خبراء يبحثون مستقبل الدعم الإيراني لحزب الله
السبت 17/فبراير/2018 - 10:16 م
طباعة
كشفت تقارير بحثية امريكية وخبراء أمريكيون حلقة نقاشية عن حجم التمويل الإيراني لحزب الله ومحاولة نظام المرشد الأعلى علي خامنئي، استنساخ الحزب في عدة دولة عربية كالبحرين واليمن وسوريا والعراق، وكيفية مواجهة وكيل إيران في المنطقة.
وذكر السيناتور الأمريكي السابق ورئيس المنظمة الأمريكية "متحدون ضد إيران النووية' جو ليبرمان، إن 'العداء تجاه أمريكا يعد نقطة ارتكاز أساسية في أيديولوجيا حزب الله'، مؤكدا أن 'أيدي الحزب ملطخة بدماء الأمريكيين ويجب ألا ننسى ذلك أبدا".
وذكّر ليبرمان في حلقة نقاشية بعنوان "مستقبل وكيل إيران" وهو الوصف الذي أطلقه المتحدثون على الحزب اللبناني، بقاعة راي بورن التابعة للكونجرس الأمريكي بواشنطن، أن حزب الله 'نفذ أبشع مجزرة تعرض لها الجيش الأمريكي منذ حرب فيتنام'، في إشارة منه إلى تفجير مبنيين تابعين للقوات الأمريكية والفرنسية في بيروت عام 1983 استخدم فيه الحزب شاحنتين مفخختين، ما أدى إلى مقتل 299 جنديا أمريكيا و23 فرنسيا.
السيناتور الامريكي أكد كذلك أن حزب الله اللبناني وإيران يزودان المجموعات الإرهابية في سوريا ومناطق أخرى بالأسلحة المتطورة والتكتيكات العسكرية؛ لاستهداف مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى.
ورفض ليبرمان فصل ذراع حزب الله السياسية عن العسكرية، معتبرا أن هذه الحجة تمنحه شرعية تحمي وجوده، 'فأي فرق بين العناصر السياسية والعسكرية لحزب الله هو أمر غير صحيح'.
800 مليون دولار
واكد عضو مجلس النواب الأمريكي الجمهوري إيد رويس، ان ايران تنفق "800 مليون دولار سنويا على حزب الله اللبناني"، مضيا أن طهران ' زودت الحزب بأكثر من 100 ألف صاروخ'.
ونوه رويس إلى محاولات إيران 'بناء مصانع للصواريخ في لبنان وسوريا'.
وحذر النائب الأمريكي من أن المنطقة ستشهد 'مزيدا من القتل وفقدان الحياة' إذا تم التغاضي عن مواجهة حزب الله والتصدي لأنشطته في المنطقة. وأن إيران 'تستخدم نموذج حزب الله في اليمن وسوريا والبحرين وأذربيجان'.
واقترح رويس أن يتم 'الضغط على أيديولوجية النظام الإيراني عبر السماح للشباب الإيراني بالحديث عن الثقافة الفارسية التي انتشرت قبل عام 1979'، لإنهاء وجود نظام خامنئي ودعمه لحزب الله.
فيما قال "نورمان روول " المدير السابق في الاستخبارات الأمريكية عمل طيلة خدمته منذ 2008 حتى 2017 على متابعة ملف إيران، إن "إيران زودت حزب الله بأسلحة قوية وفعالة بصورة رهيبة، تهدد أمن آلاف الأمريكيين في المنطقة'،
فيما قال العضو الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي براد شنايدر، إن 'الحديث عن حزب الله لا يمكن أن يتم من دون الحديث عن إيران، فهو مجرد منظمة إرهابية تخضع لطهران بالكامل'.
شنايدر طمأن حلفاء الولايات المتحدة بأن واشنطن لن تتركهم في مواجهة 'الإرهاب الذي تمارسه إيران عبر وكلائها في المنطقة'.
الخلافات الطائفية
وشدد عضو مجلس النواب الأمريكي الجمهوري إيد رويس، علي إيران وحزب الله 'يلعبان على وتر الخلافات الطائفية' عبر ترسيخ فكرة العداء تجاه السنة لدى الشيعة.
ويقول رويس إن أتباع إيران في أذربيجان يدقون أبواب المواطنين الشيعة ويسألونهم: 'أنتم شيعة، لماذا لا تقاتلون من أجل الثورة الإيرانية؟'، لدفع الشباب الشيعي على الانخراط في صفوف حزب الله والمليشيات المسلحة التي تستخدمها إيران في المنطقة.
وشدد الحاضرون على خطورة أنشطة حزب الله في أمريكا الجنوبية، وعمليات غسيل الأموال التي يقوم بها في مناطق مختلفة من العالم. وأكد رويس أن العقوبات المفروضة على حزب الله صعبت عليه تمويل أنشطته، لكنه أشار إلى أن إيران مستمرة في تمويل الحزب، داعيا إلى فرض مزيد من العقوبات، ووضع حد لنفوذ الحزب في لبنان وخارجه.
تقرير دولي
فيما أفاد تقرير صادر عن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" بأن حزب الله اللبناني تتلقى ما بين 700 إلى 800 مليون دولار سنوياً من إيران لتمويل أنشطتها الإرهابية، وذلك بحسب تغريدة لتيلور ستابلتون، المتخصص في العلاقات الخارجية والشرق الأوسط، مساء الأربعاء.
وذكر التقرير أن إيران كانت تمد حزب الله بنحو 100 مليون دولار سنوياً، ارتفعت خلال 10 سنوات إلى 200 مليون دولار سنوياً.
وفي الفترة ما بين عامي 2006 و2009، تم رفع قيمة التمويلات الإيرانية للميليشيات اللبنانية الإرهابية إلى 350 مليون دولار سنوياً، نظراً لارتفاع أسعار البترول.
ومع دخول عام 2009، خفضت طهران قيمة تمويلها لحزب الله بحوالي 40%، وذلك نظراً لتدني الأسعار العالمية للبترول، وكذلك بسبب العقوبات الدولية التي فُرضت عليها بسبب برنامجها النووي.
وبحسب التقرير الذي صدر في سبتمبر 2017 عن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وهي هيئة غير حزبية تركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، فقد زادت إيران من قيمة تمويل ميليشيا حزب الله، وذلك لتعزيز مشاركتها في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد.
إلا أن إيران قامت بتخفيض التمويل مرة أخرى في الفترة ما بين 2014 و2016، نظراً للضغوط الاقتصادية التي نتجت عن تشديد العقوبات الدولية.
وخلص التقرير إلى أن طهران قامت برفع تمويلها السنوي لميليشيا حزب الله اللبناني إلى ما بين 700 إلى 800 مليون دولار في الفترة ما بين 2016 و2017.