مع سقوط "داعش".. تقرير أممي: القاعدة تعود لتتصدر الجماعات الارهابية
السبت 10/فبراير/2018 - 06:35 م
طباعة
كشف تقرير أممي، أنّ تنظيم «القاعدة» لا يزال «صامدًا بشكل ملفت»، ويشكل خطرًا أكبر من «داعش» في بعض المناطق، مثل الصومال واليمن، مستشهداً بالهجمات المتواصلة، والعمليّات التي يتم إفشالها باستمرار، معتبرا ان القاعدة التنظيم الأقوي بين التنظيمات الراديكالية.
بدأ ظهور تنظيم القاعدة من خلال 4 موجات كبيرة، ففي عام 1988، أنشأ أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وقادة آخرون التنظيم لمحاربة القوات السوفييتية في أفغانستان. وبعد عشر سنوات، في 7 أغسطس 1998، شن التنظيم هجمات متزامنة ضد السفارات الأميركية في نيروبي بكينيا ودار السلام في تنزانيا، ثم قام مقاتلو القاعدة بتفجير المدمرة الأميركية يو إس إس كول في 12 أكتوبر 2000، بينما كانت راسية في المياه اليمنية لغرض التزويد بالوقود، مما أسفر عن مقتل 17 بحارا أميركيا وإصابة 39 آخرين.
ويتلخص فكر تنظيم القاعدة ، أولا ان القاعدة تنظيم جهادي مسلح.. الجهاد غايته ووسيلته، ثانيا لا تؤمن القاعدة بالتحديد الجغرافي للصراع ولا بنهاية زمنية له، ثالثا القاعدة تنظيم فكري أكثر مما هو تنظيم هرمي يمر المنتسب إليه وفيه بمحاضن تربوية متسلسلة، وبالتالي الانتساب إليه مسألة سلطة ولهذا تظهر الجماعات أو المجاميع الجهادية للقاعدة كروافد تحاول تطعيم القاعدة الأم بحركتها بصورة صراع الباب المفتوح مع الجميع دون التمييز أو الترتيب للأولويات.
تقرير أممي:
قال تقريرٌ للأمم المتحدة، إنَّ تنظيم «القاعدة» لا يزال «صامدًا بشكل ملفت»، ويشكل خطرًا أكبر من «داعش» في بعض المناطق، مثل الصومال واليمن، مستشهداً بالهجمات المتواصلة، والعمليّات التي يتم إفشالها باستمرار.
التقرير الأممي حذّر من تنظيم القاعدة الذي لا يزال صامداً بشكل لافت ويشكّل خطراً أكبر من داعش
وأوضح التقرير، الذي رُفع إلى مجلس الأمن الدّولي، الخميس 8 فبراير 2018، أنّ فرع القاعدة في اليمن، يشكّل مركزاً للتواصل لمجمل التنظيم، مشدداً على أنّ المجموعات المرتبطة بالقاعدة، في غرب إفريقيا وفي جنوب آسيا، تشكّل خطورة أكبر من مقاتلي تنظيم داعش، غير القادرين حالياً على فرض أنفسهم في موقع قوة.
وحذّر التقرير من احتمال حصول تعاون بين مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش، وأخرى تابعة للقاعدة في بعض المناطق، ما يمكن أن يشكّل تهديداً جديداً.
وأضاف التقرير، أنّ جبهة النصرة في سوريا ما تزال أحد أقوى وأكبر فروع تنظيم القاعدة في العالم"، ومقاتلوها "يلجؤون إلى التهديد والعنف والحوافز المادية" لضمّ مجموعات مسلحة صغيرة، مشيراً إلى أنّ عدد مقاتلي هذه الجبهة، يتراوح بين 7 و11 ألف شخص، من بينهم آلاف المقاتلين الأجانب، وأنّها تتخذ محافظة إدلب بشمال غرب سوريا معقلاً لها.
وجبهة النصرة، المصنَّفة على لائحة المنظمات الإرهابية الدّولية، رغم إعلانها في صيف عام 2015، فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة، وتبديل اسمها إلى "جبهة فتح الشام"، هي المكوّن الرئيس لهيئة تحرير الشام، التي أبصرت النور بعد اندماج جبهة فتح الشام بفصائل إسلامية أخرى، مطلع 2017.
أما في ليبيا، فلا يزال تنظيم داعش يحاول كسب موطئ قدم فيها، وقد عزّز وجوده بمقاتلين عادوا من العراق وسوريا، وفق التقرير.
كما تبقي حركة "بوكو حرام" التي امتد نفوذها إلى خارج نيجيريا، خلايا صغيرة في ليبيا، يمكن أن تنتقل إلى دول أخرى في المنطقة.
ويضيف التقرير، أنّ "الدول الأعضاء ترى أنّه من الممكن أن يكون قياديو تنظيم داعش في ليبيا، يتحركون في مناطق نزاع أخرى في غرب إفريقيا والساحل."
سقوط داعش يدعم القاعدة
وقد راي خبراء عدديون ان تنظيم القاعدة سيظل قويا خلال المرحلة المقبلةن فقد راي عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق علي صوفان، أن “تنظيم القاعدة يتحول من جماعة إرهابية صغيرة بفروع متضاربة إلى شبكة قوية من الفروع العابرة للحدود التي اكتسبت أعدادا وقوة قتالية تنتشر الآن في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا".
ويؤكد هذا الأمر الباحث ديفيد غارتنستين روس من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بقوله إن “الجماعة برزت بقوة من خلال اتباع إستراتيجية مدروسة وإن كانت محدودة".
وتجدر الإشارة إلى أنه سيساعد انهيار تنظيم داعش، وخاصة ما يسمى بحلم الخلافة في العراق وسوريا، على إحياء تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى من جديد. كما أن ذلك الانهيار يمكن أن يزيد من إمكانية الدمج بين المقاتلين الموالين لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية وجمعهم تحت مظلة واحدة، وقد يؤدي هذا الدمج أيضا إلى ظهور تنظيم سلفي جهادي جديد.
ويختلف تنظيم القاعدة اليوم عما كان عليه قبل عقد من الزمان، فقد أصبح أقل مركزية، وأقل تركيزا على تنفيذ العمليات الإرهابية في الغرب في الوقت الراهن. وبناء على كل ما سبق من تحديات، لم تتضح بعد قدرة تنظيم القاعدة أو تنظيمات الجهاديين السلفيين الأخرى على آلية الصعود من جديد.
عودة القاعدة:
وفي يوليو الماضي، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن تنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري ينتهج استراتيجية ماكرة ومرنة وانتهازية، حيث يحاول الاستفادة من ثغرات السياسات الدولية – التي تركز على مواجهة تنظيم "داعش" وإجهاض تهديداته، فضلًا عن الغموض الذي يكتنف مناطق الصراع الملتهبة في سوريا والعراق واليمن وليبيا – لترسيخ أقدامه في تلك المناطق وخلق قواعد قوية يمكن استخدامها لتنفيذ هجمات مستقبلية ضد الغرب وحلفائه في العالم الإسلامي.
وأوضح مرصد الإفتاء في تقرير جديد تحت عنوان "مستقبل تنظيم القاعدة في ظل الأحداث والتداعيات الحالية"، أن تنظيم القاعدة يلتزم باستراتيجية طويلة المدى تضمن له البقاء والاستمرارية في ظل الضغوط والانتكاسات التي يتعرض لها، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية تقوم على أنه سيكون من المستحيل على تنظيم القاعدة إسقاط حكومات الشرق الأوسط وإقامة الخلافة ما دام "العدو البعيد" (المتمثل في الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين) ينشط في المنطقة.
وأضاف مرصد دار الإفتاء أن التنظيم - رغم الخسائر والنكسات التي مُنِيَ بها في الأعوام السابقة على جميع الجبهات - ما زال متمسكًا بخطته الطويلة المدى، التي ستسهم في ارتفاع أسهمه، في ظل الهزائم المتلاحقة التي طالت تنظيم داعش، إيذانًا بانهياره التام ونهايته ليفسح المجال مرة أخرى أمام القاعدة للصعود إلى صدارة الجهاد العالمي مرة أخرى.
وأشار المرصد إلى أن استراتيجية تنظيم القاعدة – بحسب زعمه – تقوم على استنزاف قوى الغرب الصليبي وإسقاط الحكومات الموالية له في منطقة الشرق الأوسط وصولًا إلى إنشاء الخلافة الإسلامية العالمية، فضلًا عن عمليات التمويه التي يستخدمها من خلال تغيير أسماء التنظيمات والجماعات التابعة له واللجوء إلى التخلي عن اسم تنظيم القاعدة بسبب دلالاته السلبية التي تجذب إليه الأعداء.
وأشار مرصد الإفتاء إلى أن تنظيم القاعدة لم يحرز سوى تقدم محدود في تحقيق أهدافه المعلنة، بل إنه في بعض الحالات، كانت النتائج عكسية، فالولايات المتحدة لم تهرب من العالم الإسلامي، كما كان يزعم ويتمنى، ولم تتوقف القوات الأمريكية عند العراق وأفغانستان فحسب، بل أصبح لديها العديد من القواعد في مختلف دول العالم الإسلامي، أكثر مما كانت عليه قبل ظهور القاعدة.
وأضاف أن استراتيجية تنظيم القاعدة تعتمد على تكتيكات ضبط النفس، وتثبيت أقدام التنظيم في المجتمع المحلي وإيقاف الهجمات ضد غير المقاتلين، كما دعت الاستراتيجية إلى استمرار التركيز الأساسي للتنظيم على العدو البعيد (الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما)، مع التركيز الثانوي على الحلفاء المحليين. وتتجلى هذه المبادئ التوجيهية بنجاح في أنشطة أفرع التنظيم المختلفة في شبه الجزيرة العربية والمغرب الإسلامي؛ ما يجعل تنظيم القاعدة يبدو أكثر عقلانية مقارنة مع تنظيم داعش.
وأكد تقرير مرصد الإفتاء أنه لا يمكن قياس قوة تنظيم القاعدة إلا من خلال دراسة تقدمه في تثبيت أقدامه وترسيخ مكانته ضمن حركات التمرد والمعارضة الإقليمية وإعدادها للكفاح الطويل ضد الغرب، ومن خلال هذا القياس، يتضح أن تأثير تنظيم القاعدة يزداد شراسة على الرغم من الضغوط الشديدة التي تعرض لها طوال السنوات العشر الماضية، وسيكون من الصعوبة بمكان القضاء على عناصر القاعدة التي أسست لنفسها في شمال غرب سوريا وليبيا واليمن وباكستان وأفغانستان وشمال أفريقيا والصومال.
وحذر تقرير مرصد الإفتاء من خطورة التركيز على تنظيم داعش فقط وتجاهل التنظيمات والجماعات المتطرفة الأخرى في المنطقة، لافتًا إلى أنه في حين تستهدف الحملات الدولية تنظيم داعش، يتوارى تنظيم القاعدة عن الأنظار تمهيدًا لظهوره من جديد، حيث يحاول التنظيم إعادة لمِّ شتاته على عدة جبهات، اجتماعية وسياسية وعسكرية، وهو أمر ليس بالمُفاجئ، فتنظيم القاعدة والجماعات التابعة له كالحرباء يتسم بسهولة التخفي والتكيف مع الظروف المحيطة به.
ودعا المرصد إلى ضرورة تركيز القوى الدولية على مخططات القاعدة وهي تدحر تنظيم داعش وتطرده من الأراضي التي يسيطر عليها، فرغم أن النجاحات التي تحققت ضد تنظيم القاعدة واقعيةٌ ومؤثرةٌ، وأدت إلى تراجع التنظيم، فإن الحراك الإرهابي الأوسع الذي يعززه لا يزال قويًّا ومستمرًّا، فما زالت جماعات أخرى ومنظمات منبثقة عنه تستفيد من أيديولوجياته وشبكاته التي أنشأها من قبل.