بعد تفجيرات بنغازي.. «البنيان المرصوص» يعلن النفير في سرت

السبت 10/فبراير/2018 - 01:47 م
طباعة بعد تفجيرات بنغازي..
 
لا زالت قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الليبية المقيمة بطرابلس ويرأسها فايز السراج، تسعي لتحرير الأراضي الليبية من قبضة بقايا العناصر الإرهابية التابعة للتنظيم داعش الإرهابي، حيث أعلنت قوات البنيان الاستنفار في صفوفها بعد رصدها قوات معادية، بما يفرض عليها حماية المدينة من تهديدات أمنية كتلك التي تشهدها مدن ليبية أخرى.
ووقع أمس الجمعة انفجار مزدوج، داخل مسجد بمنطقة الماجوري في مدينة بنغازي وأسفر الهجوم عن سقوط قتيلين و 62 جريحاً في حصيلة أولية.
كانت شهدت بنغازي في 23 يناير الماضي، هجوما إرهابيا يعد الأكثر دموية وبشاعة خلال السنوات الماضية حيث انفجرت سيارتان ملغمتان، ما أدى إلى مقتل 41 على الأقل، وإصابة أكثر من 80 بينهم قيادات أمنية وعسكرية كبيرة وعناصر من الشرطة.
وقال عماد السنوسي من كتيبة التدخل السريع في بنغازي إن التحقيقات الأولية أكدت أن عبوة ناسفة وضعت في أحد مرافق مسجد سعد بن عبادة بشارع عبد الجليل بمنطقة الماجوري وتم تفجيرها عن بعد أثناء أداء صلاة الجمعة.
وأكد أن المنطقة التي طوقت بالكامل تجري فيها التحقيقات والمتابعة، نافيا أنباء تتداولها وسائل الإعلام عن حدوث انفجارات في مساجد أخرى،ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الاعتداء حتى الآن.
ونشر المكتب الإعلامي لقوات البنيان المرصوص، المتمركزة بسرت 450 كلم شرق العاصمة طرابلس، على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك أن قوة تأمين سرت، تعلن حالة النفير في صفوف قواتها، بعد رصد تحركات للعدوّ شرق سرت.
ولم يوضح البيان هوية تلك القوات وما إذا كانت تابعة لتنظيم داعش أم لقوات خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب في طبرق (شرق)، إلا أن الفرضة الأقرب هي قوات داعش لأن، العميد أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر سبق وأكد أنهم لا يرغبون بمواجهات مع قوات البنيان المرصوص.
وبدأت قوات البنيان المرصوص أول عملياتها في مايو 2016، حيث شنّت هجوما عسكريا، تمكّنت خلاله من طرد مسلحي داعش من سرت، بعد 8 أشهر من القتال.
مساعد قائد قوة تأمين سرت يؤكد أن حالة النفير أعلنت بعد ورود معلومات تفيد بوجود سيارات مسلحة تابعة لداعش
من جانبه قال مساعد قائد قوة تأمين سرت، العقيد علي رفيدة إن حالة النفير أُعلنت بعد ورود معلومات تُفيد بوجود سيارات مسلحة جنوب شرقي سرت، يعتقد بأنها تابعة لداعش.
 وأوضح أن حالة النفير تشمل رفع درجة الاستعداد للقوات المتواجدة بالمدينة بشكل كامل، وتسيير دوريات في المناطق المحيطة والمشبوهة، فضلا عن تكثيف الدوريات وإقامة الحواجز الأمنية والدوريات المتحركة والثابتة.
وأضاف سبق وأن نبّهنا السلطات الليبية بتواجد عناصر تابعة لداعش، تتجمع في عدة وديان محيطة بأطراف سرت، لكن الاستجابة كانت بطيئة، قائلا: ما زلنا ننتظر تحرك السلطات، وإذا استمر الوضع فنتوقع أن يتجمع التنظيم من جديد، ويسبب مشاكل لليبيا بصفة عامة.
ووصف الوضع الأمني داخل سرت بالممتاز مقارنة بالمدن الليبية الأخرى، في إشارة إلى التفجير الذي استهدف أحد المساجد في مدينة بنغازي، وأدّى إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات.
ويسيطر على بنغازي، ثاني أكبر مدينة في ليبيا الجيش الوطني الليبي بقيادة القائد العسكري خليفة حفتر الذي يتخذ من الشرق قاعدة له. 
وكان الجيش الوطني الليبي يحارب إسلاميين متشددين يرتبط بعضهم بصلات بتنظيمي داعش والقاعدة، بالإضافة إلى خصوم آخرين حتى أواخر العام الماضي.
وتشهد ليبيا صراعات بين عدة حكومات تتسابق علي السلطة، فمن ناحية تسعي حكومة الشرق في طبرق والموالية لجيش حفتر إلي فرض نفوذها، فيما تسعي حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج والمقيمة في طرابلس إلي بسط نفوذها كذلك، ليتصارع الطرفان علي حساب أمن واستقرار البلاد.
وكان اتهم الجيش الليبي بقيادة حفتر في وقت سابق، الإخوان الممثلين في المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق بالوقوف وراء مختلف الأحداث الدامية التي تشهدها بنغازي، من أجل إشعال الفتنة وشقّ صفوف المؤسسة العسكرية، الأمر الذي استنكره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

شارك