اللاجئون وصعود "البديل" المتطرف يجبران ميركل على تنازلات مؤلمة
الخميس 08/فبراير/2018 - 11:18 م
طباعة
البديل المتطرف يزيد من مخاوف ميركل
فى خطوة اعتبرها المراقبون بأنها خطوة نحو تصحيح الأوضاع وتعويض التأخر فى تشكيل الحكومة، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها على استعداد لتقديم "تنازلات مؤلمة" خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي لولايتها الرابعة وإنهاء أزمة سياسية تشهدها القوة الاقتصادية الأكبر في أوروبا.
ومن المنتظر أن يري التحالف الحكومي النور عندما يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بغالبية على هذا المشروع، وليس مؤكدا أن يحصل ذلك، وخرجت دعوات تطالب الاشتراكيين الديمقراطيين بالموافقة على التحالف مع ميركل، مع الوضع فى الاعتبار أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي تفاوض بنجاح، وهو يتوجه الآن بآفاق أفضل نحو الحكومة أفضل مما كان يحلم بذلك قبل أسابيع، وهذا شيء جيد للديمقراطية أن تدعو قيادة الحزب الأعضاء إلى التصويت على اتفاقية التحالف،ولكن لو قال الحزب الاشتراكي الديمقراطي الآن لا، فإنه يكون قد فقد صوابه".
تحالف ثم صدام والعودة للتحالف مجددا
ويري محللون أن أنجيلا ميركل تنقذ مستشاريتها، ومارتن شولتس ينقذ نفسه باختيار وزارة الخارجية أما هورست زيهوفر فقد لجأ إلى برلين، إنه تحالف من ثلاثة سياسيين انتهى في الحقيقة زمنهم، إنه تحالف لم يتوقعه أحد بعد الانتخابات التشريعية باستثناء المستشارة صاحبة الحسابات الدقيقة".
وقالت ميركل "نعيش في أوقات مضطربة" مشيرة إلى الخسائر في أسواق البورصة العالمية في الأيام الأخيرة. وأضافت "نحتاج إلى حكومة يمكن الاعتماد عليها بما يضمن مصالح الشعب، وعلى جميع الأطراف "القيام بتنازلات مؤلمة" للتوصل إلى اتفاق. وأكدت "أنا جاهزة لذلك إذا استطعنا ضمان أن تكون الفوائد أكثر من المساوئ في نهاية الأمر".
فى الوقت الذى استبعد فيه فولكر بوفييه رئيس حكومة ولاية هيسن والقيادي البارز في حزب ميركل فشل المهمة ما سيؤدي إلى إغراق البلاد في أزمة كبيرة، خاصة فى ظل مواجهة الدعوة إلى انتخابات مبكرة يمكن أن تعزز "حزب البديل من أجل ألمانيا" أو التوجه نحو حكومة أقلية غير مستقرة، خاصة وأن الرئيس الألمانى يرجح هذه المشاورات على أى سيناريو يؤدى إلى انتخاات مبكرة، وهو ما جعل ميركل تتقرب مجددا من الشريك السابق والمنافس الحالى وهو الحزب الاشتراكي الديموقراطي.
ميركل تتنازل
وسبق أن وعد مارتن شولتس زعيم الحزب الاشتراكى بطرح أي اتفاق حول ائتلاف حكومي في استفتاء بين أعضاء حزبه البالغ عددهم 440 ألفا، فى ضوء توقعات أن تكون نتيجة التصويت متقاربة وسط معارضة شرسة من جناحي اليسار والشباب للحزب.
ويسعى شولتس للحفاظ على بقائه السياسي، فبعد منافسة ميركل بحدة، والمطالبة بانتخابات مبكرة فى ضوء عدم قدرة ميركل على حسم ملف الحكومة، عاد مجددا لفتح باب التحالف معها، إلا أنه مع تدخل أندريا ناليس، رئيسة الكتلة النيابية للاشتراكيين في البرلمان، ألقت خطابا حماسيا أقنع المندوبين الحاضرين في المؤتمر للتصويت ولو بفارق ضئيل لصالح الدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي مع أحزاب اليمين المحافظ، خاصة وان عدم التصويت لصالح التحالف مع ميركل يعني هزيمة شولتس وتلقيه ضربة كبيرة قد يترتب عليها الابتعاد عن السياسة.
من جانبها اعتبرت صحيفة "دي فيلت" أن أنجيلا ميركل تفاوضت وكأن الأمر يتعلق فقط بالحفاظ على الحكومة، فالحزب المسيحي الديمقراطي لم يضمن لنفسه أي وزارة سيادية، لذا بدا أن المستشارة الألمانية قدمت تنازلا كبيرا لاستمرار فترة ولايتها الرابعة ، وهو ما يصب بالطبع ضد مصلحة حزبها.