بعد عمليات "عفرين".. هل تحارب إيران وتركيا الأكراد في إقليم قنديل العراق؟
الثلاثاء 23/يناير/2018 - 02:10 م
طباعة
في 24 ديسمبر 2017، أعلن حزب العمال الكردستاني " PKK " تشكيل "إقليم ذاتي" يضم خمس مناطق في جبال قنديل بإقليم كردستان العراق، عند الحدود مع تركيا، ياتي الاعلان عن اقليم " قنديل" قبيل ايام قليلة من اعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عملية "غصن الزيتون" لطرد الأكراد من منطقة عفرين، وهو مايشير الي أن الدولة التركية تخوض معركة استنزاف طويلة المدي ضد الأكراد في سوريا واتركيا بالاضافة الي العراق.
وتاريخياً، تزعّم الزعيم الكردي والاب الروحي لحزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المسجون في تركيا منذ 1999، العمليات العسكرية والسياسية لأكراد ضد الدولة التركية بمختلف توجهاتها.
وقال الحزب في بيان له إنه "وفي حضور أكثر من 300 شخصية سياسية، تم الإعلان عن إقليم قنديل، ويضم مناطق بالييان وناودشت وسوردى وقلاتوكا وماردوو".
ودعا البيان إلى "ضرورة إعمار إقليم قنديل والشروع بانتخاب مجلس له"، فيما أكد أحد المشاركين في المؤتمر للصحيفة، أن "على إدارة الإقليم أن تنأى بنفسها عن أي مشكلات مع حكومة إقليم كوردستان وأن تحترم قوانينه"، لافتاً إلى أن "أهالي سفوح قنديل سينتخبون بأنفسهم ممثليهم في إدارة الإقليم الجديد".
موقع استراتيجي يهدد إيران تركيا
وتقع منطقة جبال قنديل في كردستان العراق، عند نقطة التقاء الحدود العراقية الإيرانية التركية، وتمتد بعمق نحو 30 كيلومتراً داخل الأراضي التركية، ونحو 10 كم داخل إيران، وتبعد 150 كيلومتراً عن أربيل عاصمة كردستان ؟
وتُعرف هذه المنطقة الجبلية بغاباتها الطبيعية الكثيفة ووديانها العميقة، ويتجاوز امتداد سلسلة جبال قنديل الشاهقة مئتي كيلومتر، وتصل أعلى قمة جبلية فيها إلى ما بين 3000 و4000 متر فوق مستوى سطح البحر، وتضم نحو 140 قرية صغيرة ومتوسطة، فضلاً عن ثلاث نواحٍ، بعدد سكان يتراوح بين 60 و100 ألف نسمة، جميعهم من العراقيين الأكراد، ما يجعل منها حصنًا كرديًا بوجه تركيا.
وتعتبر جبال قنديل من أغنى جبال كردستان العراق بأهميته الإستراتيجية والغني بثرواته الطبيعية ويقع تحت سيطرة حزب العمال الكُـردستاني.
وقد ثبت حزب العمال الكردستاني سلطته في اقليم قنديل"منذ بداية التسعينات من القرن الماضي ومنذ ذلك الحين لم ينقطع عنها قصف الطائرات الحربية التركية والإيرانية.
وذكرت إحصاء لبلدية سفح قنديل ان أكثر من ثمانية آلاف مواطن منقسمين على (26) قرية يعيشون تحت سلطة حزب العمال في قنديل، وهم منشغلون بحياتهم الطبيعية ورعاية المواشي والبساتين والنحل ولا ينخرطون في العمل السياسي الا بقلة، الا أنهم أصبحوا عرضة لتهديد الطائرات الحربية التركية ولاسيما في الأعوام الأخيرة.
وتعادل مساحة إقليم قنديل مساحة لبنان تقريبا (10 آلاف كيلومتر مربع)، وتتبع معظم مناطق إقليم قنديل إدارة محافظة السليمانية الخاضعة لسيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني ولديه مناطق تماس اقل مع إدارة محافظة أربيل التي يشكل الحزب الديمقراطي الكردستاني فيها الأغلبية، إلا أن الوحدات الإدارية التابعة لحكومة الإقليم لا تستطيع الوصول إلى المنطقة.
اقاليم حزب العمال:
مشروع PKK في جبال قنديل باعلان تاسيس اقليم قنديل، ليس الأول بل هو ياتي في إطار سلسلة من مشاريع مماثلة أعلن عنها حزب العمال الكردستاني في وقت سابق، في عدد من مدن كردستان الشمالية، والتي أسفرت عن مواجهات دامية مع القوات التركية ودمار هائل في تلك المناطق.
ويتوزع الوجود حزب العمال الكردستاني، في كل من تركيا وسوريا والعراق وإيران، بهدف إنشاء مناطق حكم ذاتي على أمل تحقيق الدولة المستلقة عندما تسمح الظروف الدولية بذلك.
كما كان العمال الكوردستاني، قد أعلن عن "إدارة ذاتية" في منطقة شنكال، وهي من المناطق الكردستانية خارج إدارة إقليم كردستان العراق، أو ماتسمى بـ (المتنازع عليها)، في أعقاب تحرير قوات البيشمركة لمنطقة شنگال من تنظيم داعش قبل حوالي 3 سنوات.
وبشكل عام فان 650 قرية في محافظات اربيل والسليمانية ودهوك تقع تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني والتي تشمل 240 قرية في اربيل و361 قرية في دهوك و49 قرية في السليمانية بالاضافة الى 8 قرية في سنجار.
كما تسيطر وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) على أجزاء من الحدود السورية- التركية وأعلنا إقليماً فيدرالياً وأسسا حكماً محلياً،وحدات حماية الشعب - حزب الاتحاد الديمقراطي، هو حزب كردي سوري مرتبط أيديولوجياً بحزب العمال الكردستاني ومؤسسه، عبد الله أوجلان (المعتقل في تركيا)، لكنه منفصل عنه عملياتياً، وتخوض الان تركيا ضده عمليات عسكرية لاسقاط اي مشروع كردي في سوريا يهدد الاراضي التركية، ويكون داعما لاكراد تركيا في مواجهتم ضد الدولة التركية.
ويبدو أن الحزب بفرعه السوري (pyd) نجح في إقامة 3 مناطق حكم إداري (كانتونات) في الحسكة وكوباني وعفرين وهي مناطق ذات أغلبية كردية في سوريا.
كما يتمتع حزب " PKK " بنوفذ كبير في جنوب تركيا ويشكل تهديدا كبيرا للدولة التركية منذ تاسيس الحزبفي 27 نوفمبر 1978 بطريقة سرية على يد عدد من الطلاب الماركسيين الأكراد، بينهم عبد الله أوجلان الذي اختير رئيسا للحزب.
استنزاف تركيا
يكشل اقليم "قنديل" الذي اسسه الحزب الاكثر عداوة وخصومة للاتراك والايرانيين، ازعاجا كبيرا الاقليم يقع في مثلث حدودي بين ايران وتركيا وفي الاراضي العراقية وجغرافيا يشكل مركز حماية للمقاتلي حزب العمال الكردستاني.
المعروف أن حزب العمال الكردستاني" PKK" يتبع الفكر الماركسي الشيوعي وهو مصنف كتنظيم إرهابي لدى تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.. وبالنسبة لتركيا هو كداعش أو أسوأ أيضا بحسب تصريحات سابقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتشكل الحرب التركية ضد الاكراد، جزء من استنزاف الدولة التركية في عهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في ظل حروبه ضد الاكراد في سوريا والعراق وجنوب تركيا.
وقد تحارب تركيا في ثلاث علي ثلاثة محاور ( شمال سوريا، وشمال العراق ،وجنوب شرق تركيا ) وهو مايشير الي ان فشل الاستقلال باقليم كردستان العراق، فتح أبواب الجحيم ضد الاتراك والايرانيين، وخاصة حكومة اردوغان والتي اصبح ينظر اليها من قبل الاكراد علي انها هتلر الجديد الذي يحرق الاكراد في معاركه التي تستنزف الدولة التركية.
ايران :
وفيما يتعلق بموقف ايران من حزب العمال الكردستاني او ايتحرك كردي، فطرهان لا يمكن أن تسمح بأي تقدم كردي خشية من أن إلهام الأقلية الكردية في أراضيها والتي تسعى لحكم ذاتي هي الأخرى تمهيدا للانفصال وتأسيس دولة كردية.
وفي 27 مايو 2017 وقغت اشتباكات بالقرب من الحدود الإيرانية التركية بين حرس الحدود الإيراني وما وصفته وسائل الاعلام الإيرانية "بمجموعة إرهابية" في اشارة الي عناصر حزب الحياة الحرة الكردستاني٬ وهو تابع لحزب العمال الكردستاني، التي تقاتل ضد القوات الايرانية.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الجماعات المعارضة الكردية بما في ذلك حزب الحياة الحرة الكردستاني٬ ناشطة ومنذ سنوات في المناطق الحدودية بالقرب من العراق وتركيا٬ واشتبك معظمها تقريبًا مع قوات الأمن الإيرانية. ولكن٬ الحرب الأخيرة الجدية بين إيران حزب الحياة الحرة كانت قبل سنوات في صيف عام 2011.
اعلان حزب العمال الكردستاني الحزب الروحي والأهم للأمة الكردية يشكل علامة فارقة في تاريخ الحزب، حيث الاهمية الاستراتيجية للحزب تشكل مركز استراتيجي لإمداد المقاتلين الكرد في عدة جبهات مسلحة وحماية ومراكز تدريب لهؤلاء المقاتلين، في ظل حروب الكر والفر علي الجبهات الثلاث وخاصة الحرب مع تركيا وايران، سواء في الاراضي التركية او الايرانية او السورية، في ظل هدوء نسبيا بجبهة العراقية والتي يتمتع بها الاكراد بحكم ذاتي مكن لحزب العمال صناعة قاعدة عسكرية تكون بداية لاعداد جيش من الكرد يقاتل من أجل حلم الاكراد في دولة قومية... فهل سنشهد تعاون تركي ايراني في مواجهة اقليم قنديل الحدودي والذي يشكل راس حربة ضد الدولتين؟