مع دعم مؤسسات ورجال دين لتظاهرات إيران.. هل أقترب سقوط نظام خامنئي ؟

السبت 03/فبراير/2018 - 02:46 م
طباعة مع دعم مؤسسات ورجال
 
مع انطلاق موجة ثانية من التظاهرات الإيرانية في  جمهورية المرشد الأعلي علي خامنئي، تتواصل البيانات المؤيدة لهذا لتظاهرات والتحذيرات من سقوط جمهورية ولاية الفقيه علي طريقة سقوط  نظام الشاه  البهلوي في 1979.
وكانت تظاهرات ايرانية تجددت في نحو 142 مدينة ايرانية  خلال الايام الماضية، التي تعد الموجه الثانية نت التظاهرات التي بدأت يوم 28 ديسمبر الماضي لتؤكد علي أن شرارة الثورة مشتعلة في  جمهورية خامئني رغم اعلان الحرس الثوري الإيراني أن تم خدم الانتفاضة والقضاء علي الفتنة.
5ألاف معتقل:
وشهدت العاصمة طهران مساء الجمعة عمليات كر وفر بين الشرطة الإيرانية ومتظاهرين غاضبين من سياسيات بلادهم الداخلية والخارجية بعد أن دعا نشطاء إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاستمرار في الاحتجاجات حتى 11 فبراير الجاري وهو اليوم الذي يحتفل فيه النظام بانتصار ثورته قبل حوالي تسعة وثلاثين عاماً.
وكانت مظاهرات قد انطلقت مساء الخميس في العاصمة طهران ومدينة الأهواز جنوب غرب إيران وأصفهان وتبريز وسنندج وكرمانشاه، أطلق عليها نشطاء "الموجة الثانية" للاحتجاجات تحت شعار الموت للديكتاتور .
واليوم السبت كشف النائب الإيراني علي رضا رحيمي، أن السلطات اعتقلت ما يقارب 5000 شخص خلال الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في أكثر من 100 مدينة بأنحاء مختلفة من البلاد.
وقال رحيمي وهو عضو في لجنة الزمن القومي في البرلمان الإيراني على هامش زيارته وعدد من النواب إلى سجن "إيفين" بالعاصمة طهران للتحقيق في مقتل عدد من المحتجين تحت التعذيب، إن معظم المعتقلين تم إطلاق سراحهم وما تبقى منهم محتجزين على قيد التحقيق في العاصمة طهران ومحافظات أصفهان وهمدان وفارس والأهواز.
ونقلت وكالة "ايلنا" عن النائب رحيمي قوله إن رئيس دائرة السجون في طهران أكد بأن مجمل عدد معتقلي الأحداث الأخيرة بلغ 4972 شخصا، حيث إن نسبة 73% من الرجال و27% من النساء.
وأضاف أن أكثر من ثلثي المعتقلين كانوا من الشباب حيث إن 50٪ منهم تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عاما و27٪ بين 25 و32 عاما.
وكان تقرير أمني قدمته وزارة الداخلية الإيرانية لرئيس الجمهورية حسن روحاني، عن الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، أكد أن الإحصائيات تشير إلى أن المظاهرات خرجت بدوافع سياسية واقتصادية وبحضور مكثف للشباب والطلاب.
هذا بينما تحذر منظمات حقوقية من إعدامات قد تنفذها السلطات الإيرانية في حق عدد كبير من المعتقلين بسبب الاحتجاجات الأخيرة بعد اتهامهم بـ "محاربة الله والفساد على الأرض" من قبل محاكم الثورة الإيرانية سيئة الصيت.
وأكدت تلك المنظمات أن عدد المعتقلين الذين ماتوا تحت التعذيب بلغ 10 أشخاص، كما قتل 25 شخصا من المتظاهرين برصاص الأمن.
واستمرت الاحتجاجات ليلا خلال اليومين الماضيين في العاصمة طهران ومدن أخرى تلبية لدعوات أطلقها ناشطون تحت عنوان "الموجة الثانية" للاحتجاجات.
ودعا اتحاد النقابات العمالية الدولي إلى وقفات احتجاجية أمام سفارات إيران في العالم؛ تنديدا بما يتعرض له العمال في إيران من انتهاكات وعدم حصول بعضهم على المرتبات منذ عدة أشهر.
ووفقا للإذاعة الإيرانية (راديو فردا)، فإن اتحاد النقابات العمالية الدولي، الذي يتضمن 331 نقابة من 163 دولة ويضم 2.5 مليون عامل، أصدر بيانا تحدث فيه عن زيادة الصدام بين الهيئات الأمنية والقضائية والعمال والنشطاء العماليين، على خلفية تأخر دفع مرتبات آلاف من العمال في مناطق مختلفة من إيران.
كما ذكر الاتحاد، أنه تم حبس واحتجاز عددٍ من النشطاء العماليين ومحاكمة عدد آخر بسبب فعالياتهم الحقوقية، ولفقوا لهم اتهامات باطلة حوكموا على إثرها.
رجال الدين والطلبة الأحرار يدعم التظاهرات
فيما أصدرت جمعية رجال الدين والطلبة الأحرار في إيران بیانا أعلنت فیه عن دعمهما لانتفاضة الشعب.
وجاء فی جانب من هذه الرسالة: انتفاضة الشعب الإيراني في دیسمبر 2017 هي بداية الانتفاضة حتی النصر. وكما يدرك الشعب الإيراني، فإن هذه الانتفاضة شملت 142 مدينة. إنها قد قلبت جميع حسابات المتاجرین بالدین الحاکمین فی البلاد وجعلت ترتعد فرائص فرعون العصر خامنئي من الخوف. أظهرت الانتفاضة أن بیت الولی الفقیه العنكبوتي هو أوهن وأکثر من أي وقت مضى وحقا أن أوهن البیوت لبیت العنكبوت."
وأضاف البيان "فی هذه الانتفاضة لم یسلم رجال الدین من الموالین لخمینی حیث تعرض بیوتهم الخاصة للجهل والجریمة لهجوم من قبل المواطنین الغاضبین. کما وفی الصعید المقابل أي جبهة الشعب وقفت تلك الطائفة من رجال الدین والطلاب البواسل والشرفاء الداعین للحریة بجانب الشعب ضد ألد الخصام أي خامنئي ونظامه لیسطروا ملحمة الانتفاضة."
وأكد "ان رجال الدین والطلاب الأحرار فی إيران وفي جميع المراحل، وخاصة حركة (تنباکو) التبغ وفي وقت لاحق في ثورة الدستور وفي الحركة الوطنية للشعب الإيراني، بقیادة الدکتور محمد مصدق وطیلة‌ هذه السنوات الثماني والثلاثين الماضية من حكم المتاجرین بالدین الأسود، أي نظام خمیني وخامنئي أثبتوا أن مؤشر الدين والتدین هو الحق في الحرية والحرية في العيش والتحرر وحرية العيش في حماية الشعب".
وتابع "نحن فی جمعية رجال الدين والطلبة الأحرار في إيران نهیب بكل أبناء شعبنا الأبطال والتحررین مواصلة انتفاضتهم القویة وألا یبخلوا عن جهد لتوسع الانتفاضة. کما نطالب رجال الدین والطلبة الأحرار بدعم انتفاضة الشعب بأقلامهم وجهدهم وکل ما بوسعهم ومواصلة‌ نضالهم ضد هذا النظام المعادي للدین حتی اسقاطه. ولتلک الطائفة من رجال الدین والطلاب الذین لزموا الصمت  حیال ظلم الطاغوت المنهار المتمثل في خامنئي ونظامه، سواء بسبب الخوف أو أسباب أخری، نقول کفی الصمت. لأن الصمت معناه تأیید الظلم والمتاجرة بالدین وتعلمون أنتم اذا کان ذلك علی وعي فهو شرك وقبول الطاغوت وهذا ضد الدین ومبادیٔ الشریعة."
واردف قائلا :"نقول لرجال الدین المزیفین الداعمین لهذا النظام ان دينكم هو السلطة وشهوة السلطة ومن الأفضل لکم أن تخلعوا لباس الدین وتسقطوا من رؤوسکم العمامة وعباءة رجال الدین المزیفین وأن لا تستمروا أکثر من هذا في أن تکونوا شرکاء السلطة وألا تؤیدوا هذا النظام أكثر من هذا. ان لم تفعلوا ذلك اليوم فغدا سیکون الوقت متأخرا جدا بالنسبة لكم".

كروبي يحذ خامنئي:
الأمر لم يقف عن  بيان جميعة رجال الدين والطلبة الأحرار في إيران لم هاجم أيضا المرجع الشيعي ورئيس البرلمان الايراني السابق"مجلس الشوري الإسلامي" مهدي كروبي، مرشد إيران علي خامنئي، متهماً إياه باستغلال نفوذه وسلطاته في إدارة البلاد. 
وطالب وزعيم المعارضة الايرانية الموجود تحت الإقامة الجبرية منذ انتفاضة الثورة الخضراء في 2009، خامنئي بتحمل مسؤولية الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي تواجه إيران بدلا من إلقاء اللوم على آخرين.
كما طالب كروبي، في انتقاد علني نادر لخامنئي، المرشد بتغيير أسلوب إدارته لإيران قبل فوات الأوان.
وقال كروبي في رسالة مفتوحة لخامنئي نشرت الثلاثاء على الموقع الرسمي لحزبه الإصلاحي: "تتولى منصب الزعيم الأعلى للبلاد منذ ثلاثة عقود، لكنك ما زلت تتحدث كمعارض".
ويقصد كروبي بتعبير "معارض" أنه يجب ألا يتمتع خامنئي بسلطات مطلقة في الوقت الذي ينتقد فيه حكومة الرئيس المنتخب حسن روحاني وهو شخص عملي يريد تحرير الاقتصاد الذي يهيمن عليه الحرس الثوري وشركات حكومية.
وأضاف كروبي "خلال آخر ثلاثة عقود قضيت على القوى الثورية الرئيسية بالبلاد لتنفيذ سياساتك، والآن يتعين عليك مواجهة نتائج ذلك".

كما انتقد كروبي السماح للحرس الثوري بالقيام بدور مهيمن في اقتصاد البلاد من قبل خامنئي، لافتاً إلى أن ذلك " أضر ذلك بسمعة الحرس وأغرقه في فساد كبير".
وقال كروبي إنه في ظل قيادة خامنئي تحولت الهيئات التي تأسست بعد ثورة عام 1979 بغرض القضاء على الفقر إلى شركات ضخمة تملك نصف ثروة إيران دون أي جهة رقابية تراجع تصرفاتها.
وقال كروبي نقلا عن بيانات رسمية إن أكثر من 10 ملايين من بين 80 مليون إيراني يعيشون في فقر مدقع الآن.
وقال "في ظل مثل هذه الظروف من الطبيعي أن تتحول الطبقات الدنيا التي تمثل الظهير الشعبي لإيران إلى برميل بارود".
وقال كروبي إن الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها البلاد في شهر ديسمبر ضد "الفساد والتمييز" كانت جرس إنذار للسلطات من أجل إصلاح النظام السياسي والاقتصادي.
وأضاف أن خامنئي جعل البرلمان "مجلسا خانعا" رهن إشارته وتحت تأثير نفوذ مليشيا الحرس الثوري وذلك من خلال التحري الدقيق عن المرشحين في الانتخابات.
وقال إن 60% من الاقتصاد الإيراني تحت تصرف خامنئي، ويصرف الجزء الأكبر من ميزانية البلاد على مؤسسات لا فائدة اقتصادية أو إنتاجية ترجى منها، بل تدعو إلى الكراهية والعنف وتنشر إيديولوجيات سامة.
نجاد : النظام يسقط
وفي 29 يناير الماضي، حذر الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، خلال رسالة وجهها إلى المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، مما وصفه بـ "خطر سقوط النظام" على ضوء الاحتجاجات الأخيرة واستمرار الاستياء الشعبي والضغوط الاقتصادية والسياسية.
وشدد نجاد في رسالته المنشورة حديثا على موقعه الرسمي والتي يعود تاريخها الى يوم الأربعاء الماضي، على أن " الضغوط الاقتصادية والسياسية مستمرة ضد الشعب"، وخاطب خامنئي قائلا: "أنتم تعلمون جيدا بوضع الناس والضغوط الاقتصادية والنفسية والسياسية التي يتعرضون لها، ولذا فإن الأعداء قد أصبحوا أكثر أملا وجرأة على تنفيذ مخطط إسقاط النظام ".
وأظهرت الرسالة عودة الصراع بين أجنحة النظام الإيراني حيث هاجم نجاد بشدة منافسيه المتنفذين من عائلة لاريجاني، وقال في الرسالة: "من الواضح لديكم أن عائلة لاريجاني كم وجهت من أضرار جسيمة ضد مقامكم وضد ثقة الشعب بالنظام وكم من الكوارث انزلوها علي البلاد وخاصة بجهاز القضاء والبرلمان".
ويتهم أحمدي نجاد، رئيس رئيس السلطة القضائية صادق أمُلي لاريجاني وأشقائه وعلى رأسهم رئيس البرلمان علي لاريجاني ومعاون القضاء جواد لاريجاني والمسؤول السابق فاضل لاريجاني بالفساد ومصادرة أراض وأملاك وعقارات من الناس ونهب المال العام.
وكان النظام الايراني قد فرض التهدئة على الأجنحة المتصارعة خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة حيث قام كل من روحاني والمتشددين وأيضا الاصلاحيون بإصدار بيانات إدانة ووصفوا المظاهرات بأنها أعمال شغب واضطرابات تستهدف النظام برمته، لكن أحمدي نجاد واتباعه التزموا الصمت ما دفع بالحرس الثوري أن يتهمهم بالتورط بالاحتجاجات أو بالتواطؤ معها كجزء من الضغط على الأجنحة الأخرى.
وكان الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد، قد هاجم المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، قبيل الاحتجاجات، وذلك بعد أيام من تحذير خامنئي له من استمرار الانتقادات للنظام ولعب دور المعارضة.
وقال نجاد في تصريحات حادة لدى زيارته إلى محافظة بوشهر، جنوب إيران، بأنه سيستمر بالتصريح بآرائه، وتساءل: وهل من له رأي مغاير لرأي المرشد يجب أن يموت"؟
روحاني يخشي السقوط
الأمور لم تقف عن مهدي كروبي والرئيس الايراني السابق أحمدي نجاد،  بل جاءت التحذيرات من أحد قادة مؤسساة الحكم في ايران وهو الرئيس الإيراني،  حجة الإسلام والمسلمين حسن روحاني،  فقد حذر روحاني المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي "ضمنيا" من ملاقاة مصير الشاه بسبب "عدم سماع صوت الشعب"، مدافعا في الوقت نفسه عن حقبة الخميني المرشد الأول للنظام ( 1979-1989).
ووفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، فإن روحانى قال في كلمة له الأربعاء خلال احتفال بمناسبة الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإيرانية، إنه "لا يمكن لأحد أن يمنع الناس من التعبير عن الآراء والانتقادات وحتى الاحتجاج".
وأضاف الرئيس الإيراني أن سبب انهيار النظام الملكي في إيران هو "عدم سماع صوت نقد الشعب".

وفي وقت سابق حمّل روحاني التيار المتشدد الذي وصفه بأنه "يريد فرض رؤيته على جيل الشباب"، مسؤولية اندلاع المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة، في تصريحات فسرت على أنها تأتي في إطار محاولته ركوب موجة الاحتجاجات بهدف تعزيز مكانته لدى المرشد لتمكنه من تنفيذ بعض وعوده الانتخابية.
وقال روحاني خلال اجتماع حكومي، وفي كلمة له بثت عبر التلفزيون الإيراني إن "أسباب اندلاع الأحداث الأخيرة تكمن في ابتعاد المسؤولين عن الجيل الشاب وفرض نمط حياة الأجيال السابقة للأجيال الحالية".
واعتبر روحاني أن من يعتبرون مطالب المتظاهرين بأنها "اقتصادية فقط" يهينون الشعب، حسب تعبيره.
دخول رموز من رجال الدين في ايران ومؤسسات دينية تدعم التظاهرات واخري تحذر من سقوط نظام ولاية الفقيه تشير إلي  أن إيران مقبلة علي تغيرات عديدة واستمرار الضغط والتحركات في الشارع الإيراني قد يؤدي الي السيناريو الأكثر بهجة للايرانيين وشعوب الاقليم بسقوط احد أهم أركان الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط وهو نموذ الجمهورية الاسلامية والتي تشكل سندا  كبيرا للجماعات الاسلام الاسلامي السياسي بشقيها السياسي والمسلح.

شارك