مالم يقله اردوغان للبابا ...حقيقة وضع المسيحيين والكنائس في تركيا

الأربعاء 07/فبراير/2018 - 02:15 م
طباعة مالم يقله اردوغان
 
علي اثر استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. نري ان الحديث عن وضع المسيحيين في تركيا اصبح امر ملحا خاصة وانه قد صدر في أعقاب اللقاء بيان عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي جاء فيه ان المحادثات في الفاتيكان 
تطرقت المحادثات الودية إلى العلاقات الجيدة بين الكرسي الرسولي وتركيا، بالإضافة إلى الأوضاع الراهنة في هذا البلد، والظروف التي تعيش فيها الجماعة الكاثوليكية المحلية.كما تمت الإشارة إلى التزام تركيا في استضافة العديد من النازحين وإلى التحديات المرتبطة بهذا الملف.وايضا  تم التوقف عند ما يحصل في الشرق الأوسط مع الإشارة إلى وضع مدينة القدس، وتسليط الضوء على ضرورة تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة من خلال الحوار والتفاوض وذلك في إطار احترام حقوق الإنسان والشرعية الدولية.ولا يمكن تجاهل وضع المسيحيين في ظل تهديدات مستمرة لهم  وقرارات اردوغان بالاستيلاء علي عدد من الكنائس  ومن الامور التى تكشف ذلك ما حملته الاخبار من ذلك انه 
في فبراير الجاري  تم زرع قنبلة يدوية الصنع في حديقة كنيسة كاثوليكية في طرازبون. فانطلق جهاز الإنذار، احترق جزء من العبوة ولكنها لم تنفجر، ولم يُسفر هذا الاعتداء عن سقوط ضحايا.
وتتزامن هذه المحاولة الإرهابية مع الذكرى السنوية لمقتل الأب أندريا سانتورو أمام  مدخل كنيسة سانتا ماريا في 5 فبراير 2016، بحسب المسيحيين والمسؤولين في المنطقة.
وفي الواقع، خلال الأشهر الأخيرة، صدرت تقارير سلبية عن الكنيسة والمسيحيين بتركيا عبر الوسائل الإعلامية في محاولة للتحريض على الإثارة والمُعارضة.
وفي 7 ديسمبر  2017، تلقّى قس وأحد رجال الدين في الكنيسة البروتستانتية في  منطقة "باليكسير "تهديدات بالقتل. وتعمل الشرطة على تحديد هوية المتورطين.
لا يتجاوز عدد المسيحيين في تركيا نسبة واحد بالمائة، غير أن مسيحيي الروم الأرثوذكس يواجهون بشكل خاص مشكلات عدة في دولة تركيا وعن ذلك يقول الخبير في الشؤون الدينية فالتر فليك. يقدر عدد سكان تركيا بنحو 80 مليون نسمة بينهم حوالي 120 ألف مسيحي، أي أقل من نسبة واحد بالمائة من مجموع السكان. ثمة ارتباط بين ما هو تركي وما هو إسلامي. فمكانة المواطن الحقيقي هو المسلم أما غير المسلمين فهم محل تشكك. لا يتمتع المسيحيون بنفس الحقوق. طبعا لا يمكن الحديث عن تعقب للمسيحيين في تركيا، غير أنهم لا يتمتعون بالحقوق الكاملة خاصة فيما يتعلق بالأمور ذات صلة بالحرية الدينية.
واضاف فالتر قائلا  ثمة صعوبات. بعد الحرب العالمية الأولى والحرب اليونانية التركية رسمت معاهدة لوزان عام 1923 الوضع الخاص للمسيحيين اليونان الأرثوذكس،فأصبح بوسعهم إقامة مدارسهم ومنشآتهم الخاصة، غير أن الدولة لا تمنحهم كامل الحقوق. فهناك حقا مدارس وصحف لليونان الأرثوذكس وهناك بطريركية أيضا، غير أن معهد "هالكي" للاهوت الأرثوذكسي مغلق منذ عام 1971 ولم تتم إعادة افتتاحه رغم كافة الوعود. و البطريرك  برثلماوس الأول في تركيا  يمثل 300 مليون من المسيحيين الأرثوذكس بالعالم  لكن لا يمكنه حمل هذا اللقب التاريخي الذي يعود بالشكل المتعارف عليه منذ القرن السادس،  لقد صادرت الدولة أملاك المسيحيين اليونان الأرثوذكس الذين فقدوا عبر عقود العديد من المنشآت، مثل المحلات ودور الأيتام وغيرها من المنشآت. إن ذلك يصيب بالطبع عصب الكنيسة، لاسيما وأن المسيحيين اليونان الأرثوذكس والذين يتراجع عددهم في تركيا بشكل متزايد، يعتمدون على عائدات تلك المنشآت. لقد تعهد رئيس الوزراء أردوغان عام 2011 بإعادة تلك المنشآت، وهو ما حدث بشكل جزئي، غير أن ذلك لم يكتمل بعد.
وحول هذاالوضع  تقول صحيفة " احوال تركية " لم تتوقف التصرفات الوقحة والهجوم الموجه للمعتقدات المختلفة في تركيا عند هذا الحد. فقد تم إغلاق مراكز العبادة المختلفة أو استخدامها لأهداف أخرى، أو تم تركها لقدرها فتهدمت. وقامت الدولة بوضع يدها على أراضيها وأملاكها.
ويمكن رؤية أمثلة على ذلك في ديار بكر. فالمدينة التي عاش فيها الأكراد والأتراك والأرمن والسريان والكلدانيين واليهود سويًا هي نقطة التقاء للتاريخ.
وبحسب ما قيل يوجد في دياربكر 36 كنيسة. ويقال أنه في حالة القيام ببحث فسيصل هذا العدد لخمسين؛ لأن الكثير من الكنائس قد تم استخدامها لأهداف أخرى ونُسيت، أو اندثرت بسبب اهمالها.
وتعيش 13 كنيسة من بين الـ36 كنيسة المعروفة المصير نفسه. وتعرضت الكنائس الواقعة في الأحياء التي يستمر فيها حظر التجول في سور لأعمال تخريب كبيرة.  وحول "اغلاق كنائس " قالت الصحيفة تم الاستيلاء على الأفنية الثلاثة التي تستخدمها الكنيسة البروتستانتية كحديقة للكنيسة، و12 محل مملوك للكنيسة الكلدانية وبيت ثقافة ديار بكر الثقافي والكثير من الأملاك العائدة للكنيسة الأرمنية ضمن عمليات التأميم. ولا تزال دعاوى الملكية التي رفعتها الأوقاف مستمرة. 
اُستخدمت مدرسة سليمان نظيف الابتدائية الواقعة في سور ككنيسة لفترات طويلة. وتعرضت المدرسة المملوكة للإدارة العامة للوقف للخراب بسبب الإصلاحات الخاطئة التي تمت فيها في فترات مختلفة.
وتم تسوية الكنيسة التي تعرضت للخراب في وقت الحظر في سور بالأرض فيما بعد. وتعود كنيسة سان جورج (القس الأسود) المعروفة والمشيدة في القرن الرابع لوزارة الثقافة والسياحة. وقد قامت الوزارة بترميمها، واستخدمتها كمعرض فني.
مالم يقله اردوغان
كما تحولت الكنيسة الأورثوذوكسية السريانية الواقعة في حي باغلار ألبينار إلى خراب تقريبًا. ويجب ترميم الكنيسة التي توجد تراخيصها لوزراة المالية بشكل عاجل حتى لا تتهدم بشكل كامل.أما مالك كنيسة الكاثوليك الأرمن الموجودة في مقاطعة سور فهي المديرية العامة للأوقاف. وتستخدمها رئاسة البلدية بعدما رممتها المديرية كمركز للأم والطفل والسيدات. 
وأما كنيسة السريان الكاثوليك الواقعة في سور فتحولت الآن لمدرسة تملكها المديرية العامة للأوقاف. وقد تضررت كثيرا أثناء حظر التجول.
وأما كنيسة البروتستنانت الأرمن الواقعة في سور والتي تعرّض نسيجها الأصلي للتخريب، تؤول ملكيتها الآن إلى المديرية العامة للأوقاف. وتُستخدم كمركز للتدريب على صناعة السجاد بعد ترميمها. وقد تعرضت لخسائر جدية وقت الحظر.
وقد تُركت كنيسة سورب جيراجوس الأرمنية الواقعة في سور لقدرها لسنوات عقب بقائها بلا صاحب.كانت الكنيسة واحدة من المراكز التي يتردد عليها السياح المحليين والأجانب. وقد تعرضت للتخريب أثناء فترة حظر التجول 2015 ومن ثم تم نهبها. وقد سُرق الكثير من الأشياء منها وتعرض ما بقي للتخريبوالكنيسة مغلقة منذ ثلاث سنوات، ولا يوجد كنيسة أخرى بإمكان الأرمن المتواجدين في المنطقة الذهاب إليها للعبادة.

شارك