إبراهيم رئيسي خليفة خامنئي في دمشق.. رسائل ايرانية لمن يهمه الأمر
الأربعاء 31/يناير/2018 - 02:30 م
طباعة
زيارة ملفته قام بها المرجع الشيعي الايراني براهيم ، الاقرب الي خلافة علي خامنئي في منصب المرشد الاعلي في ايران، الي العاصمة السورية دمشق، ليبحث عدة رسائل لمن يهمه الأمر، و لتاكيد علي أن دمشق ستظل تحت الرعاية الايرانية، وايضا في اطار استمرار مخطط ايران لتغير الدميغرافي لسكان سوريا عبر تشيع السوريين وخاصة في مناطق سوريا المفيدة وعلي راسها العاصمة دمشق فكانت زيارة "رئيسي" الي مرقد السيدة زينب في ريف دمشق.
وبحسب ما قالت وكالة فارس الإيرانية، فإن متولي شؤون الروضة الرضوية في مدينة مشهد الإيرانية، ابراهيم رئيسي، زار السيدة زينب، الاثنين 29 يناير 2018 واطلع رئيسي على الخطوات المنجزة لإعادة إعمار المرقد من قبل لجنة إيرانية مختصة بإعمار العتبات المقدسة.
وتقوم اللجنة الإيرانية لإعمار العتبات المقدسة بإعادة إعمار مرقد السيدة زينب في ريف دمشق.
وكان رئيس اللجنة الإيرانية لإعمار العتبات المقدسة، حسن بلارك، قال في يوليو الماضي، إن مقر اللجنة في سوريا استأنف نشاطه ووصلت مجموعة من الكوادر إلى سوريا لترميم المراقد.
ويعد حي السيدة زينب أحد أبرز تجمعات الطائفة الشيعية في العاصمة دمشق، إذ يحتوي على مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب. والواقع أن هذا الحي الذي صار جزءاً من دمشق، لم يكن قبل أربعين سنة سوى قرية صغيرة يوجد فيها مقام صغير ينسب لزينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. والحقيقة أن الاهتمام بهذا المقام يشكل جسرا للتحالف الإستراتيجي بين النظامين السوري والإيراني.
وتخضع المنطقة لسيطرة الجيش السوري والميليشات الموالية له بالكامل، وتقطنها عوائل من الطائفتين، السنية والشيعية، إلى جانب ميليشيات عراقية ولبنانية موالية للنظام.
و تقدر إحصائيات متطابقة أن نسبة الشيعة السوريين كان قبل بضعة سنوات يتراوح بين 4.5 إلى 4 في المئة وأبرز المناطق التي يتواجدون فيها هي في دمشق ويتوزعون في زين العابدين والجورة وحي الأمين الذي يعتبر أهم مركز للشيعة في سورية، وفيه مسجدان الأول مسجد الإمام علي بن أبي طالب وحسينية يمتد نشاطها على مدار السنة، والمسجد الآخر مسجد الزهراء.
وتحولت المقامات الدينية في دمشق في السنوات الماضية إلى مقر أساسي للزوار والميليشيات، وخاصة من إيران والعراق.
وقد سعت إيران لنشر التشيع في سوريا، وتحويله إلى تشيع سياسي مشبعاً بالأفكار الخمينية، وإقامة الحوزات الدينية، وتطوير أو استحداث مقامات دينية.
وقد لعب الشيخ العراقي من أصل إيراني حسن الشيرازي (1935 ـ 1981) دوراً كبيراً في مدّ التشيّع إلى داخل سوريا، انطلاقاً من الفكر الذي يحمله شقيقه آية الله العظمى محمد الشيرازي، القائم على "إجلاء الهوية الدينية للعلويين".
وفي دراسة علمية موّلتها حركة "العدالة والبناء" السورية المعارضة، وأُعلنت نتائجها في لندن خلال ابريل 2008 ، تبيّن أن التشيّع في سوريا بات في عهد الرئيس السوري بشار اسد مشروعاً سياسياً فاقعاً، يعبر عنه "الانتشار الواسع للحوزات العلمية، وتأسيس مراكز تشييع، واحتلال الشيعة للمقامات السنية، كمقام السيدة زينب، والسيدة رقية، والسيدة سكينة بنت علي، وعمار بن ياسر، ومحسن بن الحسين، وزين العابدين، وحِجر بن عدي".
وتضيف الدراسة بأن "انتشار الحوزات ارتفع خلال ست سنوات بما يعادل ما تم إنشاؤه خلال ربع قرن"، وعلى سبيل المثال أنشئت في عهد بشار 12 حوزة علمية و3 كليات دينية شيعية في منطقة السيدة زينب في دمشق، كما رُخصت أول جامعة إسلامية شيعية عام 2003. ورغم أن التعليم الشرعي في سوريا يخضع لإشراف وزارة الأوقاف السورية، فإن الحوزات العلمية باتت بإشراف جهاز جديد اسمه "مديرية الحوزات العلمية"، اعتباراً من العام 2005.
واصبحت "مديرية الحوزات العلمية" تشرف علي مراقد أل البيت، حيث ظهرت حوزاتعلمية لم تكن موجودة من قبل (الحوزة الحيدرية- الإمام جواد التبريزي- الإمام الصادق- الرسول الأعظم- الإمام المجتبى- الإمام الحسين- الإمام زين العابدين- قمر بني هاشم-إمام الزمان- الشهيدين الصديقين- الإمام المهدي- فقه الأئمة الأطهار...)، وهي تقع ايضا تحت اشرف الايرانيين بشكل غير مباشر.
وقالت الدراسة ان الفترة الذهبية للتشيع في سورية هي الفترة الممتدة بين عامي 1970 ـ 2007، فما قبلها لا يعتبر التشيع ظاهرة، ولم يتعد عدد الذين تشيعوا بضع مئات. فإذا قدر عددهم بما دون الألف، فإن عدد السُّنة الذين تشيعوا في عهد حافظ الأسد (أي في الفترة 1970 ـ 1999) يقدر بـ 6960 كحد أقصى، بما نسبته 43%، وعدد السنَّة الذين تشيعوا في الفترة 1999 ـ 2007 يقدر بـ 8040 كحد أقصى بما نسبته 50%.
وعلى هذ الأساس فإن المعدل السنوي للتشيع في الوسط السني حتى ما قبل عام 1970 كان 20 شخصاً في السنة، وفي عهد حافظ الأسد 1970 ـ 1999 كان المعدل 232 سنياً في السنة، أي أنه تضاعف قرابة 12 مرة عن الفترة التي سبقته، وفي عهد بشار الأسد ضمن الفترة 1999 ـ 2007 فإن معدل الانتشار كان 1005 سنيين سنوياً، أي أن المعدل السنوي تضاعف عن عهد الاسد الأب بما يعادل 4.3 مرة، وتضاعف بـ51 مرة عن معدل ما قبل 1970.
ويضاف إليهم نحو 500.000 عراقي شيعي في سوريا، وأنه من المحتمل أن يتحوّل هؤلاء إلى "إحدى الأدوات الجديدة للنظام في صراعه مع المعارضة الوطنية الديموقراطية وخاصة الاسلامية.
ايران توجت هيمنتها على المؤسسة الدينية الإسلامية في سوريا، في سبتمبر 2016 بإنشاء "مكتب تنسيق" خاص بـ"المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" في دمشق، والمكتب سيتألف من مندوبين عن عدد من المؤسسات الإسلامية السنية أبرزها "معهد الشام العالي للدراسات الشرعية" وعلماء من الجامع الأموي وممثلين عن الطريقة الصوفية إضافة إلى ممثلة عن "القبيسيات"، ومندوبين عن الحوزات الشيعية في دمشق. و لـ"مكتب التنسيق" صندوق مالي ينظم الهبات والأموال التي تصل من إيران إلى المؤسسات التي ستدعمها، أو التخطيط لمشاريع مشتركة بين الهيئات الدينية المؤلفة للملتقى.
الأهداف المعلنة لـ"مكتب التنسيق" هي التقريب بين جميع المؤسسات الدينية الإسلامية في دمشق وريفها، وبناء جسر بينها بهدف وضع رؤية موحدة مشتركة للخطاب الديني في دمشق، وإصدار منشورات وكتب دينية هدفها التقريب بين المذهب السني والشيعي، والعمل على ردم الخلافات في العقيدة. ما يعني هيمنة إضافية لإيران على جميع المؤسسات الدينية الإسلامية، والتدخل في معالجتها للقضايا المذهبية، وصياغة خطاب يتوافق مع سياسة إيران المتبعة في سوريا.
أما "معهد الشام العالي للدراسات الدينية" الذي اسس بقرار جمهوري بعد انلاد الظاهرات السورية في 2011، يضم كلاً من "معهد الفتح الإسلامي" و"مجمع الشيخ احمد كفتارو"، و"مجمع الست رقية" أكبر مؤسسة دينية لنشر الفكر الشيعي في دمشق. ويتولى إدارة المعهد "مجلس أمناء" برئاسة وزير الأوقاف وعضوية ثلاث شخصيات "علمية اجتماعية" ممثلة لـ"الفتح" و"كفتارو" و"رقية"، يعينها وزير الأوقاف. وتمّ انشاء العديد من الثانويات الشرعية التي تهدف إلى نشر الفكر الدعوي الشيعي، وافتتاح عدد من الدورات لتعلم اللغة الفارسية.
زيارة ابراهيم رئيسي المرشح لخلافة خامنئي في منصب المرشد الأعلي تشكل عدة رسائل قوية إلي من يعنيه الأمرن أن سوريا وخاصة دمشق ستظل تحت سيطرة ايران ليس سياسيا فقط ولكن أيضصا دينيا واجتماعيا واقتصاديا ، بما يشير الي أن دمشق ستصبح وفقا للمزاج الإيراني.
الرسالة الثانية هي التأكيد علي أن ايران لن تتخلي عن مشروعها الديني في سوريا بل ستمضي الي توسيع ودعم ركائز هذا المشروع عبر العديد من المخططات الدينية والاقتصادية والسياسية بما يضمن بقاء سوريا لعقود من الزمن تحت راية الدولة الايرانية.
الرسالة الثالثة، هي التأكيد علي الحضور الايراني الديني بجانب الحضور العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي في سوريا .