محاولات روسية اسرائيلية لتفادى اشتعال الأجواء السورية

السبت 10/فبراير/2018 - 10:03 م
طباعة محاولات روسية اسرائيلية
 
فى ضوء اسقاط طائرة اسرائيلية وأخري ايرانية فى سماء سوريا، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تجنب خطوات قد تسفر عن تصعيد الوضع في المنطقة، وبحث الوضع الخاص بتصرفات القوات الجوية الإسرائيلية، التي شنت غارات صاروخية على أهداف واقعة في أراضي سوريا".
ودعا الجانب الروسي إلى تجنب كل الخطوات، التي قد تسفر عن نشوب دورة جديدة من المواجهة الخطيرة بالنسبة للجميع في المنطقة".
فى حين طالبت إسرائيل مجلس الأمن الدولي بإنهاء ما وصفته بـ"الاستفزازات الإيرانية" في الشرق الأوسط، متهمة طهران بانتهاك القرارات الأممية.
محاولات روسية اسرائيلية
بينما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو من الغارات على سوريا وتنامي التوتر في مناطق وقف التصعيد، في ضوء قيام الطيران الإسرائيلي، ليلة 9 إلى 10 من الشهر الجاري، بتوجيه ضربات صاروخية عدة على أهداف في سوريا، وإسقاط إحدى الطائرات الإسرائيلية في منطقة الجولان، قالت الوزارة إن موسكو تشعر بقلق شديد إزاء "التطورات الأخيرة والهجمات على سوريا".
وفي ضوء التطورات الأخيرة دعت الخارجية جميع الأطراف إلى ضبط النفس، مشيرة إلى عدم قبول تعريض أمن وحياة العسكريين الروس المتواجدين في سوريا لخطر، وذكّرت الوزارة بأن القوات الحكومية السورية ملتزمة بالاتفاقات الخاصة بضمان ثبوت عمل منطقة وقف التصعيد في جنوب غرب سوريا.
أكدت الخارجية: "نحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تردي الوضع. ونعتبر من الضرورة الاحترام الكامل لسيادة وسلامة أراضي سوريا وغيرها من دول المنطقة. ومن غير المقبول على الإطلاق خلق تهديدات على حياة وأمن العسكريين الروس المتواجدين في سوريا تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية من أجل مساعدتها في الحرب ضد الإرهابيين"
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه الخارجية الروسية أن موسكو تعرض على واشنطن حل القضية المتعلقة بحالات اعتراض الطائرات من خلال تحديد المسافات المسموح بها للتقارب جوا وبحرا، وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، "آخذين بعين الاعتبار الحديث عن حالات اعتراض السفن الحربية والطائرات، نحن ندعو بإصرار إلى إضافة بنود حول المسافات القصوى المسموح بها للتقارب على الاتفاقيات الثنائية لمنع وقوع حوادث في البحر والجو، والتي تم توقيعها عام 1972".
أضافت أن "زملاءنا الأمريكيين الذين يحبون تقديم الشكاوى بشأن حالات الاعتراض، لا يريدون لسبب ما مناقشة القواعد الإضافية لضمان سلامة التحليقات والملاحة البحرية".
أكدت زاخاروفا كذلك أن "الطيران الحربي الأمريكي مولع بالتحليق قرب الحدود الروسية دون تشغيل أجهزة إرسال واستقبال الإشارات الإلكترونية، على الرغم من مبادرتنا لحل هذه القضية على أساس مقبول للطرفين".
محاولات روسية اسرائيلية
كانت وزارة الدفاع الروسية قد دعت الولايات المتحدة إلى وقف تحليقات طائراتها بالقرب من الحدود الروسية أو الاتفاق على قواعد التحليقات بعد حادثة اعتراض مقاتلة روسية لطائرة أمريكية فوق البحر الأسود نهاية الشهر الماضي.
بينما اتهم رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي البرلمان، فيكتور بونداريف، الولايات المتحدة بدفع روسيا نحو الصدام مع أطراف أخرى مشاركة في التسوية السورية.
نوه بونداريف أن "الولايات المتحدة تعمل كل شيء من أجل استمرار الحرب في سوريا، وتقوم بتسليح المسلحين بأسلحة حديثة".، مضيفا بقوله "بواسطة دعم قوى معارضة راديكالية يسعون لزيادة الانقسام بين مختلف الطوائف داخل المجتمع السوري من أجل استغلال العامل الديني كورقة مساومة في اللعبة السياسية، فيما يحاولون دفع روسيا للصدام مع دول أخرى مشاركة في التسوية السورية".
شدد السيناتور الروسي بحكمة القيادة العسكرية والدبلوماسية الروسية التي "لا تنجر وراء هذه الاستفزازات" ، معربا عن تأييده للمبادرة الخاصة بطرح مسألة التحقيق في الهجوم على القوات الموالية للجيش السوري على الأمم المتحدة للبحث ومعاقبة المسؤولين.
كان الجيش الأمريكي أفاد في وقت سابق بأن التحالف الدولي نفذ غارة على القوات الرديفة للجيش السوري بعد أن تعرضت "قوات سوريا الديمقراطية" الأربعاء الماضي لهجوم، مشيرا إلى مصرع أكثر من 100 مقاتل من القوات الموالية للجيش السوري جراء القصف.
على صعيد أخر رجح الخبير العسكري الروسي، إيجور كوروتشينكو، أن تنظيم "جبهة النصرة" في سوريا قد حصل على مضادات طائرات محمولة على الكتف بمساعدة الولايات المتحدة وأوكرانيا.
أوضح كوروتشينكو أن صواريخ "أرض جو" المحمولة على الكتف تعتبر سلاحا لا تمتلكها سوى الدول المتطورة تقنيا، كدول حلف، ولم يستبعد الخبير إمكانية قيام الاستخبارات الأمريكية بعمليات نقل سرية لمنظومات من هذا النوع إلى المعارضين السوريين، موضحا أن الحديث يدور عن صواريخ "ستينغر"، أمريكية الصنع أو منظومات مماثلة تم تصنيعها في الاتحاد السوفيتي سابقا وتخزن حاليا في مستودعات عسكرية في الجمهوريات السوفيتية السابقة أو غيرها من دول شرق أوروبا.
ركز بقوله "في المقام الأول يجب النظر إلى أوكرانيا، حيث بلغ الفساد أبعادا جعلت العمليات غير الشرعية ممكنة، وربما كانت عملية مشتركة، أجراها أحد الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية بمساعدة أوكرانيا، التي وردت دفعة صواريخ محمولة على الكتف لضمان إخفاء أي أثر غربي بعد تنفيذ هجمات إرهابية في سوريا".
أوضح كوروتشينكو أن هناك قناة أخرى يمكن أن يستخدمها الإرهابيون للحصول على هذه المنظومات، ألا وهي مستودعات الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي المنهوبة والتي كانت تحتوي على مئات وربما الاف من المضادات الجوية السوفيتية المحمولة على الكتف، متوقعا على أن تركز الاستخبارات الروسية جهودها على مسارات عدة، من بينها القضاء على منفذ عملية استهداف طائرة "سو-25" الروسية التي تم إسقاطها في سوريا قبل أيام، وجميع المسؤولين عن استخدام هذا السلاح في سوريا، وكذلك الكشف عن قنوات توريد هذه الصواريخ للإرهابيين وإغلاقها.

شارك