غموض حول مستقبل نتائج محادثات سوتشي بعد انسحاب المعارضة السورية
السبت 27/يناير/2018 - 09:25 م
طباعة
لايزال الغموض يسيطر على محادثات سوتشي الروسية لحل الزمة السورية، بعد إعلان المعارضة السورية الانسحاب، وفى نفس الوقت هناك إصرار من الأمين العام للأمم المتحدة على محاولة حل الأزمة ، وهو ما يتبلور فى إيفاد ستافان دي ميستورا إلى مؤتمر الحوار السوري الذي سيعقد في روسيا الأسبوع المقبل وتأكيده على أن المؤتمر في سوتشي سيساهم بشكل أساسي" في إحياء محادثات السلام التي تعقد برعاية أممية في جنيف.
ويأتي القرار بعد ساعات فقط من إعلان مجموعة المعارضة الرئيسية مقاطعة المحادثات التي ستنطلق في سوتشي المطلة على البحر الأسود الاثنين. وجاءت مقاطعة "هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية" بعد يومين من المحادثات التي جرت في فيينا برعاية أممية وفشلت في تحقيق أي تقدم.
ودعت روسيا أكثر من 1500 وفد إلى المؤتمر الذي يجري على مدى يومين ويراه الغرب مسارا للسلام يناقض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة ويهدف للتوصل إلى تسوية تناسب الرئيس بشار الأسد، حليف موسكو.
أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن جوتيريش تلقى تطمينات بأن مؤتمر سوتشي لن يسعى إلى تهميش المحادثات الأممية، وقدم دي ميستورا إيجازا لغوتيريش بشأن نتائج محادثات فيينا مع الأخذ بعين الاعتبار لبيان روسي أشار إلى أن نتيجة مؤتمر سوتشي "سيتم تقديمها إلى جنيف كمساهمة في عملية التفاوض بين السوريين التي ترعاها الأمم المتحدة". وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة "قرر قبول دعوة روسيا الاتحادية لإرسال ممثل لحضور مؤتمر سوتشي" فأوفد دي ميستورا.
بينما أعلنت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناويرت، ، أن الولايات المتحدة تعتقد أن محادثات سوتشي حول سوريا هي "حل مؤقت"، وتدعو للتركيز على عملية "جنيف".
وتمت الاشارة إلى أنه تم إرسال دعوات ومقترحات المشاركة للمشاركين السوريين — حوالي 1600 شخص سيستلمون هذه الدعوات".، وأشارت المتحدثة إلى أنه "تم دعوة الأمم المتحدة وعدد من الشركاء المحليين والدوليين كمراقبين في هذا المؤتمر".
وأكدت المتحدثة زاخاروفا أن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا تهدف لتقطيع هذه البلاد، وأشارت إلى أن الخطط الأمريكية للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا لا تتماشى مع العمل على تسوية الوضع في هذه الدولة.
وقالت زاخاروفا: "استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بحق هذه الدولة لا تبدو إلا كتوجه لتقطيع أوصال هذا البلد".
فى حين رفضت عدد من المعارضة السورية الذهاب إلى سوتشي، وبالرغمِ من التأكيدات الروسية بأن المؤتمر السوري ستُستَثمر نتائجه في مسارِ جنيف، فقد دفعت أطراف دولية منها الولاياتُ المتحدة بمقترحات تمثلت بوثيقة مجموعة الخمس، التي قوبلت برفض قاطع من قبل وفد الحكومة السورية، كما شن رئيس الوفدِ بشار الجعفري هجوماً عنيفاً على الدولِ التي أعدت هذه الوثيقة.
من جانبه رفض وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الولايات المتحدة على سحب قواتها "فورا" من مدينة منبج الواقعة في شمال سوريا والتي يسيطر عليها مقاتلون أكراد بدأت أنقرة حملة عسكرية ضدهم قبل أسبوع. وقال غلو للصحافيين في أنطاليا "عليهم القوات الأميركية الانسحاب فورا من منبج".
حيث وينتشر مئات من الجنود الأميركيين في منبج، التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية المصنفة من قبل أنقرة على أنها مجموعة "إرهابية" رغم تحالفها مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة بتوسيع العملية العسكرية في سوريا إلى منبج وشرقا إلى الحدود العراقية ما يحمل خطر اندلاع مواجهة مباشرة مع القوات الأميركية، وزادت العملية العسكرية التركية في عفرين التي تحمل اسم "غصن الزيتون" منسوب التوتر بين تركيا والولايات المتحدة.