"داعش سيناء" يحدد في إصدار "ملة إبراهيم" أهدافه بغزة
السبت 06/يناير/2018 - 10:42 م
طباعة
فتح إصدار "ملة أبيكم إبراهيم" الذي أصدره تنظيم "داعش سيناء" الفرع المصري لتنظيم "الدولة" جملة من التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين التنظيم الإرهابي وحركة "حماس" التي تتواجد بكثافة في قطاع غزة الفلسطيني الحدودي مع مصر.
الفيديو بثه التنظيم الأربعاء الماضي وحمل تحذيرات شديدة اللهجة لحركة بعدما كفرها وأباح إهدار دماء عناصرها، فضلاً عن إهدار دماء كل من عاون التنظيم وامده بالسلاح والعتاد والمعلومات.
وقال المفتي الشرعي للتنظيم أبو كاظم الغزاوي، "إن الصلاة في الصف الاول ليست بامنع من منواع التكفير لمن أشرك مع الله، وإن حفظ القرأن وارتداء الحجاب لايمنعان اسم الشرك عن من حكم بغير الكتاب، أو تحاكم بغير شرع الله"، ما يعكس غلو التنظيم الإرهابي وتوسيعه من شريحة التكفير إذ أنه قال إن الصلاة وحفظ القرأن لا تمنع من تكفير صاحب هذه الأعمال وتناسى القاعدة الأصلية، "أن ترى من الشخص كفراً بواحاً أو إنكاراً لما هو معلوم من الدين بالضرورة"، فضلاً عن أن قصده بارتداء الحجاب أن نساء حركة حماس في مرمى نيران التنظيم.
اللافت أن الفيديو أظهر اعتراض داعش سيناء على انفتاح حماس وتصالحها مع حركة "فتح" إذ وصفها بالعلمانية الكافرة، كما اعترضوا على تواصل حماس مع "إيران" وسموها بالروافض قتلة المسلمين في العراق وسورية، إلى جانب رفضهم القاطع التنسيق بين الحركة والحكومة المصرية.
التنظيم الإرهابي حدد الأهداف التي يخطط لاستهدافها في قطاع غزة والتي تتبع حماس، إذ أعلن صراحة استهداف عناصر حماس وكل من والاهم وامدهم بالسلاح والعتاد، فضلاً عن استهداف مقراتهم ومحاكمهم إلى جانب استهداف من سموهم "الروافض" في إشار إلى الشيعة وكذلك النصارى.
وأظهر الفيديو عناصر من التنظيم دون غطاء للوجه، وهم ينفذون حكم الإعدام في أحد عناصر التنظيم ذاته، اعتبروا أنه ارتد لأنه ساهم في تهريب السلاح إلى حركة "حماس" في قطاع غزة، وشن المتحدث في الإصدار هجوماً على حركة حماس وتوجهاتها السياسية، وصنفها مرتدة، داعيا لقتالها، فيما يشبه إعلان الحرب من داعش سيناء على حماس المتمركزة في قطاع غزة الملاصقة لسيناء المصرية.
الفيديو يظهر وقوف عناصر خلف رجل يرتدي الزي البرتقالي، وهو زي الإعدام لدى داعش، ويصوب أحدهم الرصاص إلى رأسه، وتحدث الرجل الثاني في التنظيم محمد عادل (المعروف تنظيميا باسم أبوكاظم المقدسي) عن فتواه بوجوب إعدام أحد عناصر داعش الذي يدعى موسى أبو زماط والمكني بـ "أبوعائشة"، وهو من قطاع غزة، بحجة ارتداده بعد تهريبه سلاحا ومواد إلى حماس في قطاع غزة من سيناء، مشددا على أن قاضي التنظيم كاظم الغزاوي أصدر بيانا شدد فيه على ضرورة تنفيذ حكم الإعدام.
والملاحظ في الفيديو اللهجة الحادة التي استخدمها مفتي داعش سيناء ضد حركة حماس وذراعها المسلحة كتائب عزالدين القسام، إذ وصف حماس بـ "المرتدة" التي بدلت شرع الله بميثاق بشري، وأنها تسير على خطى النظام الإيراني الشيعي، وأشار إلى فساد عقيدة حماس لأنها تحارب اليهود على اعتبار أنهم محتلون، لا من أجل عقيدتهم، وأشار إلى أن من يدعم حماس مرتد لأنه يشاركها في التضييق على عناصر داعش في غزة وسيناء.
وبحسب صفحة "اتحاد قبائل سيناء" على "فيسبوك" - وهو تجمع دخل في أكثر من مواجهة مع داعش - إن العناصر الداعشية التي ظهرت في الفيديو معروفة لأهالي سيناء، خاصة أبوكاظم محمد عادل الذي يتولى منصب مفتي داعش في قطاع العريش، وعلى يساره راشد أنور الدجني، من غزة، وهو أحد أعضاء كتائب القسام المفصولين، وهو من نفذ حكم الإعدام، وعلى يساره الملقب بـ"أبو الروح"، الذي يشغل منصب الحسبة في قاطع الشيخ زويد، وأن من صور الفيديو هو الإرهابي أحمد مساعد "أبو خبيب".
مصدر قبلي قال لـ"بوابة الحركات الإسلامية" إن داعش أعلن العداء لحركة حماس منذ تقاربها مع النظام المصري، خاصة أنها باتت تراقب الحدود المشتركة مع مصر، مما قطع خطوط الإمداد لداعش سيناء، وأن تنظيم داعش سيناء يشهد منذ تنفيذ جريمة استهداف مسجد الروضة، حالة تذمر في صفوفه، مما أدى إلى حالات هجرة جماعية من التنظيم، الأمر الذي دفع القيادة المركزية للتنظيم إلى فرض إجراءات أمنية مشددة على عناصره، بما في ذلك تضييق تحركاتهم ومنعهم من التنقل إلا بعلم القيادة الأعلى.