عفرين تزيد من قمع أردوغان ضد المعارضة
الإثنين 05/فبراير/2018 - 09:52 م
طباعة
لا تزال ردود الفعل مستمرة بشأن الهجوم العسكري التركى على بلدة عفرين شمال سوريا، حيث تزايدت الدعوات بضرورة وقف هذه التحركات غير الشرعية، مع تنامى المطالب الألمانية بوقف أى عمليات تعاون عسكري مع أنقرة احتجاجا على هذه الخطوة.
من جانبها تحاول تركيا اسكات أصوات المعارضة الرافضة لتحركات الجيش التركىن ومحاولة فرض واقع جديد يقوم على سياسة الأمر الواقع، وهو ما برز من خلال اعتقال 573 شخصا بسبب انتقادهم أو احتجاجهم على الهجوم العسكري في بلدة عفرين، وكشفت وزارة الداخلية التركية إن السلطات اعتقلت 449 شخصا لنشرهم دعاية "إرهابية" على وسائل التواصل الاجتماعي، كما اعتقلت 124 شخصا لمشاركتهم في احتجاجات.
كان النائب العام التركي قد أمر الأسبوع الماضي باعتقال 11 من قيادات نقابة الأطباء وبينهم رئيسها بعد انتقادها الهجوم على عفرين، وصدرت بعدها أوامر باعتقال 13 آخرين لدعمهم الأطباء الذين انتقدهم أردوغان ووصفهم بالخونة.
وكشفت صحيفة حريت إنه تم الإفراج عن ثلاثة أطباء في وقت لاحق مع وضعهم تحت المراقبة.
ويري محللون أن الهجوم التركي على عفرين بدعم كبير من وسائل الإعلام الموالية للحكومة ومعظم الأحزاب السياسية، باستثناء المعارضة المؤيدة للأكراد ووسائل الاعلام المستقلة الرافضة لهذه التحركات غير الشرعية.
من جانبها انتقدت سيفيم داجديلن نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار موقف الحكومة الألمانية من استخدام القوات التركية لدبابات ألمانية في الحرب ضد الأكراد في عفرين السورية، ووصفت السياسية الألمانية المعارضة الحملة العسكرية التركية في عفرين بأنها "حرب عدوانية مخالفة للقوانين الدولية".
طالبت داجديلن، أن تتخذ الحكومة الألمانية "موقفا واضحا وأن تصف الحملة بأنها انتهاك للقانون الدولي"، موضحة أن الحكومة الألمانية تقوم بدلا عن ذلك "بتفادي" القضية.
واعتبرت البرلمانية فى حوار لها مع شبكة DW أن الحكومة الألمانية تحديث دبابات ليوبارد لتركيا بأنه "مناورة خادعة"، كما أن برلين تحاول فقط "نزع فتيل الانتقاد الموجه إليها وكسب الوقت".، مضيفة بقولها " أخشى أن الحكومة تريد أن تستمر كما كان سابقا في سياسة التسليح".
وفى سياق متصل طالب حزبا الخضر واليسار الألمانيان المعارضان بتجميد التعاون العسكري مع تركيا على خلفية التقارير التي أشارت إلى استخدام الجيش التركي دبابات ألمانية من نوع "ليوبارد" في العملية العسكرية التركية على "وحدات حماية الشعب" الكردية في عفرين.
وانتقددت خبيرة شؤون الدفاع بحزب الخضر الألماني المعارض أنجيزتسكا بروجر احتمالية استخدام مدرعات ألمانية في العمليات العسكرية التركية.
وكشفت فى تصريحات بثتها صحيفة "هايلبرونر شتيمه" "الوقف الفوري لجميع صادرات الأسلحة إلى تركيا تأخر طويلا. ويسري ذلك أيضا على التحديث التي تطالب به الحكومة التركية لدبابات من طراز ليوبارد 2".
شددت على أن سياسية المستشارة ميركل ووزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "أخفقت بشكل كارثي".
كذلك دعا حزب اليسار الألماني المعارض لاحتجاجات مناهضة للعملية العسكرية التركية في سوريا، والاشارة إلى أن هذه الحرب الجديدة لنظام أردوغان ضد الكرديات والأكراد في سوريا تعد جريمة".
واكد اليسار بقوله : "سنحتج سويا مع الكرديات والأكراد وجميع الديمقراطيين ضد هذا الهجوم للجيش التركي"، واصفا العملية العسكرية بأنها مخالفة للقانون الدولي وبأنها "عار".
اتهم الحزب الحكومة الاتحادية بالاستمرار في مغازلة "طاغية تركي". ودعا رؤساء الحزب وكتلته البرلمانية مجددا لوقف جميع صادرات الأسلحة إلى تركيا.
وسبق وأن طالب حزب اليسار المستشارة ميركل بإلقاء بيان حكومي في البرلمان حول العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي في سوريا، وقال البرلماني اليساري البارز يان كورته إنه يتعين على ميركل توضيح سياستها تجاه تركيا في ظل زحف قوات عسكرية تركية في المنطقة الكردية شمالي سوريا.
فيما دعت "الحملة البروتستانتية لخدمة السلام" الألمانية إلى إنهاء تزويد تركيا بالسلاح. وقال المدير العام للحملة يان جيلديمايستر " بعد تقدم القوات التركية في نهاية الأسبوع في سوريا حان الوقت لكي توقف الحكومة الألمانية كل صادرات السلاح إلى تركيا".