الإصدار الأخير لداعش سيناء.. «شهقة اليائسين» و«صراع الصبية»
السبت 06/يناير/2018 - 10:37 م
طباعة
أثار مقطع فيديو بثته مجموعة الإرهابيين التابعين لتنظيم «داعش» الإرهابي في شمال سيناء، في وقت سابق على موقع تليجرام، العديد من رود الفعل وعلامات الاستفهام، نظرًا للرسالة التي عرضها بتصوير مشهد إعدام أحد العناصر التي يعتبرها «مرتدة»، فظهر رجل يرتدي الزي البرتقالي المخصص للإعدامات، ويقف حلفه رجل يصوّب الرصاص إلى رأسه.
البيان المصور أوضح أن شخص يدعى محمد الصعيدي يعتبر «القيادي الثاني» في التنظيم، أفتى بوجوب إعدام أحد جنود التنظيم اسمه «موسى أبو زماط» بتهمة علمه في تهريب السلاح من إلى حماس في قطاع غزة، كما أشار البيان إلى إرهابي يدعى كاظم الغزاوي معروف بكون قاضي التنظيم أصدر قرارًا لأعضاء «داعش» في شمال سيناء بضرورة تنفيذ حكم إعدامه.
وهو ما يثير تساؤلًا حول ماهية هذه المجموعة التي ظهرت في المقطع المنشور - كفيديو ترويجي ومقدمة فيلم وثائقي لعمليات التنظيم في 2018 – وخاصة القاتل المدعو محمد الدجنى من فلسطين، وأصدرت العائلة التي تعيش في قطاع غزة، بيانًا تبرأت فيه منفذه عملية الاعدام بحق فلسطيني أخر، على أرض سيناء المصرية، بدعوى مساعدته كتائب القسام التابعة لحركة «حماس» بنقل السلاح والعتاد منهم واليهم، وهو ما يجعلنا نقول أن هؤلاء ما هم إلا صراع بين مجموعة من الصبية يستغلون الأوضاع وحالة التردي التي يمر بها تنظيم «داعش» المركزي وخسائرة المتتالية في كل معاقله.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه الأهالي في شمال سيناء وقطاع غزة، أن محتوى الفيديو مثيرًا للفتنة بين الأهالي، بتحريضهم على قتل بعضهم البعض، أصدرت مجموعة إرهابية أخرى تدعى «جند الإسلام» المنشقة عن «داعش» والتابعة فكريًا لتنظيم القاعدة، بيانًا يدعو للتصدي للدواعش بعد مقتل "أبو زماط".
واستنكرت فيه اعدام بذريعة امداد كتائب القسام بالسلاح والعتاد، واعتبرت «جند الإسلام»، أن هذا العمل يؤكد تورط دواعش سيناء في حصار قطاع غزة، وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث انشقاقات في التنظيم، ووجه التنظيم المحسوب فكريًا على القاعدة، دعوة عناصر تنظيم «داعش» في سيناء بالانشقاق والالتحاق بهم، معتبرًا أن «داعش» لا يخدم سوى العدو الصهيوني واجندات مشبوهة.
كما تبرأت عائلات غزة من المتورطين في إصدار قتل "أبوزماط"، واستنكرت في بيان صادر عنها، العمل الاجرامي الذي اشتمل عليه الإصدار الأخير على يد هذه العصابة المجرمة، الآثمة، التي استحلت دماء المسلمين دون وجه حق"، وأن هذا العمل الاجرامي والجبان لا يمت بأي صلة لديننا وعقيدتنا وشعبنا في قطاع غزة ولا يخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي وأجندات مشبوهة.
وحذرت العوائل في بيانها من الجهات الخفية والمشبوهة التي تعمل على استدراج الصبية من قطاع غزة واستغلال الظروف النفسية والاجتماعية والمعيشية في القطاع وتوريطهم في معارك جانبية، لا يستفيد منها سوى الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتها قالت عائلة الدجني، في بيان مستقل لها، إنها "تفاجأت الأربعاء، بالحادث الأليم الذي قامت به فئة ضالة، هذا العمل المجرم، الذي قام به "محمد الدجني"، نؤكد براءة العائلة من هذا الفعل، وغيره من الأفعال التي تتنافى مع ديننا الحنيف وقيم شعبنا، وهو البيان الذي يشير بشكل أو بأخر إلى عدم رضا الأهالي عن أفعال هؤلاء ممن وصفوهم بـ«الصبية».
وفي مقابل ما سبق، تقوم القوات المسلحة بجهود مكثفة لدحر الإرهاب، من خلال قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميدانى بالتعاون مع القوات الجوية ، ونجحت في القضاء على العديد من العناصر الارهابية شديدة الخطورة، والقبض على آخرين، وتدمير المخابئ.
ويذكر أن في الأيام الأخيرة، تواترت أنباء عن مطالبات قيادات «داعش» في سوريا والعراق، عناصر التنظيم الإرهابي بالفرار إلى الخارج والتوجه إلى سيناء، وجاء على قنوات عناصر التنظيم على موقع "تليجرام"، أن الأسابيع الماضية شهدت وصول عناصر إرهابية إلى مدينة «سرت» الليبية، بعد خروجها من شرق سوريا عبر العراق والأردن، وأخرين تم نقلهم من السودان.
ومما سبق، يجدر بنا القول، أن منفذي عملية الإعدام وكل من ظهر في الفيديو، من ذوي الأعمار الصغيرة، فلايزالوا في بداية العشرينيات ومنهم من يبدو أنه لم يصل العشرين من العمر بعد، وكذلك الرسالة التي أراد صناع الفيديو نشرها، لم تخرج عن سياق يؤكد أن هؤلاء لا يعنيهم فكر تنظيم أبو بكر البغدادي بقدر ما يبدو أن هناك نزاع مع حركة حماس وكتائب القسام، ومن ثم يعتبر متوافقًا مع ظاهرة «التنظيمات المناطقية»، التي بات يتسم بها فروع «داعش» في المنطقة.
الفيديو في مجمله وما تلاه من بيانات سواء من الأهالي أو من جماعة جند الإسلام القاعدية، يعد تأكيدًا لنجاح القوات المسلحة فى القضاء على «داعش» في سيناء، في ظل محاولات مستميتة من جانب قوي اقليمية فاعلة ومؤثرة فى تنظيمات الإرهاب تعمل على نقل عناصر داعش الى سيناء.