صادر عن شركة "بيغاس توريستيك": "نقترح على جميع السياح الذي أكدوا حجوزاتهم ودفعوا ثمن رحلاتهم إلى مصر (شرم الشيخ والغردقة) تبديل وجهتهم إلى تركيا (أنطالية)".
في حين اقترحت شركة "TUI" السياحية - فرع روسيا، عدا عن عرضها خيارات بديلة عن مصر على زبائنها، اقترحت عليهم أيضا إلغاء رحلاتهم من دون أي خصم وإعادة أموالهم التي دفعت ثمنا للرحلة بالكامل.
هذا جانب واحد من المكاسب التي تجنيها تركيا من الارهاب في مصر ولو انتبهنا لاعترافات اعضاء حركة "حسم" المقبوض عليهم نجد تركيز عملياتهم على السياحة لا شيء آخر، وان عمليات الحركة يمولها تركي، مما يؤكد ضلوع أردوغان وحزبه في مؤامرة لإسقاط مصر وليس النظام.