مطالب بسحب القوات الأمريكية.. رسائل حرب إيرانية لترامب والعراق عبر"بدر" و"كتائب حزب الله"
الثلاثاء 06/فبراير/2018 - 06:18 م
طباعة
مع اقتراب نهاية الحرب ضد تنظيم "داعش" وفي ظل استعداد العراق للانتخابات البرلمانية ، ومع تكرار مشهد التظاهرات داخل ايران، عادت طهران لثير المشاكل لواشنطن في بلاد الرافدين عبر الجماعات الشيعية المقربة من ايران في العراق، بل تشكل رسائل حرب إيرانية لإدراة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وايضا حكومة حيدر العبادي والشعب العراقي.
مطالب سحب القوات الأمريكية
وقد تطالب جماعتان شيعيتان عراقيتان مدعومتان من إيران بانسحاب كامل للقوات الأميركية من العراق وتعارضان خطط بغداد وواشنطن للإبقاء على جزء من القوات لأغراض التدريب وتقديم المشورة.
وقال متحدث باسم الحكومة العراقية الاثنين إن القوات الأميركية بدأت خفض أعدادها لكن جزءا منها سيبقى.
وقالت منظمة بدر وهي جماعة شيعية يتولى أحد أعضائها منصبا وزاريا في حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، إن أي قوات أميركية ستبقى في البلاد ستكون مصدرا للاضطرابات.
وقال كريم النوري المتحدث باسم بدر " يجب أن يكون التنسيق بين الحكومتين من أجل الانسحاب الكامل لا من أجل البقاء. لأن البقاء من شأنه أن يعرض البلاد للانقسام الداخلي وأن يشكل نقطة جذب للإرهاب".
وكررت كتائب حزب الله، وهي منظمة أكثر تشددا وانغلاقا ومناهضة للولايات المتحدة، تهديدها بمهاجمة القوات الأميركية.
وقال جعفر الحسيني المتحدث باسم المنظمة لتلفزيون الميادين في بيروت مساء الاثنين "نحن جادون في عملية إخراج الأميركان بقوة السلاح لأن الأميركان لا يفهمون إلا هذه اللغة".
ولكتائب حزب الله صلات قوية بالحرس الثوري الإيراني وكانت هددت بمهاجمة القوات الأميركية عدة مرات من قبل ووصفت وجودها في العراق بأنه احتلال.
وساعد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة القوات العراقية على استعادة أراض سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في عامي 2014 و2015 بتقديم دعم جوي ومدفعي في معركة استعادة الموصل وتدريب عشرات الآلاف من جنود القوات الخاصة العراقية.
وللولايات المتحدة قوات يزيد قوامها على خمسة آلاف جندي في العراق.
وقال البريغادير جنرال جوناثان براغا قائد عمليات التحالف في بيان الاثنين "التحالف سيعيد تشكيل قواتنا خلال مشاورات مع شركائنا العراقيين من أجل ضمان الهزيمة الدائمة لداعش".
وأضاف براغا أنه حتى إذا تغير تشكيل القوات فإن التحالف ستكون لديه القدرة والوجود اللازمين للاستمرار في تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها وتزويدها بالسلاح لضمان ألا يعاود تنظيم "داعش" الظهور.
ويقول مسؤولون أميركيون إن تنظيم الدولة الإسلامية فقد أغلب الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا لكن ما زالت هناك مخاوف من عودة الناجين من مقاتليه إلى أساليب تنفيذ الهجمات.
الصراع الايراني الامريكي:
في أكتوبر الماضي قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن العراق ليس المكان المناسب للصراع الأمريكي الإيراني، مؤكداً أنه لن يسمح بلده بأن يصبح بلده ساحة للولايات المتحدة أو إيران للقتال.
وأضاف في حديث لوسائل إعلام أمريكية: "نود أن نعمل معكم، ولكن من فضلكم لا تجلبوا مشاكلكم إلى العراق، يمكنكم حلها في مكان آخر"، بحسب ما نقلته عنه صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.
وبيّن العبادي أن الولايات المتحدة بدأت بخفض وجودها العسكري في العراق الذي بلغ ذروته بوصول 2500 جندي عند بدء الحرب على تنظيم الدولة، خاصةً أن القوة الجوية الأمريكية لم تكن مطلوبة بعد هزيمة التنظيم غرب البلاد، وأن المرحلة المقبلة ستركز على التعاون بين البلدين في تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتدريب القوات العراقية، لضمان عدم ظهور جماعة مسلحة أخرى، أو السماح لتنظيم الدولة بشن هجمات مدمرة خارج جيوبها المتقلصة في العراق.
وفي ابريل 2017 قدم وفد الأمريكي برئاسة جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس هيئة الأركان الأمريكية جوزيف دانفورد، معلومات استخباراتية خطيرة ضمنها قائمة تضم 610 اسماء لضباط في وزارتي الداخلية والدفاع «على علاقة مع إيران» يشكّلون كياناً موازياً للحكومة العراقية ويقودهم عراقيّاً نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وإيرانياً قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، يضاف إليهم مدراء عامون ورؤساء مؤسسات مسؤولون عن الوزارات السيادية تابعون لهذا الكيان الموازي وينسقون مباشرة مع إيران و"الحشد الشعبي"، بحسب تقرير لـ"القدس العربي" في العراق .
المعلومات الاستخبارية تحدّثت أيضاً عن دور لـ"حزب الله" اللبناني يعمل على التخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال لتصفية عدد من القيادات السنية والشيعية المعارضة للنفوذ الإيراني في لبنان وعلى رأسهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وهي أخبار تتخذ مصداقية، إذا قاطعناها مع ما كان يقوله ويفعله الصدر في الأسبوعين الماضيين، من توقّعه لاغتياله إلى تسليمه المسؤوليات، بما يشبه وصيّة الوفاة، لقادة تياره.
وفي ديسمبر 2017 أكد رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، مايك بومبيو، أنه أرسل رسالة لقاسم سليماني، قائد سرايا القدس بالحرس الثوري الإيراني، مفادها أن الإدارة الأمريكية ستحمله هو، ونظامه الملالي، المسؤولية تجاه أي هجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق من قبل المليشيات أو القوات التابعة لقاسمي.
وشدد بومبيو أن تلك الرسالة تأكيد على أن طهران لابد أن تعي أن الولايات المتحدة "سترد بشكل فوري" على أي مساس بالمصالح الأمريكية في العراق أو في أي مكان آخر في الشرق الأوسط.
إلا أن العراقيين بدؤوا يضيقون ذرعا بالتواجد الإيراني داخل بلادهم، حيث يقول علي العامي، أحد أصحاب متاجر التجزئة في بغداد، إن موقع العراق إستراتيجي في المنطقة، مما يجعله مطمعا لإيران منذ قديم الأزل.
دلالات مطالب أذرع ايران:
توقيت مطالب الجماعات الشيعية التي توالي نظام ولاي الفقيه المرشد الأعلي في ايران علي خامنئي، بسحب واشطن القوات الامريكية العاملة في العراق، تثر تساؤلات عديدة حول لعبة "شد الاطراف" بين واشنطن وطهران علي أرض العراق.
الحديث عن أن استمرار القوات الأمريكية يهدد استقرار العراق يكشف مدي استعداد الحرس الثوري الايراني والجماعات العراقية الموالية له في اثارة الازمات داخل العراق، مع استمرار القوات الأمريكية وهي ايضا رسالة إلي رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي أن الارتكاز إلي واشنطن ومحاولة الخروج من العبأة الايرانية.
الرسالة الأخري الي واشنطن مفادها أن استمرارسياسية ادراة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه ايران ودعمه لتظاهرات الشعبية ضد نظام خامنئي، سيواجه بتهدد لقوات الأمريكية العاملة في المنطقة وخاصة العراق، وكذلك ستشكل المؤسسات والمصالح الأمريكية في الشرق الاوسط والعراق هدفا لجماعات المسلحة الموالية لإيران.
الرسالة الثالثة ربما تكون الي الداخل العراقي أن الانتخابات المقبلة مهما تكن نتائجها سيطون العراق تحت سيطرة ايران عبر السلاح بشكل قوي واذا خرج العراق من عباءة خامنئي سيواجه بالدم.