«داعش» في العراق.. ماذا بعد انسحاب 60% من القوات الأمريكية وعودة ملايين العراقيين؟

الثلاثاء 06/فبراير/2018 - 11:16 م
طباعة «داعش» في العراق..
 
في الوقت الذي عاد فيه ملايين العراقيين إلى ديارهم بعد هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق-  بحسب بيان للأمم المتحدة – بدأت القوات الأمريكية تخفيض أعدادها في العراق، على اعتبار أن المعركة ضد «داعش» انتهت، وبالتالي بدأ الانسحاب بشكل تدريجي، وهذا وفقًا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن متعاقدين غربيين من داخل "قاعدة عين الأسد" في الأنبار، أن الجيش الأمريكي بدأ نقل عشرات العسكريين والأسلحة والمعدات إلى أفغانستان، في رحلات يومية خلال الأسبوع الماضي.
وأكد مسؤولان في الحكومة العراقية أن "التحالف الدولي" والعراق توصلا إلى إتفاق لتخفيض حجم القوات الأميركية المنتشرة في البلاد، للمرة الأولى منذ بدء الحرب ضد تنظيم "داعش" في العام 2014، لكنهما لفتا إلى أن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بعد.
«داعش» في العراق..
القوات الأميركية كانت قد وجهت أولى ضرباتها إلى "داعش" في العراق، مطلع آب/أغسطس 2014، وواصلت ضرباتها وتواجدها الداعم للقوات العراقية في ما بعد، في حربها ضد التنظيم الذي استولى على أراض واسعة في العراق في العام 2014 لاسيما مدينة الموصل.
ومن المقرر أن تنسحب 60% من القوات الأمريكية الموجودة حالياً في البلاد وفقاً للإتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة. وستترك الخطة قوة قوامها حوالي أربعة آلاف جندي أمريكي لمواصلة تدريب الجيش العراقي، وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد ذكر في مناسبات سابقة أن الجيش العراقي سيحتاج إلى تدريب أمريكي لسنوات قادمة.
هذه الأنباء تحيلنا إلي النظر في مستقبل «داعش» في العراق، هل سيعود بعد عمليات انسحاب قوات التحالف الدولي من الأراضي العراقية؟، نعتقد أنه من الصعب الجزم بالتخلص من التنظيم الداعشي نهائيًا، فلا تزال هناك العديد من الأسباب القائمة التي تجعل من عودته أمرًا يسيرًا في المستقبل القريب. 

«داعش» في العراق..
منذ مطلع العام الجاري بدأ الحديث عن مصير تنظيم "داعش" يتردد كثيراً، وبالنظر إلى وضعياته الراهنة، ترى احتمالية بقاءه على الأرض قائمة إلى حد كبير، نظرًا لإمكانياته التي قد تسمح له بتنفيذ عمليات إرهابية لإثبات وجوده مرحليًا – على الأقل – من خلال أسلوب يعرف بـ"حرب العصابات"، خاصة أن التنظيم يمتلك أسلحة وتجارب كثيرة تمكنه من تنفيذ المزيد من الجرائم في العراق وسوريا ودول أخرى في المنطقة.
وليس من المستبعد انتهاج التنظيم نفس أسلوب حركة "طالبان" في أفغانستان وحزب العمال الكردستاني (PKK) في تركيا. مع الاختلاف في طبيعة المناطق جغرافيًا ففي العراق معظمها سهول وصحاري، خلاثًا للمناطق الجبلية الوعرة في أفغانستان، وكذلك حزب العمال الكردستاني في جنوب تركيا وشمال العراق خصوصاً في جبال قنديل وآرارات. 
ومن المرجح أيضًا، نجاح التنظيم في تنفيذ الكثير من العمليات "الانتحارية" من خلال ما يسمى بـ"الخلايا النائمة" المرتبطة به لإرباك الوضع الأمني في هذه الدول وللتعويض عن خسائره التي تصاعدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وإضافة إلى ما سبق من المتوقع انتقال الصفوف الأولى للتنظيم إلى أفغانستان وليبيا.
وفي كل الحالات، يبقى خطر "داعش"، وإن تم القضاء عليه ميدانياً بشكل كامل في العراق وسوريا، ولكن الأفكار باقية، وهذا هو بيت القصيد.
ونظرًا لما سبق، فإن مهمة القوات الأمريكية في العراق – الذي يصل عددها إلى 8992 جندي - تغيرت، لدعم مسرح مختلف للعمليات، بحسب تعبير قائدها الجنرال جون رايموند.

شارك