الامام أبو حامد الغزالي يجمع علماء السنة والشيعة في إندونسيا
الأحد 28/يناير/2018 - 02:26 م
طباعة
شهدت العاصمة الاندونسية جاكرتا، لمدة ثلاثة ايام (18-19-20 يناير 2018) مؤتمرا دوليا حول فكر الأمام أبو حامد الغزالي وتأثير في العالم الإسلامي وخاصة افريقيا.
وحضر المؤتمر شخصيات شيعية وسنية وعلماء العالم الإسلامي ومن الصين وروسيا والولايات المتحدة، وبمشاركة لمجلس التقريب بين المذاهب الايرانية وبالتعاون مع مؤسسة أمانة العلمية الثقافية في أندونيسيا تحت إشراف كيائي حبيب لطفي الشخصية الأندونيسية البارزة.
وٌتطرق المؤتمر من قبل الأساتذة والخبراء من بلدان مختلفة إلى الأبعاد العلمية والشخصية للإمام محمد الغزالي (1058-1111)حيث يمكن إعتبار الدكتور سعيد عقيل سراج رئيس منظمة نهضة العلماء الأندونيسية أحد الشخصيات البارزة التي شاركت في المؤتمر لكون منظمته واحدة من أكبر المنظمات الإسلامية في أندونيسيا.
ومثل مصر الشيخ محمد محمود أبو حسيم من مصر؛ ياسر الغضماني من سوريا، وعزيز عابدين من الولايات المتحدة؛ الشيخ محمد حبیب العلیم من الصين، والدكتور إبراهيم عبدوليف من روسيا، ومازن شريف من تونس، ومن المغرب الدكتور عزيز الكبيطي الإدريسي رئيس المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية.
كذلك حضر من ايران حجة الإسلام والمسلمين الدكتور محمد حسين مختاري، رئيس جامعة المذاهب الإسلامية وأستاذ الدراسات العليا في الحوزة والجامعة، وآية الله حسيني شاهرودي ممثل المرشد الأعلي علي خامنئي في محافظة كردستان الايرانية، وماموستا فائق رستمي من محافظة كردستان وعضو مجلس خبراء القيادة، والدكتور إبراهيميان، والدكتور جلرو من المساعدين في جامعة المذاهب الإسلامية حيث سيقوم الجميع بإلقاء كلماتهم وتقديم المقالات بهذا الصدد.
وللإمام الغزالي مؤثرا للغاية في تحويل الفكر الإسلامي في القرون الوسطى بعيدا عن أرسطو، والمضاربة الفلسفية والمناقشة اللاهوتية. كما ساهم إسهاما كبيرا في تطوير رؤية منهجية للصوفية وإدماجها وقبولها في الإسلام السائد.
وتعرض الدكتور عزيز الكبيطي الإدريسي الحسني رئيس المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية لدور الإمام الغزالي تحت عنوان "انتشار وتأثير تصوف الإمام الغزالي في افريقيا والشرق الأوسط"، إلى تأثير الشيخ أبي حامد الغزالي في الغرب الإسلامي وإفريقيا سواء على المستوى الديني أو الفكري أو العقدي، مبرزا أهمية هذا التأثير انطلاقا من فتوى الجهاد في الأندلس إبان الدولة المرابطية إلى إحراق كتابه الإحياء، وما دار حول ذلك من نقاش ديني وفكري سيستمر بعد قيام الدولة الموحدية. ليختم بأهمية الرجوع إلى فكر الغزالي اليوم للحصول على الأمن الروحي والمادي.
وكان الدكتور عزيز الكبيطي الإدريسي قد بدأ مداخلته بالاشارة الى العناصر المشتركة بين المغرب واندونيسيا كمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وآل البيت والأولياء.
وأشار إلى أن المغرب يعتبر نموذجا يحتذى في المنطقة العربية بفعل اعتماده على ثلاثية الفقه المالكي والعقيدة الاشعرية والطريقة الصوفية، وهي شبيهة بمنهج اندونيسيا مما يجعلهما كطائر قادر على التحليق بالأمة الاسلامية إن هما تعاونا في مختلف مجالات.
وأوصى الكبيطي في الختام بضرورة اعتماد التصوف كوسيلة لاصلاح النفس والمحتمع ومن ثمة العالم المجاور، وأيضا بضرورة المواءمة بين الشريعة والحقيقة لتحقيق التوازن المنشود في المسلم المعتدل، وكذا بتشجيع علمية التصوف لاستخراج مناهج الصالحين في التزكية وتربية النفس لإصلاح الشباب.
من جانبه أشار آية الله حسيني شاهرودي ممثل المرشد الأعلي علي خامنئي في محافظة كردستان الايرانية ، إلي أن تأثير مرقد الإمام الغزالي في تعزيز الأخوة والوحدة، وقال: نحن نعيش في عصر من جزء واحد التفت بعيدا عن الدين بقدر ما هي العودة إلى الدين والقيم الروحية هي علماء الاجتماع والخبراء في مجال دعت الأديان هو عصر الروحانية.
وأكد ممثل المرجع الشيعي الايراني، أن أ المذهب الشافعي، اقرب المذاهب السنية الي المذهب الاثني عشري" الجعفري الشيعي" جعفري، مضيفا عندما تذهب الي ايران تري هناك الإخوة بين الشيعة والسنة وهناك عائالات مشتركة وزيجات متبادلة بين الشيعة والسنة في ايران، وهو ما يؤكد علي وحدة السنة والشيعة في ايران.
وقال ممثل خامنئي في كردستان ايران، أنه الإمام نظر الغزالي، قدم دليلا ومنهجا ورؤية من أجل الوحدة الاسلامية والقضاء علي التطرف والتعصب، فان جماعات الإسلام الراديكالي والجماعات التكفيرية مثل" داعش"، وتنظيم القاعدة وحركة طالبان وجيهة النصرة هم اعداء للمسلمين ويقتلون ابناء الأمة الإسلامية في تعزيز لمخططات اعداء الامة من أجل القضاء عليها.
وقال ممثل خامنئي، أن أماكن والجامعات في إيران تسمى يضاف الإمام الغزالي بعد موقع محدد من ضريح الإمام الغزالي لأن التراث الثقافي من الثوم لديه محددة ويجب أن يكون علميا أنه ثبت للعمل قبره .
وجاءت مداخلات المشاركين ، فقد تناول الدكتور لقمان الحكيم رئيس تحرير مجلة جحيا صوفي، بعنوان: "تعاليم الإمام الغزالي الصوفية كأساس المحققين في ممارسة الطريقة المعتبرة".
فيما تناول الشيخ فائق رستمي، من كردستان إيران: "إسهامات الإمام الغزالي في الفكر الإسلامي".
كما تناول الدكتور عزيز عابدين الحسيني رئيس الجامعة الاسلامية بالولايات المتحدة: "انتشار وتأثير تصوف الإمام الغزالي في الغرب".
فيما القي الشيخ مايونغ علي ممثلا لشيخه محمد حبيب العليم شيخ الطريقة النقشبندية في الصين،مداخلة قوية عن : "انتشار وتأثير تصوف الإمام الغزالي في الصين".
وتناول الدكتور ابراهيم عبدليف من جامعة داغستان الاسلامية، روسيا دور فكر الإمام الغزالي في "انتشار وتأثير تصوف الإمام الغزالي في روسيا".
فيما تناول عميد كلية المذاهب الاسلامية بطهران الدكتور مختاري، "انتشار وتأثير تصوف الإمام الغزالي في ايران".
وكذلك تناول الدكتور إلياس إسماعيل عميد الجامعة الإسلامية الشافعية بجاكرتا: ""انتشار وتأثير تصوف الإمام الغزالي في اسيا ونوسانتارا".
وكانت الجلسة الختامية حول مشروع إعادة ترميم قبر الإمام الغزالي بمداخلات لكل من الدكتور أحمد مبارك وكيل اللجنة الاندونيسية والسيد أحمد حسين الشهرودي ممثل الجمهورية الاسلامية.
الاختتام كان بكلمة للحبيب لطفي بن يحيى شيخ الطريقة النهضية، ثم توقيع وثيقة تعاون علمي مع جميع المحاضرين في المؤتمر، وسيعقب ذلك جولة سياحية في اندونيسيا الرائعة وخاصة جزيرة جاوة وزيارة بعض المعاهد الاسلامية والمساجد.
وقد شهد المؤتمر حضورا علميا واعلاميا كبيرا، بحضور ثلة مهمة من العلماء والاكاديمين ومشايخ التصوف، وكذلك واكب فعالياته عدد كبير من الطلبة في الجامعات الاسلامية الاندونيسية وأتباع الطريقة النهضية.
إن العناية بتصوف الامام الغزالي في فترة التناحر والانهيار التي تمر بها الامة، وانتشار الفكر المتطرف، تدل عن حكمة وفهم، إذ تصوف الامام الغزالي هو تصوف جامع، تصوف عالم وفقيه، ورجل برع في علم الكلام والمنطق، بخلاف كونه من أهم العلماء بالعقيدة الاشعرية، ومن كبار الفلاسفة، مما جعل تصوفه مؤثرا في الحضارة الاسلامية وفي الفكر الانساني، فقد أثر الغزالي في عدد من فلاسفة الغرب من بينهم ديكارت.
أما عن عناية اندونيسيا بالتصوف والفكر الاسلامي، فإنها مدرسة تستحق الكثير من الدراسة والنظر، بل كل التجربة الاندونيسية في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وكيف جمعت الدولة بين الاسلام والحضارة، لتبثت أنهما لا يتعارضان، وهذا مجال بحث دقيق وسبر عميق ونظر طويل، فما أحوج الدول العربية لمثل تلك التجربة الفريدة والناجحة.
و أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي" ولد في مدينة طوس في خراسان في حدود عام 450 هـ. عالم وفقيه ومتصوِّف إسلامي، أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين في التاريخ الإسلامي.
يعد ابو حامد الغزالي من كبار المفكرين المسلمين بعامه و من كبار المفكرين بمجال علم الاخلاق بخاصه, و قد جمع ارائه الاخلاقيه بين طريقه الفلاسفه في بناء الاخلاق على حقيقه الانسان و الشريعه الاسلاميه التي جاءت لتتم مكارم الاخلاق كم ورد في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم. كما بين الطرق العمليه لتربيه الابناء و اصلاح الاخلاق الذميمه و تخليص الانسان منها, فكان بذلك مفكراً و مربياً و مصلحاً اجتماعياً في ان معاً يرى الغزالي ان الاخلاق ترجع إلى النفس لا إلى الجسد, فالخلق عنده هيئه ثابته قفي النفس تدفع الانسان للقيام بالافعال الاخلاقيه بسهوله و يسر دون الحاجه إلى التفكير الطويل.