في ندوة " إيران المأزومة"بالإمارات .. خبراء نظام خامنئي يعيش مرحلة السقوط
الإثنين 29/يناير/2018 - 01:39 م
طباعة
ناقش باحثون وخبراء في الشأن الإيراني، الاواضع ومستقبل نظام المرشد الأعلي علي خامنئي في ايران بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها إيران في الآونة الأخيرة، والتي أكدت حالة الاضطراب البنيوية وعدم الاستقرار في النظام الإيراني، وكشفت رفْض المجتمع الإيراني لسياسات نظام الملالي التي أدت إلى إفقار الشعب وتبديد ثروته على التدخلات في شؤون دول الجوار.
وعقد مركز الإمارات للسياسات بدولة الإمارات العربية،الإثنين، حلقة نقاشية بعنوان "إيران المأزومة: الأسباب والسياقات والمآلات"، وشارك بها باحثون وخبراء الشان الإيراني.
وقالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي، إن ما قام به نظام الملالي في إيران تجاه الاحتجاجات الشعبية الأخيرة لايعدو كونه تأجيلاً للمشكلة.
وأكدت خلال كلمتها في افتتاح الحلقة النقاشية التي ينظمها المركز اليوم الإثنين، تحت عنوان إيران المأزومة: الأسباب والسياقات والمألات، في أبوظبي، أنه لا يمكن للقمع والاستبداد وفشل الحوكمة الاستمرار إلى مالا نهاية في طهران.
وتضم الحلقة النقاشية- التي تعمل على مقاربة أزمة النموذج الداخلي في إيران وبناء إطار معرفي جديد يستكشف القوى المتصارعة في البلاد- 4 جلسات عمل.
وقدمت الجلسات تحليلاً متخصصاً لطبيعة الأزمة الهيكلية المزمنة للنظام الإيراني، عبر مقاربة القوى المتصارعة والمصالح المتضاربة والرؤى المتناقضة، إلى جانب التعرف على الأسباب الحقيقة للاحتجاجات الأخيرة في إيران، و مآلاتها الاستراتيجية.
وأوضحت الدكتورة ابتسام الكتبي، أن اندلاع المظاهرات بشكل عفوي ومفاجئ وامتدادها لمختلف أنحاء البلاد في أيام قليلة، يعد أكبر دليل على أن الاستقرار الظاهر على السطح لا يعبر عن حقيقة الرفض والسخط الذي يمور في البلاد.
وأشارت إلى أن رسالة الحركة الاحتجاجية تجاوزت تآكل شرعية النظام وتفاقم أزماته الهيكلية الداخلية، إلى إخفاق النموذج الإيراني، الذي يبدو جلياً في نزوع الإيرانيين المضطرد للهجرة.
وأضافت أن "سياسة غلق الحدود التي يتبعها النظام الإيراني أسهمت في تعويق التوصل لفهم عميق ودقيق للشأن الداخلي".
وعدَّ الخبير في الشؤون الإيرانية ألكس فاتنكا، الموجة الاحتجاجية الأخيرة، مؤشراً لما وصل إليه الشباب الإيراني من اضطهاد.
ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني بالمخيب لآمال من توسموا فيه الإصلاح ليفشل على الرغم من إعطائه الفرصة.
وتنبأ فاتنكا، بعودة المظاهرات مجدداً لمواصلة الثورة على ولاية الفقيه.
من جانبه قال الخبير بالشؤون الإيرانية الدكتور سلطان محمد النعيمي، ، في حلقة ايران المأزومة، ان : شعارات "الموت للديكتاتور" التي ظهرت في المظاهرات الأخيرة في إيران هي شعارات جديدة، وغالبية من قالوها شباب
وأوضح النعيمي أن 80% من محافظة بلوشستان تحت خط الفقرن لافتا الي أن ما حدث في الاحتجاجات الأخيرة يتعدى الوضع الاقتصادي إلى رفض لنمط معيشي كامل، وهو ما أكده روحاني نفسه، مضيفا التضييق الذي تشهده إيران مشابه لاستبداد حقبة الشاه.
وتابع النعيمي، أن شعارات "الموت للديكتاتور" التي ظهرت في المظاهرات الأخيرة في إيران هي شعارات جديدة، وغالبية من قالوها شباب
من جانبه كشف الباحث في وحدة الدراسات الإيرانية بمركز الإمارات للسياسات الدكتور محمد الزغول في حلقة إيران المأزومة، عن صراعات الأجنحة داخل النظام الايراني، قائلا أن في إيران" نظام متصارع ، مذاهب متصارعة، شركات متصارعة، مؤسسات متصارعة، قوميات متصارعة، أجيال متصارعة .. كلها ملامح المشهد الجديد للنظام الداخلي الإيراني".
واوضح الزغول، أن النظام الإيراني عبارة عن عدة شبكات وهي شبكة المرشد الاعلي علي خامنئي وشبكة عائلة صادق وعلي لاريجاني وشبكة الحرس الثوري وشبكة الرئيس الايراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني وشبكة الرئيس الايراني الأسبق محمد خاتمي وشبكة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد وهي شبكات تشير إلي مدي الصراع داخل النظام الإيراني.
وراي الباحث في الشان الإيراني، أن هناك قطيعة سيسولوجية بين إيران الأكثرية وإيران الأقليات داخل البلاد، لافتا إلي أن الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة كشفت عن حالة شعبية من تراجع الأيديولوجيا واضمحلال بريقها.
وأضاف أن سيولة المشهد الداخلي في إيران في تصاعد، وعدم مناصرة الإصلاحيين للاحتجاجات الأخيرة يطرح تساؤل حول وجود القوى الإصلاحية بالفعل في إيران.
واختتم قائلا : يعتقد الكثيرون "أن النظام الإيراني تجاوز عمره الافتراضي، ويتعين على إيران العبور من الثورة إلى الدولة" لكن ليس هناك أي أساس منطقي لهذا الطرح.
وكشف مسؤول الملف الإيراني بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، الدكتور عادل السالمي، عن تداخل في صناعة القرار بإيران ما يؤثر على سياستها الخارجية.
ولفت إلى تراجع الجهازين الدبلوماسي والسياسي في مقابل تمدد الحرس الثوري الذي أصبح حكومة قائمة بذاتها.
واوضح السالمي، أنه إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي ففي أسوأ الأحوال ستعود إيران لتخصيب اليورانيوم وعودة العقوبات عليها وتمكُّن الحرس الثوري من الداخل الإيراني.
ونوه الخبير في الشأن الإيراني حسن العمري، إلى أن طهران تعاني اليوم من 3 أزمات مركبة أولها الهوية وثانيها نموذج بناء الدولة وثالثها بناء القوة.
وزاد: "بالنسبة لبناء الدولة فقد عجز نظام الملالي، عن بناء الدولة لأنه يطمح لإقامة دولة كونية هو مركزها".