دراسة أمريكية .. مستقبل غامض ينتظر حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب
الأحد 04/فبراير/2018 - 02:39 م
طباعة
خلصت دراسة لمركز أمريكي عن ان حزب العدالة والتنمية- الذراع السياسة لجماعة الإخوان في المغرب، يواجه مستقبل سياسيا غامضا في ظل مؤشرات عديدة في مقدمتها رفض ولاية ثالثة لرئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران، ولكن الدراسة اشارت إلي إمكانية بقاء الحزب ضمن دائرة السلطة والحكم في المغرب بتقديم للشارع المغربي نموذج قدرت الحزب علي الحكم .
العدالة والتنمية مستهدف:
وأمس السبت 3 فبراير 2018، قال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن الحزب كان مستهدفا وما زال مستهدفا إلى اليوم، بسبب التوسع الذي يعرفه والذي يسبب للأطراف الأخرى ضرارا، و أن هناك من يفشل التحالف الحكومي.
و أضاف العثماني، خلال الجلسة الافتتاحية بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، المنعقد تحت شعار نضال ووفاء من أجل الوطن والإرادة والشعبية، أن ابن كيران قام بدور مهم ورائد قبل المؤتمر الوطني الأخير للحزب.
و تابع رئيس الحكومة، نحن لسنا واهمين ونحن في موقع المسؤولية في جماعات متعددة ولكن الحزب ما زال مستهدف، وعلى شبيبة الحزب وأعضائه أن يتحلوا باليقظة، من قبل إفشال مؤامرة انقسام حزب العدالة والتنمية.
وأكد سعد الدين العثماني، و أن هناك من يفشل تجربة التحالف الحكومي، ونحن أوفياء لحليفنا حزب التقدم والاشتراكية، وأن علاقتنا بحزب التقدم والاشتراكية متواصلة من أجل مواصلة مصلحة الوطن واستقلالية القرار الحزبي.
"إخوان المغرب"
وذكرت دراسة للباحث بمؤسّسة كارنيجي للشرق الأوسط" إنتصار فقير" تحت عنوان" الحزب الإسلامي المغربي: البحث عن سياسة جديدة بوجه التحديات القديمة" ان حزب العدالة والتنمية المغربي قاد الحكومة المغربية في فترةٍ اتّسمت بالإصلاحات والانخراط السياسي المتنامي، غداة التعديلات الدستورية التي شهدها العام 2011، إذ سعى الحزب إلى إعادة تعريف العلاقة بين الأحزاب السياسية والقصر والرأي العام. وقد أثبت فوزه التاريخي بولاية ثانية أهمية إقامة روابط مباشرة مع الشعب.
أوضحت أن القصر " الملكية الحاكمة في اشارة الي العاهل المغربي الملك محمد السادس"، وفي خضم جهوده لحماية موقعه السياسي المُهيمن، ردّ بعرقلة تشكيل حكومة ثانية بقيادة حزب العدالة والتنمية؛ ثمّ بتحييد قائده عبد الإله بنكيران؛ وإعادة توكيد دوره في إدارة دفة الشؤون السياسية في البلاد. ومع أن هذه الإجراءات تشي ظاهرياً بأفول مرحلة الانفتاح السياسي التي انطلقت بُعيد العام 2011، إلا أن حزب العدالة والتنمية، وعلى الرغم من إضعافه، لازال يحظى بالدعم المحلّي والجهوي، ولاتزال لديه الفرصة لتحسين الحوكمة المحليّة
دور القصر
واضافت أن تدخّلات القصر قد تخاطر بتجريد المَلَكية، وهنا المفارقة، من الحاجز العازل نفسه الذي توفّره لها المؤسسات والسياسيون المنتخبون. فمن خلال تقويض الحكومة، قد يصبح القصر نفسه عُرضةً إلى النقد والسخط وربما المساءلة والمحاسبة، ولفتت الباحثة إلألي المناورات السياسية التي افتعلها القصر في مواجهة حزب العدالة والتنمية بعد أن حقق حزب العدالة والتنمية نصره الانتخابي الثاني، حيث ناور القصر لمنع بنكيران من تشكيل ائتلاف ثانٍ، مُستخدماً أسلوب التلاعب السياسي بالأحزاب المعارِضة والشركاء السابقين، على الأرجح بهدف إرساء ثقل موازِن في مقابل شعبية حزب العدالة والتنمية، وفي الوقت نفسه لحماية مصالحه (القصر) الخاصة السياسية والاقتصادية.
وهو ماحدث فعلا في مارس 2017، حيث دعا الملك محمد السادس إلى استبدال بنكيران، وسمّى الشخصية الأكثر تدجيناً في الحزب، سعد الدين العثماني، رئيساً مكلَّفاً للحكومة المغربية. ثم خلال المؤتمر الثامن للحزب في 9 و10 ديسمبر، انتخب الحزب العثماني أميناً عاماً، طابعاً بذلك قبلة الموت على تطلعات الزعامة لدى بنكيران.
وحول مؤشّرات التغيير، رأت الباحثة أنه يتمثّل الإرث الأبرز الذي خلّفته ولاية حزب العدالة والتنمية من العام 2012 إلى العام 2016، في الجهود التي بذلها لمنح الحكومة دوراً أكبر. كان بنكيران، قائد حزب العدالة والتنمية آنذاك ورئيس الوزراء، قادراً على التعامل مع النظام الملكي على أنه في الوقت نفسه معرقل ومصدر للمصداقية ، مُميطاً بذلك اللثام عن الخطوط الحمراء للقصر، ومُظهراً قدرته على اللعب داخل حدود النظام السياسي.
على الرغم من أن سجل حزب العدالة والتنمية في عملية الإصلاح كان متبايناً - خاصة في ما يتعلق بمكافحة الفساد والسلطة القضائية والاقتصاد الهيكلي - إلا أن الحزب تمكّن من إقناع المواطنين بقدرته على الحكم، وهذا تجلّى في نجاحاته في الانتخابات المحلية والجهوية، وفوزه الحاسم في الانتخابات الوطنية العام 2016.
مستقبل غامض لـ"إخوان المغرب"
ووضعت الباحثة مستقبل غامض لحزب العدالة والتنمية في المغرب، وبنيت هذه الرؤية علي أربع محاور، المحور الأول أن حزب العدالة والتنمية يُدرك التحديات التي تواجهه بفعل تحرُّكه المزدوج لاسترضاء القصر والحكم بشكل فعّال في الوقت نفسه. وقد كشفت الجهود التي بذلها حتى الآن عن أوجه التناقض المتأصلة في هذه العملية، والتكاليف المترتبة على السعي وراء المهمتَين في آن.
والمحور الثاني اختتم المؤتمر الثامن للحزب، الذي عُقد في ديسمبر 2017، مناقشاته المثيرة للخلافات حول القيادة برفضه سعي عبد الإله بنكيران لتولي منصب الأمين العام لولاية ثالثة- تم إنتخاب رئيس الحكومة المغربية الحالي سعد الدين العثماني لقيادة الحزب، لكن الحزب لايزال يرأس ائتلافاً كبيراً وضعيفاً يزيده تضعضعاً تدخّل القصر في شؤون الإدارة العامة.
المحور الثالث هو انه إذا ما تمكّن حزب العدالة والتنمية من أن يوضح للشعب طبيعة القيود المتزايدة التي تواجهه، فقد يتغلب على تداعيات ماحصل خلال الأشهر القليلة الماضية.
والمحور الرابع والخير في رؤية "انتصار فقير" حول مستقبل "اخوان المغرب تتمثل في أن تجربة حزب العدالة والتنمية أثبتت أن ثمة نهجاً بديلاً، ولو كان محفوفاً بالمخاطر، يمكن أن تعتمده الأحزاب السياسية في المغرب، إن كانت على استعداد لتبنّيه.
واختتمت الدراسة قائلا واقع الحال أن حزب العدالة والتنمية أظهر أن الاستثمار في إقامة روابط مباشرة مع الشعب يُعَدّ خطوة فعّالة نحو تحقيق نجاح انتخابي، وأثبتت تجربته أن الناخبين والقصر هما على القدر نفسه من الأهمية. والأهم من ذلك أنه كشف ضمناً أن مصالح الناخبين والقصر لا تتقاطع دائماً. إن عملية الشدّ والجذب التي خاضها حزب العدالة والتنمية – والتي تأرجحت بين الإذعان للملك من جهة وبين واجبات الحزب حيال الناخبين من جهة أخرى - أماطت اللثام أكثر عن الهوّة التي تفصل سائر الأحزاب عن الناخبين. وقد تمثّل ردّ فعل القصر على هذه التطورات بإيصاد الأبواب أمام عملية الانفتاح السياسي التي كان قد أتاحها على مضض. لكن، ومن خلال دعم العثماني في تشكيل حكومة ضعيفة وتهميش بنكيران تدريجاً داخل الحزب، صادق القصر نوعاً ما على النجاح الذي حصده حزب العدالة والتنمية والذي لم يعمّر طويلاً.