فايننشال تايمز: "داعش" سيعيد انتشاره في سوريا
الأربعاء 07/فبراير/2018 - 02:16 م
طباعة
كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" في أحد تقاريرها عن احتمال عودة تنظيم "داعش" بعد دحره من معاقله الأساسية في العراق وسوريا، واستعداده لما بعد انهيار الخلافة، ومحاولة التنظيم تجميع صفوف مقاتليه واستغلال التنافس بين خصومه في محاولة منه للظهور مرة أخرى.
وتابعت وإنه وعلى مدى العام الماضي 2017م ، فقد تنظيم "داعش" مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا، حيث كافحت التحالفات الدولية المتنافسة لهزيمته، منها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والذي يدعم الجيش العراقي والميليشيات الكردية، إضافة لتحالف الآخر بقيادة روسيا وإيران والذي يدعم الرئيس السورى بشار الأسد والميليشيات في سوريا والعراق.
وبعد أشهر فقط من استعادة معاقل "داعش" الكبرى في سوريا، أعلنت روسيا وإيران هزيمة التنظيم، مما زاد من حدة التوتر والطموحات الإقليمية الجديدة بين القوات الدولية والتي أنزاح تركيزها عن جيوب "داعش" المتبقية، بحسب الصحيفة، مشيرة إلى إن الهجوم التركي في شمال غرب سوريا ضد الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي قاتلت "داعش" بنجاح يضاف إلى هذا التوتر.
ونقلت عن قيادي بارز في المعارضة السورية قوله: "داعش بعيد عن النهاية، وربما يكون هناك رغبة لدى العديد من الأطراف في ترك ما تبقى من التنظيم ليتمكن من مهاجمة أعدائهم وكان تنظيم "داعش" المنشق عن تنظيم "القاعدة يحظى بتسامح طويل من جانب مختلف الأطراف المتصارعة في سوريا خلال السبع سنوات الماضية، على أمل أن تضعف هجماته منافسيها، ففي عام 2014، تمكن داعش من السيطرة على ما يقارب من نصف سوريا وثلث العراق، معلنا (الخلافة) ولكن بحلول عام 2016 تقريبا بذلت جميع الأطراف جهودا متضافرة للمضي قدما ضد القوة الجهادية التي تخلقها داعش".
ونشرت الصحيفة تقارير سابقة، أظهرت أنه مع بدء انهيار الخلافة التي أعلنها "داعش" قضى التنظيم شهوراً في تحويل الأموال من معقله لتمويل شبكات جهادية أخرى، وعلى ما يبدو، فإن التنظيم يعمل على ربط خلاياه وإمدادهم في جميع أنحاء سوريا يقول أحد الزعماء القبليين في شرق سوريا للصحيفة "إنهم لا يحاولون السيطرة على المدن" مضيفاً "ما يفعلونه هو فتح الطرق، هم بحاجة إلى ربط جيوبهم المتبقية وخلاياهم النائمة المنتشرة في جميع أنحاء سوريا - من الحدود الجنوبية، وصولا إلى البوكمال" منوهاً إلى أن الخلايا النائمة يمكن أن تكون بمثابة عقد للتنظيم تمكنه من الحركة وتنظيم هجمات عبر سوريا.
وبحسب الصحيفة، فإن تطورا كهذا من شأنه أن يهدد استقرار البلد الغارق في الصراعات، حيث أجبر النزاع الملايين على الفرار إلى البلدان المجاورة وتسبب بموجة من اللاجئين باتجاه أوروبا.
ففي عام 2017 (بعد سقوط الرقة عاصمة التنظيم) على يد قوات "قسد" والتي يسيطر عليها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة واستعادة قوات النظام المدعومة من روسيا مدنا كدير الزور والميادين والبوكمال، بدأ مقاتلو "داعش" بالتسلل إلى المناطق الحدودية الصحراوية التي يسهل اختراقها بين العراق وسوريا.
ومع ذلك، اتهمت روسيا والولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة شركاء كل طرف على الأرض بالسماح بإعادة ظهور "داعش" في شرق البلاد ونفى الكولونيل (ريان ديلون) المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في تصريح له لـ (فايننشال تايمز) تسامح قوات "قسد" مع تواجد "داعش" معتبراً أن التضاريس الصحراوية المترامية الأطراف من الصعب استعادتها مقارنة مع المناطق الحضرية، كما قال، إن قوات داعش "أكثر انتشارا، وليس من السهل استهدافها كما لو كانوا في منطقة مركزة".
ويشكك بعض مقاتلي المعارضة والناشطين المدعومين من الولايات المتحدة في كون الجانب الخاص بهم يسمح لجيوب "داعش" الصغيرة بالبقاء، لتتمكن من مهاجمة وإضعاف النظام وداعمه الرئيسي في المنطقة (أي إيران " وفي (قاعدة التنف) التي تتواجد فيها الولايات المتحدة بالقرب من الحدود السورية مع الأردن والعراق، ربط أحد الثوار ظهور خلايا "داعش" مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، والذي زاد بعد إعلان واشنطن هذا الشهر عن نيتها بإبقاء 2000 جندي أمريكي في شرق سوريا لردع "داعش" ومواجهة الوجود المتزايد لإيران.
ويقول المقاتل في صفوف المعارضة السورية: "الإيرانيون يسيطرون فعليا على البوكمال، والآن تسيطر عليه داعش مرة أخرى" وأضاف "أعتقد أن التحالف [الذي تقوده الولايات المتحدة] يمكن أن يستخدم القضاء على داعش كذريعة للسيطرة على تلك المنطقة بأكملها" ويقول المسؤولون في التحالف الغربي، إن قوات الأسد والتي تسيطر على أكثر من نصف سوريا، ضعيفة جداً لتتمكن من التمدد ومراقبة "داعش"، لاسيما بعد أن شنت هجمات جديدة ضد الثوار، حيث أشار الكولونيل (ديلون) إلى تقارير تفيد بأن "داعش" تمكن من نقل قوات تابعة له عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام.
ويرى نشطاء معارضون، أن هجوم النظام الجديد على إدلب، والتي تضم عددا كبيرا من الثوار المناهضين للنظام إضافة إلى مقاتلين من "هيئة تحرير الشام" التابعة لتنظيم "القاعدة" سمح "لداعش" بإنشاء موطئ قدم له في المنطقة، للمرة الأولى منذ عام 2015م ويقول (أيمن جواد التميمي) المحلل في "منتدى الشرق الأوسط" في تصريح له للصحيفة، إن العديد من مقاتلي "داعش" الفارين من معاقلهم المنهارة في شرق سوريا وجدوا ملاذا في إدلب، وأضاف "بالنسبة للنظام، فإن [داعش] مفيد لإلحاق الخسائر بهيئة تحرير الشام".
كما يقول ناشطون معارضون، إن هناك خلايا نائمة في إدلب يمكن أن تنشط في حال تم إضعاف الثوار، وإن "هناك قرى هنا متعاطفة مع داعش تنتظر [داعش] فقط لتحريرها" وينكر العناصر التي تقاتل في جيش النظام السماح بتقدم "داعش" مدعين أن جانبهم هو الذي يواجه التنظيم، حيث عبر أحد المقاتلين عن قلقه لـ (فاينانشيال تايمز) من سعي "داعش" لقطع طريق الإمداد الرئيسي إلى حلب، المدينة الثانية في سوريا قائلاً "إذا فعلوا ذلك.. فهذا سيشبع احتياجاتهم الإرهابية " على حد تعبيره.