بين أفريقيا والعموم البريطاني .. صراع الماسونية والأديان يعود للواجهة

الإثنين 05/فبراير/2018 - 06:24 م
طباعة بين أفريقيا والعموم
 
بين تراجع الجهة المنظمة للقاءات الماسونية الأفريقية الملغاشية السادسة والعشرين في السنغال عن إقامته بعد ضغوطات مارستها مؤسسات وفعاليات جمعيات إسلامية سنغالية نافذة، واعلان رئيس أكبر محفل ماسوني في بريطانيا  ان مزيدا من اعضاء المنظمة السرية سيفصحون عن هوياتهم اذا ضمنوا غياب "التحيز الأعمى" ضد انشطتهم وأهدافهم التي تحاط دائما بكتمان تام، عادت الماسونة الي الواجهة في الإعلام العالمي والعربي.
والماسونية، أو البناؤون الأحرار، حركة سرية عالمية تتسم بغموض النشأة والأهداف وسعة الانتشار والنفوذ، ويتشارك أعضاؤها عقائد وأفكارا واحدة في ما يخص الأخلاق والميتافيزيقيا أو الماورائيات وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إلهي، ويري البعض ان تاريخيها يعود لقبل 3000 سنة والبعض يرى ان الحركة الماسونية هي حركة هدامة لكل الديانات .

الغاء مؤتمر الماسونية بإفريقيا

في 18 يناير الماضي،  اضطرت الجهات المنظمة للقاءات الماسونية الأفريقية الملغاشية السادسة والعشرين لإلغاء مؤتمرها الذي كان مقررا يومي 2 و3 فبراير تحت مسمى ملتقى الإنسانية والأخوية الأفريقية والملغاشية، بسبب ضغوط شديدة مارستها ضد عقده جمعيات إسلامية سنغالية نافذة. 
وبات على 600 عضو من "أخوية" Francs-Macons البحث عن مكان آخر لعقد مؤتمرهم السادس والعشرين، بعد أن ضغطت مجموعة تسمى "لا للماسونية" لإلغائه، في العاصمة السنغالية.
ومن المرجح أن ينقل المنظمون اللقاءات الماسونية الحالية إلى عاصمة أفريقية أخرى لاستحالة عقدها في داكار. ويفرض المنظمون على كل مشارك في هذه اللقاءات، دفع 200 يورو لحضور الورشات، تنضاف لها 100 يوروأخرى لحضور أمسية فنية ورحلة سياحية ثقافية يشملها البرنامج.
وأعلن بيير أمبو مدير فندق كينغ فهد في داكار «أنه اضطر لإلغاء الحجز الخاص في عقد هذا اللقاء خوفا من تهديدات وصلته قد تمس الأمن العام إذا هو استضاف هذه اللقاءات». 
وحذرت منظمة «لا للماسونية» التي تضم 60 جمعية إسلامية، بالاشتراك مع منصة "معا نحمي قيمنا"، بيانا، الأربعاء، عارضوا فيه بشدة عقد اللقاءات الماسونية في داكار كونها «تمس بالقيم الإسلامية النبيلة للمجتمع السنغالي المسلم بنسبة 95 من مئة». 
وأكدت هذه الجمعيات في بيان نشرته «أن المنظمات الماسونية تتستر خلف حماية الحريات لزرع جرائم الوأد والإجهاض والزواج المثلي».
وحذرت الجمعيات الموقعة على البيان «الشعب السنغالي من مغبة السماح للنشاط الماسوني في اختراق المجتمع السنغالي»، مشيرة إلى «أنها استبقت وأجهضت محاولة ماسونية لتأسيس هيئة لإغواء الشباب في ديسمبر الماضي». وتشكل هذه المواقف عائقا أمام النشاط الماسوني في المجتمع السنغالي الذي تؤطره طرق صوفية قوية ومتحكمة. 
واتهمت الجمعيات الإسلامية «الماسونيين الفرنسيين بأنهم هم من وقفوا وراء القانون الصادر عام 1975 الذي يلغي تجريم الإجهاض وأنهم هم من وقفوا أيضا وراء قانون 2013 المبيح للزواج المثلي». و«إن هذين القانونين، تضيف الجمعيات، يشكلان مسا بقيمنا ومن شأنها أن تحدث اضطرابا في انسجام مجتمعنا». 
وأكد مام مختار غي نائب رئيس جمعية «جمرة» الإسلامية، في توضيحات للصحافة أمس «أن النصوص التأسيسية للماسونية متناقضة كلها مع تشريعاتنا، فشعب السنغال شعب متسامح لكنه لن يقبل حضور المنظمات الماسونية التي تدمر تراث سرين طوبا زعيم الطائفة المريدية والحاج مالك سه زعيم الطريقة التجانية، لأن ذلك إذا سمحنا به فإنه يشكل تهديدا لأمننا». 
وبدأ الحضور الماسوني في أفريقيا مع إنشاء «مثابة لوج الكبرى» في مدينة سنلويس السنغالية عام 1781 وواصل هذا الحضور بعد ذلك انتشاره في عدة دول، وانغرس في الأذهان منذ التأريخ تخوف من الطابع الخيالي والتآمري للماسونية. ويعتبر غالبية مسلمي السنغال «أن الماسونيين مجموعة شياطين، والدليل التأريخي على ذلك أن الزعيم الوطني السنغالي ابليز جان أول نائب أفريقي ينتخب في البرلمان الفرنسي، قد دفن خارج مقابر المسلمين بسبب انتمائه الماسوني المعلن».

محفلان في العموم البريطاني

واليوم الإثنين، كشفت صحيفة جارديان عن وجود محفلين ماسونيين ينشطان سراً داخل مقر مجلس العموم (البرلمان) البريطاني في حي وستمنستر في لندن.
وقالت الصحيفة إن المحفلين أُقيما بغرض تجنيد نواب البرلمان والصحفيين السياسيين في الحركة الماسونية. وأضافت أن الأعضاء المنتسبين للمحفلين غير معروفين حتى للصحفيين الذين يرتادون رواق البرلمان.
وطبقاً لسجلات الماسونية، فإن أحد المحفلين واسمه "نيو ويلكم لودج" يُعنى بتجنيد النواب والنبلاء (اللوردات) والعاملين في البرلمان، أما الثاني وهو "جاليري لودج" فقد أُقيم للمنتسبين للمؤسسات الصحفية السياسية، ويُعرف أيضا باسم "اللوبي أو الرواق"، وكلا المحفلين ما يزالان ينشطان داخل مقر مجلس النواب.
وقال رئيس أكبر محفل ماسوني في بريطانيا ان مزيدا من اعضاء المنظمة السرية سيفصحون عن هوياتهم اذا ضمنوا غياب "التحيز الأعمى" ضد انشطتهم وأهدافهم التي تحاط دائما بكتمان تام.
وكشفت تصريحات ديفيد ستابلز لصحيفة الأوبزرفر البريطانية عن تأثير عميق للمحفل الماسوني في مسار السياسة والإعلام في بريطانيا، إلى جانب القدرة على تعطيل قرارات حكومية هامة أو تأخيرها.
وقال ستابلز، وهو الرئيس التنفيذي "للمحفل الماسوني الكبير في إنجلترا"، محفل الماسونيين الرئيسي في إنكلترا وويلز، إن المزيد من الماسونيين سيعلنون عن هويتهم إذا لم يخشوا التحيز والتمييز.
واضاف "لا ينبغي أن تكون هناك علاقة بين فرد يختار ما إذا كان سيعلن عضويته الماسونية أم لا، وبين قدرته على أداء وظيفته بشكل جيد. ولكن في الواقع يوجد هناك تناقض، لأن هناك آخرين يفعلون ذلك على أساس التحيز الأعمى".
وقال ستابلز ايضا "على النقيض من الفكر الشعبوي، كون هناك أعضاء ماسونيون، فهذا يساعدهم على القيام بأدوارهم في المجتمع على أكمل وجه، بما في ذلك الصحافيون والسياسيون ورجال الشرطة والمحامون، ليصبحوا أفضل في وظائفهم من خلال تشجيعهم على العمل".
واعتبر ان "عضويتهم بالمجتمع الماسوني شيء إيجابي بالنسبة لهم كأفراد وبالنسبة للمجتمع ككل".
وكشف تقرير الأوبزرفر ايضا عن محفلين ماسونيين يعملان بسرية تامة، تم إنشاؤهما لتجنيد أعضاء في البرلمان بغرفتيه وصحافيين يعملون في القسم السياسي لوسائل إعلام كبرى ويمثلونها في وستمنستر (مقر البرلمان).
وبحسب ما ذكرت السجلات الماسونية، فإن هذين المحفلين هما "نيو ويلكم" الذي يعين أعضاء البرلمان والموظفين البرلمانيين، و"غاليري" الذي أنشئ لأعضاء قطاع الصحافة المعروف باسم "اللوبي".
كما أشار التقرير إلى محفل ثالث أقدم هو محفل "ألفريد روبينز"، الذي لا يزال يعقد اجتماعاته السرية في لندن.
ومع ذلك، لا تزال هويات أعضاء هذه المحافل الثلاثة مجهولة خارج عالم الماسونية. ورغم السرية العالية التي يتبعها محفل "نيو ويلكم"، إلا أن عددا قليلا من الصحافيين العاملين بمحفل "جاليري" على ما يبدو على علم به.
وقال أحد أعضاء محفل "نيو ويلكم" للصحيفة إن أعضاءه "يحتفظون بمسافة معينة بينهم وبين أعضاء محفل غاليري"، إذ رغم أنهم أعضاء في جماعة واحدة، إلا أنهم يخشون حقيقة أنهم صحافيون، وهو ما يشكل خطورة متعلقة بإمكانية تجسس الصحافيين على محادثاتهم الخاصة.
لكن ستابلز قال إنه لا يوجد أي تناقض بين كونك صحافيا وماسونيا في نفس الوقت.
ويأتي الحديث عن عضوية صحافيين وسياسيين بالمحفل الماسوني، بعدما كشف مسؤول كبير في الشرطة البريطانية عن أن الماسونيين يعرقلون إصلاح إدارة الشرطة، وأن نفوذهم فيها يجهض تقدم منتسبيها من النساء وأصحاب البشرة السوداء والأفراد المنتمين إلى الأقليات العرقية.

صراع الماسونية والأديان

تشكل الماسونية وفقا لمتابعين والمحليين أخطر  الأفكار علي الاديان وهناك رفض من مختلف الأديان لوجود الماسونية.
ويتاخذ رجال الدّين من الماسونيّة موقف عدائي في أقصى الحالات وموقف محترز في أدناها، وذلك على اختلاف الأديان التي ينتمون إليها ، باعتبارها حركة هدامة لكل الديانات.
ويري أنها تهدف إلي تكوين حكومة لا دينية عالمية، ويعملون على هدم المبادئ الأخلاقية والفكرية والدينية، ونشْر الفوضى والانحلال والإرهاب والإلحاد، ويدعون الشباب والشابات إلى الانغماس في الرذيلة.
وقد أصدرت المجمع الفقهي الاسلامي التابع لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة في دورته الاولى ١٠ شعبان ١٣٩٨ّهـ، الموافق ١٥ (يوليو) ١٩٧٨م، فتوى يحرم  الانتساب إلى الماسونية أو أحد فروعها "الروتاري" أو "الليونز"  باعتبار إن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة بحسب ظروف الزمان والمكان، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها، هي سرية في جميع الأحوال، محجوب علمها حتى على أعضائها إلا خواص الخواص الذي يصلون بالتجارب العديدة إلى مراتب عليا فيها. 
وبما ان الماسونية تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين وهو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب.، بالاضافة الي إنها تجذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلى تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية على أساس أن كل أخٍ ماسوني مجند في عون كل أخٍ ماسوني آخر في أي بقعة من بقاع الأرض، يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته، ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي، ويعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أياً كان على أساس معاونته في الحق والباطل ظالماً أو مظلوماً، وإن كانت تستر ذلك ظاهرياً بأنها تعينه على الحق لا الباطل. وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية وتأخذ منهم اشتراكات مالية ذات بال. 
وإن الدخول فيها يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تحت مراسم و أشكال رمزية ارهابية لارهاب العضو إذا خالف تعليماتها و الآوامر التي تصدر إليه بطريق التسلسل في الرتبة، وإن الأعضاء المغفلين يتركون احرارا في ممارسة عباداتهم الدينية و تستفيد من توجيههم و تكليفهم في الحدود التي يصلحون لها ويبقون في مراتب دنيا. أما الملاحدة او المستعدون للالحاد فترتقي مراتبهم تدريجياً في ضوء التجارب و الامتحانات المتكررة للعضو على حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومبادئها الخطيرة. 
كما تبين للمجمع  إنها ذات أهداف سياسية ولها في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغيرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية وكذلك أنها في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور، ويهودية الإدارة العليا العالمية السرية، وصهيونية النشاط، وإنها في أهدافها الحقيقية السرية ضد الأديان جميعاً لتهديمها بصورة عامة وتهديم الإسلام في نفوس أبنائه بصورة خاصة. 
ووراي المجمع الفقهي إنها تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية والسياسية أو الاجتماعية أو العلمية أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذاً لأصحابها في مجتمعاتهم، ولا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها ولذلك، تحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء والوزراء وكبار موظفي الدولة ونحوهم، مع انها ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهاً، وتحويلاً للأنظار لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت مختلف الأسماء، إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة من أبرزها: منظمة الأسود، والروتاري، والليونز، إلى غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافى تنافياً كلياً مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية. 
وقد تبين للمجمع بصورة واضحة العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية العالمية، وبذلك استطاعت أن تسيطر على نشاطات كثير من المسئولين في البلاد العربية وغيرها في موضوع قضية فلسطين. وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم في هذه القضية المصيرية العظمى لمصلحة اليهود والصهيونية العالمية. 
ويري المجمع أن الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين وأن من ينتسب إليها على علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام مجانب لأهله. لكن الأستاذ الزرقاء أصر على اضافة جملة (معتقدا جواز ذلك) فيما بين جملة (على علم بحقيقتها و اهدافها) و بين جملة (فهوا كافر..) و ذلك كما ينسجم الكلام مع حكم الشرع في التمييز بين من يرتكب الكبيرة من المعاصي مستبيحاً لها و بين من يرتبكها غير مستبيح فالأول كافر و الثاني عاص فاسق.

كما حظر مجمع عقيدة الإيمان التابع للفاتكيان، أي انتماء الى الماسونية ، قائلا "إن رأي الكنيسة بالمنظمات الماسونية لم يتغير…وهي لا تزال تحظر أي انتماء لها"، وذلك يعود لعدم التوافق الموجود بين مبادئ الماسونية والعقيدة المسيحية، فالانتماء الى الماسونية هو بحد ذاته تشكيك بأسس الحياة المسيحية من مضمون الإيمان، الى العمل الأخلاقي، فالعضوية بالكنيسة جسد المسيح.
وتابعت:" أما أسس الماسونية فهي أن يكون الشخص حرًّا لا يتبع عقيدة معينة أيا كانت، وبالتالي لا ينتمي لأي منظمة قائمة على أساس عقائدي والكنيسة الكاثوليكية تعتبر الأبرز بينها فهي مبنية على الإيمان. كذلك يرفض الماسوني أي فكرة عن الوحي، فالدين يحاول أن يعبّر عن الله الذي هو مجهول ولا يمكننا الوصول إليه، زد على ذلك أن الماسوني يحكم على الحقيقة بنفسه ويضع معاييره الخاصة ومن هنا جاءت الحجة الماسونية: (الحرية المطلقة للضمير)، فالضمير هو الشيء الوحيد الذاتي المنشأ".
وتابعت في بيان الفرق بين المسيحية والماسونية ان إذًا بإمكاننا القول بأن الماسونية لا تعترف بالله على عكس المفهوم المسيحي عن الله الذي يكشف نفسه ويدخل في حوار مع الإنسان والإنسان يسميه الآب، أو الرب. لا ننسى أن العقائد في الكنيسة هي تعبير عن الإيمان ورثناها عن الرسل، وهي علامات غير منغلقة تشير الى سر المسيح “الطريق، والحق، والحياة”، فهذه التعريفات قد أعطيت لنا لتنير عقولنا، وتجعل لإيماننا هدفًا.
وأردفت الكنيسة الكاثوليكية قائله :"إن كل ماسوني يحاول أن يصل الى الكمال بواسطة إبداعه الذاتي، وبحسب الفلسفة الماسونية لا يحتاج الإنسان الى الخلاص على عكس الإنجيل الذي هو البشرى السارة للخلاص الذي ينتظره كل مسيحي بشخص يسوع المخلص. لم تغب الاختلافات عن القواعد الأخلاقية، فبحسب الماسونية يجب على تلك القواعد أن تتطور باستمرار وفقًا لتطور العلم وتوافق آراء المجتمع: (الإنسان هو نتاج ثقافة مجتمع ما) أما المسيحية فتقول أن الإنسان قد خلق على صورة الله ومثاله.
وأضافت "تغلب سلطة “الأنا” في الماسونية هي التي تنفي وجود أية عقيدة، وتعتمد على الاستقلالية الفردية. بالإضافة الى ذلك، تمارس في الماسونية طقوس تخلف آثارًا على أعضائها، كذلك تجدر الإشارة الى أن الإنتماء المزدوج الى الماسونية (وديانة مبنية على العقيدة) أمر مستحيل بالنسبة الى المسيحيين الذين “ينتمون للمسيح.” (رومة 14، 8).
فيما يعد  موضع الله تعالى في الماسونيّة هو أقرب إلى ما يسمّونه "مهندس الكون الأكبر" وهي عبارة متواترة في الأدبيّات الماسونيّة، أمّا في الأديان الكتابيّة فلموضع الله تعالى دلالات أخرى تتجاوز مجرّد خلق الكون إلى الحضرة الأزليّة الأبديّة وإلى محاسبة البشر على أفعالهم وإلى تحديد طرق عبادة الإله.. إلخ.
مما سبق يشير الي أن  الماسونية تشكل أحد الخطوط الحمراء للاديان بإعتبارها  الماسونيّة حركة سريّة فيما الأديان أنظمة صريحة، وهو ما يشير إلي أن صراع الاديان والماسونية هو صراع وجودي لا يوجد اي اتفاق او تقارب فيما بينهم ، بل كل جهة تنظر الي الاخر باعتبارها خصما وعدوا لها مما يشكل حضور الماسونية وغموضها باعتبارها حركة سرية أحد أسباب قلق" رجال الدين" وكذلك  سر قوتها واستمرارها لمئات السنين.

شارك