بعد مقتل 41 شخصا وإصابة 80.. طبول الحرب تدق مجددًا في بني غازي

الأربعاء 24/يناير/2018 - 02:45 م
طباعة بعد مقتل 41 شخصا
 
لا زالت الصراعات الدموية مستمرة في ظل الحالة الفوضوية التي تعيشها ليبيا، حيث قتل نحو 41 شخصا، وأصيب أكثر من 80، في انفجار سيارتين ملغمتين ببنغازي في ليبيا، أمس الثلاثاء 24 يناير 2018، فيما تحدثت أنباء عن إصابة مدير إدارة مكافحة التجسس بجهاز المخابرات العامة الليبية.
وبحسب وكالة فرانس برس، قالت مصادر أمنية إن التفجيرين وقعا أمام مسجد بيعة الرضوان بينما كان المصلون يغادرون المسجد عقب صلاة العشاء، ولم تتضح إلى الآن الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وبدد الانفجار المزدوج الهدوء النسبي الذي شهدته ثاني أكبر المدن الليبية في الآونة الأخيرة بعد أن كانت مسرحا لصراع امتد لأكثر من ثلاث سنوات منذ 2014 وحتى أواخر 2017.
ووقع الانفجار الأول أمام مسجد في حي السلماني بوسط بنغازي بينما كان المصلون يغادرون مسجدا بعد أداء الصلاة.
ووفق تقارير اعلامية، فبعد نحو 10 أو 15 دقيقة من وصول مسؤولي الصحة والأمن إلى موقع الانفجار وقع انفجار ثان أشد قوة نجم عن سيارة مرسيدس كانت متوقعة على جانب الشارع المقابل مما ألحق أضرارا بسيارة إسعاف ووقوع عدد أكبر من الإصابات.
وكان من بين القتلى أحمد الفيتوري من وحدة التحقيقات والاعتقالات التابعة للقيادة العامة لقوات أمن شرق ليبيا. 
وقال مسؤولون إن مهدي الفلاح المسؤول الكبير بالمخابرات كان من بين المصابين الذين بلغ عددهم نحو 50.
وقال مسؤولون إن من بين الضحايا مدنيين منهم مواطن مصري يعمل في متجر للخضراوات أمام المسجد، موضحين أن العدد قد يرتفع لأن بعض المصابين حالتهم خطيرة. ولم يتضح على الفور من المسؤول عن الهجوم. حسب رويترز.
الجدير بالذكر أن قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد حققت، قوات مكاسب في صراع بنغازي بعد معارك مطولة ضد إرهابيين وخصوم آخرين تسببت في دمار المدينة الساحلية.
وشهدت المراحل الأخيرة من الصراع عدة تفجيرات استهدفت شخصيات على صلة بالجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه حفتر لكن عدد ضحايا تفجيري الثلاثاء كان الأعلي منذ الصراعات.
وفي يوليو 2017، أعلن حفتر، تحرير مدينة بنغازي بكاملها من كل الجماعات الإرهابية وعلي رأسهم تنظيم "داعش" الإرهابي، وأثنى على جهود "كل جنود القوات المسلحة والقوة المساندة، لكن الاشتباكات المتقطعة ظلت سارية حتى الشهر الماضي عندما سيطر الجيش الوطني على آخر معقل لخصومه.
وحاول داعش مرارا وتكرارا، عرقلة دخول قوات الجيش بإطلاق أعيرة نارية عشوائية، إلا أن القصف المدفعي دفعهم جميعا للفرار لينجح الجيش الليبي في السيطرة الكاملة على محور الصابري وسوق الحوت آخر معاقل التنظيم.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن بنغازي عانت طوال الـ6 سنوات الماضية من الإرهاب، خاصة بعد سيطرة مليشيات تنظيم الإخوان الإرهابي على المدينة عقب الإطاحة بالقذافي والدعم المفتوح من دولة قطر للإرهابيين هناك.
وفي أعقاب أحداث 17 فبراير 2011 والقضاء على نظام معمر القذافي، شكّل تنظيم الإخوان الإرهابي بأمر من قطر مليشيات تخدم أهدافه السياسية، وبدأ في زراعة هذه المليشيات في كل المدن الليبية، للاستفادة منهم في زرعهم داخل مناطق الصراع.
وعلى الرغم من أن هناك عناصر داخل هذه المليشيات شاركت في ثورة 2011، إلا أنها كشفت عن وجهها بعد سقوط نظام القذافي وعاثت في البلاد فسادا، معتمدة على قوة السلاح وأجندة قطر لتقسيم المدينة وتخريبها.
ووفق تقارير اعلامية، فقد اختار تنظيم الإخوان عاصمة ليبيا الثانية مدينة بنغازي لزرع مليشياته الإرهابية فيها؛ حيث حولت معسكرات الجيش الليبي التابعة لنظام القذافي لمعسكرات لها تتحرك بحُريّة في مناطق الشرق، فأسسوا حينها 3 معسكرات؛ معسكر "شهداء 17 فبراير" وكان يستوطن فيه وسام بن حميد وعناصر عصابته، وكتيبة "درع ليبيا 1" بقيادة ميكانيكي السيارات بوكا العريبي، والثالث كان هدية من تنظيم الإخوان لجماعة أنصار الشريعة الإرهابية التي كان يحمل قائدها نهج تنظيم القاعدة.
وكانت كبرى الجرائم التي ارتكبتها هذه المليشيات متحدة في هذا الحين بمساعدة قطر، هو قتل السفير الأمريكي في بنغازي وتدمير مقر القنصلية هناك.
ويذكر أن ليبيا تشهد صراعات بين عدة حكومات تتسابق علي السلطة، فمن ناحية تسعي حكومة الشرق في طبرق والموالية لجيش حفتر إلي فرض نفوذها، فيما تسعي حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج والمقيمة في طرابلس إلي بسط نفوذها كذلك، ليتصارع الطرفان علي حساب أمن واستقرار البلاد.
وكان اتهم الجيش الليبي بقيادة حفتر في وقت سابق، الإخوان الممثلين في المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق بالوقوف وراء مختلف الأحداث الدامية التي تشهدها بنغازي، من أجل إشعال الفتنة وشقّ صفوف المؤسسة العسكرية، الأمر الذي استنكره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

شارك