دخول القاعدة في الصومال(النشأة والتطور).. دراسة تكشف عوامل تمدد الجهاديين ببلاد بنط

الأحد 28/يناير/2018 - 08:56 م
طباعة دخول القاعدة في الصومال(النشأة
 
وضعت دراسة حديثة رؤية حول جذور وبداية وجود تنظيم القاعدة الإرهابي في الصومال بلاد بنط قديما، والتي اعتبرت مثارة بشكل كبير في إطار بزوغ ظاهرة الحركات الجهادية العنفية الصومالية وغيرالصومالية في إطار التفاعلات الأيديولوجية والفكرية والتنطيمية للجماعات والحركات الجهادية العالمية في أفغانستان في الثمانينيات القرن الماضي.
دراسة " دخول القاعدة في الصومال (النشأة والتطور)"، نشرها مركز مقديشو للبحوث والدراسات للباحث الصومالي في الشؤون الحركات الإرهابية، نور عبد الرحمن، وضعت تصور لبداية حضور القاعدة في الصومال واهمية القرن الأفريقي لتنظيم الإرهابي والعوامل التي ساعدت علي تمدد  القاعدة في الصومال.
وأكد الباحث في دراسته أن منابع الفكر الجهادي العنفي تنطلق جذورها من اجتهادات وتفسيرات سيد قطب( احد زعماء جماعة الإخوان، وتشكل كتبه المرجع الأول لجماعات المتطرفة والإرهابية في العالم)، وغيره من أعلام الفكر الإسلامي الإحيائي، إلا أن جماعات العنف في العالم الإسلامي طوّرت رؤيتها عبر إعادة انتاج واستكشاف وقراءة نصوص(سيدقطب) في بعض إنجازاته الفكرية، وتو ظيفها السياسي والعسكري، وذلك لتوريد فلسفة تبرر مما رسة العنف المسلح ضد النطم والمجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية.
واوضحت الدراسة أن اهتمام القاعدة بالقرن الإفريقي لا يعود إلى مطلع التسعينيات من القرن العشرين بعد انتهاء الجهاد الأفغاني ضد السوفيت ورحيل مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري إلى السودان، ولكن الاهتمام الحقيقي للقاعدة في الصومال يرجع إلى فترة إقامة أسامة بن لادن في السودان، بعد مغادرته للمملكة العربية السعودية على خلفية الأزمة السياسية التي شهدتها المملكة حينها، والتي لبن لادن رأيُ آخر فيها يخالف رأي السلطات السعودية، بخصوص القوات العسكرية التي تم استقدامها لتحرير الكويت، وحماية المملكة من العراق، وقد أقام أسامة في السودان، مند بداية التسعينات حتى منتصفها من القرن الماضي.

وبذلك وجد تنطيم القاعدة في الصومال بيئة مساعدة له على الا نتشار هنالك؛ بسبب جغرافية المنطقة وموقعها الاستراتيجي بين دول القرن الأ فريقي، وانهيار حكومته المركزية، الأمر الذي ساعد عناصرالتنطيم على التحرك بسهولة في الصومال، لتكون الصومال أول موقع للقاعدة خارج أفغانستان.
واشارت الدراسة إلي أن أهمية الصومال بالنسبة لتنظيم القاعدة لعدة أسباب في مقدمتها قرب الصومال جغرافيا من اليمن الحاضنة الأساسية لتلة الجهاد الأولي القادمة من مصر ، والمقر الجديد لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فضلا عن الأهمية الإستراتيجية وقربها من مضيق باب المندب وتاثيرها علي حركة التجارة العالمية، إضافة الي حالة الفقر  والوضع المعيشي الصعب في الصومال، ونموذج الدولة الفاشلة، والغياب الأمني في البلاد، والذي يسمح لتنظيم القاعدة في التمدد والنفوذ وممارسة نشاطه.
وأوضحت الدراسة، أن اسامة بن لادن سعي إلي تأسيس مراكز تدريب لجماعات الجهادية وعناصر تنظيم القاعدة، فتم التواصل بين "بن لادن" والزعيم الديني الشيخ حسن تركي، والذي يعد أهم شخصية صومالية تواصلت مع "بن لادن" وقت اقامته في السودان.
الدراسة اشارت  إلي أن أول عملية إرهابية للقاعدة في الصومال، كانت عبر استهداف بعض مقاتلي القاعدة اسقاط طائرة عسكرية أمريكية "البلاكهوك" في 1993.
ونقل الدراسة أهمية الصومال كأرض خصبة لمواجهة القوات الأمريكي بعد الخروج من افغانستان، عن أمين سر تنظيم القاعدة ، عبد الله فاضل القمري، في مذكراته حيث قال" إن الصومال كانت بالنسبة للقاتعدة أرضا خصبة لمواجهة القطب الأوحد، وكانت هي الساحة الوحيدة التي سيتم فيها تطبيق كل ما تعلمناه في أفغنستان، ولكن لا تنسي أن المواجهة ستكون بين القوي العظمي بالنظام العالنمي الجديد بقيادة الصهاينة الأمريكان، وبين شباب لا يمتلكون غير أنفسهم ليقدموها  رخيصة للله سبحانه وتعالي..".
الدراسة أشارت الي عوامل بروز القاعدة كقوة مسلحة في الصومال، إلي عدة عوامل في مقدمتها ما يسمه الباحث " الإنحراف الفكري والفقهي" وتأثر الإسلاميين في الصومال بقطب وافكار سيد قطب والقيادي الإخواني الهندي أبو الإعلي المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية في الهند وباكستان، وافكار ابن تيمية، ومحمد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية في الجزيرة العربية ، كل هؤلاء كان لهم دورهم علي التوجهات الاسلامية في الصومال وفي مقدمتها "علماء الصحوة".

من العوامل الأخري لبروز القاعدة كقوة في الصومال يرجع الي نتاج الإستبداد  والفشل السياسي في الصومال، فاستبداد وحكم الجنرالات "الحكم العسكري" والتشدد ضد تعاليم والشرعية الاسلامية أدت الي موجهة عسكية من تطرف اسلامي وفر بيئة خاصة للقاعدة والمتشددين والجماعات المتطرفة.
العامل الثالث من وجة نظر الباحث لتمدد القاعدة وبرزوها كقوة في الصومال يرجع الي التدخل الأجنبي في الصومال،  فالصومال كانت منطقة صراع عربية وغربية وأفريقية لسيطرة عليه مما ادي الي انتكسات في مسار الدولة وتسلط الجماعات المتطرفة.
التدخل الأجنبي أدي إلي وجود حرب بالوكلاة علي الأراضي الصومالية، مما عمق من تردجي الأوضاع الأمنية وسقوط الدولة لصومالية وبروز المتطرفين ومليشيات الإسلامية كقوة في الصومال.

الدراسة اشارت إلي دور للحارس الشخصي لأسامة بن لادن ويدعي ناصر البحري، في تأسيس لتنظيم القاعدة في الصومال عبر قيامه بمهمات استطلاعية بين عامي 1996 و1998م،  لافته الي اسامة بن لادن كان يعتزم نقل تنظيم القاعدة بكامل الي مدينة كامبوني القريبة من من كسمايو جنوب الصومال وبالقرب من الحدود مع كينيا.
ولفت الدراسة ألي أن القاعدة  لعبت دورا في خسائر القوات الأمريكية وفشل عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام "يونيصوم" عام 1993.
ولفت الدراسة الي مشاركة تنظيم القاعدة إلي جانب الجنرال محمد فارح عيديد، والذي كان يعارض الوجود العسكري الأمريكي في الصومال، خلال عملية "يونيصوم" التي قادتها واشنطن في الصومال بين عامي "1992-1994م".
الدراسة اشارت إلي تنظيم القاعدة شاركت إلي جانب "حركة الإتحاد الإسلامي" في الحرب التي خاضها ضد القوات الأمريكية في الصومالن وهو ما جعل واشنطن تعتقد أن ثلاثة أعضاء من تنظيم القاعدة، وهم فضل عبد الله من دولة جزر القمر، وأبو طه السوداني من دولة السودان، وصالح علي صالح نبهان من دولة كينيا، قامو بتنفيذ تفجيرات السفارة الأمريكية في نيروبي ودار السلام 1998م، واستفادوا من حماية الإتحاد الإسلامي لعناصر القاعدة.
وهجرة  عناصرة القاعدة الي الصومال بعد احداث 11 سبتمبر 2001 واستهداف مركز التجارة العالمية في نيويوركن  ورأت الدراسة أن الصومال شهدت تدفق مئات من مقاتلي القاعدة إلي الصومال بعدما تعرضوا لضربات عسكرية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتي استهدفت نظام طالبان والقاعدة في أفغانستان.

ولفت الدراسة أن القاعدة ازدهر وجودها في ظل فترة حكم المحاكم الإسلامية في الصومال حيث كان عناصر القاعدة يظهرون ضمن صفوف قوات اتحاد المحاكم الإسلامية ، وهو ما كان واضحا من استهداف مقرات للحكومة الانتقالية في مقديشو  خلال 2006.
وقد لاقت التفجيرات اشادة من زعيم القاعدة اسامة بن لادن وأيمن الظواهري بجهود  اتحاد المحاكم الإسلامية ووصفهم بأسود"الصومال"، ومعها بدأت منابر القاعدة الإعلامية في بث مواد اعلامية باللغة الصومالية .
وخلصت الدراسة إلي أن القاعدة وجدت في الصومال أرض خصبة عبر عوامل عديدة ونتيجة لصراعات محلية واقليمة ودولية علي الدولة الصومالية فكانت تمدد الجماعات المتطرفة والإرهابية في الصومال، ومازالت الصومال تعاني من سطوة التطرف في البلاد رغم وجود حكومة في مقديشو وتراجع نسبي للجماعات المتطرفة الا ان عوانمل بقاء القاعدة والجماعات المتطرفة الأخري كتنظيم"داعش" مازال تهدد الدولة الصومالية.

شارك